كل الحكاية أننا
لم نختلف
أو نتفق
لكننا كنا في الحقيقة عاشقين
أما أنا
كم كنتُ ألمح في عيونك كلَّ شيء
وقت الصباح
شدو البلابل
نوم الصغار
همس القرنفل
قد كنت أعرف ما تقول السوسنة
لفراشة الحقل الجميل
لكنّ أنت جميلتي
لم تعرفي
ما قاله المشتاق لك
معنى الحنين
شوق المسافر
لم تعرفي
معنى انتظاري وانصهاري وانتشاري
ما بين رمشك والجفون
كل الحكاية أننا
كنا هناك
أو ربما كنا معا
في زورق البدء المطرز بالوعود
سر البنفسج حين يشعل لهفتي
سر البنفسج يا امرأة من لازورد
ماذا وبعد
بيني وبينك ألف وعد
يا يقظتي
يا صوتي المسموع في الركن البعيد
الآن أكتبُ من جديد
هذا النشيد
حتى أحبك للأبد
أو ربما
بعد الأبد
تتساءلين
عن ألف شيء
عن شجرة الصفصاف عن مقعدين
كانا لنا
عن موعد ٍلم يكتمل ْ
عن مقلتيْن
عن صدفة ٍ للقائنا
عن قبلتيْن
أنا لم أفتش في المدى
عني وعنك
قال الغريب
فأنا أراك ِوألمحك
في كل شيء
وأراكِ وجها قد تغمَّسَ بالنَّدى
وأراكِ بي
وأنا هنا رغم المسافة أسمعكْ
ما أجملك !!
وتقول لي
في هدأة الليل الطويل
فتشتُ عنك
فأراكَ بي
تنسابُ في الشريان ِ في حبل الوريد
ويشدّني
شوقٌ ولهفة عاشقة
لك من بعيد
وسألتُ عنك
طير السنونو
ساعي البريد
هيّأتُ لك
هذا المساء جدائلي
حتى أكونَ كما أكون
في مُقلتيك ْ
أعددتُ لك، فنجان شاي
همس الكمنجة ِحين تعزفها يداي
وأنينُ ناي ْ
ولفافة أخرى من التبغ الجميل
والليلُ طال
وأنا هنالك أنتظر
لو عدتَ لي
قبل انكسار الوقت
فالبعد هذا البعد يوجعني ويؤلمني الجفاء
لو عدت لي
حتى أرتبّ خافقي
لك من جديد
فأكون شمسك في النهار
وأكون همسك في الحوار
وأكون نجمتك الوحيدة في الفضاء
وأراك َسرّا ً للبنفسج ِ حين يسرقني الحنين
تتساءلين
في هدأة الليل الطويل
يرتد صوتك في الحنايا والضلوع
يا زورقي وسفينتي وقواربي
يا موجة البحر التي
لا تنكسر
يا غيمتي وقصيدتي وعباءتي
يا ضحكة ً فوق الشفاه
فوق الخدود
بين العيون
هذا الهوى بيني وبينك
لا لا يهون
عشرونَ أغنية ً تزيدُ مواجعي
الأولى كانت للحنين
كلماتها
ألحانها
فيها من الشوق الدفين
والثانية
كانت تُعيد لنا الحكاية من جديد
الهمسةُ الأولى
الضحكةُ الأولى
شوق البعيد
والثالثة
فيها الكثير من الشجن
سحرُ العيون
همسٌ حنون
والرابعة
للإنتظار
وأنا أرتّبُ موعدا ً
في ذلك الركن الجميل
وأرى خطاي
كانت تسابقُ لهفتي
والخامسة
عن نظرة ٍ فيها الكثير
فيها انتباهي للتفاصيل الدقيقة
أنت الحقيقة والصوابْ
والسادسة
للإقتراب من النوافذ كيْ أرى
وجها ًتغمّسَ بالضياء
للإقتراب
من فكرةٍ يوما ستكبرُ كي تكون قصيدة ً
والسابعة
كانت عن الوعد الجميل
عن حلمنا المخبوء في وجع الغواية
ما زلتُ تجذبني البداية
والثامنة
هي أغنية ...
كانت ترددها البلابل في الصباح
ويعيدها
في الليل ترتيل الصدى
التاسعة
للقابضين على الحنين
لم ننتبه يوما إلى
خطو السنين
والعاشرة
ما زلتُ أذكرُ لحنها
صوت الكمنجة كيف ينعشُ شوقنا
اللحنُ يسري في الجوانح والعروق
عشرون أغنية ً تجددُ شوقنا
وتعيدُ لي
شكل البداية من جديد
وأتوهُ في همس القرنفل حين
يكتبني الحنينُ إلى اللقاء
وأتوهُ في سحر الكمان