أسرجْ فؤادكَ إنّ الفكرَ وَضّــاءُ
واعـدِلْ إليها ، فــمنهـا الوَجْـهُ مِـعـطـــاءُ
...
أطربْ بعالَمِها ، وارقبْ مباهجَها
هـــذي ( الرِّبــــاطُ ) بـهــا للـذوق آلاءُ
...
هيَ الرباط ( رباط الفتح ) نعرفها
للـذاكــريـــن بــحــبّ اللـــه ســـــــرّاءُ
...
هذي التي غمرَ العرفانُ دوحتَها
فاسـتـرسـلـتْ لبنــي الأعـمـــامِ أنـــداءُ
...
واستضحكتْ حِكمٌ ، واستبشرت هممٌ
إذا القريض مــــع الأنســــام غــنّــــاءُ
...
راحت خواطرُ أشواقي تعانقها
فالزَّهــرُ محــتـفلٌ ، والدار بــيـضــــــاءُ !
...
ما أجمل الفجر يستهدي شواطئها
وللأصـــيـلِ مـن التــهــيـام أجــــــواءُ
...
أدرك خطاك متى عاينتَ وجنتَها
غيــثُ الربــيعِ ســـقـاهــا فـهــو لألاءُ
...
أدركْ خطاك فداكَ العمر ما نزلت
طيوبُ حسْــنـك فـيهـا فهـيَ حــســـناءُ
...
أسرج فؤادكَ عانقْها ، هنا سطعت
للـبــاذلــين مــن الــتــأريــخ نَــعمــاءُ
...
وانظرْ إلى طارقٍ مادت مودّتــهُ
بــذكــره تــنـتــخي للآن أصـــــــداءُ
...
يهفو لأنــدلسٍ يهوى زواهرَها
فــكان ما كــان حـيـث العزّ مـشّــــاءُ
...
بالحبّ والمجد أغشاها ، فلو نطقت
لهــزّ أروقـــــــة الأعـصـــار قُــرّاءُ
...
تسري على فلك الآمال مترفةً
كـمــا سرى للـشـــذى الجـادي ألـبّـاءُ
...
واذكــر شواعرَها حــبّـاً ومكرمةً
لهــنّ بين قــوافي الوصــف إطـــراءُ
...
وأعـينٌ ( للعيون ) اليوم شاخصةٌ
عــينُ الكــرام ، وللــزوّار غـــيــداءُ
...
أو شئتَ مستعلماً فاســألْ بلا وجلٍ
وادي المخـــازن ، عـــنهُ أدبــر الداءُ
...
أنا العراقيّ جئت الشعر ممتدحًا
مَن زان أيَّامها زهوٌ وأضواءُ
...
يا أيها العاذل النائي على عجلٍ
( عرفتَ شيئاً وغابت عنك أشـــــياءُ !)