{ نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}

( (ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا على فترةٍ من الرسل يبيّن لكم أن تقولوا ماجاءنا من بشير
ولانذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير).
على فترة من الرسل:
الفترة في هذا الموضع تعني الانقطاع من الرسل .وهي على وزن( فَعلة) من قولهم فتر هذا الأمر إذا هدأ وسكن .
أن تقولوا ما جاءنا بشير:
المصدر المسؤول من( أن تقولوا) كراهية قولكم ماجاءنا
مبشٌر ولا منذر. فلا عذر لكم بعد إرساله إليكم.)

( (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا يعدلون).
يعدلون:
العدل من أسماء الله الحسنى وهو في الأصل مصدر سُمّي به فوُضع موضع العادل.
والعدل الحكم بالحق .ورجلٌ عدلٌ وعادل جائز
الشهادة (وأشهدوا ذوي عدلٍ منكم).
يعدلون في الآية بمعنى يشركون.والعديل:
الذي يعادلك في الوزن والقدر .وفي حديث جابر :إذا جاءت عمتي وخالي مقتولين عادلتهما على ناضح،أي:شددتهما على جنبي البعير كالعدلين .وعديلك المعادل لك.والعدل نصف الحمل معدول بحمل أي :مُسوّى به.والجمع أعدال وعدول.
ورد في التنزيل (الذي خلقك فسوّاك فعدلك) أي :صرفك إلى أي صورةٍ ماشاء :إمّا حسن وإمّا قبيح إمّا طويل أو قصير .وفي قراءة أخرى مَن عدّلك أي قوّمك وجعلك معتدلا.)

( (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سرّكم وجهركم ويعلم ماتكسبون).
أي هو المألوه المعبود في السموات والأرض
متعبدون لربهم خاضعة لعظمته مستكينون لعزه وجلاله الملائكة المقربون والأنبياء المرسلون والصديقون والشهداء الصالحون .
فاحذروا معاصيه وارغبوا في الأعمال التي تقربكم منه وتدنيكم من رحمته ،واحذروا من كل عمل يبعدكم منه ومن رحمته.)

( *وتستخرجوا منه حليةّ (تلبِسونها)
و(يلبِسون)ثيابا خضرًا من سندس
واستبرق .
لبِس يلبَس: ارتداء الثوب .
*ياأهل الكتاب لِمَ (تلبِسون) الحقَّ بالباطل.
بل هم في لبْسٍ شديد.
لبِس يلبِس : اللبْس والالتباس وهو الخلط.
لبِس عليه الأمر بمعنى اختلط
واشتبه بغيره.)

( تذكير:
إجماع أهل اللسان العربي على تغليب الذكور على الإناث في الجمع:
- (وكانت من القانتين ).-مريم العذراء.
-( واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين)-
زليخة.
-(إنها كانت من قومٍ كافرين).-بلقيس.)

( (قل إني أُمرت أن أكون أول من أسلم ولاتكوننّ من المشركين).
الخطاب موجه إلى الرسول(ص):إني
أُمرت من خالقي أن أكون أول من يسلم له وجهه ويخصّه بالعبادة .كما أني نُهيت أن أكون من المشركين الذين يجعلون مع الله آلهة أخرى.
الجملة الأولى( إني أمرت) جملة خيرية.
الجملة الثانية(لاتكونن) جملة إنشائية.
الأولى خبرية في اللفظ ولكنها إنشائية في المعنى فكانت في قوة الجملة الطلبية .
والتقدير كن اول من أسلم ولاتكوننّ من المشركين).

( *(لوشاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين)
المقصود بالجاهلين هنا الجاهلين بحكمة الله في خلقه وبنبيّه التي اقتضاها علمه.
*(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلّا هو).
يخلط البعض بين مفاتح ومفاتيح:
-مفاتح :جمع مِفتح وهو المخزن.
-مفاتيح:جمع مفتاح وهو آلة الفتح.)

( (هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ماجرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليُقضى أجلٌ مسمّى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون).
خروج الروح عند النوم يختلف عن خروجها عند الموت ،فخروجها عند الموت خروج تام وانفصال كامل .أمّا خروجها عند النوم فخروج جزئي ينشأ عنه فقد الإدراك ،
ويبقى لها ارتباط بالجسم،ونوع من الاتصال
لايعلم كيفيته إلّا الله سبحانه وتعالى.ولذلك
يتحرك الإنسان ويتنفس ويتكلم أحيانا.)

( ( وذكّر به أن تُبسلَ نفسٌ بما كسبت)
الخطاب موجه إلى الرسول الأعظم(ص):
أن تُبسلَ نفسٌ بما كسبت أي :ترتهن وتُسلّم
للهلكة.يقال:أبسلت ولدي أي أرهنته.
الضمير في قوله(وذكّر به)يعود إلى القرآن أو بهذا الدين مخافة أن تُسلم نفسٌ إلى الهلاك
بسبب كفرها واغترارها بالحياة الدنيا واتخاذها
الدين لعبا ولها.
ولفظ تُبسل مأخوذه من البسل بمعنى المنع
بالقهر بسبب ما اكتسبته في الدنيا من أعمال قبيحة .ومنه أسدٌ باسل لمنعه فريسته من الإفلات.)

بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
صدق الله العظيم