حين يسمو بنا التحليق إلى حيث الانعتاق ..
هل ستجتذبنا ذرّات رمادنا.
ونذوب بشبح الفناء الأكيد
ليت كلّ ما هناك ،يسكننا
كيف لتلك المزجة
أن تودي بلطافتنا في أكوام الكثافة وأن تتعرّى ذات صفاء .
**
كريم سمعون
؛
؛
تمازجني زوبعة العروج
برغبة بيضاء تدفق من بين خشوع مساماتي
تشطرني عند آخر جلدة من زبانية القيد ببعض سماء مدرجة بالصفو
تنزعني من طينتي بجذبة كبرى تخلعني مني
تغوص بي في أعلى نقطة مبتعدة عني
تصهرني ؛
لتعيد تشكيلي بأنامل الروح ..
..
"منية"
جميل ذاك الصيام
يحيط القلب بخواء
فتختلج أرواحنا بنزاعات
بين الذات والذات
وعمق وسمو
من قال بأن النيرفانا
لا تعري الطهر من الظلال
وكيف لظلٍ أن ينموبلاشبح
حائمة روح الأنين
بين الحزن والسعادة
والنفس الهادئة ستعرب عن كل خفايا الخاطر
بصمت حزين
؛
؛
لاشىء سوى أشباح ذكرى تثب فوق أطرافي
الملطخة بهلام الأمنيات
ومعطف صقيع يتشبث بمشجب قلبي الأبكم
لاشىء سوى رائحة كهف صغير تسمرت فيه أنفاس أمي
وصدى عناق برئ لازال يلوك أضلاعي
أيتها النيرفانا ...
ارخي ساعديكِ لجنوح شراعي
قوديني بسوط المخاض للاحدودك
سأقتل ضيق جسدي باتساع صدركِ وأغرق ،أغرق..
كي تسقط اللعنة ويغزو الهدوء ملامحي المشرّدة
هيا امنحيني نشوة التغريد ، دون أن يبكي حلْقي
لأعود منكِ بابتسامة ..
لن يكف يوما عن بعث الحكمة في مرايا انعكاسات اللّامرئي من أسّ الماء
ماء الأعماق لا يرى الأشعة
لا لون له
وثمّة لا طعم أيضا
من دون ريح أو عبق أو عطر
وبغير صفات ولا سمات
يسكن كل الأكوان
تعشقه جميع الكائنات
ماذا لو كان بريح المسك أو العنبر
أو كان بلون الورد
أو طعم الشهد ؟؟؟
؛
؛
وماذا لو كان بريح الفُل ولون الفجر
وطعم الفرح ؟
ماذا لو ملأ الكأس وروّى الزّهر
وسكب الخمر ؟؟
ماء الأعماق شبيه الطهر
ماء يرصع المساحات العصية بإشراقة النقاء
يفتح النوافذ لجلبة النور
فلاجدوى من النوم على فِراش الخواء ..
وتأمل أجنحة الشمس حين ترفّ على أحداقك
كل مساء ..
ماذا لو كان بطعم العلقم أو تسكنه ظلال سوداءقاتمة الظل
تعتري مساماته ريح تخرّش لون الصخر
وكيف ستبدو حصوات الجدول؟؟؟
في قعر النفس المتبرّئة من كل شياطين الملكات .
وكدر الإجاج .
كيف ستعشقه جذور الأرض
وتحضنه طبقات السموات برفق
هل كان سيروي ظمأ الحنطة وعروق النفس
هل ستغرد حنجرة الحسون العاشق في أسحار صباحاتي الحبلى بحبّات الطلّ
ما أعذب ذاك العذب
لا للون ولا للطعم ولا للعطر
لا للحجم ولاللشكل
لا للطول ولا للعرض
ولكلّ ما يكسو الروح
الرفض
؛
،
يا هالة بياض عابقة بي
عانقي ثوراتي بشفقة أم
مدي كفوف النبض وامسحي عن جبيني المتعب زغب النحيب
كي يسقط العمر الموبوء بالسعال
لفلفيني حد جروح النفس
تسربي بهدوء تحت جلدي واغسليني
بماء الأبدية
اسكني زُهدي كما تسكن الأرواح جسد الصمت
فوّحي بياضكِ في عروق ذبولي لتزهر شتائل الياسمين في دمائي
كوني الماء الذي أعشق
كوني كل اشتهاءاتي ..
ما أعذب أن نشعرأنّا لا نشعر
نحسّ بعدم الاحساس
ما أروع أن نسمو فوق صفات المخلوقات
حيث لاصفة هناك
لا سمة تكسو بشائرنا
ولا أوصاف تقربنا ،
تبّاعدنا .
أو تدنيناأو تقصينا
ما أجملك
يا الله
ما أقربك لكل الأنفس
وبذات البعد
أواللابعد..!!!
؛
؛
ويأخذني الخدر لمحراب التجلّي
يسلخني من صخب الألوان وازدحام الظلال
من حرّ الوخزات و نفح الآهات
ماأجمل أن تركلنا المادة فيطوقنا السكون بأوشحة التحنان
يزمّل عريّنا بالدفء ويناغي يقين يعمّد خلايانا ..
يذيب بشريتنا في مشكاة النور
لنعود أنقى ..أطهر ..
وحده النور الإلهي يتعهد ضميري ..
يورق في أعماق نفسي
كغابات الصفصاف
إلهي ماأعظمك ....
مهما ابتعدتُ عنك تحرسني أنوارك ؛فأهيم في ملكوتك الأبقى ..الأبهى..
حيث
الرواء والعشب و الروح والنغم السرمدي ...
"منية الحسين"