أنا هنا ياصديقتي ...فحرفك دوما يربكني ويعلّمني كيف نحيّر غفوته بيننا...
فهذه الأوراق المبعثرة هي راهننا الحافي من الطّمأنينة والأمان ..قرأتها فوجدتني متورّطة فيها فهي تحيي فيّ شوقا دفيتا لرسائل تبادلناها هنا وهناك..رسائل تغيب ثمّ تظهر فجأة في وجداني..منحناها تخوم صفائنا أحيانا وتجعّد الأحداث والوقائع فينا ..
فالمخاض مازال بيننا هائجا مائجا معربدا يلفّنا كمارد ..
مازلت أشتاق وأشتاق للإفصاح عمّا هو في كوامننا ..فالقهر والضّيم مازال يضرب قفاي أنا ياصديقتي ومازالت الأحداث ترتكب فعلها فيّ ...
متعبة أنا يازهراء فلمن أهدي وجعي وماغيرك يمدّ يدا لي..
أحتاج وأحتاج أن أكتب وتكتبي...تعالي نبعثر أوراقنا فقد نهتدي لإعادة ترتيبها بعد هذا الغياب الرّهيب ...
وللحديث بقيّة إن كان في العمر بقيّة ..
منوبية الغالية
مساء الخير صديقتي الصدوقة
هي أبعاد أخرى ملأتني كما حدث معك بالضبط ـ تقريبا بالضبط ـ فلكل واحدة منا تلك الظروف الخاصة التي تستعصي أحيانا على الحرف
ملأتني بعادا وأسفرتني جواز مرور خاوٍِ
بعد أن كنا في ضيافة حرفنا متعة واستقامة
نطل على هوية هذا الحرف من خلال صدقنا وتجاربنا في حياة عامرة بعبورنا اللا مثيل له
فكانت الغيرة تتربص بنا من أعين الحفاة أخلاقا وثقافة وعلما
نشرت هذه الأعين مخالبها الفتاكة وزرعت أشواكا في كل ممراتنا
وها هي تلك المساحات التي بنيناها بدم حبرنا وبحبر دمنا تطل على الغياب
قد أعود يا صديقتي
فلقد أبرمت عهدا مع الصمت
لكن توحشت حضوري هنا وتوحشت حضورك وحرفك وحرف الاحبة الغوالي هنا
شكرا لأنك أنت
قد أعود يا صديقتي
فلقد أبرمت عهدا مع الصمت
لكن توحشت حضوري هنا وتوحشت حضورك وحرفك وحرف الاحبة الغوالي هنا
شكرا لأنك أنت
هنا سأمكث أقتفي أنفاسنا المتعبة وأبكي صمتا أطبق على أنفاسنا
ما أقسى هذا الدّهر زهراء الحبيبة....يحطّ بكلكله على وجداننا وأحاسيسنا فنبتلع غصصنا وقد ابتلعتتا هي قبل ..
ولابدّ أن نعود وينهمر الكلام بيننا كما كان ..