هنا، سنجمع اللؤلؤ الذي ينثره النبعيون على ضفاف نصوصنا عندما يمرون بها
لننظم عقدا من لآلئ
أحلى الردود
تسعدنا ردود بعضنا على نصوصنا ؛ و بعض منها نحبها جدا لتميزها عن غيرها من الردود
فلنجمع هنا أحلى ما نقرؤه من ردودنا على النصوص في قسم السرد
و على بركة الله
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-23-2012 في 06:45 AM.
هذا رد د. نجم السراجي على قصة أزيز الرعب للأستاذة رائدة زقوت
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور نجم السراجي
تحية لك سيدتي الكريمة رائدة زقوت
قد يسحبنا هذا النوع من القص إلى واقع اجتماعي مرير فهو نص توثيقي لحياة الفقر والبؤس وما يلحقهما من تخلف ووعي ناقص تحدده عناصر التفاوت الاجتماعي والطبقية .
الكاتبة رسمت هذا من خلال واقع اجتماعي حاضر يعاني من هذه التناقضات والتفاوت في الفقر الفاحش والغنى الفاحش فوصفت البيت والمطبخ لتلك العائلة وعممت الحالة لتشمل بيوت القرية الفقيرة ثم انتقلت الى موضوع اجتماعي خطير آخر وهو كثرة الأطفال وعدم تحديد النسل لما في ذلك من مخاطر اجتماعية في ظل حياة الفقر.
عملية لبس التنورة من قبل المعلمة وكشف ساقيها هي مشكلة اجتماعية يطرحها النص لتخضع للتحليل والقبول أو الرفض كإشارة للصراع بين العولمة والفتوى ! الفاقة هنا في هذا النص فرضت على العائلة النوم في غرفة واحدة وهي مشكلة اجتماعية تعاني منها الكثير من الدول الفقيرة أو الدول الغنية المسروقة من قبل حكامها ! وينعكس عنها الكثير من التفاعلات النفسية السلبية ، حين يمارس الوالدان مثلا المعاشرة الزوجية بوجود الأطفال ( وفي أحيان كثيرة بوجود المراهقين وحتى الكبار) في نفس المكان الذي يمكنهم من السماع إذا حجبت الظلمة رؤية ما يحدث ،. وصفت الكاتبة هذا المشهد وما يتبعه بحنكة وفن قصي وربطته بوجود" الأفاعي " كتعبير للمخاوف والأثر الاجتماعي الرجعي الذي سوف يخرج الطفل من عالم طفولته وعالم براءته لينشغل بتحليل تلك الحركات وأزيز السرير والتصاق الأجساد واللهاث .....
النقطة الأخرى التي أشار إليها هذا النص هي تفاوت المعيشة في القرية والمدينة !
و هو تفاوت طبقي مخيف ومتعمد من قبل طبقات حاكمة وطبقات ثرية وحزبية مستفيدة . "التنورة " هنا هي رمز هذا التفاوت الطبقي
إذ عبرت عنها الكاتبة بذكاء من خلال حالة التمني عند الطفلة التي مثلت رغبة بنات القرية في لبسها . التنورة هنا لا تعني تلك القطعة من القماش التي تكشف عن ساقي الفتاة او المرأة بل تعني المطالبة بالتساوي في الحقوق والتفاوت في العادات والتقاليد والإرث الاجتماعي والديني وخصوصية كل مدينة او قرية لا يعني التنازل عن الحقوق والعيش برفاهية كباقي البشر وسؤال الأب المتكرر لطفلته هو دليل تلك الرغبة في المساواة
ـ ـ ـ هل ما زلت تريدين التنورة؟؟!! ـ ـ ـ
السؤال هنا يقرأ من زاوية أخرى ليأخذ بعدا اكبر وأعمق من كونه سؤال عابر يراد به المزح مع طفلته لان السؤال يمكن ان يقودنا الى سؤال اكبر:
ـ هل لازلت يا طفلتي ترفضين وضعك الاجتماعي هذا وترغبين بان تتطور الحياة هنا في القرية ويعيش أهلها بشكل مقارب إلى حياة المدينة أي الحصول على وسائل الترفيه التي يتمتع بها ابن المدينة ؟
وهذا واقع في مجتمع حكم على ابن القرية أن يقبل بالقليل ويتنازل عن حصته في المواطنة والحقوق لصالح الإقطاعي أو الغني وهو الحال بالنسبة إلى ابن المدينة الفقير الذي يعاني هو الآخر أيضا من نفس التفاوت الطبقي والتمييز في الحقوق حين يحتل الأغنياء والسياسيون والأحزاب وبعض رجال الدين في المدينة والإقطاعيون في القرية حقوق الفقراء
إذن هناك أكثر من موضوع وأكثر من طرح وأكثر من فكرة في هذا النص المشحون بالجمال والمتعة وقد يحتاج ( لو سمحت لي الكاتبة ) إلى المزيد من الرص والتكثيف والانسيابية ليتناسب أكثر مع جمالية الفكرة والمضمون وتتكامل فيه العناصر التقنية والفنية وتزيده جمالا ورشاقة فوق جماله
شكرا لك سيدتي استمتعت بهذا النص المفيد وقد تسمحين لي ثانية بالتطرق إلى خطأ شائع في استعمال كلمة مهترئ
والصحيح هو متهرئ
وكذلك لا باس به قد تكون موفقة أكثر من لا باس فيه في سياق الجملة المستعملة
كتبت مرة عن وهم الحب
فلامني الجمع واتهمني بالجنون
و أني أعيش بلا قلب
جاء هذا النص ليثلج صدري
ويدلني على مكان قلبي وصدق نبضاته بعد نكرانها
شكرا لك سيدتي وأنت تعيدين لي ثقتي بوجود قلب ينبض غير مخادع في صدري لكنه لا يعرف الحب !
قد توحي هذه اللمحة الجميلة التي رسمها خيالك بدقة الى الخيانة والخذلان والندم وانت تقولين :
""" وزفرات مكسورة تقفز من فوق المفاتيح
وكابوس الوهم
تستحضر ترخيصاً للندم """
الأمر الذي جلب ذلك الانكسار هو وهم الحب بينها وبينه لأنه وهم لا واقع له ، نعم هناك تقارب وانجذاب نحو الآخر نتيجة التفاهم او الإعجاب او المصلحة او حب الاستغلال ثم الغدر والخيانة قد تفسر هذه على انها حب ! لكنها ليست حب ...
هنالك حب واحد في هذا العالم وما عداه فهو مصالح وشهوات :
هو حب الأم المضحية وحب الأب المتفاني وحب الولد الصالح لأبويه
تصوير غير المُدرَك حسياً ، والولوج إلى عوالم ميتافيزيقية وتحويلها إلى عمل أدبي ، بوصفية حاذقة .. عمل هائل ، ولا يمكن لأي قاص أن يتورط به إلا قاسم فنجان وسولاف هلال والقلة من القصاصين في المشهد الأدبي العراقي ، فهو يؤكد مهارة الأديب وكفاءته .. وهنا ، في هذا النص ، منذ الشرارة العابرة الأولى نوَّهتْ المقتدرة سولاف هلال ، إلى أن بطلتها قد مُسَّتْ ؛ (دسست جسدي تحت الغطاء ثم ألصقته بجسده الدافئ ، وقبل أن تذيب أنفاسه جليدا تكور تحت جلدي). فالشعور بالتثلّج تحت الجلد علامة من علامات المَس ، والعهدة على مختصي هذا النوع من الدراسات.
.. أي قبل أن تشرع برسم خطة انسلاخها ، وانتقالها إلى العالم السفلي ، وهذه نقطة انطلاق لايعيها ألمتلقي البسيط .. ثم انتقلت إلى تأثيث النص برسم بارع للأجواء .. أعادتني إلى العوالم الإحتفالية للجان التي أخذت من سني عمري الكثير من القراءات ، فوصفت أجسادهم ، ورؤوسهم وفعالياتهم بالرقص على السقوف والجدران بشيء من الدقة .. ولا أظن بأنها ابتكرت العنوان على المشهد الأخير كإشارة لحرق البطلة لنفسها ، فحسب ، بل لارتباط الدخان بعالم الجان أيضاً ، ولو أنها استخدمت إسما من أسماء الشياطين لكان العمل أبهى .. ثم ذكرت اللونين (الأزرق والأصفر) ، وهما لونا أقزام الشياطين .. نخلص إلى أن سولاف هلال ، أديبة معرفية مبهرة .. فتحية لك أيتها الموغلة بالأناقة.
قراءة الأستاذ عمر مصلح لقصة أنثى الشيطان للكاتب الكبير قاسم فنجان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح
بلغة شعرية مكثفة ، باذخة الأناقة ، صاغ قاسم فنجان صور الخراب والتمرد ، على شكل نص تعبيري الغاية ، بلَبوسٍ سريالي لايدركه إلا صوفي مجذوب ، يتحسس المُتخيَّل والمقصي والميتافيزيقي ، ويترجمه إلى مايتصوره البسطاء هذياناً .. وهو ، ومن هم بمنزلته وعياً ، وحدهم من يعون حجم الأزمة.
إشتغل هذا المبدع الكبير على وظيفة (أعور – ألشيطان المسؤول عن تحريك الشهوة) الذي استدعته (عائنة) ، ذات القوام اللطيف ، البيضاء ، البضة ، التي تشخص في النوم واليقظة.. ولايضاجعها بشر إلا بمعاهدة ، ما أنْ ينقضها المعني ، حتى تمسي حياته جحيماً.
وهي نبوءة أديب ومفكر حصيف استشعر الخراب الذي سيكون ، وكان فعلاً.
وجعل (دهار- شيطان الإستحلام) يمارس وظيفته في حالات الصحو .. فأية بلاغة تلك التي صيَّر فيها ( الإستحلام ) صحواً ، وضرباً من ضروب المنطق .
ليقول ســ ( يتمرد إذاً كل شيء ).
ولكي يرينا الخراب بعينه ، جعلنا نتأكد من مصداقية النبوءة ، وبشهادة (خنزب) و (شمهروس) و (الاجدع) و (ميطرون) و (الولهان ) .. برمزية موغلة بالقصد حين استباح الفحولة والأنوثة .. فمسَخَ المسوخ ، وجعلها تمارس طقوس الجِماع بطريقة فنطازية ، لتنجب المهجنين.
وببراعة من يعي شروط اللعبة .. إختار اللونين ( الأحمر والأسود ) لأنهما اللونان ألأثيران في عالم الجان.
حيث لا اعتباط ولا مصادفات في عمل فني متقن كهذا.
وكمن يسقط ضوءاً على جسم ليرى ظله المعتم ، قادنا ألقاص المبدع قاسم فنجان في هذه الرحلة ، لنرى العالم المكتظ بالمؤامرات والكوارث ، من خلف كواليس المنطق.
دونما ريب...العجز عن تحقيق الحلم أكثر " أخلاقية " من استئجاره إلى الآخر..
هذا نص عريق آخر...
شخصيا، و رغم أن بشرته - قشرته العُلوية - بوذية المذاق، فقد راهنت على ايحاءاته الحارقة المتراوحة بين الحرية الجماعية المتجسدة في وجع الافراج عن " المعاناة الذاتية " و الحرية الفردية التي أعلنت وصول منتصف النهار حينما رفض السارد مقترح أبيه بمرافقته إلى حيث يقطن " أبو نضال ".
ينطوي النص، إذا، على تعبير أخاذ عن حالة انفصام، جدير بالملاحظة و الإيراد أن السارد استهل " مكابداته بسؤال لافح عن(( نشوة بلهاء أوثته لعنة الانشطار )). هي حالة ذهاب و اياب بين اللازم و المتعدي، بين اللزومية و البوهيمية أو ما يجوز اعتباره تسلطا نابعا من الآخر باسم حراسة قيم أسرية أو مجتمعية مشتركة، و المثال الأكثر بروزا تجسم في المقطع - المستعمل داخل حوار - : ((...وأظن أنه قد آن الأوان لأطلعك على سر حبسته بين أضلعي لسنوات ، ولم أطلع عليه أحدا، ولا أدري لمَ أخفيته عنك، لكنني بالتأكيد كنت أهاب الوقوف أمامه وجها لوجه كما أفعل الآن... )).
قضية مراجعة مفهوم الضرورات حاضرة في اعتمالات النص، لكنها تعرضت للترسيخ نظرا لبناء قرار الافصاح عن " المعاناة الشخصية " فوق اعتبارات " شخصية " و ليس كاستجابة لإكراهات " خارجية "، و إذا عقد تقييم تفاضلي بين الجهتين : " نوازع شخصية " و " ضغوط خارجية - من الأسرة أو المجتمع أو الأصدقاء ...- "، فالقيمة التأثيرية العليا تميل إلى الجهة الأولى...كانت لمسة حداثية راقية...
لقد سلب الخاطر أيضا شمول إدراك السارد لمسار الأحداث...
تابعناه بأناة و شغف و هو يتحدث باسهاب لذيذ عن " مكابداته "
بيد أن الأنفاس الأخيرة أطلقت سراح معلومة صاعقة ، " صاحبنا " لم يكن على دراية سابقة برحيل " أبو نضال " عن هذا الوجود. فكي يسترجع حياته الشخصية، كي يتحرر من سجن اسمه "أبو نضال"، لمس لزوم السفر إليه، ثم سقط مغشيا عليه عندما وصل إلى ادراكه أن " جلاده " في عداد الموتى منذ أكثر من ثلاثين سنة.
نعم، لقد أحاط السارد بعالم شهادة النص، لكن عالم غيبه، غزل حكيه، ينتمي حصرا إلى الكاتبة سولاف هلال...و هنا لمسة حداثية جالبة للانبهار و " الغواية " إذ أن سيطرة ضمير المتكلم تعني، و يا للمفارقة، أن الذات و الموضوع منفصلان. هو غرور الأديبة الأنثى، غرور ابداعي سام جدا....
رد الحكيم الأستاذ عبد الرسول معله رحمه الله على قصة جنون من طراز رفيع للأستاذ سعدون البيضاني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله
أخي وحبيبي الأديب الكبير سعدون البيضاني
كل كلمات الاعتذار لا تفيك حقا ولا تبرر تأخري عليك
قرأت القصة وتذكرت موقفا مررت به عندما تشجنت ساقاي ونصحوني بالذهاب إلى طبيب نفسي وحين ذهبت طلب مني التمدد على المنضدة المستطيلة الطويلة وطلب مني الحديث عن ماضي الطويل وحين أخبرته بأني لست مريضا نفسيا وإنما جسديا صرخ بوجهي وقال أعرف ذلك ولكن ماضيك له علاقة بأمراضك الجسدية فحدثته عن ماضيّ الذي تأفف من سماعه ولم أدع له شاردة ولا واردة لم أخبره عنها فهمهم قائلا اجلس وأخذ يملأ ورقة العلاج فإذا به يعطيني 17 دواء أكثرها مسكنات وحين ذهبت إلى الصيدلاني نظر إلي بغضب وقال هل أخبرت الطبيب أنك تريد الانتحار ووافق على ذلك قلت نعم وحين أدار الصيدلاني ظهره لي أطلقت لساقي العنان هاربا
الظاهر أننا نعيش في عصر الجنون الذي استشرى عند طبقة المتعلمين
رد الأستاذ محمد السنوسي الغزالي لدى مروره على قصتي التي تحمل عنوان " وِلِدّتْ مرتين "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السنوسي الغزالي
ودائماً لابد من سولاف وإن طال التجوال.
هذا التناقض المُريع في القصة ، هو قراءة نفسية واجتماعية لكائن يسعى بين الناس بطريقة ما !! إذا سألتني هل مرََّ أحد بمثل هذه الحالة الوجدانية الروحية..سأجيبك بنعم..لكن الفرق أنه ما من قلم تناول هذه الحالة غيرك أنت .
في حياة الناس كثير من الانثيالات والشعور الغريب الذي يحيلها إلى الدهشة من هذه المشاعر الأمومية الإنسانية..أيضاً مشاعر الحب الخفي ، لاأحد في إمكانه أو مكانه يستطيع قراءة حالته التعويضية العميقة ، لأنها حالة الحاجة للهروب إلى حضن غريب والعكس أيضاً في ذات الوقت..زحام من التناقضات الجميلة والمُبهرة والمُتجلية ، ولذلك تظل دون تفسير..وهذا التدوين القصصي الرائع والحميم قرأته عدة مرات لأجد كلمة واحدة هي المُحصلة لكل هذه التداخلات..هي..أبدعت في هذه القصة يا سولاف..ولابد منك لكي نرتاح من وعثاء مُكتظة وكثيرة.