آخر 10 مشاركات
مقاصد الحب الشريف (الكاتـب : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          بين السطور (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - )           »          دارت الأيام (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          مثل الطلح على شفة النبعِ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دراسات نقدية,قراءات,إضاءات, ورؤى أدبية > قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية

الملاحظات

الإهداءات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-19-2010, 09:18 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي نفحات جمالية في صدر المعنى

كتاب
نفحات جمالية في صدر المعنى
خارج أي قسطرة
رحاب حسين الصائغ






الحداثة العربية شعرا.. رؤية نقدية
رحاب حسين الصائغ
الحداثة ترتبط بكل صيغ المعرفة والتعبير عنها من خلال طاقات كبيرة.
وتدخل في تراكيب المادة التي تعالجها وتعمل على تعطيل الظلام في أفكار بالية قائمة.
وبصفة حاسمة هي لنشر المعرفة الجديدة وتقوم بتفسير وجود طاقات خلاقة للروح البشرية لظاهر المعنى المحتوى تصوراً.. أما في الفن والأدب فتصبح ظاهرة في عالم الإدراك أي كشفاً للذات، وللغة الضوء المعكوس للصور الداخلية لينابيع التكوين في الفرد.
إنها من أصل عربي ففي الحضارات القديمة ظهرت الحداثة بشكل أو بآخر.. فنحن في مجمل بحثنا هذا نبحث عن أصل الحداثة وعصرنتها فلولا وجود التحديث لما تطورت أمة ولا تقدم شعب نحو الأفضل، والحداثة أصلها وسبب قدمها هو أول الحضارات التي قامت في وادي الرافدين (فملحمة جلجامش) كلها تحمل الحداثة في جذورها، ولولا بحثه عن الخلود الذي لم يجده إلاّ في قعر داره عندما عاد ليجدد كل شيء، فكان في عصره المفهوم الحضاري يحتاج إلى نظرة من ذلك الإنسان إلى الكون والمجتمع فشرع في استنباط القوانين والتحديث من خلال مفهوم جديد لنظرته إلى الكون، وما يحيط به من المحاولات التحديثية إلى التغيير والتطور في الفهم والمعنى الذي يطلق عليه (الخلود) فأصل الحداثة والدافع الأول لها البحث عن الخلود ولولا هذا ما فكر الإنسان في الجديد من المعرفة، ومحاولاته هذه قادته إلى أسرار الكتابة والصناعة والزراعة واكتشاف العلوم الأخرى، ولكن بطبيعة الإنسان وامتلاكه المشاعر والحواس التي تعمل على تحريك تفكيره ومدركاته ومفاهيمه فانطلق من الشعر والرسم والنحت، وأصبحت للشعر قدسية ومفهوم إدراكي أساسي في الحداثة.
فللشعر موسيقى خاصة لها وقعها على النفس والفكر وجميع الحواس فتطورت اللغة وتكونت أسس الحداثة عنده، واللغة لا تموت ولا تشيخ مهما أصابها من تغيير في قواعدها وقوالبها على مر العصور، ولكل عصر أصل لحداثة جديدة ومفهوم مختلف.
أما معاصرة الحداثة: فهي كل ما يواكب فترة التطور الحاصلَّ والتغيير في الزمن الذي يحدث فيه ثورة على كل المفاهيم القديمة والعمل على قلع أفكارها البالية.
فمثلاً بعد الحربين العالمية الأولى والثانية حدث تطور هائل في المفاهيم الحداثة، كمن يحيا ليلة رأس السنة يترك ما في السنة الماضية من وجود لبقاياها والتعلق بالسنة الجديدة والدخول في مجاهيلها.
أن للحداثة العربية تاريخاً قيماً مساوياً لحق القدم العربي، والحداثة الشعرية هي ليس مخترعاً غربياً وليست بصناعة مستوردة، والحداثة بوصفها قضية نقدية وضعت الشعر نصب عينيها خاصة الحديث منه، الخارج عن قالب( الموزون) وما طرأ من تغير على مفاهيم الشعر واللغة الشعرية فالنقد القديم كان مدافعاً وحذراً، أما النقد الحديث المعاصر فهو من يتشبث فقط بالتشبيه بالغرب، كَأنّ الشاعر العربي عندما حاول تطوير مفهومه لغته الشعرية والابتعاد عن الشعر العمودي قد ارتكب جريمة لا تغتفر بحق لغته العربية وشعره العمودي، فلماذا؟ فالجمالية المتوارثة فيما يخص الصورة الفنية والمعاني الشعرية أتت بما يناسب التطور الحاصل ويتماشى مع التحسس لملمس الحياة الخشنة بمظاهرها البراقة فزمن السرعة هذا هو ما فرض التحديث بهذه الصورة، فالشاعر فيما مضى يطول عذابه بعمق اللحظة التي داخله، أما الشاعر المعاصر والمحدث فلا يستطيع أن يعيش مدة العمق في اللحظة لأن الوقت قد يغلبه في كثير من اللحظات. والناقد لا يقيس العمق في الإحساس بل العمق في الصورة والجهة الجمالية الفنية في التعامل مع القديم والحديث من الشعر ومن خلال هذا التحسس في مجال نقدهِ.
لهذا ذهب الناقد المعاصر في تفسير نشأة الحداثة الشعرية عدة مذاهب مختلفة وهي تفسير التأثير الثقافي والتفسير الاجتماعي والتفسير النفسي والتفسير الذوقي.
أما التفسير الثقافي والاجتماعي فهما الأكثر شيوعاً فقد تمت النظرة إلى المثاقفة مع الغرب على إنها هي الأساس في نشأة الحداثة العربية.
ويعني هذا الفكر الإبداعي العربي متغيب والوعي الثقافي عند المثقف العربي معدوم فهذا خطأ كبير في فهم نشأة الحداثة عند المثقف العربي المعاصر.
لو إسترجعنا مفاهيمنا إلى القضية الجمالية في واقع المعاصرة العربية للحداثة والشاعر بالذات لفهمنا كم هو مغبون ذلك المثقف العربي المعاصر من حيث التفكيك لشخصيته ولشاعر يته، والناقد أيضاً قد يكون متهم(؟؟؟) بالعبثية الحداثية المعاصرة .
فكيف وهو ينقد الشاعر العربي وهو العربي،،،، ولا يقَدِر ثقافته وفكرهِ العربي المجتر من حدة الفهم لبنية المجتمع العربي؟.
فللشاعر العربي فضاءات تختلف عن فضاءات الشاعر الغربي، فما الذي يحمل الناقد على التشبيه بمثال أوروبي، إن الشاعر العربي له صورة رسمها تحمل فلسفة اللحظة في عمق الحدث، والشاعر العربي يؤصل ذلك الموقف بلغته كأنه يحفر على الصخر بأظافره حرفاً حرفا وعلى الناقد التريث في محنة الشاعر العربي والبنية التأثيرية من أجل عروبته، متمسكاً بمبادئ عقائدية وسياسية لها ما لها من تأثير واضح على مر التاريخ أي أن الوضع العربي السياسي والاجتماعي والأخلاقي الموروث من تقاليدهِ ووعيهِ المتعالي في المحافظة على قيمة مكانته في معاصرة الحداثة تركت للمثقف العربي والشاعر بالذات الخطوات الصعبة في التخطي على الرغم من كل ذلك,
ما الذي نرفضه في الحداثة: حقائقها أم طبيعتها؟
إن للحداثة جوهر خاص وهو عين الجوهر المعاش وان أول من يحافظ على أصل الحداثة هو الشاعر من منظور أساسي للتراث والتاريخ الحضاري وعلاقته بالواقع الاجتماعي والنفسي العربي، وللأدب أسلوب خاص في حد ذاته وهو التعبير عن ما يعتلي النفس البشرية، وعندما يكتب الشاعر شعره بطريقة النثر لا يعني أنه قد أهمل الجانب المعروف أو تجاوز المفاهيم في احد المجالات من أجل الانتماء إلى مجال آخر، ولكن هو استراتيجياً حاوي للجميع ورغبةً منه للوصول إلى طرح فهمه وتحديد وضع الاضطراب الحاصل لبعض الأنساق.
ولكي يتحد مع بعضها ويوضح موقفه في خلق شكلاً لمعاني مفرداته متفرداً في محاولة الرجوع إلى نفسه ليس بالتقليد أو الكتابة دون تكلف، بذلك لا يعني نفي الجوهر بل الكتابة بصورة فنية تحسها ويدركها كما يفهم رؤيته ومع كل هذا نجد أن كل ما هو جديد غير مرغوب فيه لأنه خارج عن المألوف.. وليس بسهولة اعتناق الجديد.
تعريف الحداثة لغوياً: إنها أول الشيء وابتداؤه، ووحدة الإتيان بما لم يؤتى بمثله، والتحرر من النقل والاقتباس في الأسلوب أو في المضمون، وكان (أبو نواس) هداماً للقديم في خمرياته مؤسساً للجديد في مدائحه، وكانت عقيدته أن يكون الشعر مظهراً للحياة وصورة للمجتمع.
الحداثة كمصطلح:استخدم لفظ الحداثة لمجموعة من حركات التحديث والتجديد التي جاءت لتحطيم الواقع، في الرومانسية/ الانطباعية/ السريالية/والتي ديدنها التجريد.
والحداثة عامة لها خيال واعي خلاق، وتستطيع تحويل كل ما هو بسيط وساذج غير ذي بال إلى مضمون بصورة محدثة تحتوي التجديد لتخليد تلك اللحظة وتبقى معاصرة لزمنها، والحداثة هي حبل الربط في المداخلات بكل الأنظمة والأصناف للأشياء التعاملية التقليدية وغير التقليدية وطرف في كل تفاعل وأصل كل حدث في الخيال الشعري والتكافؤ لضدين في علم النفس، وتشابه الفيزياء عند التحليل والتجزئة، والطاقة النسبية تقول إن المسافة والزمن ليس بعدان متناقضين، وحتى الحلم تختلف تفاسيره من لحظة إلى أخرى لينتج عنه منطوق جديد لمعرفَه مختلفة تغني الإنسان بالادراكات في الوعي وتوخز المشاعر في حدة التضاد الموجودة فيما يحدث وتسمى حداثة العقل والوعي المحدث بمفهوميهما الناقل من لحظة وقوع الحدث إلى لحظة تقبل الحالة وهي الإثبات، والحداثة ليس هي حالة ضبابية /بل حالة جمالية.






  رد مع اقتباس
قديم 10-19-2010, 09:19 PM   رقم المشاركة : 2
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

الجدل ينفى قصيدة النثر
في عصرنا تفشت أل.. أنا، وطغت الذاتية، وهما خصلتان لا تظهران على الإنسان بشكل سافر .
وقضيتنا قصيدة النثر في الشعر العربي الحديث، التي لها صداها وأثبتت قوتها من جميع النواحي، ومازال هناك البعض من يريد موتها أو نفيها.
مع أن قصيدة النثر أخذت طريقها إلى النور وأكدت هويتها وجنسها، والدليل التحام الشعراء حولها والتعمق فيها والتغلغل في إظهار صورها، وكثير من الشعراء العرب كتبوا قصيدة النثر الحديثة، وفي كل الوطن العربي، وهم شعراء معروفين وأسمائهم دقت أبواب الشهرة، لما لها من صدى عند القارئ العربي، الذي يجدها حال لسانه وتعبر عن معاناته.
فلماذا إذن الجدل، حول ما هيتها؟.
شعراء قصيدة النثر عدتهم في اللغة الرمز/ وعدم التقييد بالوزن/ ومفردات الواقع المعاش وما يحملون من فكر يفهم معانات الإنسان العربي ووجعه.
إذن لنبحث عن دوافعهم في امتلاك هذه العدة والتمسك بها.
هل ما يعيشونه من محن؟
هل اللغة البلاغية في هذا العصر هي السبب؟
هل الرغبة في رفض الحالة السيسيولوجية القديمة وما تحمله من عوائق؟
هل المعاناة النفسية والضغوط المعاشة؟
لنترك كل هذه الأسئلة لمن يرغبون أن يكون الحل الجدل، ونبحث نحن في قلب المعنى الذي يوصلنا إلى سؤال واحد قد يتفرع:
ما الذي يدفع الشاعر للكتابة بقصيدة النثر/ وما الذي يجعل الشاعر يكتب القصيدة النثرية الحديثة؟
أولاً: بما أنني أكتب قصيدة النثر الحديثة، ولم يطلب مني أحد ذلك، وأفهم أن ورثتي لا يفهمون الشعر، أقول: ما يدفع الشاعر للكتابة، ليس من أجل أن يقال عنه شاعر، وكتبت لأكثر من سبعة عشر سنة قبل أن تنشر لي أول قصيدة، وأعيد القول مرة أخرى: يكتب الإنسان عندما يحس بالتفاعل الحقيقي في داخله ومع ما يعيشه من ألام قاسيه مجتمعه، فيجد نفسه كتلة متحدة مع الكون، فلا يهمه شيء في هذا العالم أكثر من التفكير في محاولة خلق طبقة من الفهم جديدة تعمل على غرس الوعي في ثنايا الحالة المعاشة، فهو يريد أن يقول ما لا يمكن قوله بسهولة، وبطريقة تكون بسعة الكون، ولكن بلغته عن طريق الكلام المفهوم في الآن الذي يعيشه، ثانياً: الشاعر إنسان متفاعل متألم ويدرك القهر والحيرة المتباينة، وهذا ما يدفعه للتدوين والكتابة على الورق في بداياته، وأيضاً يصاحبه الحذر من محيطه ومجتمعه وبيئته، ومتوجساً من استشعاره القبول والرفض، واجداً نقطة اسمها التخبط وناتج عنها الانفلات، يشاهد ويدون، يحاول ويبحث عن حل، تراوده الأسئلة وتحيره الأفكار، يحلل كل كبيرة وصغيرة من شأنها أن تقوده لنتيجة تشبع نهم الفكر عنده، ومع الأيام يصاحب ذلك الموهبة ولا يوقفه شيء عن الرغبة في الكتابة، وتجارب الحياة تعطيه الخبرة والقدرة على التمييز، إلى أن يشار له بصفة الشاعر من قبل قرائه والمتمرسين والمتخصصين ومتذوق الكلمة وجمال الصورة الشعرية عنده والفكرة المعبرة والمضمون الذي يحمل مغزى مفرداته التي صاغها قصائد، ومن هنا يبدأ الشاعر إلى الأخذ على عاتقه المسؤولية التي حمل مشاعلها، ويجد نفسه في بحر الجدل والمساءلة، ولكن يبقى كالصخر الذي تلاطمه أمواج البحر العاتية، ويقدم صدره لها دون خوف أو وجل، ولا تستطيع هي على صده أو زحزحته قيد أنملة.
الشاعر يكتب والجدل مستمر، الشاعر في تغير وتحول وتفاعل مع الحدث الواقع على نفسه وفكره وعلى من حوله، الشاعر إنسان يتعايش ثم يخلق ثم يفند، الشاعر يتقدم يبحث في زوايا التكرار، الشاعر لا يطمس الماضي بل ستبصر الركود قافزاً إلى الفنارات المسورة، الشاعر تجده محولاً أشكال الدهشة في القلاع المحصنة، الشاعر لا يقف في الظل بل تحت الشمس ليشاهد سقوط إشعاعها وما تكونه من ظلال( منها تحمل الجمال/ ومنها تكشف القبح) تاركاً الأسئلة القاتلة للفكر والخيال، مصوراً دقائق الأمور بجمالية يراها سابحة في ملكوت العالم، الشاعر خاف منه أفلاطون ومنعه من دخول جمهوريته، لأنه يدرك أن مجهر الشاعر يبحث عن العيوب كاشفاً الأخطاء، التي لا يخلو منها إنسان.
الشاعر يختلف عن غيره من كتاب الرواية والقصة والمسرح، لأنهم يدمجون الواقع بالخيال، أما الشاعر يستنفر كل الخيال متفاعلاً مع الواقع، لدرجة أنه يكتب ما هو في الظاهر غير معقول وفي الحقيقة هو فكر بعيد النظر شاملاً الماضي والحاضر والمستقبل، الشاعر المعاصر فقد المنابر ومع ظهور وسائل الإعلام الحديثة التي أعطت له فرص مختلفة في الانتشار.
لنعد إلى قضية قصيدة النثر العربية الحديثة ومقوماتها ولندعها تجلس مع عدتها بثبات على مقاعد الشعر العربي الحديث والمعاصر ونتفق على بنودها التي منها تعيش وعليها تستند وهي:
1- توصيل الفكرة بأقل المفردات، لأن الإنسان العربي سئم التطويل والتطبيل.
2- استعمال الرمز ودمج التراث مع الحاضر لخلق لحظة تفاهم واعية بين الشاعر والقارئ.
3- لمواكبة الزمن المعاش مع خصوصية عالية تعنى بالمستقبل، من أجل خدمة الفكر العربي وقيمة الشاعر.
4- قصيدة النثر العربية الحديثة يجب أن تعتمد بالدرجة الأولى على الوعي والفهم بدقة.
ولندع المجال للقائلين: وما أدراك ما قصيدة النثر!.







  رد مع اقتباس
قديم 10-19-2010, 09:21 PM   رقم المشاركة : 3
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

الشعر عَلمْ وهوية
الشعر انفعال وتجربة وحدث منغص.
عندما تنطلق قصيدة يصبح كل ما فيها خارج حدود كل النظريات والفلسفات، الشعر ملك كل العصور لا يعرف التقوقع داخل عصر معين، لأنه ناتج عن فكر ومعاناة تتخطى التعقيد، فلكل عصر مفهوم ولكل جيل معاناة مختلفة تحمل لغتها خبايا تحصدها من حاصل معرفة ذلك الزمان والتجربة المعاشة، للشعر تعبير منطقي جاد يعتصر الشاعر بغض النظر عن كونه أنثى أو ذكر، كلاهما يتحسس الألم ويملك المشاعر تجاه وجوده ولا يختلفان أينما وجدا في هذا العالم، امتلاك الوعي والموهبة والقدرة على التعبير على بث الداخل من المشاعر ومكنونات النفس والوجدان والواقع والتقاط الصور بمجهر يملكانه لغةً تسمى شعر، لا يمنع الشاعر من فضح القصيدة ووضعها كعنوان واضح في جوهر الحياة كشيء معبر عنه، حتى لو لم يكن متعلماً تعليم أكاديمي، للشعر ملكة يحسها ويتحسسها من خلال المعايشة والتعايش مدركا المعاني من حوله، معبراً بالشعر قادراً على توصيل الفكرة بالمحاكاة شعراً، لأن الشعر ملتصق بالواقع منزلق عبر اللغة خارجاً من الخيال المتكون من النفس والفكر، الشعراء ملة ليس لهم نبي ولكنهم لهم دين واحد، هو التفاعل مع الحياة بكل ذراها وذروتها ودقائقها وخفاياها، واقصد الشعر المنطلق من العمق دون قيد أو شرط بل من اجل يكون صرخة في وجه حق أو معرفة أو ظلم واقع لابد من التنبيه عنه معبراً عن ظرف معين، هو الشعر الحقيقي المحمل بالفكر والمستحق المتابعة والدراسة والتحليل والبحث في بعده ألمضموني مهما كان بسيطاً في الظاهر أو قد نكون نجده بسيطاً وليس الشعر الذي يقال في المناسبات أو التمجيد الذي يقال من الحصول على منصب أو مصلحة معينة الذي يضمر في مفرداته الأنانية أو التعالي، لذا الشاعر الموهوب هو من يكتب بلا خوف ويقصد المعالجة فيما يقول ونجد في شعره لذة وسحر من اندماج التضاد الذي يدمغه الشاعر يقصده غير متأثر بالقوالب المقيدة لفكره لواقعه المغاير لزمن آخر ورؤيته لما معاش في البيئة والمجتمع، الشعر هو فن من فنون الحياة يدركها العقل بالفطرة والغريزة، كما انه جنس أدبي مميز ولابد من تلا قح الأفكار بالإطلاع والحصول على ولو في الصين ومتابعة كل ما هو جيد في الأزمنة والأمكنة، كي يحصل الشاعر على ميزة الإبداع ولا تموت بهجة التفرد وسحر البيان وجمال اللغة بصيد المفردة وصياغتها في المكان المناسب وتعيش كخط واضح في التاريخ، وما يميز الشعوب عن بعضها غير الشعر الذي هو من صميم واقعهم وتجاربهم ومعاناتهم التي تعايشوا معها بما قيل من الشعر حينها، وما تحمله القصيدة هو تاريخ ثابت للحقيقة مما يجعل نزعها شيء من المستحيل عن أي محاولة للتضليل من قبل السلطات أو القادة أو من بيده زمام الأمور لتلك الشعوب وحياتها البعيدة عن فهم النفوذ الدكتاتوري، الشعر يشعل قناديل النور في النفس لكاتبه وقارئه والحياة وهو العَلمْ والهوية والشعار والمعبر عن ألذات والجذر ويمثل صورة ذلك المجتمع من موروث وعادات، غايته البحث عن التجدد والخلاص من العبودية، الشعر ليس صناعة آلية أو تقنية علمية هو الخالق لكل الإبداع في هذا العالم والبذرة الأولى لكل تغير حضاري أو فكري يعمل على نسج الخطوط الأولى للجمال من خلال كسر جمود المفردة بإمكانية يملك زمامها الشاعر والدليل ألام عندما تهدأ طفلها تغني له وأصل الأغنية شعر، في الأعراس في الحرب واصل ألاغاني شعر، في حالة الحب أول ما يختلج وجدان العاشق البحث عن كلمات تسكت مشاعره فينظم الشعر أو يبحث عن قصيدة يحسها، والمرأة أول ما يصيبها شيء من ألم تبحث عن ما يشعرها بالاطمئنان والأمل قول جميل من الشعر، والرجل عندما يقهر يكتب الشعر أو يحب سماعه ليأنس من مصادفات الحياة القاسية، وللشعر قدسية تختلف عن أي أو قول آخر من الكلام، الشعر نظم من الكلمات التي لابد من التوقف عندها والبحث في المسببات التي قادت لكتابتها كهوية وشعار وعلم يحدد جغرافية الشاعر.

كاتبة من العراق





( حكمة الزمن / الشاهد شاعر)






  رد مع اقتباس
قديم 10-19-2010, 09:22 PM   رقم المشاركة : 4
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

هل للحضارة ذات نصنعها.. أمْ جسد نصوغه؟!
رحاب حسين الصائغ
عندما نريد التحدث عن أنفسنا كوننا شعراء وعن شعرائنا.. ماذا يجب أن نقول: نمدح/ نسرد/ نمجد/ نجسد/ أمْ نحكي الحقيقة!!!.
في كل الأحوال هناك مجال لكل هذهِ المفردات، ولكن الحقيقة هي التي تتلبس بالثوب المقبول، وليس مهم أن يكون هناك طرف له رأي آخر.
والحديث هنا يدور حول الشعراء العراقيون ومنهم الشاعر ألجواهري.
بغض النظر عن جغرافيته البيئية المنتمي إليها الشاعر، فهو عراقي الولد( أي ولد تحت سماء حدودها العراق المتعارف عليها دولياً، وعلى أرض العراق.. إذن هو متشبع بأوجاع العراقي، كون الشاعر إنسان حساس، وتفاعله مع ما يملك من معرفة وثقافة تحيدهُ إلى الواقع بكل مضامينهُ، فلابد أنْ ندخلهُ ماكنة الفكر العراقي وننظر التحولات التي عاصرها.
لنستنطق تطلعات الشعراء العراقيين ومعاناتهم حسب المراحل الانتقالية التي عايشوها وتعايشوا معها، وحتى لا نقع في مشاكل النقد المعروفة " التمايز أو التحايد ألانتمائي".
الذي يحدد الشاعر، وأيضا حتى نسجل للتاريخ مسافة نعلنها باسم يتضمن حقيقتها التاريخية، أن لا نتحدث عن عمل معين للشاعر مما يجعله جزء من الفعل العام، لأن هذا لا يكون في حقه كشاهد حين نكتب عنه تاريخياً، (والشاعر أدق شاهد على التاريخ) من وجهة نظري، وتبقى عملية النقد تحليلاً ودراسة لها خصوصيتها حسب انتماءات الكاتب وفكرهِ.
لو أردنا أن نعتبر الشاعر ضمن الإرث الشعري، أو الإشكاليات الراهنة في الشعر العراقي الحديث، فهذا يتطلب دقة من أجل التاريخ والحقيقة.
عندما وقع اختيارنا على شاعر معروف عاش مرحلة انتقالية وشهد بأم عينهِ أحداثها، ماذا نقول ؟ .. أو ماذا نكتب ؟. المعروف للجميع أن ألجواهري نجفي ومن المنطقة لابد من هذا التعريف، لأننا سوف نتقدم بالحديث عن شعراء عراقيين آخرين قد يكونون من مدن عراقية أخرى، أولاً / لأنه شاعر، وثانياً / لأنه شاهد.
الشاعر عينه ترى ما لا يراه غيره من أفراد المجتمع، ولسان الشاعر حين ينطق يكون لسان الجميع، وكالجوهري لن يثني عزمه عن قول الحقيقة أي قوة ولم يستطع أحد إسكات صوته غير معجزة الموت.
الشاعر الشاهد يرتحل يتغرب ينفى أو قد تصله يد الجلاد، خلق ليكون حامل لواء الشهادة راسماً كل واقعة وحدث وموقف بلغة تتنوع مفرداتها حسب إحساسه تجاه ما يشاهد ويرى ويلامس بعينه الثالثة البعد المسبوق للأزمة مهما كانت, وجدانية/ اجتماعية/ سياسية/ علمية/ثقافية/أو حتى جغرافية.







  رد مع اقتباس
قديم 10-19-2010, 09:23 PM   رقم المشاركة : 5
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

إستفهامات الشعر
رحاب حسين الصائغ
ولد ألجواهري عام (1899 ) في مدينة النجف الأشر ف.
وتوفي في أحضان الشام في أحد الصباحات عام (1997) بعيداً عن العراق، وجاء لقب ألجواهري نسبة إلى كتاب ألفه أحد أقاربه وذاع صيت ذاك الكتاب الذي يحمل عنوان ( جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام) لمؤلفه محمد حسن ويعتبر من أبرز أعلام الفقه في عصرهِ.
نشر للجواهري أول قصيدة عام (1931).
في عام 1939 توفيت زوجة الشاعر محمد مهدي ألجواهري "أم فرات" وهو خارج القطر يشارك في مؤتمر في لبنان، ولم يحضر مراسيم الدفن، وعندما عاد كتب هذه القصيدة أثناء زيارة القبر.
غطس في صدى عينيها والقبر يحيل بينهما، فلا يجد غير النعي لمن فقدها وأصبحت تعزله عنها مسافات لا شأن لها بالقياسات، وتفتت فؤاده أمواج الفراق ونار الشوق لحدث عصت كل السبل فهمهِ هو من شؤون الدهر ودروبه، كان يحلم أن يعيش الحياة معها كما يحلو له متحرراً من طغيان الموت الذي أصبح حائلاً بينهما
، والآن لا يجد غير المناجاة فيقول:
(( في ذمة الله ما ألقى وما أجد أهذه صخرة أم هذه كبدُ
قد يقتل الحزن من أحبابه بَعِدوا عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا
تجري عللا رسلها الدنيا ويتبعها رأي بتعليل مجراها ومعتقد
أعيا الفلاسفة الأحرار جهلهم ماذا يخبئ لهم في دفتيه غد))
ألجواهري يتهم الفلاسفة بالجهل، أمام الموت وعدم وصولهم لما يهدي البشر لمعرفة هذا المجهول، ونعم الاتهام!!!، ولا يوجد فلسفة اسمها الموت أو البحث في ماهية الموت؛ في يوم كتبت في مفكرتي " أجد الفلاسفة تعمل عمودياً مع المكان والحياة والمعرفة ولا تجد إلى الآن مسطح أفقي يجعلها تغطي فضائنا الفكري من هذه الناحية.. كنت في وقتها في حالة حزن شديدة لفقدان ابنتي ذات العشرة سنوات بحادث قلب حياتي الفكرية، ولم أجد أي طريق للخلاص والتعايش مع حالة العجز أمام معجزة الموت وأخذت أبحث في الكتب الفلسفية والنفسية والعلمية والأدبية والتاريخية ولم أجد ما يقنعني، وأسأل السماء أن تمطر جزء من الصبر على قلبي المفجوع لاهثة وراء الشمس أحزم أشعتها لعلي أجفف هواء أفكاري من رطوبة الهم الذي جعلني أحس باللاشيء ومواجهة اللاشيء، وإنني أمر بتجربة قاسية أعيش داخلها بما أحمل من تخيل لهذا العالم وبما يحيطني من علاقات أسرها على شكل أدلة وبراهين لواقع أخرجني من إطار إلى إطار
والجواهري أيضاً استخرج مفاهيمه من تجربة عاشها لفراق ( أم فرات) ولم يجد له عزاء إلاَّ الخروج من إطار الظن الذي يراوده وحاكم المفاهيم التي تعلمها ليسجل همومه في دفتر الصوت المخنوق لذا يصب جام حزنه قائلاً:
(( عزت دموعي لو لم تبعثي شجناً رجعت منه لحرِّ الدمع أتبرد
خلعت ثوب اصطبار كان يسترني وبان كذب ادعائي أنني جلد
بكيت حين بكا من ليس يعرفني ونحتُ حتى حكاني طائر غردُ
كما تفجر عينا ثرة حجر قاسي تفجر دمع قلبي الصلد
والإنسان حين يصبح مسير وليس مخير، وكفه تعلو وتهوى حسرات تغمس بالحزن العميق يؤثر به مشاهدة الموجة تلو الموجة بين شخوص لا يجد فيهم أيّ عزاء، ويخالط حواسه بعض الظلمة الحميمة الموقف تتجلى أمامه عواصف الدهر، والجواهري أخذت التجربة عنده معناً آخر غير الإحباط المتذبذب، وتبنى البحث عن علاقة تحمل التساؤل وتشمل المعالجات لنقل التأثير بالذي حدث وتحويله إلى نغمات فوقية في قصيدة " أناجي قبرك" فيناجيها:
((مدي إليّا يداً تمدد إليك يدُ لا بد في العيش أو الموت نتحد
كنا كعشيقين وأنّى واحداً قدراً وأمر ثانيهما من أمره صدد
ناجيت قبرك استوحي غيا هبه عن حال ضيف عليه معجلاً يفد
ورددت فقرة في القلب قاحلة صدى الذي يبتغي ورداً فلا يجد
ولفني شبح ما كان أشبهه يُجَعِدُ شعركِ حول الوجه ينعقد
ألقيت رأسي في طياته فزعاً نظير صنعي إذ آسى وافتأد
أيام إن ضاق صدري استرح إلى صدرٍ هو الدهر ما وفى وما يعد
لا يوحش الله ربعًا تنزلين به أظن قبركِ روضاً نوره يعقد
وفي حالة ألجواهري أتحدث عن نفسي وأجدنا نحتاج فلسفة جديدة لأن أيامنا المهترء أطيافها والمجردة من واقع تصرفات ذهنية مغلوطة باستدلالاتها لظواهر لا تحمل معها أقطاب الزهور الفواحة لصباحات علَّها تكون مشرقة.. ولأننا نعيش تجارب تحمل معها الألم، ولكن الإنسان بطبعه يعتمد على الأسباب والمسببات والإنسان الشاعر بقدر ما تتعبه الأهوال؛ وهو لا يحب الإحباط ويسعى إلى الصعود فوق كل الضروف الصعبة ويستجلي من مكنونات المجهول طريق الخطاب غير ما اعتاد عليه الآخر، والجواهري نقش فوق تلال الرموز المدفونة مفاهيم تعلمها من صغرهِ وسكب عليها رموز الخلود كالتي نقشت على الألواح الطينية، ولم يستسلم لمغلوطات غيبية لا تسمن ولا تشبع من جوع، كيف وهو الشاعر الحذق المملوء إحساس بالحياة قائلاً:
((أين المفر وما فيها يطاردني والذكريات، طريا عودها، جدد.
ألظلال التي كانت تفيئنا. أم الهضاب أم الماء الذي نرد
أم أنت مائلة؟ من ثم مطرح لنا ومن ثم مرتاح ومتسد
سرعان ما حالت الرؤيا وما اختلف رؤى, ولا طال- إلاّ ساعة أمد
مررتُ بالحور والأعراس تملأهُ وعدت وهو كمثوى الجان يرتعد
استعار ألجواهري ملاحظاته من ذكريات لفحتها نفسه المتفحصة دروب تسير لم تتجاهل احد، وتؤرقه لحظات مسبوقة لعمر قد لا يكون فيه غير العقل وهو المملكة التي تحوي الغرائز، لذا يريد أن يبعد عنه شبح الخوف ويترك العنان للذكريات تختم القصيدة بتأنٍ وهدوء إذ يقول:
((لعلي قارئ في حر صفحتها أيُّ العواطف والأهواء تحتشد
وسامع لفظة منها تقرظني أم إنها – ومعاذا الله - تنتقد
ولا قط نظرة عجلى يكون بها لي في الحياة وما ألقى بها، سند

المصدر: دار المدى /سعدي يوسف / محمد مهدي ألجواهري /طبعة 2001/ ص/ 35






  رد مع اقتباس
قديم 10-19-2010, 09:24 PM   رقم المشاركة : 6
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

السفر في أغوار بغداد

رحاب حسين الصائغ
عالج الشاعر هذهِ القصيدة أثناء وجودهِ في" باريس" عام 1948 .
يحتضنُ بغداد من خصر لياليها وقد ملأت النشوى رأسه يصف عطرها وعبيرها وشِعْرُها في " قصيدة( شهرزاد) إلى أن يجد نفسهُ محصوراً بين شرودهِ والهيام فيرتدُ مطالباً الدجى والنجوم والصباح والغدير والعيون، آخذاً في فك العقد المحبوك حولَ عنقَهُ، فتتهادى شهرزاد في خيلاء الدُّجى نحو حلم رائع لذيذ تذكرهُ:
(( في غديرٍ مرقرقٍ ضحضاح بين عينيكِ نهبهُ للرياح
وغياضُ المروجِ أهدتكِ طلا إنّ هذا الطير البليلُ الجناح))
* * * *
ويعود في قصيدة" شهرزاد" بين الفنية والأخرى للأخذ من الشفاه وجمرها، والحسان وعبثهنّ، والعيون ولمعانها، والنهود الكواعب ودلالها،والوجوه الغافية عليها مساحيق الليالي الثقيلة، أما شهرزاد مقياسُ الجمال عند ألجواهري في ذلك المقهى(( رشفة مجّ عطرها وتولى)) في باريس يقف ألجواهري عند التناسق بين المرأة في الشرق والغرب.
وشهرزاد بغداد يغلب عليها الإيقاع العربي بثقة خالية من التعقيد، إنها نحمل وجه المرأة المحسوس أما هنا في باريس فتعليل الظواهر له دالة مختلفة عن المرأة. وشهرزاد العراق مفعمة بالحنين والحنان وتعكس الأمل بخفة الصباح:
(( وتملأ النفس الفضاء عبيرا ))
***
(( والليالي في ((شهرزاد)) تصيح
هنا هنا يطيب الصبوح
حلم رائع وطيف لذيذ

بهما اليوم من غدٍ يستعيذ)).
انه يتعوذ من هذه التخلف المشبوهة باسم الحضارة الباريسية، والمخنوقة تحت وطأة التأطير بما لا يشبه التسمية، فيحزن من أجل بغداد ويقذف حالة التصعلك عند شهرزاد الغرب قائلاً: ((الأباريق نال منها النزيف غير إنّا- وربُ صفوٍ يخيف
ملك الذعر نفسنا والفؤادا
ونسينا حتى المنى والمرادا
وأبحنا للعاطفات القيادا
أترى أنّ هذهِ (( شهرزادا ))
ذكّرتنا أحلامها(( ببغدادا))
يحمد الله أنّ حالة التناقض هذه لا تعرف طريقها في بلدهِ والمرأة مصانة وذوقها يتجلى بقناعة طرفها العفيف وكبرياؤها السامي. فيدعو أن لا ينزل بها مكروه فهو يحب عراقهِ من خلالها هي جدود عيوبه وسجادة روحه وقوام عقله، ما لهؤلاء القوم ينفشونة رقة المرأة هنا ويلبسوها أسلاك الشوك ويقولون أعطيناها الحرية وهم يستعبدونها واصفاً الموقف:
(( تتثنى على الكؤوس دلالا
كل عطفٍ لولا الحياء لسالا
سوف تنهدُّ بعد حينٍ كلالا
حين تستلمها الحياة النضالا
وتنهار مشاهد الجمال، تدهشهُ إختلاطات الجانب المعتم عند المرأة في الغرب ويجدهم:
(( يستعيدون من صدى الأجيال وحفيف الأحراش والأدغال))..
يضحك في خفوت فهو الرجل المبثوثة في نفسه الطباع الصلبة راضعاً من حقل العقول الرابية مستظلاً الأغصان الطيبة لا تجزعهُ هذهِ النفوس، مع أنّهُ شغوف بالأنثى، وذلك معروف عنه عاشق للجمال، لكنهُ لا يهوى النفوس الوضيعة كما يتهم، وما أجده من خلال قصائدهِ أنه يتسامى في إعجابه بحسن إبداع الخالق في هذه المخلوقة" المرأة".
وإجلاله للمرأة يصل به درجة أنه لا يجد أيّ وصف، لأنّهَ لا يتسام مع ما تحمله من معاني الجمال، تحزنه" شهرزاد " المقهى/ وتسعدهُ شهرزاد بغداد، ينقشُ قضبان قصائدهِ، ويبني جدرانهُ العالية من كبريائها ويشيد قلاع قصائدهِ من خصلات شعرها وثغرها حائماً حول صلابتها، وتطربهُ ليونتها لا يجدها إلاَّ عالية ناسخة عذاباتهِ بطَرفِ عينيها وكمالها.
ألجواهري أعطى للمرأة العراقية مكانة تليق بها وبقي مغرم بها مع أنّهُ نظم العديد من القصائد الوطنية ولم ينسى أنّ هناك جانب في الحياة يستحق مثل الوطن الاهتمام والانصياع لخلجاتهِ العذبة بدون مجاملة أو إطراء.
من كان قريباً من ألجواهري ومن قرأ له يفهم حقاً ماذا تعني له المرأة وما تشكل عندهُ من مساحة، فهي الأم والحبيبة والطيبة والصدق والسِّرْ والفرح.. ألجواهري ترك الكثير من القصائد في هذا الجانب(المرأة).



المصدر: ديوان ألجواهري ج 3 / ص 353 / الجمهورية العراقية وزارة الإعلام/ مديرية الثقافة العامة/ ديوان الشعر العربي الحديث/ مطبعة الأديب البغدادية.
جمعه وحققه وأشرف على طبعه: -
1- الدكتور إبراهيم السامرائي
2- الدكتور مهدي المخزومي
3- الدكتور علي جواد الطاهر
4- رشيد بكتا ش





















  رد مع اقتباس
قديم 10-19-2010, 09:25 PM   رقم المشاركة : 7
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رحاب حسين الصائغ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

والبقية تأتي







  رد مع اقتباس
قديم 10-20-2010, 08:35 PM   رقم المشاركة : 8
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية تواتيت نصرالدين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :تواتيت نصرالدين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

الأستاذة رحاب حسين الصائغ
أشكرك سيدتي الكريمة على هذه الجماليات
التي تناولت جانبا مهما من الأدب بعمق الدراسة
في كتابكم القيم. تقبلي تحياتي ودمت في رعاية الله وحفظه
-----------------------------------
تثبيت مع ماهو قادم لقيمته الأدبية







  رد مع اقتباس
قديم 10-24-2010, 07:02 AM   رقم المشاركة : 9
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

نتابع بإنتظار البقية

شكراً لكِ
دمت بخير

تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 12-16-2010, 04:33 PM   رقم المشاركة : 10
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :فيصل يونس غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 المتعنتون
0 ياروح
0 النور الالهي

افتراضي رد: نفحات جمالية في صدر المعنى

الاستاذة رحاب
صدقاً قلتِ , وحقاً قدمتِ.. ورحم الله شاعرنا الكبير الجواهري
لكِ مني خالص شكري وتقديري ..







  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بناء المعنى في القصة القصيرة عبد المجيد العابد رؤى ودراسات في الفنون الأدبية 6 09-17-2012 02:07 PM
دراسة نقدية تحليلية في المعنى الشعري لنص قصيدة النثر حدثتني نافذتي للشاعرة القديرة انتصار دوليب أدونيس حسن قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 10 08-24-2010 02:46 AM


الساعة الآن 11:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::