=====================================
لا منفذ
لأفلت من سطوة العدم،
من شظايا الوقت
المتناثرة على أرصفة النسيان،
لأقنع الدخان
بأن يكفّ عن رسم ملامح الموت
على وجه المدن.
أضراس الحرب تلوك الجثث و الجدران،
والشمس تتثاءب على أعمدة الخراب،
والشوارع تمدّ يديها للريح
تسألها عن آخر العناوين التي
لم تسقط بعد.
حتى الكلمات خانتني،
تركتني عارياً من حروفي،
كسرت صوتي،
وأهدتني للريح
كندبة على خدّ الأرض
لا تبرأ أبداً.
الآن أجمع ما تبقى من نبضي،
أخيط الصمت بحبال حروفي،
وأكذب على وحدتي،
أقنعها أن الغد ليس مقبرة أخرى،
وأن الرايات الممزقة
ما زالت تحلم بلون الحياة.
ربما في يومٍ ما
أصبح نقشاً على جدار
في مدينةٍ بلا ذاكرة،
أو سطراً في قصيدة
لم تُكْتب بعد،
أما الآن،
فأنا مجرد رماد
تحمله الريح
إلى عالم لم يعد يعرف القيم.