فقرة من كتاب

رجل

عالمٌ يتطلع إلى نبى . وأمة تتطلع إلى نبى . ومدينة تتطلع إلى نبى . وقبيلة وبيت وأبوان أصلح ما يكونون لإنجاب ذلك النبى . ثم هو ذا رجلٌ لا يشركه رجلٌ آخر في صفاته ومقدماته ، ولا يدانيه رجلٌ آخر في مناقبه الفضلى التي هيأته لتلك الرسالة الروحية المأمولة في المدينة ، وفى الجزيرة ، وفى العالم بأسره .
نبيلٌ عريق النسب . وليس بالوضيع الخامل ، فيصغر قدره في أمة الأنساب والأحساب . فقير ، وليس بالغنى المترف فيطغيه بأس النبلاء والأغنياء ، ويغلق قلبه ما يُغلق القلوب من جشع القوة واليسار . يتيمٌ بين رحماء . فليس هو بالمدلل الذى يقتل فيه التدليل ملكة الجد والإرادة والاستقلال ، وليس هو بالمهجور المنبوذ الذى تقتل فيه القسوة روح الأمل وعزة النفس وسليقة الطموح وفضيلة العطف على الآخرين .
خبيرٌ بكل ما يختبره العرب من ضروب العيش في البادية والحاضرة . تربى في الصحراء وألف المدينة ، ورعى القطعان واشتغل بالتجارة وشهد الحروب والأحلاف . واقترب من السراة ولم يبتعد من الفقراء . فهو خلاصة الكفاية العربية في خير ما تكون عليه الكفاية العربية . وهو على صلة بالدنيا التي أحاطت بقومه فلا هو يجهلها فيغفل عنها ، ولا هو يغامسها كل المغامسة فيغرق في لجتها .
أصلح رجل من أصلح بيت في أصلح زمان لرسالة النجاة المرقوبة ، على غير علمٍ من الدنيا التي ترقبها .
ذلك محمد بن عبد الله عليه السلام .

************************************************** **************
من كتاب "عبقرية محمد" للعقاد

أثارت هذه الكلمات في أمرا تفكريا وقفت عنده متأملا!
رسولنا الأكرم صلوت الله عليه وعلى آله الطاهرين هو أعظم الأنبياء وأجلهم مطلقا
هو إمامهم وسيدهم وهم أكرم خلق الله وأسياد ولد آدم صلوات الله عليهم... وهو كبيرهم قدرا ومكانة وشرفا..
هذا الرسول الكريم الذي أرسلت كل الأنبياء قبله تمهيدا لرسالته ولدينه القويم،
أرسل إلى أمة العرب! دون غيرهم من الأمم...
فعلام يدل هذا يا ترى؟!

دمتم بخير

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان     أثارت هذه الكلمات في أمرا تفكريا وقفت عنده متأملا! رسولنا الأكرم صلوت الله عليه وعلى آله الطاهرين هو أعظم الأنبياء وأجلهم مطلقا هو إمامهم وسيدهم وهم أكرم خلق الله وأسياد ولد آدم صلوات الله عليهم... وهو كبيرهم قدرا ومكانة وشرفا.. هذا الرسول الكريم الذي أرسلت كل الأنبياء قبله تمهيدا لرسالته ولدينه القويم، أرسل إلى أمة العرب! دون غيرهم من الأمم... فعلام يدل هذا يا ترى؟! دمتم بخير

*********************************
يا صديقى ألبير هل تذكر موضوع (نصيب العرب فى حضارة العالم) بقلم العقاد نفسه الذى كتب (عبقرية محمد) ؟ وفيه عدّد الكاتب مزايا العرب كأمة وإسهاماتهم فى الحضارة العالمية من قديم الزمان..وفى نهاية المقال ذكر بأن موقع العرب الجغرافى يلعب دورا كبيرا فى ربط العالم بأسره مع بعضه البعض . وفى رأيى أن العرب أمة وسط - ليس من الناحية الجغرافية فحسب - بل فى أخلاقهم وعاداتهم وإنسانيتهم..إلخ
وكما يقول القرآن "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس.." فالعرب أمة لها وزنها الخاص فى البشرية بصفتها وسطا بين الأمم مما جعلها جديرة بأن تحمل خاتمة الرسالات التي جُعلت للبشرية جمعاء . هذا رأىٌ متواضعٌ منى ، والإخوة فى النبع بقيادة العمدة يمكنهم أن ينورونا أكثر جزاهم الله خيرا .

كان لديه من المعاناة والتجارب ما أهّلته لحمل هذه المسؤولية العظيمة
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار
فقرة رائعة أتحفنا بها اختيارك الرفيع من كتاب العقاد
بوركت أخي المفكر الطيب سر الختم
كلّ البيلسان