إلى الشاعر المبدع / ألبير ذبيان
قصيدة نظتها ارتجالا
أهاجكَ في الرُّبى رشأٌ ربيبُ
وقلبُك َقدْ بَدتْ فيه ِ النّــدوب ُ
أمِ الأشـــواقُ تعبثُ في فؤادٍ
فما نفعَ العلاجُ ولا الـطبيب ُ
كأنَّ العَيْشَ إذْ ولّى التّصابي
تكدّرَ عندمــا غابَ الحبيب ُ
وكيفَ يؤوبُ للوجدان ِأُنْسٌ
وقد يمضي الحبيبُ ولا يؤوبُ
ألا إنّ الحـــوادثَ حــولَ قلبي
تعاظمتِ المصائبُ والخُطوبُ
وكمْ ســرَّ العــواذلُ أنَّ قلـبي
من َالهجرانِ محزونٌ كئيبُ
وإنّي عشتُ في وطني طريدا
بلا ذنبٍ ومـن حــقّي حريب ُ
وأنَّ الوَهْنَ داهمني بعَظمي
وأنّ الرأسَ أشعله ُ المَشيبُ
يُؤنّبني الجهولُ بغيرِ علم ٍ
ومثلي لا يُؤنّبه الأريــب ُ
فرُحتُ أجوبُ في أرض القوافي
منَ الثمرات أقطفُ ما يَطيبُ
هو الكروانُ يشدو كلّ يوم ٍ
فيطربُ خافقي منه النّسيب ُ
لقد هبّتْ من الشّام ِ القوافي
وقد حملتْ نسائمها القلوبُ
يَرّقُّ نشــيدهُ في كلّ بيْت ٍ
لعمري إنّه السحرُ العجيبُ
ترى في شعرهِ الألفاظَ تزهو
بحُسنٍ خطّها قلم ٌ نجيب ُ
سوائرُ تملأ الأفاقَ سحرا ً
وتحملها شمالٌ أوجنوبُ
كأنّ نشيده سهمٌ سديدٌ
وألبيرُ المُسدّدُ والمُصيبُ
وتدنو من قصائدهِ الغواني
قلوبُ الغانيات ِ بها تذوبُ
معانيه اللآليء في فضاء
ولم يدركْ معانيه اللغوبُ
فصيحٌ والفصاحةُ فيه طبعٌ
ومن يدنو لألبير لا يخيبُ
الوليد