حَيِّ المُعَلِّم حَيِّ المُعَلِّمَ هَاتِ الزَّهْرَ بَاقَاتِ ــ فِي صُبْحِهِ وَلَدِي في كُلِّ أوْقَاتِ هذا الذِي بَاتَ أنْوَارًا يُزِيلُ دُجًى ــ يُعْطِي شُرُوحًا حَوَتْ أصْنَافَ لَفْظَاتِ يُجْدِي يُبَصِّرُ صَدَّ الجَهْلَ أبْعَدَهُ ــ لَوْلاَ المُعَلِّمُ كُنَّا مِثْلَ أمْوَاتِ رَبَّى وَعَلَّمَ أجْيَالاً غَدَتْ دُرَرًا ــ تُنْجِي الوَرَى عَلِمُوا مِنْ شَرِّ زَلاَّتِ هَذا المُعَلِّمُ ذُخْرٌ يَا بَنِي وطَنِي ــ شَهْدُ الكَلاَمِ إذَا يَحْلُو بِجَلْسَاتِ حَرْفٌ لْرُسْلٍ دَعَوْا كَمْ أرْشَدُوا بَشَرًا ـ بَدْرٌ بَدَا ضَاءَ يُنْهِي حُلْكَ ظَلْمَاتِ عِزًّا نَرَاهُ شُمُوخًا دَائِمًا مَثَلاً ــ لِلنَّاسِ بَوْصَلَةً مُنْذُ البِدَايَاتِ يَحْنُو حُنُوَّ أبٍ جَلَّتْ أُبُوّتُهُ ـ مَا شَحَّ يَغْمُرُ جَمْعًا بِالإجَابَاتِ هَذَا المُعَلِّمُ نُورٌ بَيْنَنا شَرَفٌ ــ حِبُّ الجَمِيعِ سَعَى يَبْنِي بِنَايَاتِ هَذَا المُعَلِّمُ وَاهٍ مَنْ يُحَارِبُهُ ــ رِفْقًا بِهِ كَمْ سَقَى النُّفُوسَ غَايَاتِ هَذَا المُعَلِّمُ وَجْهٌ قَدْ سَمَا خُلُقًا ــ أنْعِمْ بِهِ سَنَدًا عِنْدَ المُلِمَّاتِ أعْطَى المَكَارِمَ في الأعْمَاقِ رَسَّخَهَا ــ بَيْنَ البَنِينَ تَرَاءَتْ وَ البُنَيَّاتِ حَثَّ الجَمِيعَ على صَيْدِ العُلُومِ ــ تُذْكِي العُقولَ تُسْدِي كالمَناراتِ كَمْ أوْغَلَ الحُبُّ بَيْنَ العَالَمِينَ لَهُ ــ حُبُّ الجَمِيعِ لَهُ فَيْضُ انتصَارَاتِ بِالنُّصْحِ يُبْهِرُنَا بالحُبِّ يَغْمُرُنَا ــ يُقْصِي الجوَى مَا بَدَا يَأتِي بِالمَسَرَّاتِ يُولِي اليَتِيمَ هَوًى يُنْسِي افْتِقَادَ أبٍ ـ مَا غَيَّبَ العُمْرَ أمْطَارَ ابْتِسَامَاتِ هَذا المُعَلِّمُ لَوْ تَدْرِي تَرَى عَجَبًا ــ صَبْرًا لَهُ لاَ يُضَاهَى بَيْنَ وَيْلاَتِ ! هَذَا المُعَلِّمُ لاَ يَبْدو سِوَى أسَدٍ ــ بالعِلْمِ يَحْمِي الحِمَى يُفْنِي الجَهَالاَتِ قُمْ جُدْ بِقَوْلٍ جَمِيلٍ قُلْ لَهُ دَمِثًا : ــ شُكْرًا جَزِيلاً يَفِي كُلَّ العِبَارَاتِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ عبد الله التواتي .
حَدِيثٌ مِن ذلك الزّمَن ــــــــــــــــــــــ أتَوْا بِجَيْشٍ لا يُعَدُّ كَأنّهُم لمْ يَقْرأوا : " ذَا الشَّعْبُ لا يُصَدُّ " ! لَمَّا غَزَا العُدُوُّ ما اسْتَسْلَمَ ما انْصَاعَا عَجَّلَ يُرْسِي صَفَّهُ مَا عَرَف الصِّرَاعَا هَامَ بِثَوْرَةٍ تَرَامَتْ في الوَطَنْ زَكَّى سَعَى مَدَّ يَدًا سَارَعَ يُعْلِي هِمَمًا أحَبَّها احْتَضَنْ جَاهَدَ صَابِرًا يُدَوِّي شَامِخًا : " ذَا الشَعْبُ مِقْدَامٌ جَسُورٌ لاَ يُطاقُ في كُلِّ شِبْرٍ دَمُهُ مُهْرَاقُ " تَفَجَّرَ العِدَى حِقْدًا بَغَوْا كمْ شَرَّدُوا كَمْ رَهَّبُوا كَمْ عَذّبُوا لَوْ عَرَفُوا الحُبَّ سَرَى كالدَّمِ في عُرُوقِهِ ما اقْتَرَبُوا عَثَوْا طَوِيلاً هَاهُنا كَمْ أْعْدَمُوا بالمِقْصَلاتِ كَمْ أطْلَقُوا مِنْ طَائرَاتِ كَمْ أعْمَلُوا الحِقْدَ الدَّفِينَ ارْتَكَبُوا المَجَازِرْ وَمَا مَحَوْا حُبَّ الجَزَائرْ يُنْصِفُنَا التَّارِيخُ يَوْمًا يُهْزَمُ الزَّيْفُ تَعُودُ هَاهُنَا البَشَائرْ نَهْتِفُ عَالِيًا وَدَمْعُ العَيْنِ فَائرْ : نَحْنُ هُنَا والحُبُّ هَاهُنا فِدَى الجَزَائرْ ــــــــــــــــــــــــ عبد التواتي ــــــــــــــــــــــــــ الرجز .