بمناسبة العام الثاني لميلاد النبع
ميلاد النبع
ما للقوافي زانها الإبهارُ
فغدتْ تبوحُ بعشقها الأسرارُ
ما للوهاد ِ تمايلت ْ أورادُها
وترقرقتْ في همسها الأنهار
هذي البلابل قد غدت مغناجة
راحت ْتميسُ بقدَها الأطيار
وشقائقُ النعمان يثقلُها الندى
والجلّنارُ بهدبه الإبشارُ
وأنا أتوه ُبقفرِ جرد ٍ مُجدب ٍ
وتحوطُ دربي بالضّنى الأخطارُ
ومررتُ في نبع ِ العواطف ظامئا
تزدانُ حول مياهـــــــــه الأقمارُ
فأرحتُ راحلتي بفيء ِ خميلة ٍ
وكأنما حنّتْ لـــيَ الأشجار
وسمعتُ تغريدا يهامسُه ُالضحى
فتدلعت في عزفها الأزهارُ
هيا أغيثوا عابرا متعثرا
تاهتْ به الخطواتُ والأبصارُ
هل لي برشفةِ سائغ ٍ من غيثكم ؟
تطفي أوارا زاده الإسفارُ
سغب أنا والهم يقلقني ضنى ً
هل لي هطولٌ غامرٌ مدرار ؟
قالوا : عواطف أمنا وسخاؤها
من بوحِ ِدجلةَ بسمة ٌ وفخار
وحكيمُك ؟! إني لأعرف قدرهُ
قالوا ثوى ويحيطه الأبرار
فجلستُ أذرفُ دمعة ًحرّاقة ً
وتناوحت في ذكره الخُطّار
فالحزن أرهق كاهلي وجوانحي
ناءت بفقد ِ حكيمنا الأقدارُ
ومددتُ كفي كي تعانقَ إخوة ً
فهمُ الندامى والهوى أختارُ
هاتوا كؤوس الخمر نرشف نسغها
كيما ترشُّ عبيرَها الأزهارُ
في كلِّ عامٍ رونقٌ وكياسة ٌ
وعلى الضفاف تلاقتِ الأخيارُ
ويضمنا نبعُ العواطف هازجا
في دوحهِ تتناغم الأوتارُ
في عامكَ الثاني أقدم ُوردة ً
فعسى تطول ُبساحك الأعمارُ
هو موضع الإبداع في جنباته
ترقى العلوم وتزدهي الأشعار
رباه خلِّ النبعَ ساحة َمُبدع ٍ
واحفظ ُ بها أهلي أيا جبّارُ
كل عام والنبع وأهله بخير
رمزت إبراهيم عليا