آخر 10 مشاركات
على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          صبابة الشوق (الكاتـب : - )           »          إلى المتنبي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          بين قوسين( ....) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          مـرَّ ومضى (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )           »          تاريخ حضاري (الكاتـب : - )           »          فوق الشواية ../ زهراء / (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > اختيارات أدبية > من قصص الشعراء

الملاحظات

الإهداءات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-19-2019, 08:33 AM   رقم المشاركة : 1
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي (من قصص الشعراء)رنا قباني ومحمود درويش


القصة كما روتها رنا قباني ابنة أخ الشاعر الكبير نزار قباني:

كان محمود قد أعطي فيزا لمدة 24 ساعة فقط لدخول واشنطن من نيويورك، حيث حضر جلسة من جلسات الأمم المتحدة بشأن فلسطين. كانت الفيزا التي تدخل حاملها إلى منطقة مبنى جامعة الأمم، ليست لها علاقة بيروقراطية بالفيزا الأمريكية العادية، التي تدخل إلى باقي أمريكا، التي كانت لها شروطها شبه التعجيزية لأي شيوعي قديم. وسبب حاجة هذا الشاعر للنوع الثاني من الفيزا لدخول العاصمة الأمريكية واشنطن، كانت الدعوة التي وجهتها له جامعة جورجتاون العريقة؛ لكي يقرأ شعره هناك.

أبلغتني صديقة مصرية عن موعد القراءة ومكانها، وطلبت مني أن أصطحبها إلى هناك؛ لأنها كانت تحب طالباً من يافا، وكانت متأكدة أنها ستراه لو حضرنا. لم أعرف ماذا أفعل: لم أرد خذلان صديقتي الهائمة بالغرام، ولكن، في الوقت نفسه، لم أرد أن أتأخر عن درس الرواية الفيكتورية التي كانت جزءاً من دوامي. فاتفقت معها أن أوصلها إلى المكان، وأجلس في الصف الأخير لعدة دقائق، ثم أنسحب بسرعة وصمت.
هكذا فعلنا. ولكن هجم القدر وأخذ شكل يد سمينة تذرب من العرق، هي يد كلوفيس مقصود الذي تمنطق بذراعي، وشدني بعنف إلى المقعد الأمامي في مواجهة محمود درويش. كنت حينها بوهيمية الهوى، أنتعل صندلاً مخملياً بكعب عال، بلون البنفسج، وأظفار أصابع قدمي مطلية باللون الأسود. ربما كان ذلك رد فعل على تقاليد تلك الجامعة «الجيزويت» المسيحية التقليدية جداً، حيث كان المدرسون والدارسون فيها يحاولون الاختفاء وراء لباس رسمي باهت لا يدل على أي حرية شخصية.
في اللحظة التي جلست أثناءها، كانت عينا محمود تحدقان بالأسود الطاغي المتنافر مع بياض جلدي. كان ينظر بفضول واستغراب، وحين رفع عينيه، وجد أنني أمسكته متلبساً بالنظر إلى ساقي، فضحكت. حينها، بدأ هو الآخر بالضحك اللاإرادي، ثم التثاؤب من دون توقف، محاولاً ضبط نفسه؛ لأنه كان على وشك إلقاء الشعر.

بدأ بقراءة «قصيدة الأرض»:
« في شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض
أسرارها الدموية. في شهر آذار مرت أمام
البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن على باب
مدرسة ابتدائية، واشتعلت مع الورود والزعتر البلدي.
افتتحت نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات
البنفسج مال قليلاً
ليعبر صوت البنات. العصافير مدت مناقيرها
في اتجاه النشيد وقلبي»

كان وقع هذه الأسطر انفجاراً حسياً لأعصابي. لم يكن محمود درويش معروفاً آنذاك في العالم الأنكلوسكسوني، ولم تكن له ترجمات إلى اللغة الإنكليزية. فالقاعة كانت شبه فارغة، والحضور تألف من بعض الطلاب العرب، الذين، مثلي أنا، حفظوا «سجل أنا عربي» في صفوفهم الإعدادية في أوطانهم الأصلية، وبعض الأصدقاء والسفراء العرب.

حين انتهى من القراءة، طلب منه شاب مغربي أن يقرأ قصيدة «سجل» قال له محمود الذي كان دوماً يصر على إجبار جمهوره أن يلحقوا به كلما تغير وتطور شعرياً، بقليل من العصابية: «سجل أنت؛ فأنا سجلت!».
حينها، قمت لأذهب إلى ما تبقى من محاضرتي، فوجدت حاتم حسيني، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، يناديني باسمي لأعود؛ لأن محمود كان قد نزل عن المنصة ماشياً باتجاهي، تاركاً وراءه المعجبين الذين أرادوا توقيعه على كتبه.
«أنا مضطر لمغادرة واشنطن في الصباح الباكر لأعود إلى بيروت، فهل تريدين مني أن آتي بأي شيء لعمك نزار؟».
شكرته وابتسمت وقلت: «نعم، أوصيك بإيصال هاتين القبلتين لخدي عمي الحبيب»، ثم قبلت محموداً بعفوية على وجنتيه. فاحمر وجهه خجلاً. سألني هل يمكنك مرافقتنا إلى العشاء؟ فقلت: «لا، لأن أهلي بانتظاري في البيت».
فرد: «اسمحي لي بسؤالك على انفراد للحظة». ابتعدنا عن الجمع لمدة خمس دقائق، فقال مباشرة: «هل تقبلين الزواج مني؟» أجبت بنعم، أقبل الزواج منك، فقال: «علينا إذاً أن نتزوج فوراً، لنذهب إلى باريس، وننتظر فتح مطار مدينة بيروت حيث أسكن».
أخرج من سترته ورقة بيضاء وبقلمه «الباركر» قسمها نصفين، ووضع اسمينا في أعلى كل قسم، وقال لي اكتبي ما تحبين في الحياة تحت اسمك، وأنا سأكتب في خانتي ما أحب. طلبت منه أن يبدأ. فكتب ما يلي: «عصا الراعي، غروب الشمس في الجليل، القطط، الحذاء الإيطالي الناعم الملمس، الأزعر موتزارت، الغتيار الإسباني، قصص تشيكوف، قيلولة بعد الغداء، صدف البحر، سمك السلطان إبراهيم المقلي».
ثم أعطاني الورقة، فكتبت: «الفل المطبق، الورد الشامي الجوري، رائحة زهر الياسمين عند المساء، صوت الأذان في حي الشاغور، الأوركيد البري، المحيط الهندي والبراكين التي تحيط به، شجر الموز والمطر الاستوائي، القطط، ثم القطط، ثم القطط».

حينها، ذهبنا إلى جامع واشنطن، وكان قد وصل إليه بعض الأصدقاء وأهلي، فسألني محمود: «ما هو مهرك؟».
قلت «مهري هو الحرية، فلا أريد منك سوى عصمتي بيدي».
لا أظن أنه فهم ما معنى العصمة، فقبل مباشرة، وزوجنا الشيخ، وبدأنا رحلتنا الأولى معاً، التي دامت تسعة أشهر.
بعد ساعات كنا على طائرة فرنسية، متوجهين إلى باريس، حيث كنا نعرف أن عز دين قلق كان بانتظارنا في المطار.
حينها كنت في الثامنة عشرة من عمري.

بقلم رنا قباني
منقول عن مجلة سيدتي












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 12-19-2019, 07:09 PM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية هديل الدليمي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هديل الدليمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا تصالح
0 عجبي
0 أعنّي

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: (من قصص الشعراء)رنا قباني ومحمود درويش

ما أحلى وأندر الصدف العفوية من هذا النوع
من أجمل القصص التي مرّت بي
شكرا لاختيارك المميز كما دائما
أجزل الود












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 12-20-2019, 02:37 PM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية الدكتور اسعد النجار





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الدكتور اسعد النجار غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: (من قصص الشعراء)رنا قباني ومحمود درويش

قصة طريفة

بورك الاختيار والنقل

تحياتي







  رد مع اقتباس
قديم 12-22-2019, 11:33 AM   رقم المشاركة : 4
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: (من قصص الشعراء)رنا قباني ومحمود درويش

شكرا لكم القصة الجميلة أمي الطيبة
حفظكم المولى













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحكمة الأدبية رقم(30) لنزار قباني سمير عودة المحاكمات الأدبية 48 01-19-2024 09:41 PM
ماذا قال نزار قباني عن الحسين (ع) ناظم الصرخي اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 11 10-02-2018 01:51 PM
القدس - نزار قباني تواتيت نصرالدين النصوص المسموعة والمرئية لغير أعضاء النبع 3 09-11-2018 08:39 AM
نزار قباني علي الحيدري نبع الفنون, الصور والكريكتير 15 05-13-2016 09:33 PM
نيسان نزار قباني العربي حاج صحراوي الشعر العمودي 4 04-29-2011 10:44 AM


الساعة الآن 08:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::