الإنسان فى هذا الزمن - وخاصة الفرنجة وغير المسلمين - لهم قضايا كثيرة تشغلهم وتؤرقهم..منها الحروب المعلنة وغير المعلنة ومنها قضية التمييز العنصرى والتناوش على حدود الدول..ومنها قضية انتشار الأسلحة النووية ومنها النزاع على نوع الحكم فى البلاد..وقضايا عديدة تشغل بال الإنسان وتقض مضجعه ! لدرجة أنهم أنشأوا هيئةً مثل هيئة الأمم المتحدة للتحاكم فيها وحل خلافاتهم .
ألا تتفق معى أن الإنسان فى هذه المعمعة قد نسى قضيته الأساسية..والتى من أجلها قد جاء إلى هذه الدنيا..فالعلماء الكبار مثل إينشتاين ودارون وعلماء الرياضيات والضوء والطبيعة والكيمياء وعلم الحيوان وسائر المواد..يتنازعون حول النظريات العلمية..وينسوْن الأرض التى يمشون عليها..والشمس التى تعطيهم الدفء والليل الذى يسكنون فيه والأوكسجين الذى يستنشقونه والماء الذى يشربونه والنبات الذى يتغذون منه..من أين جاءت هذه الأشياء..
لماذا يسمونهم "علماء" وهم لايفكرون بأبسط البديهيات..نعم ، إن ما نمشى عليه تراب..ولكنه لم يُصنع ويُفرش هكذا أمامنا من غير صانع..وما نستنشقه هواء..ولكنه لم يأت إلى أنوفنا ويصير ناعما هكذا لا يخدشنا شهيقه ولا زفيره..والأرض تـُنبت لنا فيغذينا نباته هنيئا مريئا..رجل العلم يُهمل مثل هذه البديهيات..ويفكر فى سرعة الضوء..ويفكر فى الثقل النوعى وفى الجينات وفى السنة الضوئية والإنزيمات والأشعة تحت الحمراء..إلخ..أجَل من سيفكر فى هذه البديهيات ؟..رجل الشارع مثلى ؟..كان الأوْلى بالعلماء أن يقفز إلى أذهانهم مثل هذه الأسئلة أول شيئ..ثم بعد ذلك ينصرفون إلى الأشياء الأخرى .
بديهى أن هنالك أشياء لا دخل للإنسان فيه..كصنع السهول والوديان وكتل الصخور وصنع سلاسل الجبال الشاهقة
..إلخ فهذه أشياء لا نستطيع أن نقول : صنعها قدماء الفراعنة أو الإغريق أو قوم عاد...وهكذا . وفى نفس الوقت لا نستطيع أن نقول إنها صُنعت هكذا من غير صانع..أوهى أشياء طبيعية..أو سرمدية..إلى آخر مثل هذه المصطلحات التى معناها الحقيقى " أنا مالى "
!! وُجدت هكذا وخلاص !
هم اعتادوا هذه البديهيات فلم يعيروها أدنى اهتمام كونها في المتناول
وراحوا يبحثون عن دهشة أخرى من اكتشافهم فصبّوا اهتماماتهم في الحروب العبثية والتحديات غير المُجدية
هؤلاء ليسوا علماء أيها الكريم، فالعالم من صنو الأنبياء المفكّرين الذين يبحثون عن حقيقة الخلق وغاية الخالق
مقال رائع بقلمكم الأروع سُعدت بقراءته
مودّتي ودعائي
هم اعتادوا هذه البديهيات فلم يعيروها أدنى اهتمام كونها في المتناول
وراحوا يبحثون عن دهشة أخرى من اكتشافهم فصبّوا اهتماماتهم في الحروب العبثية والتحديات غير المُجدية
هؤلاء ليسوا علماء أيها الكريم، فالعالم من صنو الأنبياء المفكّرين الذين يبحثون عن حقيقة الخلق وغاية الخالق
مقال رائع بقلمكم الأروع سُعدت بقراءته
مودّتي ودعائي
إنهم يظنون أن هذه الأشياء ليست مخلوقة..بل أوجدتها الطبيعة..ونحن - ولسنا علماء مثلهم ولسنا خواجات مثلهم - لا نقتتع بهذا الهراء..طاب قلمك أخانا محمد فتحى..
جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه، فيتعاهده ويسأل عن دينه.
وجاء فيه أيضا:
لا خير في العيش إلا لرجلين، عالم مطاع، أو مستمع واع.
ومنه أيضا:
مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة.
ومن أيضا:
تفقهوا في الدين، فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي، إن الله عز وجل يقول:
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.
صدق الله العظيم وصدق رسول الكريم.
خلاصة القول أيها النبيل، أن العلماء هم العلماءُ الرّبانيون، العالمون بالله وبأمور دينه،
ومن ذاك، تسلسلت الإحاطة بأمور معرفة أحوال الأرض والانتفاع بها، وتسخير خيراتها لخدمة الوجود المؤقت للإنسان فيها.