هنا يطيب لي أن أتابع هذه المحاكمة ...
كيف لا وأنا في حضرة شاعر كبير ...
عاش فقيرا
ومات فقيرا ...
وللأسف نستمر في معرفة قيمة العظماء بعد رحيلهم ...
على أية حال ...
شكرا للشاعر الكبير / محمد سمير على هذا الإختيار ...
ساءلني كافور عن حزني
فقلت إنها تعيش الآن في بيزنطة
شريدة.. كالقطة
تصيح كافوراه.. كافوراه
فصاح في غلامه أن يشتري جارية رومية
تجلد كي تصيح واروماه.. واروماه
لكي تكون العين بالعين
والسن بالسن
هل لاستمرار الأقنعة في دواوينك تأكيد للبعد القومي؟ وهل من أمثلة لذلك
......................
نعم لقد استخدمت الرموز التراثية كأقنعة أقف خلفها وأوصل الفكرة إلى المتلقي عن طريق حديث تلك الرموز .
واستمرت الأقنعة في قصائدي ، ودواويني اتؤكد البعد القومي لشعري، وتؤكد صوت المواطن العربي البسيط الذي يجسد القناع التراثي، في شعري ، همومه وتطلعاته وأحلامه. وتجاوب الصوت التراثي في "فقرات من كتاب الموتى" مع القناع الذي انطوت عليه قصيدة "الحداد يليق بقطر الندى" في الديوان الثاني "تعليق على ما حدث". وتجاوبت أقنعة الديوان الثاني مع "أوراق أبي نواس" و "رسوم في بهو عربي"
في ديواني الثالث "العهد الآتي"، حيث الإفادة من التراث العربي الأدبي تتجاور والإفادة من التراث الديني الإنساني في تأكيد معنى "العهد الآتي" الذي يحل محل "العهد القديم".
وتتجاوب أقنعة الديوان الثالث مع أقنعة ديواني الرابع الذي غدا كله أقنعة مستعارة من سيرة "المهلهل" أخي "كليب" المقتول. ومع الأسف لم يتح لي الوقت لكتابة هذا الديوان "الأقنعة" فقد دهمني المرض الخبيث بعد أن فرغت من القصيدتين الأوليين، أو القناعين الأولين، فنشرت القصيدة الأولى بعنوان "لا تصالح" والثانية بعنوان "أقوال اليمامة". وقد احتلت القصيدة الأولى مكانة تعلو على المكانة التي احتلتها قصيدة "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" وذلك لارتباطها بتجسيد موقف عربي قومي من الصلح مع العدو الإسرائيلي.
تحية أستاذنا الكريم وأنت على منصة العدالة في حضرة شاعرنا أمل دنقل والذي يمثل مدرسة المجددين المعاصرين في الادب العربيبما ساهم في مجال الشعر الحر وأظن هذا يشفع له في عدالتكم الموقرة وخاصة سموه بالكلمات ذات الدلالات المؤثرة وغالبا ما يلجأ إلى الرمز فيوظف التاريخ الادبي والسياسي ويعطيها بعدا جديدا ومن مناّ لا يذكر قصيدته خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين وقد عكست هذه القصيدة ألم وحزن الشاعر وعتابه الشديدوهو يرسم لنامشاهد تاريخية.
شكرا سيدي الكريم على هذا الاختيار ولي عودة لمساندة الشاعر ووقوفي بجانبه
ملاحظة:يرفقني أمل دنقل كل مرة في السنة فأرحل معه برفقة طلبتي عبر قصيدته الرائعة خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين وكل مرة يسألونني في البداية إن كان الشاعر إمرأة أو رجل
............................
أشكرك أستاذة ليلى
على حضورك المميز
والذي يثري المحكمة
تحياتي العطرة
يقال إن الشاعر المصري أمل دنقل كان قد تنبأ بهزيمة 67 قبل حدوثها، وقال اشعارا تدل على ما سيقع
هل لنا بالبعض منها
مع الشكر
.....................
نعم لقد تنبأ الشاعر بهزيمة 67 في قصيدته"حديث خاص مع أبي موسى الأشعري " والتي نشرها في شهر آذار من عام 1967 ،أي قبل الهزيمة بثلاثة أشهر :
رؤيا:
(ويكون عام.. فيه تحترق السنابل والضروعْ
تنمو حوافرنا – مع اللعناتِ – من ظمأٍ وجوع
يتزاحف الأطفال في لعق الثرى!
ينمو صديد الصمغ في الأفواه،
في هدب العيون.. فلا ترى!
تتساقط الأقراطُ من آذان عذراوات مصر!
ويموت ثديُ الأمِّ.. تنهضُ في الكرى
تطهو – على نيرانها – الطفلُ الرضيع!!)
.................
ويختمها بالمقطع التالي :
وستهبطين على الجموع
وترفرفين.. فلا تراك عيونهم.. خلف الدموع
تتوقفين على السيوف الواقفة
تتسمعين الهمهماتِ الواجفة
وسترحلين بلا رجوع!
……………………
ويكون جوع
ويكون جوع!
....................
شكراً لإثرائك المحكمة بهذا السؤال الهام
تحياتي العطرة
رحل الشاعر المناضل أمل دنقل، أمير شعراء الرفض، وهذا لم يزد إلا حضورا ،وتحققت نبوءته بعد رحيله وتأكدت مخاوفه على الأمة العربية التي يحاصرها العدو . رحل مخلّفا وراءه أمة تبكي .
أمل دنقل هو الابن الأكبر للشيخ «فهيم محارب دنقل» أستاذ اللغة العربية ورجل الدين، والذي ولد عام 1940 بقرية القلعة مركز قفط بالقرب من مدينة قنا بصعيد مصر، وسمي بهذا الاسم، لأنه ولد بالسنة نفسها التي حصل فيها أبوه على «الإجازة العالمية».
صدم أمل ككل المصريين بانكسار مصر في 1967، وعبّر عن صدمته في رائعته: «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» ومجموعته «تعليق على ما حدث»، وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة «كامب ديفيد» و أطلق رائعته «لا تصالح».
أشكرك أستاذ سمير على تخليد ذكرى هذا الشاعر الرمز والذي مثلما يقود ثورة شعر يقود جرأة وشجاعة شاب
.......................
وأنا بدوري أشكرك جزيلاً أستاذة ليلى
على هذا الثراء المعرفي
والذي يثري المحكمة
تحياتي العطرة