قراءة الأديب والناقد عوض بديوي على نص الشاعر المختار أحمد الدرعي من دفاتر النسيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي
سلام من الله و ود ،
الله الله الله ...!!!
...؛ فعندما يشتغل الناص في خبايا الذات على رسالة ما ؛ فغالبا ما يكرر معانته بإيقاع خفي و أقصد هنا الجانب غير السمعي ... الأمر الذي يحقق حركة خفية من خلال صورة اولية تتصاعد تدريجيا بحيث يكون في كل تكرار إضافة جديدة للصورة الأصلية ... في هذه الإضافة عند تكرارها نلملم معاناة الناص و نقبض على الرسالة كاملة ، و التكرار غالبا ما يكون لفظ أو نسق لغوي يتكرر عند كل إضافة للصورة الأصل : فكانت هنا لفظ ( نسيت ) التي تكررت حوالي ثلاثين مرة بإضافات جدد للصوة الأصل التي بدأت بــ:
نسيت فنجان القهوة على نافذة الفجر،
تركته يبرد مثل وعدٍ قديم.
مطلع و صورة جميلة تنبأ بآفة النسيان في الظاهر ... و اختيار فنجان القهوة عند الفجر يعني الصحو المبكر ... فهل نسي بطل هذا النص بالفعل ؟!
نسيت المعطف المعلّق منذ شتاءين وصيف ،
يؤنسه الغبار وتنام فيه رائحة المطر.= الاستعداد القديم الذي لم يتحقق بعد و جمال الصورة هنا بدأت تشير إلى ذاكراة متقدة ...
نسيت ساعة الحائط، = تعني أن الزمن طال و لم يعد يعني بطل هذا النص ما يؤلمه من طول الانتظار..
و عقاربها تلتهم هيكل العمر. / لاحظ فهم الزمن الذي يجري بنا كنهرصامت من خلال صورة عقارب الساعة التي تلتهمنا...
نسيت مفاتيحي في درج منسي، / هل نسي مفاتيحه في درج منسي ؟! لا أظن ..ز
ونسيت أنني كنت أملك بابًا و بيتا. و تتطور الصورة هنا حتى ينسى أمورا لا تنسى في الأصل ( الجذور )
نسيت دفتر القصائد، ثم أن دفتر القصائد - ماضي البطل - لا ينسى أبدا ...!!
ونسيت الحرف الذي كان يوقظني عند منتصف الليل. هنا و كأنه يقول : ما يوقظ لا ينسى !! و أعني طرق حرفه عليه...
حتى ملامحي صارت غريبة عليّ،
أبحث عنها في مرآة مهشّمة
ولا أجد سوى ظلالٍ ضبابية.
... وهذا طبيعي في تقدم العمر بعد انتظار الحلم / فكانت الإضافة موجعة مؤلمة هنا ...!!
نسيت التي مرّت في حياتي كعطر عابر،
ونسيت أن أنساها تمامًا...
و هنا إضافة توكيد توقد الذاكرة التي لم تنسَ أبدا ...
نسيت ملابسي مشمسة على حبل الذاكرة،
تهدل أطرافها الريح المحملة بالغاب و المطر . إضافة صورة الملابس القديمة التي ربما كانت على موعد قد نجهل مؤقتا سببه توكيد على مرور الزمن طويلا و استمرار المعاناة ....
نسيت رسائل البريد الإلكتروني التي لم أفتحها،
ونسيت أن أجيب على رسائل الورق،
وكأنني كنت أؤجّل الكلام إلى زمن لا يجيء.
نسيت علبة سجائر على الطاولة،
ونسيت أن فنجان قهوتي ينتظرني،
منذ قصيدة و ليلة بلا قمر..
نسيت هاتفي تحت وسادتي،
ونسيت أن أستيقظ على رنينه،
ونسيت أحلام الليل و مفتاح البيت ؛ لأن الغياب الذي طال مع الانتظار ؛ فما الذي غيب رنين الهاتف و مفتاح البيت في حلم لا أظنه أتى...
في جيوب الوسادة.
نسيت الحذاء عند الباب،
وغبت حافيًا في شوارع الغربة،
ونسيت طرق العودة. فهل الغربة هنا غربة داخلية سيكولوجية داخل المكان أم داخله و خارجه ؟!
نسيت وجهي في مرآة الحلاقة،
ونسيت ملامحي تتساقط شعرةً شعرة،
ونسيت أنني كنت أبتسم مرةً كل صباح.
الإضافة هنا كانت موجعة جدا حتى أهمل بطل النص أبسط تفاؤل حياة ( الابتسامة )
نسيت عطرها على ياقة القميص،
ونسيت كيف كان يلتصق بي في الزحام،
ونسيت حتى أنني كنت أحبّها. حتى جاءت هذه الصورة المفصلية لتبوح عن المحبوبة بغيابها فهل كان غياب جفاء غدر و عدم وفاء أم أخطب آخر ؟!
وفي آخر الصفحات،
نسيت أنني كنت أكتب،
ونسيت أنني
اهديت قصيدتي لغيمة
كي يقرأها السحاب.
في هذه الصورة في القفلة و ضعنا الناص في غير تأويل ، و أحلاهما مرٌّ لا ريب على أي و جه كان ...الغدر / الوهم / الموت / أو الوفاء لها كونها راحت لآخر...الخ ...إذن النص في مطلعه و ما بث من رسالة في ثناياه و قفلته كان منسجما لا ريب ...
و لأننا نشرنا في قصيدة النثر / البلور كان بحاجة إلى تقنيات أُخر في البنية الخارجية و الداخلية مثال :
1- الإيقاع الخارجي من موسيقى و هذا يتحقق بالسجع و التضاد و الجناس و الجرس الموسيقي و لا أعني العروض الخليلية ...الخ
2- السردية المتقنة و توظيفها بما يتناسب مع الموسيقى السمعية...
3- التناص و توظيف الأساطير التي تدعم رسالة النص...الخ
4-
5-
و هذا لا يلغي جمال النص الذي اجتهدت في توضيح حركته الإيقاعية الخفية ؛
فعذيركم تقصيرنا...
أنعم بكم و أكرم ...!!
محبتي و الود
قراءة الأديب والناقد لنص الشاعر فرج عمر الأزر حين يقرأ كفك بعين واحدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي
سلام من الله و ود ،
الله الله الله...!!!
( من وحي نصكم كان هذا الرد كيبورديا )
- أرجوحة من نَصَب )
هل يكون صباح الغد أجمل ....
سؤال بسيط
أليس كذلك ؟!
أقول ربما ،
و ربما لم نفقه بعد خربشات هذا القط المدلل ،
و دون أن تمتعض في ربما ثانية قد لا يكون
و صغرت في نظر فئرانك السائبة
على كل لا تفوت أخبار الطقس ؛ فهي حزينة على طبق من لهب ينتمي بوجهه الشاحب لآل تعساء ، فكانت الحلوى حجارة قسوة تجعل من كل شيء كعصف مأكول ...تنتفخ الغيمات لتنفجر غيضا ، و فيهم ما فيهم من غل و سواد ...على أن حبق المدينة يجلي الصدور و يخلق الأعذار ؛ لأن الياسمن و الزعتر لم يعد يعطي تلك الرائحة التي تنبأ بأهل الأحلام و ما تفعل بهم ...
حدثني أحد الفنانين التشكليين عن قوس قزح فقال : صار لونا واحدا من شدة الدوران في ساقية الأفق و غور الأراضين و تبخرت الألوان و تحولت إلى حصى تطبخ في القدور لإسكات جيوب المرايا الميسورة ... في تلك الصدمة حيث كل مخارج الكون باتت بلا جيوب سمعت صوت طفل يتكلم في مهده عن الحاسة التاسعة قريبا منا ...اهتزت جدران المنازل لصوت بكائه حيث جف البحر فلا سمك و لا زبد...و جفت في الأوصال كل مشاعر الشمس و على الجسر كانت الحاسة السادسة على هيئة رقصة منحرفة فيها شهوة القتل و العدل فاختنقت قلادة الصدف بلوحة رقص فيها الحاسة السابعة من شبق الجوعين و الجوع فراح الأمن و الآمان إلى بلاد نجهلها ... على أنهم حدثوا عنها ( إنها رقصة تعجرفت و عفرت ...) و لم يعد الشاطىء ملاذا للغارقين في صديد التسلق على أوجاع المترفين قهرا و جوعا ؛ فانتحرت دمية فقدت السمع في أخمص الأكف و الكفاف و الوعد و الموعد لم يعد ملكا لك و لنا و إن ضحكنا يوما و سعدنا ؛ فلا تعجب إن أصبحنا من آل تعساء ... و أمنا صيد الهموم بلا سماء تغطينا لكنها ألقت السمع علينا دونما شهيد...
و عقد الصدف أرجوحة
...هل ستسألني صباح الغد عن أرجوحة من صفاء ...؟!!
ـــــــــــــــــــ
أنعم بكم و أكرم ...!!
محبتي و الود
للنص و فارسـه و رواد متصفحه :