ليس هنالك زمن . هنالك عدم ثبات للأشياء . يعني أن الخلية ، وهي أصغر وحدة حية ، لا تثبت كخلية بنفس الشكل من لحظةٍ إلي اللحظة التالية . إذن بدلا من القول بأن زمنا يمضي ينبغي أن نقول بأن تغيرا يحدث . بسبب دخول الهواء والماء والتربة وأشعة الشمس إلي خلية النبات يجري تغيرٌ فيها فيكبر حجمها وتنقسم إلي خليتين ثم إلي أربعة..وهذا ما نسميه النمو ، وهو يجري في النبات وفي كل كائنٍ حي . طلوع الشمس وأفولها إنما يجريان للإسهام في تغيير الخلية - وخاصة خلية النبات - وليس من أجل التاريخ . إذن ما نتخيله زمنا هو تغيرٌ يجري في الخلية . هذا التغير المستمر لا يجري في الخلية الحية فقط ، بل يجري في خلايا الجمادات أيضا . فلا تلبث قطعة الحديد كما هي ولا الحجر ولا الخشب ولا التراب ولا الماء..ولا أي شيئٍ أمامنا كما هو ، بل يتغير . بصرف النظر عن كون التغير من حسنٍ إلي سيئ أو العكس ، المهم تغيرٌ من حالةٍ إلي حالة . وقد عبَر أحد الفلاسفة القدماء عن هذا التغير المطّرد المستمر علي الدوام في كل خليةٍ في الوجود ، وضرب مثلا بشخصٍ يخوض نهرا من شاطئٍ إلي الشاطئ المقابل . فقال إنه في كل خطوة يخطوها هذا الشخص في النهر ، لا هو ولا النهر يكونان علي نفس حالهما في الخطوة السابقة ! ويعني بعبارة أخري أن ثمة تغيرٍ قد جري علي الشخص وعلي النهر كليهما ، وإن لم يُلاحظ ، فيما بين الخطوة والخطوة التالية . ونخلص من هذا التأمل إلي أن كل شيئٍ في هذا الوجود في حالة تغيرٍ مستمر . وما نسميه شبابا وكهولة وشيخوخة وفناء إنما هو تغيرٌ مستمرٌ في خلايانا من ترابٍ إلي خلية تجري فيها عمليات بيولوجية محددة ثم لا تنفك هذه العمليات البيولوجية تتغير وتتسع فتصير عمليات كبيرة متنوعة ونشطة ، ثم تتناقص . وهكذا من زيادةٍ إلى نقصان ومن نشاطٍ إلى خمولٍ..ثم عودةٍ إلي ترابٍ . وما نخاله شهورا وسنينَ وعقود..إنما هو تغيّراتٌ في خلايا كل شيئ ، دائبةٌ غير منقطعة ، وهذا يجري على كل ما في الكون . "قل هو الله أحد . الله الصمد " أي سبحانه هو الوحيد الموجود خارج هذا القانون !
نعم أخانا ألبير ولكن هذا رأيي فقط . أن الزمن في الواقع "كمية" . كمية تغيرات تحدث داخل خلايانا بدخول عناصر وخروج عناصر ونشاط بيولوجي يجري داخل الخلايا . كمية قليلة جدا من التغير نرمز له بثانية . ستون ضعفا من تلك الكمية نرمز له بدقيقة....وهكذا . هذا رأيي الشخصي وليس رأي العلماء