لو كان الداعشي النابتي الغبي يعي الدرس ويستوعب الماضي ويعتبر من التاريخ والسيرة لكان أحكم في تعامله واذكى في نشر فكرته ..
ولكنه اختار بحمق ان يصطدم بالسنن الكونية وهو لايزال هشا ساذجا وعيا وسلوكا وفهما ..
فحمل بين طياته فكرا تكفيريا بائسا .. وأرغم الناس عليه وعادى ووالى على الانتماء للفكرة القبيحة التي تَغَيّاها..
ولأن السنن الكونية لا تحابي أحدا مهما ادعى البياض؛ فالطبيعي بعد ذلك أن تنكسر رأسه و أن يُحارب ويُحاصر ويتلاشي...
ولا غرو ..فذلك جزاء من تولى عن الحنيفية السمحاء واهتدي بهدي الخوارج المقبوحين واعتدى على حرمات من حوله من بني جلدته الذي يستقبلون قبلته ويشهدون شهادته .. وادعى بجهل ووقاحة وعناد اختزاله لصورة الإسلام الصحيحة ..
وزعم - وبئس الزعم - أن المسلمين أجمع مارقون مالم ينخرطوا تحت لوائه ويلهثوا خلف خطاه ويستقبلون قبلته المنحرفة ..
فهو يرى انه وحده الذي يمثل النسخة الصحيحة الوحيدة للإسلام وانه المتحدث الرسمي عن رب العالمين ..
وان كل من عاداه من مسلمين مجرد أحجار على رقعة الشطرنج يجب قتالهم كقتال كفار قريش سواء بسواء ...
وهذا فهم كئيب ‘ وإقصاء مُبير ‘وتقزم في الوسائل والأهداف والحركة...
الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهو المؤيد بالوحي والمُحلّى بتمام العقل.. والمحاط بخير البشر ما خلا الرسل ؛لم يحارب كل من حوله دفعة واحدة - فضلا عن العالم اجمع - في مفتتح بناء دولته وقبل انتشار دعوته ، بل اعتبر بقوته قياسا بقوة الاعداء مجتمعين ومفترقين‘ واعتبر فارق هذه القوة ولازمها وما تتطلبه من سعي..
وكان القرآن صريحا في هذا التمييز ..(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ... )
فحيّد قريش اولا بصلح الحديبية..
وخوّف غطفان وقبائل نجد بحملات تأديبية مستمرة..
وتفرغ. للعدو الأَوْلى .. يهود خيبر ...
ثم بعد ان كسرهم وظهر عليهم ؛ تفرغ لقريش وفتح الله عليه مكة ..
ثم بعد أن فتحت ؛ ذهب إلى غطفان.. فهزمهم في حنين .. ثم تتبعهم في ثقيف وضرب الحصار عليهم مدة ،ولما أعياه كسرها وأرهقه قتالها ؛تولى عنها بعد حصار وقتال ونيل من اصحابه رضوان الله عليهم أجمعين .
ولم يقف النبي صلى الله عليه وسلم ويقول للعالم كله تعالوا حاربوني ان استطعتم ؛ فأنا رسول من الله وأنا على الحق ومعي خير مقاتلي العالم واخصلهم قلوبا ...
تنظيم الدولة الفاشي فشل سلوكيا .. وحركيا.. وفكريا ، وجلب الدمار لكل منطقة يحل فيها.. بسوء عقله وزناخة فعله... واستعلائه المزيف بإيمانٍ مصطنع ..
واستحث العالم كله على محاربته وهو يملك من سذاجة القوة ما يضحك ويبكي قياسا بترسانة اعدائه وعتادهم..
وظن أنه مادام مؤمنا موحدا فسوف ينتصر .. ولا يعلم هذا التنظيم المسكين أن اعدائه يسخرون من سذاجته ويراقبونه بانتشاء وقد حددوا الوقت الذي سينقضون فيه عليه ويقتعلوه من جذوره ويُقَوّضُوا أركان دولته المزعومة..ويطعوا دابره..فقد حاربوا غباءه الفاضح بذكائهم الماكر ؛ واحتالوا على سذاجتهم ، فجعلوا يجهزون له الشراك مرة بعد أخرى وهو يدخلها آمنا مطمئنا منذ سنوات بجهل مزرٍ وغباء محض وعدم اكتراث بنصح مفكر او عالم او عابد.. فهو لا يرى ثمة مخلص في الكون في غير معسكره الأوحد ... فكان ماذا... ،ارضه التي نهبها تتلاشي يوما بعد يوم ومقاتليه الأغرار الذي اختاروا ان يموتوا في جهل وجهالة على أن يثوبوا إلى رشدهم ويبلغوا رسالات ربهم بعقل وحكمة وتؤدة... ورعيته المسكينة التي لاقت من صنوف الهوان بسببهم ما يضيق به صدري ولا ينطلق لسانني..