رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
( ( وكذلك نُري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين) .
ملكوت:
ستقرأ تفسيرا لن تجد له أصلا في كتب التفسير:
في العربية ثلاث حركات:الفتحة والكسرة والضمة أما في العبرية فيضاف إليها حركتان هما الضخمة الممالة (ao) مثل ملكوت وغالبا ماتكون علامة تأنيث نقول( تلميدوت) جمع مؤنت( وتلميديم) جمع مذكر(يدعوت آحرنوت) اسم صحيفة . وكذلك الكسرة الممالة كما تلميديم .
وفي العربية أن الأشياء غير المرئية تؤنث :
قلوب حزينة ،أمعاء رقيقة ،آفاق واسعة .....
ولا تنس أنّ العربية والعبرية صنوان.
فملكوت بها إضافة الوا والتاء التي تدل على جمع المؤنث باعتبار أن الملك ظاهر (ولله ملك السموات والأرض )وأن الملكوت وهو الملك المخفي الذي لايعلمه البشر ومن هنا جاء في الآية(نُري ابراهيم ملكوت السموات والأرض).ذلك أنه أُقيم على صخرة وكُشف له عن السموات والأرض حتى العرش ونظر إلى مكانه في الجنة .
وروي عن سلمان رضي الله عنه عن علي رضي الله عنه لما رأى ملكوت السموات والأرض أبصر رجلا على فاحشة فدعا عليه فهلك.ثم أبصر آخرا فدعا عليه فهلك ثم أبصر آخرا فأراد أن يدعو عليه ،فقال له الرب عزّ وجل :
يا ابراهيم :أنت رجلٌ مستجاب الدعوة،فلا تدعون على عبادي ،فإنما أنا من عبدي على ثلاث خصال:إمّا أن يتوب فأتوب عليه،وإمّا أن
أُخرج منه نسمة تعبدني ،وإمّا أن يُبعث إليّ فإن شئت عفوت عنه وإن شئت عاقبته.
الواو في (وليكون )حرف عطف على المعنى
والتقدير :نريه ملكوت السموات والأرض ليستدل به وليكون من الموقنين .
ملاحظة أخيرة: هناك في الآية إشارة إلى
الإسراء والمعراج لسيدنا محمد(ص)لنريه من آيتنا)،و( نُري ابراهيم) ملكوت السموات والأرض . الفارق بينهما أن سيدنا محمد رُفع جسما وروحا وأن سيدنا ابراهيم كُشف عنه الغطاء.وكلا الحالتين من المعجزات الإلهية .)