آخر 10 مشاركات
✍ ♔~وكنتِ تعزفين وبأقصي الأرض رجل يستمع لكِ ~♔ ♪♪♪♪ (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          " ثمّـــــة ...." (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          أنا والواو (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          "أ. غير مسجل". يرجى الإطلاع على تعليمات قصيدة النثر (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الترحم على روح الأديب والشاعر والاستاذ التدريسي عمر مصلح (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          في ذكرى النكبة الفلسطينية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          مدينة رفح.. بقعة جغرافية حشر فيها النازحون من الحرب في غزة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الإيمان > نبع الإيمان الوارف > نساء ورجال على مر التاريخ

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من الشاعر ألبير ذبيان : النبع يسأل عنك نتمنى أن تكون بخير

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-24-2018, 11:08 AM   رقم المشاركة : 11
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول


آدم عليه السلام
بسم الله
.
- خلق آدم عليه السلام
قال الله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.قال إني أعلم ما لا تعلمون.وعلم آدم الاسماء كلها.ثم عرضهم على الملائكة.فقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.قال يا آدم أنبئهم باسمائهم فلما أنبأهم باسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون.وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم سجدوا إلا إبليس.أبى واستكبر وكان من الكافرين.وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة.وكلا منها رغدا حيث شئتما.ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.فأزلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه.وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو.ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين.فتلقى آدم من ربه كلمات.فتاب عليه انه هو التواب الرحيم.قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى.فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (3) وقال تعالى (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
1-فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلا لهم (اني جاعل في الارض خليفة) أعلم بما يريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا كما قال (وهو الذي جعلكم خلائف الارض) فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته كما يخبر بالامر العظيم قبل كونه فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين قالوا (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) قيل علموا ان ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن والبن قاله قتادة.
وقال عبد الله بن عمر كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور * وعن ابن عباس نحوه.صحيح

ثم بين لهم شرف آدم عليهم في العلم فقال وعلم آدم الاسماء كلها قال ابن عباس هي هذه الاسماء التي يتعارف بها الناس إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وجمل وحمار وأشباه ذلك من الامم وغيرها وفي رواية علمه اسم الصحفة والقدر حتى الفسوة والفسية وقال مجاهد علمه اسم كل دابة وكل طير وكل شئ.

وذكر البخاري - عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو البشر خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شئ
- * (ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) قال الحسن البصري لما أراد الله خلق آدم قالت الملائكة لا يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه فابتلوا بهذا " وذلك قوله (ان كنتم صادقين)
* وقيل إن المراد بقوله واعلم ما تبدون ما قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها وبقوله وما كنتم تكتمون المراد بهذا الكلام ابليس حين أسر الكبر والتخيرة على آدم عليه السلام قاله سعيد بن جبير
* وقال أبو العالية والربيع والحسن وقتادة (وما كنتم تكتمون قولهم لن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه وأكرم عليه منه قوله
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر
(1) هذا إكرام عظيم من الله تعالى لآدم حين خلقه بيده ونفخ فيه من روحه كما قال (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)
فهذه أربع تشريفات:
1- خلقه له بيده الكريمة،2- ونفخه فيه من روحه،3- وأمره الملائكة بالسجود له،4- وتعليمه أسماء الاشياء ولهذا قال
له موسى الكليم حين اجتمع هو وإياه في الملا الاعلى وتناظرا أنت آدم أبو البشر الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شئ
.)) بخارى

- وقال في الآية الاخرى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
قاس إبليس وهو أول من قاس
- في صحيح مسلم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم.
قال الحسن البصري.لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين قط.

وقال الامام أحمد عن سبرة بن أبي الفاكه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: " ان الشيطان يقعد لابن آدم بأطراقه " صحيح الجامع

وقد اختلف المفسرون في الملائكة المأمورين بالسجود لآدم أهم جميع الملائكة كما دل عليه عموم الآيات وهو قول الجمهور.
وفي الصحيحين من حديث زائدة عن ميسرة الاشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " استوصوا بالنساء خيرا - فان المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا " لفظ البخاري.
الخلاف الذي ذكروه في أن هذه الجنة التي دخلها آدم هل هي في السماء أو في الارض
والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى لظاهر الآيات والاحاديث كقوله تعالى (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) والالف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي وإنما تعود على معهود ذهني وهو المستقر شرعا من جنة المأوى وكقول موسى عليه السلام لآدم عليه السلام (علام أخرجتنا ونفسك من الجنة) حسنة الالبانى
* وروى مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجمع الله الناس فيقوم المؤمن حين تزلف أي تقرب لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم "
-شجرة الخلد
وقد تكون هي الشجرة التي قال الامام أحمد : سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها شجرة الخلد " *
* وقوله (فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورقة الجنة) كما قال في " طه " (أكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) وكانت حواء أكلت من الشجرة قبل آدم وهي التي حدته على أكلها والله أعلم. وعليه يحمل الحديث الذي رواه البخاري حدثنا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه لولا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها.

وفي كتاب التوارة
- التي بين أيدي أهل الكتاب أن الذي دل حواء على الاكل من الشجرة هي الحية وكانت من أحسن الاشكال وأعظمها فأكلت حواء عن قولها وأطعمت آدم عليه السلام وليس فيها ذكر لابليس فعند ذلك انفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فوصلا من ورق التين وعملا ميازر وفيها أنهما كان عريانين * وكذا قال وهب بن منبه كان لباسهما
نورا على فرجه وفرجها.وهذا الذي في هذه التوراة التي بأيديهم غلط منهم وتحريف وخطأ في التعريب
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ان الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه فأول ما بدا منه عورته فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة فنازعها فناداه الرحمن عزوجل يا آدم مني تفر فلما سمع كلام الرحمن قال يا رب لا ولكن استحياء * حسنة الحافظ
وقد يستشهد لذكر الحية معهما بما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر يقتل الحيات وقال ما سالمناهن منذ حاربناهن الصحيحة
-هبوط ادم :
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها " وفى رواية في الصحيح من وجه آخر " وفيه تقوم الساعة " ومن رواية احمد قال: " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة " مسلم
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)
عن مجاهد قال الكلمات اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين.
اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين اللهم لا إله إلا أنت سبحانك بحمدك رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم) * صحيح

-احتجاج آدم وموسى عليهما السلام

قال البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حاج موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم. قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى " *
وقال الامام أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احتج آدم موسى فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى " مرتين * الصحيحة

-الاحاديث الواردة في خلق آدم

1- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الارض فجاء بنو آدم على قدر الارض فجاء منهم الابيض والاحمر والاسود وبين ذلك.والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك ". حسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الارض فجاء بنو آدم على قدر الارض فجاء منهم الابيض والاحمر والاسود وبين ذلك. والسهل والحزن وبين ذلك.والخبيث والطيب وبين ذلك ".
الصحيحة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك " صحيح وفى رواية : " لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه عطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال له تبارك وتعالى يرحمك الله ".: " لما خلق الله آدم عطس فقال الحمد لله فقال ربه رحمك ربك يا آدم "
وقال النسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا قال: هذا رجل من آخر الامم من ذريتك يقال له داود: قال رب وكم جعلت عمره قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم، جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة، قال: أو لم تعطها ابنك داود.

قال فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته " الصحيحة
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الدر وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم.فقال للذي في يمينه.إلى الجنة ولا أبالي.وقال للذي في كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالي. الصحيحة

و: " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله باذن الله فقال له ربه يرحمك ربك يا آدم اذهب إلى اولئك الملائكة إلى ملا منهم جلوس فسلم عليهم فقال السلام عليكم فقالوا وعليكم السلام ورحمة الله.

ثم رجع إلى ربه فقال هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم وقال الله ويداه مقبوضتان أختر أيهما شئت فقال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته فقال أي رب ما هؤلاء قال هؤلاء ذريتك وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه وإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم لم يكتب له إلا أربعون سنة قال يا رب ما هذا ؟ قال: هذا ابنك داود وقد كتب الله عمره أربعين سنة * قال: أي رب زد في عمره فقال ذاك الذي كتب له قال: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك أسكن الجنة.فسكن الجنة ما شاء الله ثم هبط منها وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته فيومئذ أمر بالكتاب والشهود
" الصحيحة وفى البخارى قال " خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا.ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة واستمع ما يجيبونك فانها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ". قال: " كان طول آدم ستين ذراعا في سبع أذرع عرضا. الصحيحة

وعن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول من جحد آدم إن أول منجحد آدم إن أول من جحد آدم ان الله لما خلق آدم ومسح ظهره فأخرج منه ما هو ذاري إلى يوم القيامة فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر قال أي رب من هذا قال هذا ابنك داود قال أي رب كم عمره قال ستون عاما قال أي رب زد في عمره قال لا إلا أن أزيده من عمرك وكان عمر آدم ألف عام فزاده أربعين عاما.

فكتب الله عليه بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما احتضر آدم اتته الملائكة لقبضه قال إنه قد بقي من عمري أربعون عاما.
فقيل له إنك قد وهبتها لابنك داود.قال ما فعلت وأبرز الله عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة الصحيحة
وهذه الاحاديث كلها دالة على استخراجه تعالى ذرية آدم من ظهره كالذر وقسمتهم قسمين أهل اليمين وأهل الشمال وقال هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي.فأما الاشهاد عليهم واستنطاقهم بالاقرار بالوحدانية فلم يجئ في الاحاديث الثابتة.
1- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذراها فنثرها بين يديه.ثم كلمهم قبلا قال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا) إلى قوله (المبطلون) (صحيح
و عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة لو كان لك ما على الارض من شئ أكنت مفتديا به قال فيقول نعم.فيقول قد أردت منك ما هو اهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي " صحيح
-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " (إذا) قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسحود فعصيت فلي النار. الصحيحة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن " * وهذا يقتضي أنه خلق كذلك لا أطول من ستين ذراعا وأن ذريته لم يزالوا يتناقص خلقهم حتى الآن.
قصة قابيل وهابيل

(1) قال الله تعالى (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لاقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء باثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه يواري سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخي فأصبح من النادمين)
* قد تكلمنا على هذه القصة في سورة المائدة في التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد.

- عن ابن عباس أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الاخرى وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل وكان أكبر من هابيل وأخت هابيل أحسن (3) فأراد هابيل أن يستأثر بها على أخيه وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى فأمرهما أن
يقربا قربانا وذهب آدم ليحج إلى مكة واستحفظ السموات على بنيه فأبين والارضين والجبال فأبين فتقبل قابيل بحفظ ذلك.

فلما ذهب قربا قربانهما فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم وقرب قابيل حزمة من زرع من ردى زرعه فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال (لاقتلنك)
حتى لا تنكح أختي فقال (إنما يتقبل الله من المتقين) *
فغضب قابيل عندها وضربه بحديدة كانت معه فقتله (1) * وقيل إنه إنما قتله بصخرة رماها على رأسه وهو نائم فشدخته * .
وقوله له لما توعده بالقتل (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك إني أخاف الله رب العالمين)
دل على خلق حسن وخوف من الله تعالى وخشية منه وتورع أن يقابل أخاه بالسوء الذي أراد منه أخوه مثله
-ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار.قالوا يارسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه "
وقوله (إني أريد أن تبوء بإثمي وأثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين) أي أني أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك وأقوى إذ قد عزمت على ما عزمت عليه أن تبوء بإثمي وإثمك أي تتحمل إثم قتلي مع مالك من الآثام المتقدمة قبل ذلك
- والترمذي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال عند فتنة عثمان ابن عفان أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي " قال أفرأيت إن دخل علي بيتي فبسط يده إلي ليقتلني قال: " كن كابن آدم ".وفى رواية كن كخير ابني آدم. الصحيحة
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الاول كفل من دمها لانه كان أول من سن القتل * ورواه الجماعة
وقوله تعالى (فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخي فأصبح من النادمين)
2 - حتى بعث الله غرابين أخوين فتقاتلا فقتل أحدهما الاخر فلما قتله عمد إلى الارض يحفر له فيها ثم ألقاه ودفنه وواراه فلما رآه يصنع ذلك قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي ففعل مثل ما فعل الغراب فواراه ودفنه.
وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ". الصحيحة
-وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شيث
ومعنى شيث هبة الله وسمياه بذلك لانهما رزقاه بعد أن قتل هابيل
فلما مات قام بالامر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ وهو إدريس عليه السلام على المشهور.
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 05-24-2018, 12:46 PM   رقم المشاركة : 12
أديبة
 
الصورة الرمزية ليلى أمين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ليلى أمين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول

بارك الله بك
وجزاك الله خيرا
كل التقدير












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 05-26-2018, 03:24 AM   رقم المشاركة : 13
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول

عثمان بن مظعون - رضي الله عنه .
اخ الرسول صلى الله عليه وسلم بالرضاعة
تحدثنا عن عودة الصحابي من الحبشه لمكة المكرمة وتحمله العذاب من المشركين ورفضه لحماية وأمان الوليد بن المغيره كي لايكون أقل من بقية المسلمين الفقراء الذين لم يحميهم احد من المشركين ... نتابع...
ويهاجر عثمان إلى المدينة ، حيث لا يؤرقه أبو جهل هناك ، ولا أبو لهب.... ولا أمية.. ولا عتبة ، ولا شيء من هذه الغيلان التي طالما أرقت ليلهم ، وأدمت نهارهم..
يذهب إلى المدينة مع أولئك الأصحاب العظام الذين نجحوا بصمودهم وبثباتهم في امتحان تناهت عسرته ومشقته ورهبته ، والذين لم يهاجروا إلى المدينة ليستريحوا ويكسروا.. بل لينطلقوا من بابها الفسيح الرحب إلى كل أقطار الأرض حاملين راية الله ، مبشرين بكلماته وآياته وهداه..
وفي دار الهجرة المنورة ، يتكشف جوهر عثمان بن مظعون وتستبين حقيقته العظيمة الفريدة ، فاذا هوالعابد الزاهد المتبتل الأواب . وإذا هو الراهب الجليل ، الذكي الذي لا يأوي الى صومعة يعتزل فيها الحياة.. بل يملأ الحياة بعمله ، وبجهاده في سبيل الله..
أجل.. راهب الليل فارس النهار ، بل راهب الليل والنهار وفارسهما معا..
ولئن كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا سيما في تلك الفترة من حياتهم ، كانوا جميعا يحملون روح الزهد والتبتل ، فان ابن مظعون كان له في هذا المجال طابعه الخاص.. اذ أمعن في زهده وتفانيه إمعانا رائعا ، أحال حياته كلها في ليله ونهاره إلى صلاة دائمة مضيئة ، وتسبيحة طويلة عذبة..!!
وما ان ذاق حلاوة الاستغراق في العبادة حتى هم بتقطيع كل الأسباب التي تربط الناس بمناعم الحياة.. فمضى لا يلبس الا الملبس الخشن ، ولا يأكل الا الطعام الجشب..
دخل يوما المسجد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس ، وكان يرتدي لباسا تمزق ، فرقعه بقطعة من فروة.. فرق له قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودمعت عيون أصحابه ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :
" كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة ، ويروح في أخرى.. وتوضع في قصعة. وترفع أخرى.. وسترتم بيوتكم كما تستر الكعب..؟!"..
قال الأصحاب :
" وددنا أن يكون ذلك يا رسول الله ، فنصيب الرخاء والعيش"..
فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا :
" ان ذلك لكائن.. وأنتم اليوم خير منكم يومئذ"..
وكان بديهيا ، وابن مظعون يسمع هذا ، أن يزداد اقبالا على الشظف وهربا من النعيم..!!
واتّخَذَ عثمان بن مظعون بيتاً فقعد يتعبّد فيه، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاه، فأخذ بعِضادتَيْ باب البيت الذي هو فيه فقال: { يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانيّة، مرّتين أو ثلاثاً، وإنّ خيرَ الدّين عند الله الحنيفيّة السمحة }.
وحين سمع ابـن مظعـون ذلك زاد هربا من النعيم، بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتهى،
فقد دخلت امرأةُ عثمان على نساء النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فَرَأيْنها سيّئة الهيئة، فقُلن لها: { مَا لكِ ؟ فما في قريش أغنى من بعلِك ؟}.
قالت: { ما لنا منه شيءٌ، أمّا ليلهُ فقائمٌ، وأمّا نهارَهُ فصائم }.
فدخل النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فذكَرْنَ ذلك له، فلقيهُ فقال: { يا عثمان بن مظعون أمَا لكَ بي أسوة }.
فقال: { بأبي وأمي، وما ذاك ؟}.
قال: { تصوم النهار وتقومُ الليلَ ؟!}.
قال: { إنّي لأفعل }.
قال: { لا تفعلْ، إنّ لعينيك عليك حقّاً، وإن لجسدك حقّاً، وإن لأهلك حقّاً، فصلّ ونمْ، وصُم وأفطر }.
أتى عثمان بن مظعون النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: { يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي }.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { ولِمَ ؟}.
قال: { أستحيي من ذلك وأكرهه }.
قال -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ الله جعلها لك لباساً، وجعلك لها لباساً، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم }.
قال: { أنت تفعلُ ذلك يا رسول الله ؟}.
قال: { نعم }.
قال: { فمِنْ بعدِك }.
فلمّا أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ }.
فأتت امرأته على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك عطرةُ عروس، فقُلنَ لها: { مَهْ ؟!}.
قالت: { أصابنا ما أصاب الناس }.
وأحبه الرسول صلوات الله وسلامه عليه حبا عظيما..
وحين كانت روحه الطاهرة تتهيأ للرحيل ليكون صاحبها أول المهاجرين وفاة بالمدينة ، وأولهم ارتياد لطريق الجنة ، كان الرسول عليه الصلاة والسلام ، هناك الى جواره..
ولقد أكب على جبينه يقبله ، ويعطره بدموعه التي هطلت من عينيه الودودتين فضمخت وجه عثمان الذي بدا ساعة الموت في أبهى لحظات اشراقه وجلاله..
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يودع صاحبه الحبيب :
" رحمك الله يا أبا السائب.. خرجت من الدنيا وما أصبت منها ، ولا أصابت منك"..
ولم ينس الرسول الودود صاحبه بعد موته ، بل كان دائم الذكر له ، والثناء عليه..
حتى لقد كانت كلمات وداعه عليه السلام لابنته رقية ، حين فاضت روحها :
" الحقي بسلفنا الخير ، عثمان بن مظعون"..!!!
رحم الله عثمان بن مظعون وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين ..
*************
اليوم التاسع والستون : رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
****** زيد بن حارثة - رضي الله عنه - لم يحب حبه أحد
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع جيش الاسلام الذاهب لملاقاة الروم في غزوة مؤتة ويعلن أسماء أمراء الجيش الثلاثة ، قائلا :
" عليكم زيد بن حارثة.. فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب.. فان أصيب جعفر ، فعبد الله بن رواحة".
فمن هو زيد بن حارثة"..؟؟
من هذا الذي حمل دون سواه لقب الحب .. حب رسول الله..؟
أما مظهره وشكله ، فكان كما وصفه المؤرخون والرواة :
" قصير ، آدم ، أي أسمر ، شديد الأدمة ، في أنفه فطس"..
صحابي جليل وهو حِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم …وقد تبناه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته فكان يُدعى بـ زيد بن محمد … ولقب بحِب رسول الله لشدة حب النبي له … ولما جاء الاسلام وحرم الله التبني اصبح زيد مولى رسول الله … ولقد نزلت في زيد آيات قرآنية وذكر اسمه في القرآن فيا له من شرف فهنيئا لك يا زيد .
ولد زيد بن حارثة في السنة الخامسة والثلاثون قبل الهجرة و تبدأ قصة الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه عندما كان بصحبة أمه وهو صغير وكانت في زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد في سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد”رضي الله عنها” فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له فتقبله مسرورا وأعتقه من فوره ، وراح يمنحه من نفسه العظيمة ومن قلبه الكبير كل عطف ورعاية..
وفي أحد مواسم الحج. التقى نفر من حي حارثة بزيد في مكة ، ونقلوا إليه لوعة والديه ، وحملهم زيد سلامه وحنانه وشوقه لأمه وأبيه ، وقال للحجاج من قومه"
" أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد"..
ولم يكن والد زيد يعلم مستقر ولده حتى أخذ السير إليه ، ومعه أخوه..
وفي مكة مضيا يسألان عن محمد الأمين.. ولما لقياه قالا له :
"يا بن عبدالمطلب..أنتم أهل حرم ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير.. جئناك في ولدنا ، فامنن علينا وأحسن في فدائه"..
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم تعلق زيد به ، وكان في نفس الوقت يقدر حق أبيه فيه..
هنالك قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"ادعوا زيدا ، وخيروه ، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء.. وان اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء"..!!
وتهلل وجه حارثة الذي لم يكن يتوقع كل هذا السماح وقال :
" لقد أنصفتنا ، وزدتنا عن النصف"..
ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى زيد ، ولما جاء سأله:
" هل تعرف هؤلاء"..؟
قال زيد : نعم .. هذا أبي.. وهذا عمي.
وأعاد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ما قاله لحارثة.. وهنا قال زيد :
" ما أنا بالذي أختار عليك أحدا ، أنت الأب والعم"..!!
ونديت عينا رسول الله بدموع شاكرة وحانية ، ثم أمسك بيد زيد ، وخرج به الى فناء الكعبة ، حيث قريش مجتمعة هناك ، ونادى الرسول :
" اشهدوا أن زيدا ابني.. يرثني وأرثه"..!!
وكاد قلب حارثة يطير من الفرح.. فابنه لم يعد حر ا فحسب ، بل وابنا للرجل الذي تسميه قريش الصادق الأمين سليل بني هاشم وموضع حفاوة مكة كلها..
وعاد الأب والعم إلى قومهما ، مطمئنين على ولدهما والذي تركاه سيدا في مكة ، آمنا معافى ،
ولكن الله انزل قرآن بعد ذلك بتحريم التبني وهي الاية ” ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ” … من سورة الاحزاب …
فدعي منذ ذلك الحين بزيد بن حارثة … و بعد نزول هذه الاية وبعد تحريم التبني نُسب كل من تبنى رجل من قريش إلى أبيه.
لقد شهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه بدراً و أحداً و الخندق و الحديبية و خيبر، و كان من الرماة المعروفين … كما أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى مكان يُسمى الفَردة و هي أول سرية خرج فيها زيد أميراً … ثم أرسله في سرايا أخرى … و كان الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه برفقة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته الى الطائف حيث ضيق عليه اهلها و رموه بالحجارة و كان زيد رضي الله عنه يقي النبي بنفسه حتى جرح في رأسه .
كان النبي صلي الله عليه وسلم متبنيا زيد قبل الاسلام وزوج النبي صلى الله عليه وسلم زيد من زينب بنت جحش بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم … وبعد فترة طلقها زيد و كان العرب يعتقدون أن آثار التبني هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث ويعامل كالابن الحقيقي تماماً من دون فرق … فأمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبني لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم وانزل ذلك التشريع في ايات قرآنية وذكر اسم الصحابي الجليل زيد فيها في قرآن يتلى الى يوم القيامة ( فيا له من شرف حظي به زيد رضي الله عنه ) وهذه الايات هي
” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ” . فهنيئا لك يا زيد.


لقد استشهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة ، ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر استشهاد زيد بن حارثة مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم اجمعين قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال: ” اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد “. وقال له أصحابه: ” يارسول الله مارأيناك تبكي شهيدا مثله ” فقال: ” هو فراق الحبيب لحبيبه “
هنالك حمل المهاجرون أمتعتهم وطاروا إلى مكة تسبقهم أشواقهم ، ويحدوهم حنينهم.. بيد أنهم ما كادوا يقتربون من مشارفها حتى تبينوا كذب الخبر الذي بلغهم عن إسلام قريش..
وساعتئذ سقط في أيديهم ، ورأوا أنهم قد عجلوا.. ولكن أنى يذهبون وهذه مكة على مرمى البصر..!!
وقد سمع مشركو مكة بمقدم الصيد الذي طالما أرادوه ونصبوا شباكهم لاقتناصه.. ثم
ها هو ذا الآن ، تحين فرصته ، وتأتي به مقاديره..!!
كان الجوار يومئذ تقليدا من تقاليد العرب ذات القداسة والاجلال ، فاذا دخل رجل مستضعف جوار سيد قرشي ، أصبح في حمى منيع لا يهدر له دم ، ولا يضطرب منه مأمن...
ولم يكن العائدون سواء في القدرة على الظفر بجوار..
من أجل ذلك ظفر بالجوار منهم قلة ، كان من بين أفرادها عثمان بن مظعون الذي دخل في جوار الوليد بن المغيرة.
وهكذا دخل مكة آمنا مطمئنا ، ومضى يعبر دروبها ، ويشهد ندواتها ، لا يسأم خسفا ولا ضيما.
ولكن ابن مظعون.. الرجل الذي يصقله القرآن ، ويربيه محمد صلى الله عليه وسلم ، يتلفت حواليه ، فيرى إخوانه المسلمين من الفقراء والمستضعفين ، الذين لم يجدوا لهم جوارا ولا مجيرا.. يراهم والأذى ينوشهم من كل جانب.. والبغي يطاردهم في كل سبيل.. بينما هو آمن في سربه ، بعيد من أذى قومه ، فيثور روحه الحر ، ويجيش وجدانه النبيل ، ويتفوق بنفسه على نفسه ، ويخرج من داره مصمما على أن يخلع جوار الوليد ، وأن ينصو عن كاهله تلك الحماية التي حرمته لذة تحمل الأذى في سبيل الله ، وشرف الشبه باخوانه المسلمين ، طلائع الدنيا المؤمنة ، وبشائر العالم الذي ستتفجر جوانبه غدا ايمانا ، وتوحيدا ، ونورا..
" لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء. وهو يغدو ويروح في أمان الوليد بن المغيرة ، قال : والله إن غدو ي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك ، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لايصيبني ، لنقص كبير في نفسي..
فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له:
يا أبا عبد شمس وفت ذمتك . وقد ردت إليك جوارك..
فقال له : لم يا ابن أخي.. لعله آذاك أحد من قومي..؟
قال : لا .. ولكني أرضى بجوار الله ، ولا أريد أن أستجير بغيره...
قال ‏‏:‏‏ فانطلق إلى المسجد ، فاردد عليّ جواري علانية كما أجرتك علانية ‏‏.‏‏
فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد ،
فقال الوليد ‏‏:‏‏ هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري ؛
قال ‏‏:‏‏ صدق ، قد وجدته وفيا كريم الجوار ، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله ، فقد رددت عليه جواره ؛
ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة في مجلس من مجالس قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان .
فقال لبيد‏‏ :‏‏ ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال عثمان ‏‏:‏‏ صدقت ‏‏.‏‏
قال لبيد‏‏ :‏‏ وكل نعيم لا محالة زائل
قال عثمان ‏‏:‏‏ كذبت ، نعيم الجنة لا يزول ‏‏.‏‏
قال لبيد ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، والله ما كان يُؤذى جليسكم ، فمتى حدث هذا فيكم ‏؟‏‏
فقال رجل من القوم : ان هذا سفيه فارق ديننا.. فلا تجدنّ في نفسك من قوله..
فرد عليه عثمان حتى شري أمرهما ، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضَّرها ، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان ،
فقال ‏‏:‏‏ أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية ، لقد كنت في ذمة منيعة ‏‏.‏‏
قال ‏‏عثمان ‏‏:‏‏ بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله ، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ؛
فقال له الوليد ‏‏:‏‏ هلم يا ابن أخي ، إن شئت فعد إلى جوارك ؛
فقال ‏‏:‏‏ لا ‏‏.‏‏
وغادر ابن مظعون هذا المشهد وعينه تضج بالألم ، ولكن روحه تتفجر عافية ، وصلابة ، وبشرا..
ولقد مضى في الطريق إلى داره يتغنى بشعره هذا:
فان تك عيني في رضا الله نالها
يدا ملحدا في الدين ليس بمهتدي
فقد عوض الرحمن منها ثوابه
ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد
فاني وان قلتم غوي مضلل
لأحيا على دين الرسول محمد
أريد بذاك الله ، والحق ديننا
على رغم من يبغي علينا ويعتدي
هكذا ضرب عثمان بن مظعون مثلا ، هو له أهل ، وبه جدير..
وهكذا شهدت الحياة انسانا شامخا يعطر الوجود بموقفه الفذ هذا..
وبكلماته الرائعة الخالدة:
" والله ان عيني الصحيحة ، لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله.. واني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر"..!!
ولقد ذهب عثمان بن مظعون بعد رد جوار الوليد يتلقى من قريش أذاها ، وكان بهذا سعيدا جد سعيد..
فقد كان ذلك الأذى بمثابة النار التي تنضج الايمان وتصهره وتزكيه
وهكذا سار مع اخوانه المؤمنين، لا يروعهم زجر.. ولا يصدّهم اثخان..!!

__________________













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 05-26-2018, 09:11 PM   رقم المشاركة : 14
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول

رضي الله عنه وأرضاه
جزاك الله كل خير
سيرة الصحابة الأخيار تثلج النفس
ويطيب لها القلب ...
بوركت






  رد مع اقتباس
قديم 05-26-2018, 09:12 PM   رقم المشاركة : 15
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول

سعدت أنني اول العابرين هذا الفضاء






  رد مع اقتباس
قديم 06-01-2018, 05:17 AM   رقم المشاركة : 16
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول

بارك الله فيكم جميعا وتقبل منكم الطاعات













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-01-2018, 05:18 AM   رقم المشاركة : 17
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من حياة الصحابة الكرام - لنقتدي بهم - منقول


ام المؤمنين المؤمنين عائشة


ام المؤمنين المؤمنين عائشة
رضى الله عنها وارضاها
الحمد لله رب العالمين
أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أزواجه إليه، المبرأة من فوق سبع سموات رضي الله عنها، وعن أبيها.
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، تكنى عائشة بأم عبد الله، قيل كناها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن أختها عبد الله بن الزبير،
وقيل إنها أسقطت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سقطا فسماه عبد الله، ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، ولم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها، ولم يكن في أزواجه أحب إليه منها
-، تزوجها بمكة بعد وفاة خديجة، وقد أتاه الملك بها في المنام في سرقة من حريرة، مرتين أو ثلاثا، فيقول: هذه زوجتك.
قال: " فأكشف عنك فإذا هي أنت، فأقول، إن يكن هذا من عند الله يمضه،
فخطبها من أبيها فقال: يا رسول الله أو تحل لك ؟ قال: نعم ! قال: أو لست أخوك ؟ قال: بلى في الاسلام، وهي لي حلال
فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضيت عنده ".

- ، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، وقيل بسنة ونصف، وقيل بثلاث سنين، وكان عمرها إذ ذاك ست سنين ثم دخل بها وهي بنت تسع سنين بعد بدر، في شوال من سنة ثنتين من الهجرة فأحبها.

-ولما تكلم فيها أهل الافك بالزور والبهتان، غار الله غار الله غار الله لها
فأنزل براءتها في عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان.
وقد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها، واختلفوا في بقية أمهات المؤمنين، هل يكفر من قذفهن أم لا ؟
على قولين، وأصحهما أنه يكفر، لان المقذوفة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى إنما غضب لها لانها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي وغيرها منهن سواء.

-ومن خصائصها رضي الله عنها
أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقربا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه مات في يومها وفي بيتها وبين سحرها ونحرها، وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا، وأول ساعة من الآخرة، ودفن في بيتها.

-وقد قال الامام أحمد:
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: إنه ليهون علي أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة
وهذا في غاية ما يكون من المحبة العظيمة أنه يرتاح لانه رأى بياض كفها أمامه في الجنة.

-ومن خصائصها أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي أعلم النساء على الاطلاق.
قال الزهري:
لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.

وقال عطاء : كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.

وقال عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة، ولم ترو امرأة ولا رجل غير أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاحاديث بقدر روايتها رضي الله عنها،
وقال أبو موسى الاشعري ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
، وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد الاكابر يسألونها عن الفرائض.

-ثم لم يكن في النساء أعلم من تلميذاتها عمرة بنت عبد الرحمن، وحفصة بنت سيرين، وعائشة بنت طلحة.
وقد تفردت أم المؤمنين عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها، وانفردت باختيارات أيضا وردت أخبار بخلافها بنوع من التأويل.وقد جمع ذلك غير واحد من الائمة،
- فمن ذلك قال الشعبي: كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سموات.
وثبت في صحيح البخاري من عمرو بن العاص.قال: قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك ؟قال:
عائشة، قلت: ومن الرجال ؟ قال: أبوها
-وفي صحيح البخاري أيضا عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "
-وقد استدل كثير من العلماء ممن ذهب إلى تفضيل عائشة على خديجة بهذا الحديث،
قال: فإنه دخل فيه سائر النساء الثلاث المذكورات وغيرهن،
ويعضد ذلك أيضا الحديث الذي رواه البخاري: عن عائشة.
قالت: " استأذنت هالة بنت خويلد - أخت خديجة - على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك،
فقال:
اللهم هالة، قالت عائشة: فغرت وقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر الاول، قد أبدلك الله خيرا منها ؟ "
هكذا رواه البخاري، فأما ما يروى فيه من الزيادة: " والله ما أبدلني خيرا منها " فليس يصح سندها.

-وروى البخاري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما:
" يا عائش هذا جبرئيل يقرئك السلام،
فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى "
-وثبت في صحيح البخاري أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة
وقلن لها: قولي له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان،
فقالت أم سلمة: فلما دخل علي قلت له ذلك فأعرض عني، ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها، ثم لما دار إليها قالت له فقال:
يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها "
وذكر أنهن بعثن فاطمة ابنته إليه فقالت:
" إن نساءك ينشدونك العدل في ابنة أبي بكر بن أبي قحافة،
فقال: يا بنية ألا تحبين من أحب ؟
قالت: قلت بلى ! قال: فأحبي هذه "
.ثم بعثن زينب بنت جحش فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فتكلمت زينب ونالت من عائشة، فانتصرت عائشة منها وكلمتها حتى أفحمتها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عائشة ويقول:
" إنها ابنة أبي بكر ".

-وذكرنا أن عمارا لما جاء يستصرخ الناس ويستنفرهم إلى قتال طلحة والزبير أيام الجمل، صعد هو والحسن بن علي على منبر الكوفة، فسمع عمار رجلا ينال من عائشة فقال له:
اسكت مقبوحا منبوذا، والله إنها لزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة، ولكن الله ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أو إياها (فتح الباري).

وقال الامام أحمد:
عن ذكوان - حاجب عائشة - أنه جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت - وعند رأسها عبد الله ابن أخيها عبد الرحمن –
فقلت: هذا ابن عباس يستأذن، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله
فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن - وهي تموت - فقالت: دعني من ابن عباس،
فقال: يا أماه ! ! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك،
فقالت: ائذن له إن شئت، قال فأدخلته، فلما جلس قال: أبشري فقالت: بماذا ؟ فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمدا والاحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا، وسقطت قلادتك ليلة الابواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم،
فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الامة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الامين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار،
فقالت: دعني منك يا بن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا.
والاحاديث في فضائلها ومناقبها كثيرة جدا.

-وقد كانت وفاتها في هذا العام سنة ثمان وخمسين وقيل قبله بسنة، وقيل بعده بسنة، والمشهور في رمضان منه وقيل في شوال، والاشهر ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان،
- وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلا، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة، وهم عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام، من أختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر،
وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة، لانه توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعمرها ثمان عشرة سنة، وكان عمرها عام الهجرة
ثمان سنين أو تسع سنين،
فالله أعلم
ورضي الله تعالى عن أبيها وعن الصحابة أجمعين.
والحمد لله رب العالمين













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصحابة الذين حفظوا القرآن الكريم الدكتور اسعد النجار من وحي الشهر الفضيل 4 05-20-2018 01:42 PM
اخر حياة الشعرواي رحمه الله - منقول رياض محمد سليم حلايقه القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة 8 03-30-2016 10:34 PM
من عبق الصحابة رضي الله عنهم رياض محمد سليم حلايقه نساء ورجال على مر التاريخ 55 07-16-2015 07:59 PM
ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم شاكر السلمان نساء ورجال على مر التاريخ 2 08-26-2011 09:31 PM
مساند الصحابة فاطمة الفلاحي نبع الإيمان 2 11-24-2009 12:15 PM


الساعة الآن 07:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::