كان مجلسُ سعيد بن المسيب عامرًا بعشراتٍ، بل بمئاتٍ من الشباب الصالحين، يحرصون على حضور حلقته؛ طلبًا للعلم، وتعلّقًا بالهدي والتربية.
وفي أحد الأيام، انقطع أحد طلابه عن المجلس، وكان يُكنّى بـ أبي وداعة، فلم يحضر المعتاد من حلق العلم.
وبعد عدة أيام عاد إلى المجلس، فرآه سعيد بن المسيب، وقال له مستفهمًا بلطف واهتمام:
– أين كنت يا أبا وداعة؟
فأجابه الشاب في حزن:
– ماتت زوجتي، فانشغلتُ بدفنها والقيام بشأن عزائها.
فقال سعيد – رحمه الله – معاتبًا ومعزيًا:
– هلّا أخبرتنا حتى نعزّيك ونواسيك؟
ثم سأله:
– هل عزمت على الزواج بعدها؟
قال الشاب:
– ومن يزوّجني، وأنا لا أملك إلا ثلاثة دراهم؟
فتعجّب سعيد وقال:
– سبحان الله! ثلاثة دراهم لا تُعفّ مسلمًا؟!
– الله أكبر… ثلاثة دراهم لا تُعفّ مسلمًا؟!
فقال الشاب مستغربًا:
– ومن يزوّجني؟
قال سعيد بهدوء:
– أنا أزوّجك.
قال الشاب بدهشة:
– ابنة سعيد بن المسيّب؟! تلك التي يخطبها الأمراء والوزراء فيردّهم عنها؟
فقال:
– نعم، أنا أزوّجك.
ثم دعا من كان في ناحية المسجد ليشهدوا العقد، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
– زوّجنا فلانًا من فلانة على درهمين.
فتَمّ العقد.
يقول الشاب:
خرجتُ من المسجد وأنا أطير من شدّة الفرح… لقد تزوّجتُ ابنة سعيد بن المسيّب!
عدتُ إلى بيتي، وكان الوقت قبيل مغيب الشمس، وكنتُ صائمًا، فأخرجتُ خلًّا وخبزًا لأفطر بهما، وإذا بطارقٍ يطرق الباب.
قلت:
– من؟
قال:
– سعيد.
فلم يخطر ببالي سعيد بن المسيّب، إذ لم يكن يُرى منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد.
فتحتُ الباب فإذا هو سعيد بن المسيّب بنفسه واقفٌ أمامي.
فقلت في نفسي: لعلّه رجع في كلامه.
قلت له:
– لماذا أتيت؟ كان حريًّا بك أن ترسل إليّ فأتيك.
فقال:
– مثلك يُؤتى إليه.
ثم قال:
– زوّجناك… وخفت أن تبيت الليلة أعزب، فيحاسبني الله على عزوبيتك هذه الليلة.
ثم دفع امرأةً كانت خلفه إلى داخل البيت، فسقطت من شدّة حيائها، ثم قال:
– بارك الله لك، وبارك عليك، هذه زوجك.
أسأل الله أن يوفّق بينكما، ويصلح شأنكما.
ثم انصرف.
يقول الشاب:
نظرتُ إليها، فإذا هي من أجمل النساء… والله ما رأت عيني أجمل منها.
فصعدتُ إلى سطح المنزل، وناديتُ جيراني، وقلت لهم:
– لقد زوّجني سعيد بن المسيّب ابنته، وقد أتى بها إليّ هذه الليلة، فانزلوا عندها.
ثم ذهبتُ إلى أمي لأخبرها، فقالت لي:
– وجهي من وجهك حرام، والله لا تقربنّها حتى تمرّ ثلاثة أيام، أزيّنها فيها كما تُزيَّن العروس.
وبعد ثلاثة أيام دخلتُ عليها، فوالله ما رأت عيني أجمل منها؛ إن تكلّمت أحسنت الكلام، وإن سكتت كان سكونها في أجمل مقام.
ومكثتُ معها شهرًا كاملًا، فلم أرَ منها إلا صيامًا وقيامًا.
وبعد شهر، أردتُ الذهاب إلى مجلس سعيد لطلب العلم.
فقالت لي:
– إلى أين تذهب؟
قلت:
– إلى مجلس سعيد لطلب العلم.
فقالت:
– اجلس، فإن علم سعيدٍ كلَّه عندي.
ثم خرجتُ بعد شهر إلى مجلسه، فلما رآني تبسّم، ولم يكلّمني حتى انفضّ الجمع.
فلما خلا المجلس، جلستُ بين يديه، فقال:
– كيف ضيفكم؟
قلت:
– على أحسن حال.
قال:
– إن رأيتَ ما لا يُعجبك، فالعصا.
ثم أعطاني عشرين ألف دينار، وقال:
– استعنْ أنتَ وإيّاها على قضاء حوائجكما.
ثم يقول الراوي في آخر القصة:
الله أكبر… ثلاثة دراهم لا تُعفّ مسلمًا!
لله درّك يا سعيد… فأين لنا بمثل سعيد في زماننا؟
آاااااه يالوليد لو يرزقني الله بمثل سعيد ههه
حياك الله وبياك وأفضل منزلة حباك
إحسنت الإختيار وإجدت النشر يا صديقي
عسى الناس تتعظ ويرزقنا الله بمن يشبه سعيد غفر الله له واسكنه فسيح جناته .
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
سلام من الله و ود ،
مع أنني قرأت هذه القصة غير مرة ؛ على أنكم حققتم الإمتاع و السؤال يبقى برسم الإجابة : أين سعيدو هذه الأمة ؟!
ثمة قليل يحاولون و يفعلون اللهم اجعلنا من القليل و كثرنا ...
اللهم آمبن...
اختيار موفق مثرٍ ،
أحسن الله إليك يالوليد ..
شكرا للرفد و الإثراء ،
جزاكم الله خيرا ،
أنعم بكم و أكـرم...!!
محبتي و الود
آاااااه يالوليد لو يرزقني الله بمثل سعيد ههه
حياك الله وبياك وأفضل منزلة حباك
إحسنت الإختيار وإجدت النشر يا صديقي
عسى الناس تتعظ ويرزقنا الله بمن يشبه سعيد غفر الله له واسكنه فسيح جناته .
هؤلاء الرجال الرجال
كان ديدنهم رضا الله جلّ في علاه
رجال تربّوا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم
لا تدري
لعلّ الله يجمعك برجل يسير على النهج القويم
سلام من الله و ود ،
مع أنني قرأت هذه القصة غير مرة ؛ على أنكم حققتم الإمتاع و السؤال يبقى برسم الإجابة : أين سعيدو هذه الأمة ؟!
ثمة قليل يحاولون و يفعلون اللهم اجعلنا من القليل و كثرنا ...
اللهم آمبن...
اختيار موفق مثرٍ ،
أحسن الله إليك يالوليد ..
شكرا للرفد و الإثراء ،
جزاكم الله خيرا ،
أنعم بكم و أكـرم...!!
محبتي و الود
نثق باتساع ثقافتكم
واطلاعكم ...
ولكن نحاول أن نقدم
من الكنوز ما في الإعادة إفادة
نفعنا الله وإياكم
أما عن سؤالك الجميل : أين سعيد هذه الأمة ؟؟
فأقول: إن هذه الأمة ولادة معطاءة وصدق فيها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه:
الخيرُ فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة )
نثق باتساع ثقافتكم
واطلاعكم ...
ولكن نحاول أن نقدم
من الكنوز ما في الإعادة إفادة
و نثق بمقاصدكم النبيلة و إنما أردت الإشارة إلى تجدد ما تثيره مثل هذه القصص من إثراء و تذكير
و مودة خضراء
نفعنا الله وإياكم
أما عن سؤالك الجميل : أين سعيد هذه الأمة ؟؟
فأقول: إن هذه الأمة ولادة معطاءة وصدق فيها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه:
الخيرُ فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة )
مودتي
إيه و الله صدقتم وأحسنتم الإجابة،
و على دعائكم :
اللهم آمين