القصيدة رقم (5)
أفيقي حبيبي
\
حبيبي
أفيفي وريدًا وريدًا
ولا تفزعي الياسمين الذي قد تدلى
قصيدا قصيدا علي راحتيّ
ولا تُغْمِضِي الليل فينا
دعيه يسامرنا يا حبيبي
إلى مطلع الفجر من قُبلتينا
.
حبيبي وهلّا فرشت الندي حول وردتك الزئبقيةِ
كي يتسني لقلبي يمرّ ويصطف بين رحيقك
فكم للمساء يُصفّف روحي
ويترك كل الذؤابات بين شفاهك
حتي تضفِّر فاهي وتدهنه بالشفق
حبيبي أيا ليتني أستطيع المنام بجفنيك حتى تفيق النجوم بجفن الصباح
أياليتني أستطيع انتشالك مما تهابين فىّ لأطرد عنى وعنك المهابة من فرحة ربما لن تجيء ومن دمعةٍ قد مضت
متي يا حبيبي ستزدلف النورسات
إلي بيت جرحي الحرام
متي تهتدين إلي سكتةٍ في مهب الكلام
متي تنثرين علي وجع الكائنات شهيق اليمام
رأيناك تنوين أن تطلقى البدر عشرين عشقا
فزقزق فى مُقلتىَّ الضياء
رأيناك لم نر إلاكِ فينا ومن نحن إلا حنيني’ أنيني وعشرون حزنا بطعم الغياب
.
.
حبيبي
ارشفيني
ليشتعل البحر في مُقلتيَّ
ويغترف النهر من راحتي غرفتين
ويبتلىَ الشط بي
فلا طاقةٌ للمياه بجالوتَ
كي تضع الحرب أوزارها في عيوني
حبيبي
ارشفيني وذوبي
اتركي الموج ينهش فينا
ولا تخبريه بسر المدام
.
حبيبي ومن أنت هل فيك للبحر شط إذا عانق الموج فى مهجتى ضحكة الزنبقاتْ
إذا مر طفل على آخر الحزن من سيكون له أول الباسمين
وإن تاه فى الروض صمت الورود فمن سوف يغوى بصوت الهوى الياسمين
.
.
حبيبي
هبيني رحيلي
وإما ارحلي في جنوني
وشدي نطاق اشتعالي علي خصر عودك
هبي ذلك الناي بعض الغناء
هبي ذلك الصدر بعض الهواءِ
ارشحي من عناقي هديلا
حقولا
ترانيم تفصح عن سرها للبروق
حروبا
دروبا إلي هوة في الشروق
.
أفيقي حبيبي
ولا تخدشى يا سمائي زجاج الشموسِ
متى طال ظفر الخريفِ
ولا تجرحي القيظ في خطوتىَّ
لأمشي بظلي
لأن الظلال علي كتم جرح المحبين أقدر
ولكنها كلما ملت مالت
ولكنها كلما سلت سالت
أميل إلى الأرضِ
تجري اتجاهي
أقيل إلي نخلة الروح
تنأى
ويقطفها الغصن عن لوعتي والشموس
بخيط الغروب أخبيك عن نظرة
في مهب الوداع
وعن قبلة في مهب الضياع
بخيط الغروب أخبيك
كى يغزل الغسق المستنيرُ بدوري
ليسترق الزعتر البلدي من الحلم سمع البلابل.
سمع القوافل في رحلة الصيف نحو ارتعاش الجسد.
أفيفي حبيبي
لأنأى بعينيك عني
ليهرب هذا الغثاء عن الموجة الليْلكية.
وتندس هذي السنابل عن أي رؤيا,
وتفسيرِ يوسف
فلم يبق بي ما يمد إلى شهقةٍ في النجوم لهاتي
وما عاد من سدرةٍ
كى تراني الملائك قاب اشتعالين من برتقالك
وما زال نجمي الذي قد هوى في منامك يهوَى
أفيقي حبيبي
دعي شهقتينا تربت ظهر المساء
لتسري قشعريرة في عروق الصباح
ويفتر ثغر القصيدة عن غربتي في الرياح
أفيقي حبيبي
فأنت بروحي كبللورة
حممت نفسها في تراتيل مريم
ومرت بمزمار داوود كي ترتديه
لتُسري إلي قدسِ قلبي
لهذا السنا بصمة الروح أنت
وبحران لا يبغيان بقلبي
خطوط استواء الربيع الشجي علي ضحكة البلبلات
وصوتك ذاك الذي يَهِبُ البحر زرقته
والجبال صداها
حواري هذا النسيم
وحضنك ما يسلخ الغيب من ذهن هذي الشموس
وتفسير زهرة دفلي لسورة زنبقة في رؤاي
وأنت السَّمَاك الذي لمّ شهقته
ثم وزّعها في رئات النجوم
لكي يستمد المساء السنا من شهيقك
اعربيني حبيبي
اصرفيني بروحك
ولا تتركي دمعة لانتظارك تمنع ليلِي من الصرفِ
يا قبضة السامري
الرسول أتاك
اقبضيني
انبذيني
ادغمي لام روحي بميمك
ولا تخبري العود يا عزفتي سر غُنَّتِنا
لم يزل لحنه في دمانا صبيا
وهزي إليك بجذع اشتهائي
أساقط للروح رطْبا جَنِيّا
حبيبي
اوصدي الريح خلفي
ليستلقي السنديان بأنشودتي
والمساء يقيل بما سال من لوعتي
فوق عود الندي
قد جعلت الهوي تحت نايي سريا
كيوبيد طِر فوق جرح فعولن
شد قوسك في قُزَحٍ من نسيمي
أدونيس يمضي لجرح الغياب وعشتار نائمة فى دماه
ويمضى الخريف إلى الراحلين بلا موسمٍ قد يلم أساهْ
حبيبي
لو الشط يدنو إلي موجتي قدر شِعرين
كيما أخطِّط بعض الرحيل
وكي يستحيل المدي مُدية في رمالي
حبيبي
لكم مرة ينبغي أن أذوب ليشهد قلبي تزلج هذي القصائد فوق جليدك
ويفترش الصيف صدري الذي نام في حضن عودك
.
حبيبي ومن ربّتَتْه الصحاري...فلن يخشى في الكونِ إلا المياةْ
ومن ذاقَ بالحُب طعمَ المماتِ...فلن يحلو في فيهِ طعم الحياةْ