خُلق الإنسان مخيراً تماما ما دام طفلا..وما دام مكذبا بالرسالات السماوية . الرسالات السماوية كثيرة جدا ولكنها تفيد بخبرٍ واحد وهو أن هذا الكون له إله وأن الحياة الدنيا مؤقتة وستنتهى يوما ما..تعقبها الدار الآخرة وفيها يبعث الناس بعد موتهم ويحاسبون على أعمالهم فى الدنيا..وخاتمة هذه الرسالات هى الدين الإسلامى ورسولها النبى محمد..واشترط الله خالق الكون بأن يؤمن بها جميع الناس باعتبارها الرسالة السماوية الأخيرة قبل نهاية العالم فهى شاملة لأهم ما جاءت به الرسالات السابقة مضافاً إليه ما يتطلبه العصر الحديث من القيم الأخلاقية والسلوك الحسن .
هنالك طوائف اسمها اليهود والنصارى والبوذيين إلخ أنا شخصيا لا أرى ضرورة لوجودها وأعتبر ذلك مضيعة للوقت فهم إن لم يؤمنوا بمحمد وبالقرآن الكريم ويعملوا بما جاء به يُعتبرون من الكفار . وهنالك طائفتان من الناس اليوم . أناس يرون أن قصص الأنبياء وحكاية طوفان نوح ، وفرعون مصر وشق البحر بعصا موسى..إلى آخر تلك القصص هى قصص قديمة عفا عليها الزمن..وهى مجرد أساطير من وضع القدماء..وحكاية الإنجيل والقرآن من تأليف بشر معينين ذوى خبرات فى هذا المجال..وأن هذا الكون قائمٌ بنفسه هكذا منذ الأزل وأن جميع الكائنات الحية التى به من نبات وحيوان إنما نشأت عن طريق الصدفة والتطور..وأن هذه الحياة ستسير هكذا إلى ما لا نهاية !!
جميع الذين يرون هذا الرأى ويصدقونه من غربيين وشرقيين وبيض وسود وطلاب وأساتذة وفلاسفة وعلماء وشيب وشباب ومثقفين ودهماء هم مخيرون فى حياتهم يعيشونها كما يحلو لهم وكيفما تتفق..ففى النهاية هم سيموتون يوما..ويصيرون ترابا..وينتهى الأمر كله عند هذا الحد فهم أحرار مخيرون فى حياتهم .
والطائفة الثانية من الناس - وهم الأقلية - يرون أن الكون بكواكبه وشموسه ونجومه وجباله وصحاريه ومحيطاته..إلخ إنما هو من الجمادات ولا يُعقل أن يقوم هكذا بلا صانع يرعاه ويدبر أمره..فآمنت بالإله الخالق ، وبأنه بالطبع خالق كل شيئ ، وبرسالاته واليوم الآخر وبالبعث والحساب والجزاء..فهم يكونون مسيرين فى حياتهم الدنيا..لا يستطيعون الحياد عن الإيمان..لأنهم يحبون الجنة ونعيمها..ولأن أجسادهم على النار لا تقوى .
أظنّ أنّ هناك لبسا في مفهومي التسيير والتخيير إذن أنّ مدلولهما يرتبط بالله وليس بالبشر
فالله تعالى هو الذي يسيّرنا في أمور ويخيّرنا في أخرى، وغالبا يكون التسيير في الأمور البديهية مثل ملامح الإنسان وشكل قوامه ولون بشرته ونسبه وما شابه من أمور مقدّرة ومكتوبة
أما التخيير فيكون في التوجهات والمواقف وطرق العيش والمضي في طريق الحق أو الباطل، ورغم ذلك كلّ ما سنختار هو ثابت في علم الله، يعلم ما سيؤول إليه وضعنا واختيارنا دون أي إجبار
"ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب منْ قبل أن نبرأها"
فديننا يقول لا جبر ولا تفويض إنما أمر بين الأمرين
عودة طيبة بعد غياب طال كاتبنا العزيز سر الختم ميرغني
مودّتي ودعائي
أظنّ أنّ هناك لبسا في مفهومي التسيير والتخيير إذن أنّ مدلولهما يرتبط بالله وليس بالبشر
فالله تعالى هو الذي يسيّرنا في أمور ويخيّرنا في أخرى، وغالبا يكون التسيير في الأمور البديهية مثل ملامح الإنسان وشكل قوامه ولون بشرته ونسبه وما شابه من أمور مقدّرة ومكتوبة
أما التخيير فيكون في التوجهات والمواقف وطرق العيش والمضي في طريق الحق أو الباطل، ورغم ذلك كلّ ما سنختار هو ثابت في علم الله، يعلم ما سيؤول إليه وضعنا واختيارنا دون أي إجبار
"ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب منْ قبل أن نبرأها"
فديننا يقول لا جبر ولا تفويض إنما أمر بين الأمرين
عودة طيبة بعد غياب طال كاتبنا العزيز سر الختم ميرغني
مودّتي ودعائي
======================================
الغياب بسبب الأوضاع السياسية المضطربة فى السودان يا هدوولة..مما أدى وقد يؤدى ثانية إلى قطع الشبكة العنكبوتية ولكن الشوق للنبع لا ينقطع
إنما وُلدنا مُسيرون بالفطرة
وكلما أوغلنا فيها صرنا مُخيرين
إما الدنيا أو الأخرة
نأخذ من دنيانا الكثير لأُخرانا
أو نُهلك أُخرانا لأجل دنيانا
........
ألا خاب وخسر من لم يُبصر ويعتبر ويعبر نحو الجنان
..........................
إنما وُلدنا مُسيرون بالفطرة
وكلما أوغلنا فيها صرنا مُخيرين
إما الدنيا أو الأخرة
نأخذ من دنيانا الكثير لأُخرانا
أو نُهلك أُخرانا لأجل دنيانا
........
ألا خاب وخسر من لم يُبصر ويعتبر ويعبر نحو الجنان
..........................
تقديري
==============================================
شكرا على فهم الحياة الدنيا فهما صحيحا يا ابتسام..والآية الكريمة تقول : " وإن الدار الآخرة لهى الحيوان.."