ألجنون أعلى مراحل العقل

(ألجنون أعلى مراتب العقل)
———————————
عمر مصلح
مجتزأ بسيط من الإستهلال

بعيداً عن السفسطة، واعتماد المنطق المجرد لإثبات القناعات، والاعتقاد بالصفات الكيفية، كالقبح والجمال والخير والشر..
وبعيداً عن المجاز بالتعبير عن القوى الروحية والكونية..
وبعيداً عن القوى الخارقة والسحر والطلاسم والأجرام والأفلاك ...
بعيداً عن كل هذا.. أمارس لعبة التفكير بحيادية.
فأنا اسير مع الجميع، وخطوتي وحدي..
عفواً لست وحدي، بل أنا وحشودي.. فأنا يعني جنوني المتشظي، جنوني الذي رافقني منذ زوال ساعة الزوال من عمري وأظنه إلى زوال.
لست معنياً كثيراً بالأخلاط الأربعة، ولا بالعَدَد، ولا بالمسلَّمات.
أيمم وجهي صوب رؤاي، لأني مقتنع بأن لاانتماء إلا للوعي.
ألوعي ياسادتي ليس بالمفهوم الحرفي المتداول أو المُستَهلَك.. فالجنون وعي من نوع خاص، أي انه مسافة مابين تسوّل المعرفة، والارتياب ، بقلق لاهدنة فيه، ولا ثمة وقف لإطلاق الأفكار.
فـ ( بارمنيدس ) كان ينشد الحقيقة الثابتة التي لاينتابها تغيير أو فناء ..
و ( زينون ) أثار مشكلة الزمان والمكان، وهل هما محدودان أم لانهئيان..
و (سقراط ) المتهم بتلويث العقول، من حيث علاقتها مع الآلهة، كان جدلياً لقناعته بان المعرفة موجودة في عقر الإنسان..
والنساطرة يعتقدون أن للمسيح طبيعتان إلهية – بشرية.، عكس ( الملكانيون ) الذين اعتقدوا ، بروح واحدة.
لا أراها إلا من ضمن بحثي، ومجاهلاً أتقصاها.
وعيي يشير إلى ان للروح نوفذ أخرى.. فهنالك روح للرغبة، وروح للعقل، وأرواح أخرى هائمة في عالم الجنون .
ولا إبداع حقيقي إن لم ينضوِ تحت هذا اللواء.
فابتكرت خط سير وعر لايلجه عاقل على الإطلاق..
مستنداً على ان الموت ثيمة عظيمة للبقاء لأن البقاء لايمكن ان يكون إلا من خلال الموت.. فهو الذي يعطي مديات أوسع للمبدع، والصورة تبدأ من حالة شكلية فوضوية قلقة، تنتهي إلى حالة مستقرة .
والرسالة يتوجه بها المُرسِل إلى المُرسَل إليه، باشتراطات توصيلية لفظية وحركية وإيمائية وصورية تنتظم في شفرة أو مجموعة من السنن والأعراف بناء على سياق يفهمه الملقي والمتلقي.
من هنا انطلقت، وإليها سأعود.
إذاً الجنون هو الباعث الأساس في تفسير معميات الكون، ومن ثمة خلق أجواء قد تبدو غرائبية، لكنها هي الحقيقة.. الحقيقة التي مازلت أجوس خاصرتها.
منطلقاً من أن العلاقة لزومية مابين الجنون والإبداع كلزوم الدخان للنار.

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح     (ألجنون أعلى مراتب العقل) ——————————— عمر مصلح مجتزأ بسيط من الإستهلال بعيداً عن السفسطة، واعتماد المنطق المجرد لإثبات القناعات، والاعتقاد بالصفات الكيفية، كالقبح والجمال والخير والشر.. وبعيداً عن المجاز بالتعبير عن القوى الروحية والكونية.. وبعيداً عن القوى الخارقة والسحر والطلاسم والأجرام والأفلاك ... بعيداً عن كل هذا.. أمارس لعبة التفكير بحيادية. فأنا اسير مع الجميع، وخطوتي وحدي.. عفواً لست وحدي، بل أنا وحشودي.. فأنا يعني جنوني المتشظي، جنوني الذي رافقني منذ زوال ساعة الزوال من عمري وأظنه إلى زوال. لست معنياً كثيراً بالأخلاط الأربعة، ولا بالعَدَد، ولا بالمسلَّمات. أيمم وجهي صوب رؤاي، لأني مقتنع بأن لاانتماء إلا للوعي. ألوعي ياسادتي ليس بالمفهوم الحرفي المتداول أو المُستَهلَك.. فالجنون وعي من نوع خاص، أي انه مسافة مابين تسوّل المعرفة، والارتياب ، بقلق لاهدنة فيه، ولا ثمة وقف لإطلاق الأفكار. فـ ( بارمنيدس ) كان ينشد الحقيقة الثابتة التي لاينتابها تغيير أو فناء .. و ( زينون ) أثار مشكلة الزمان والمكان، وهل هما محدودان أم لانهئيان.. و (سقراط ) المتهم بتلويث العقول، من حيث علاقتها مع الآلهة، كان جدلياً لقناعته بان المعرفة موجودة في عقر الإنسان.. والنساطرة يعتقدون أن للمسيح طبيعتان إلهية – بشرية.، عكس ( الملكانيون ) الذين اعتقدوا ، بروح واحدة. لا أراها إلا من ضمن بحثي، ومجاهلاً أتقصاها. وعيي يشير إلى ان للروح نوفذ أخرى.. فهنالك روح للرغبة، وروح للعقل، وأرواح أخرى هائمة في عالم الجنون . ولا إبداع حقيقي إن لم ينضوِ تحت هذا اللواء. فابتكرت خط سير وعر لايلجه عاقل على الإطلاق.. مستنداً على ان الموت ثيمة عظيمة للبقاء لأن البقاء لايمكن ان يكون إلا من خلال الموت.. فهو الذي يعطي مديات أوسع للمبدع، والصورة تبدأ من حالة شكلية فوضوية قلقة، تنتهي إلى حالة مستقرة . والرسالة يتوجه بها المُرسِل إلى المُرسَل إليه، باشتراطات توصيلية لفظية وحركية وإيمائية وصورية تنتظم في شفرة أو مجموعة من السنن والأعراف بناء على سياق يفهمه الملقي والمتلقي. من هنا انطلقت، وإليها سأعود. إذاً الجنون هو الباعث الأساس في تفسير معميات الكون، ومن ثمة خلق أجواء قد تبدو غرائبية، لكنها هي الحقيقة.. الحقيقة التي مازلت أجوس خاصرتها. منطلقاً من أن العلاقة لزومية مابين الجنون والإبداع كلزوم الدخان للنار.

هذه مرحلةٌ راقية من الإنسانية أجاهد للوصول إليها ،
فاقبلني تلميذة في الصف أستاذي القدير . .
أسجل بكل بفخر ، لتلقي الدروس العظيمة هنا . .
.
.
مساؤك جنونٌ واعٍ و زيادة . .

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري     هذه مرحلةٌ راقية من الإنسانية أجاهد للوصول إليها ، فاقبلني تلميذة في الصف أستاذي القدير . . أسجل بكل بفخر ، لتلقي الدروس العظيمة هنا . . . . مساؤك جنونٌ واعٍ و زيادة . .

تشرفني مشاركتك لعبة التفكير، إذ أعوِّل على مدركاتك الفكرية، واستنباطاتك، وتحليلاتك الجمالية.
فحين أفرد (بومغارتن) فلسفة علم الجمال من الفلسفة عموماً في تأملاته الفلسفية، كان يدرك تماماً أن للجمال مساحات لا تحتمل ركونها تحت مصطلح فضفاض.
فالإنسان ألمبدع صاحب الخيال المنتج أولاً، والعلاقة بين النظرية والأداء الفني الجمالي أولاً أيضاً.
لذا بات علينا تأمل الحقيقة من زاوية جمالية مضيئة غير محكومة بالمسلّمات والإتفاقات المسطحة، أي نفكر بعمق، ونسيج بحيث نفرز اللُحمة عن السدى.
ورب معترض على تسمية النظرية (ألجنون أعلى مراتب العقل) وهذا من حقه إلى حدود، أي عليه التخلص من فكرة الجنون التي تُعزى إلى من تلبسته الجن، وتفسير المعميات من أية زاوية غير زاوية السفسطة المعروفة.
فالجنون أيتها الصوفية بالتفكير يختلف تماماً عن الخطل الفكري والعته والذهان والعصاب.
وهذا أول اتفاق بيننا، علينا أن نثق به.
ومن ثم نتبع خطوات سقرط الثلاث، في عملية الإقناع المبدئي.
دمت موثّقة بالوجدان.

[منية الحسين]

جنون الإبداع يرادف (الإنسلاخ والتحرر)
التحرر من المادة التي تثقل ذهن المبدع
فالمبدع أوسع من القوالب الجاهزة
فلا عقل ولا قانون يحكمهَ غير
إشراقة روح يوهجها عطر إنسانه الأعلى
من أي جهة تشرق الشمس؟ هل تأكل بيديك أم بعينيك؟
ماالذي ينام بجسدك أولا....
وما إلى ذلك من أسئلة مقدرة بإجابات
منطقية، عقلانية
..
نحن هنا حيث* اللامنطق واللا جسد ياسادة..
حيث تهيم الأرواح حرة طليقة..،
تستنشق ماخلف أسوار الدنيا من عبير
تكسر الأقفاص والأغلال..
تصنع بالكلمة بساتينا وأطيارا وأنهارا فضية
و.. و.. و..
والحديث يطول......
أستاذنا القدير /عمر مصلح
رأيت كلمة جنون فدخلت، أبيت أن أخرج دون أن أصف
شيئا من جنوني
....
شكرا لفكرك الواعي حد الجنون
تحياتي

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح     تشرفني مشاركتك لعبة التفكير، إذ أعوِّل على مدركاتك الفكرية، واستنباطاتك، وتحليلاتك الجمالية. فحين أفرد (بومغارتن) فلسفة علم الجمال من الفلسفة عموماً في تأملاته الفلسفية، كان يدرك تماماً أن للجمال مساحات لا تحتمل ركونها تحت مصطلح فضفاض. فالإنسان ألمبدع صاحب الخيال المنتج أولاً، والعلاقة بين النظرية والأداء الفني الجمالي أولاً أيضاً. لذا بات علينا تأمل الحقيقة من زاوية جمالية مضيئة غير محكومة بالمسلّمات والإتفاقات المسطحة، أي نفكر بعمق، ونسيج بحيث نفرز اللُحمة عن السدى. ورب معترض على تسمية النظرية (ألجنون أعلى مراتب العقل) وهذا من حقه إلى حدود، أي عليه التخلص من فكرة الجنون التي تُعزى إلى من تلبسته الجن، وتفسير المعميات من أية زاوية غير زاوية السفسطة المعروفة. فالجنون أيتها الصوفية بالتفكير يختلف تماماً عن الخطل الفكري والعته والذهان والعصاب. وهذا أول اتفاق بيننا، علينا أن نثق به. ومن ثم نتبع خطوات سقرط الثلاث، في عملية الإقناع المبدئي. دمت موثّقة بالوجدان.

معلمي ،
الكثيرون اليوم يعبرون فوق الكلام دون فلترته ،
و أرى سقراط غاضبا لكثرة السفسطة ،
لأن البعض في دائرتي الواسعة يسمونني (صعبة) ، رغم أني لا أثقلهم بي ،
فأنا غالبا أنتقل من الدائرة الواسعة إلى الدائرة الأضيق ، فالأضيق . .
لأنني من معتنقي حقيقة سارتر ( الجحيم هو الآخرون ) !
معضلةٌ كبرى . .
،
تعلم أيها المعلم ،
دوما رأيت الجنون عالما له متطلبات عالية ، لا يتمكن من الحصول عليها إلا أشخاصٌ أفذاذ ،
أتمنى لو كنتُ وااحدةً من هؤلاء . .
الجنون في التفكير . .
درجٌ يصل إلى المدى الأجمل في كل الأشياء ،
و هنا ،
أحاول أن أمتلك الجرأة و أضع قدما أولى على أول العتبات ،
و قلبي مشرئبٌ نحو الأجمل . .

و باقة نورٍ من حديقة الصدق لروحك

هل يجوز طرح الأسئلة لفتح الأفق نحو الأوسع ، و الأجمل . .
نحو الجنون !

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري     معلمي ، الكثيرون اليوم يعبرون فوق الكلام دون فلترته ، و أرى سقراط غاضبا لكثرة السفسطة ، لأن البعض في دائرتي الواسعة يسمونني (صعبة) ، رغم أني لا أثقلهم بي ، فأنا غالبا أنتقل من الدائرة الواسعة إلى الدائرة الأضيق ، فالأضيق . . لأنني من معتنقي حقيقة سارتر ( الجحيم هو الآخرون ) ! معضلةٌ كبرى . . ، تعلم أيها المعلم ، دوما رأيت الجنون عالما له متطلبات عالية ، لا يتمكن من الحصول عليها إلا أشخاصٌ أفذاذ ، أتمنى لو كنتُ وااحدةً من هؤلاء . . الجنون في التفكير . . درجٌ يصل إلى المدى الأجمل في كل الأشياء ، و هنا ، أحاول أن أمتلك الجرأة و أضع قدما أولى على أول العتبات ، و قلبي مشرئبٌ نحو الأجمل . . و باقة نورٍ من حديقة الصدق لروحك

أجل أيتها العزيزة، فالغالبية لا يجهدون الفكر بالتحليل، وتناول القضايا من جوانب غير تقليدية.
ولقد اعتنق سقراط السفسطة بادئ ذي بدء ثم نبذها تماماً.
والطبيعي للإنسان المفكر أن يبدأ من دائرة كبرى وصولاً للمركز الساخن، كي يكون شمولي المعرفة، وتكون أراؤه مدروسة وفق قناعات، ومؤيدة بالدوال والثبوتات والقياس.
فعالم الجنون الإبداعي، له مرتكزاته الفكرية المبنية على الديالكتيك، والتشكيك حتى يصل إلى قناعة ما.
وهذا ما جعلنا ننفلت من ربقة المحددات، والعلاقات المجانية.
لك بيادر ورد ومحبة.

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري     هل يجوز طرح الأسئلة لفتح الأفق نحو الأوسع ، و الأجمل . . نحو الجنون !

من المؤكد هذا وإلا ليس هناك سبب لطرح الأفكار
لكني أود أن تبث الأسئلة بعد الحلقة الثانية التي سأدونها لاحقاً.
محبة واعتزاز كبير.

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح     من المؤكد هذا وإلا ليس هناك سبب لطرح الأفكار لكني أود أن تبث الأسئلة بعد الحلقة الثانية التي سأدونها لاحقاً. محبة واعتزاز كبير.

و ليكن ما تود معلمي القدير ،
في انتظار الحلقة القادمة إن شاء الله
بيادر نور

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منية الحسين     جنون الإبداع يرادف (الإنسلاخ والتحرر) التحرر من المادة التي تثقل ذهن المبدع فالمبدع أوسع من القوالب الجاهزة فلا عقل ولا قانون يحكمهَ غير إشراقة روح يوهجها عطر إنسانه الأعلى من أي جهة تشرق الشمس؟ هل تأكل بيديك أم بعينيك؟ ماالذي ينام بجسدك أولا.... وما إلى ذلك من أسئلة مقدرة بإجابات منطقية، عقلانية .. نحن هنا حيث* اللامنطق واللا جسد ياسادة.. حيث تهيم الأرواح حرة طليقة..، تستنشق ماخلف أسوار الدنيا من عبير تكسر الأقفاص والأغلال.. تصنع بالكلمة بساتينا وأطيارا وأنهارا فضية و.. و.. و.. والحديث يطول...... أستاذنا القدير /عمر مصلح رأيت كلمة جنون فدخلت، أبيت أن أخرج دون أن أصف شيئا من جنوني .... شكرا لفكرك الواعي حد الجنون تحياتي

سيدتي الرائعة
لايغيب عن بالكم حتماً أن الجمال منظومة مختلطة من الوعي، والبناء النفسي، والفسيولوجيا.
وغايتها تنسيق العواطف مع النظم المعرفية، وتحقيق اندماج تفاعلي بين المشاعر والعمل.
وهذا ما يؤكد طرحكم أعلاه.
وأسطورة الكهف لإفلاطون لها وقفة استقرائية سنتناولها حول الوهم والحقيقة.
عالم الحقيقة الأبدية والعالم الحسي المادي.
وسأحاول (في الحلقات القادمة) التوقف عند نظرية المعرفة الإستشراقية للفأرابي، اي المعرفة الحسية والمعرفة العقلية والمعرفة الإستشراقية.
مبروك عليَّ صداقتك أيتها المجنونة الغالية.