أَدْرِيْ بِهَا ..
سَتَمُرُّ عِطْراً مِنْ هُنَا ..
فَالوَرْدُ يَقْتَحِمُ الدُرُوْبَ مَتَى شَهَقْ ...
بِجَنَاحِ وِدٍ أَيْقَظَتْ أَزْمِنَتِيْ ..
فَالعُمْرُ شَوْقاً عِنْدَها ..
كَالأَرْضِ رَقْ ...
وَمَضَتْ هَارِبَةً تَرْسِمُ ظِلّيَ قارِباً ..
وَانْشِغَالِيَ مِثْلَ مَوْجٍ ..
وَابْتِسَامَتَهَا شَفَقْ ...
كَهِوَايَةٍ ..
كَانَتْ تُمَارِسُ لَهْفَةً تَغْزِلُنِيْ ..
تَتَسَلَّقُ الضِلْعَ رُوَيْداً بِاحْتِرَافْ ...
تَارَةً أَجْدِلُ عَنْهَا ..
تَارَةً أَبْحَثُ عَنِّيْ ..
بَيْنَ غَاباتِ الأَرَقْ ...
أَثَراً لا زالَ بَوْحُ جَبِيْنِهَا ..
يُدَاهِمُ الطُرُقاتَ يَنْحَتُنِيْ ..
مثل ذَنْبٍ صَادَ وَقْتاً ضَائِعاً ...
حَوْلَهُ المِسْكُ تَنَاثَرَ ..
فِيْ صَباحاتِ عُنُقْ ...
جَرَساً دَقَّ لَدى تَرْنِيْمَةٍ ..
يَعْزِفُهَا حُلُمٌ وَثِيْرٌ قَلْبُهَا ..
وَعَلَى مَوْجَتِهَا الساكِنُ دَقْ ...
كَمْ خِلْتُنِيْ بِسَعِيْدِ لَوْعَتِهَا غَرَاماً ..
وَالفُؤَادُ كَلُعْبَةٍ نَارِيَّةٍ ..
مَلَّ انْتِظاراً فَاحْتَرَقْ ...
وَأَخِيْراً أَعْلَنَتْ لِيْ أَنَّها مُتَوَرِّطَةْ ...
وَأَنَّها قَدْ أَدْمَنَتْ عِشْقاً عَلَى جُرُعاتْ ...
فَاعْتَنَقَتْ حَبِيْبَهَا بِغَدَقْ ...
اِعْتَرَفَتْ ...
وَأَصَابِعُ اللَهْفَةِ دَارَتْ حَوْلَ شَكٍ ..
كَادَ يَسْكُنُ صُوْرَتِيْ ..
مِثْلَ المَلامِحِ فِيْ الغَسَقْ ...
فَكُلُّ مَا بِيْ صُدْفَةٌ أُنْكِرُهَا ..
بَلْ بِاخْتِيَارِيَ كُلُّ أَعْوَادِ ثِقَابِيْ ..
أَضْرَمَتْنِيْ عِنْدَ وَاهِبَةِ العَبَقْ ...
غَرِيْبَةٌ طُقُوسُهَا الهَمَجِيَّةُ الخَجْلَى ..
بِنَكْهَةِ اِجْتِيَاحٍ بَرْبَرِيْ ..
طَرَّزَتْهَا بِتَصَامِيْمَ جَرِيْئَةْ ...
نَمْنَماتٍ مِنْ تَقَالِيْدِ الحَبَقْ ...
كَعَرُوْسِ النِيْلِ فِيْ ثَوْبٍ مِنَ المِخْمَلِ ..
شَدَّتْ حَوْلَ مِعْصَمِهَا النَدَى ...
تَعْوِيْذَةً شَرْقِيَّةً تَحْتَرِفُ الغَرَقْ ...
لَوْلا انْثِيَالُ بَرَاءَةٍ تَمْرَحُ مِنْ أَنْفَاسِهَا ...
قَيَّدَهَا الصَبْرُ دَلِيْلاً دَامِغاً ...
لأَقَمْتُ شَكْوَى ضِدَّهَا سَهَرِيْ ...
أَوْدَعْتُهَا صَدْرِيْ ..
فَكُنَّا بَذْرَةً ذَاتَ فَلَقْ ...
كَمْ هُدُوءاً مَشَّطَتْ جَدَائِلَ الرِئَتَيْنِ إِيْمَاءاتُهَا ..
مَجْنُوْنَةً تَعْشَقُنِيْ ...
تَرْمُقُنِيْ كَطِفْلَةٍ جَائِعَةٍ ..!!
وَبِعَقْلِ أُنْثَى ...
تَمْسَحُ النَظْرَةَ مِقْدَارَ نَزَقْ ...!!!
ما كُنْتُ أَسْتَجْدِيْ مِنَ الكُحْلِ نَعِيْمَ الحُسْنِ كَيْ أَرْسِمَهَا ..
إِلا وَكَانَ الطُهْرُ فِيْ يَدِهَا كَتَمْرٍ ..
وَكُرَيَّاتُ دَمِيْ كانَتْ طَبَقْ ...
يا لَيْتَ كُلَّ أَحْرُفِيْ بِجِيْدِهَا غِوَايَةً ..
وَإِنْ تَكُنْ ذُنُوْبُنَا ..
حِبْراً .. عَلَى .. وَرَقْ .