آخر 10 مشاركات
صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          بين السطور (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - )           »          دارت الأيام (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          مثل الطلح على شفة النبعِ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          مقاصد الحب الشريف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          أمنيات العام الجديد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الجبل .. في رثاء المرحوم الشاعر عامر السامرائي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ماذا جرى؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > مدرسة النبع الأدبية > قسم مدرسة العروض والقافية والطريق للشعر

الملاحظات

الإهداءات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-19-2011, 01:32 AM   رقم المشاركة : 11
أديبة
 
الصورة الرمزية شروق العوفير





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شروق العوفير غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 سَوْط القَدَرْ
0 ليتني...
0 فوضى إحساس

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

بوركت وخطاك أستاذي عبد الله جمعة

لك الشكر حتى ترضى

تحية وتقدير













التوقيع

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني

  رد مع اقتباس
قديم 11-19-2011, 01:30 PM   رقم المشاركة : 12
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

الاستاذ عبد الله جمعه المحترم
بارك الله فيك فهذا جهد طيب وكبير تشكر عليه ويسعدنا ان نتابع باهتمام انشاء الله هذا الباب الجميل والمفيد
تحياتي العطرة لك مع التقدير







  رد مع اقتباس
قديم 11-19-2011, 01:57 PM   رقم المشاركة : 13
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

اشتقنا لقلمك استاذ / عبد الله جمعة






  رد مع اقتباس
قديم 11-19-2011, 09:56 PM   رقم المشاركة : 14
شاعر
 
الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد ذيب سليمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

بارك الله بك وجزاك الله خيرا






  رد مع اقتباس
قديم 11-21-2011, 11:06 PM   رقم المشاركة : 15
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

متابعون
لهذه الروعة في العرض
تحياتي العطرة












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 11-24-2011, 02:15 PM   رقم المشاركة : 16
شاعرة
 
الصورة الرمزية كوكب البدري






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كوكب البدري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

جهد أكثر من مميز وموضوع لابد أن نتدارسه باستمرار

شكرا لك













التوقيع

ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟

اسماعيل حقي

https://tajalyasamina.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 02-28-2012, 07:13 AM   رقم المشاركة : 17
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

الأستاذ عبداللة جمعة

تحية طيبة
لا زلنا ننتظر تكملة الموضوع كما وعدتنا
نتمنى أن تكون بخير
تحياتي وتقديري













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 07-29-2012, 11:04 AM   رقم المشاركة : 18
نبعي
 
الصورة الرمزية عبد الله جمعة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الله جمعة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر


تحدثنا في الحلقة السابقة عن سعي الشاعر إلى ( الامتلاء الفكري ) وهو في سعيه إلى الامتلاء يكون بين عدة حالات من الامتلاء :
الأولى الامتلاء الجزئي : ويكون على مستوى التجربة المفردة . وهو نوعان :
· قَبْلي : حيث يبدأ الشاعر في البحث في موضوع ما ليُلم بتفاصيله المعرفية قبل الدخول إلى تجربة ستتناول هذا الجانب
· بَعدي : فإذا أحس الشاعر بمثير ما يدخل اللحظة الإبداعية ويمارس الإنتاج الشعري ثم بعد الخروج من تلك اللحظة بالمنتج الشعري يعكف عليه في مرحلة التنقيح ( الورشة الشعرية ) ويدعم تجربته بالروافد المعرفية بعد الاطلاع عليها حتى يصل بها إلى مرحلة الامتلاء الفكري فلا يسقط في زلات معرفية تؤخذ عليه
الثاني الامتلاء الكلي : وفيه يمارس الشاعر الاطلاع في حياته الواعية طوال الوقت ويختزن المعارف في وعيه و لاوعيه وهو في هذا يتبع طريقة النحل لا النمل . فالنحل يحصل الغذاء ويهضمه ثم يعيد صياغته أما النمل فيحصل الغذاء ويخزنه ويسترجعه كما هو دون أن يضيف عليه شيئا ..
وحالة الامتلاء الكلي هذه هي أرقى وأوقى أنواع الامتلاء وإن كان الشاعر إضافة إليها لا غنى له عن حالة الامتلاء الجزئي بنوعيه القَبلي والبَعدي
وهذا الامتلاء الكلي هو الذي يدفع الشاعر بعد ذلك إلى المرحلة التالية من مراحل النضج الفكري وهي مرحلة ( تحديد زاوية الرؤية )
الثالثة مرحلة تحديد زاوية الرؤية :
وهي أهم مراحل النضج الفكري وأخطرها حيث أن الشاعر بعد أن يصل إلى مرحلة الامتلاء الفكري يستشعر أنه في حاجة إلى تحديد موقفه من الحياة المحيطة به والتي يتفاعل معها ومع كل عناصرها وهذا ما أسميه ( الواقع الشعري )
وهنا يحتاج الشاعر إلى أن يسلك أحد طريقين :
(1)طريق التصالح مع الواقع .... (2) طريق التصادم مع الواقع
(1) طريق التصالح مع الواقع : وفي هذا الطريق يتقبل فيه الشاعر الواقع كما هو ويتراجع عن اختلاق صدام مع نواقصه فيضطر إلى رؤيته جميلا ويلقاه راضيا مرضيا وهنا نقول : إن هذا الشاعر قد جفف بئر الإبداع وتحول إلى بوق مناسبات ينافق الواقع ويصانعه فليست مهمة الشاعر الحقيقية أن ينظر إلى نصف الكوب المملوء بل وظيفته أن ينظر إلى النصف الفارغ ليسلط العيون عليه حتى يتحقق ملؤه ومن ثم فإن هذا النوع من الشعراء لا يصل إلى حيز الإبهار الشعري لأنه تحول إلى مسالمة الواقع أو قل الاستفادة منه ماديا أو معنويا أو الهروب من ضغط هذا الواقع عليه ... إنه وضع نصب عينيه إرضاء هذا الواقع ...
ولست أعني بأن لا يتصالح مع الواقع أن يقصر دائرته على التصادم مع الواقع السياسي فلا علاقة لهذا بالسياسة وإن كانت جزءً من هذا الواقع , ولكني أعني هنا بالواقع الدائرة الأشد رحابة فالواقع قد يكون سياسيا أو غزليا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أيا كان هذا الواقع ممثلا في كل دوائر التجارب التي يتعرض لها فأقول : السياسة واقع والمجتمع واقع والأسرة واقع والأصدقاء واقع واللباس واقع بل إن السيجارة التي يدخنها هي واقع أيضا
وهنا سأضرب مثلا لهذا النوع المتصالح مع الواقع وكيف تحول إلى بوق مناسبات يظهر الشاعر القابع في داخله باهتا خاليا من مكسبات الطعم الشعرية . أحد الشعراء يقول بعنوان( مصر الكنانة ):
مصر الكنانة روضة - - - بالمجد خطت أسطرا
نهرٌ لجين قد حنى - - - بين الربوع وقد سرى
صنوان نخل أينعت - - - تسقيه ماء كوثرا
أهرام تحكي عالما - - - مجد الحضارة زاخرا
نبض القناة سعى لها - - - بالمجد يبقى ساهرا
ولن أطيل في هذه التجربة حفاظا على المساحة المعروضة فكلها على هذه الوتيرة حيث لا ينظر الشاعر إلى النصف الفارغ بل يرى كل شيء جميلا تاما وكأنه يعيش في جنة الفردوس ... فمن يقرأ القصيدة حتى آخرها يقول نحن لسنا في حاجة – والعياذ بالله – إلى دخول الجنة الأبدية ... فقد تحققت في الحيز الملموس الذي صاغته تلك التجربة
إن هذا الشاعر قد اختار طريق التصالح مع الواقع حتى ينشد السلام النفسي ...
وقد يعترضني معترض ويقول ؛ نحن هكذا ننكر الشعر الوطني ونفتح الطريق لمن يسبون مجتمعاتهم ليكونوا هم الأجدر بحيازة الشعر . أقول فلننظر إلى قصيدة حافظ إبراهيم " مصر تتحدث عن نفسها " وكيف صاغ وطنيته في صورة حراك درامي شديد التفاعل وخرج من دائرة المديح الصماء إلى دائرة الصدام والصراع ولم ير ما فيها من كمال بقدر ما رأى فيها من صراع وتكالب القوى عليها وهي تصارع من أجل البقاء ...
(2) طريق التصادم مع الواقع : وهذا الطريق يمثل قمة الوعي الشعري عند الشاعر حيث يكون واعيا بأنه خلق ليكون في حالة تصادم مع الواقع ؛ وقد عبرت سابقا في هذا البحث أن شاعرا قال لي في إحد الكواليس الشعرية ؛ إنه يشعر بحالة من الإحباط إذ أنه في حالة صدام مستمرة مع كل ما حوله .. فقلت له : احمد ربك فلو توقف صدامك مع الحياة لتوقف الإبداع لديك , فقدر الشاعر أن يعيش المكابدة حتى يختلق فنا مبدعا ,
وحقيقة الأمر ومن خلال معايشة شبه كاملة للمحيطات الشعرية التي أتواجد فيها على اختلافها وتنوعها علمت أن الشاعر في هذه المرحلة يحتاج إلى تحديد لزاوية رؤيته لهذا الواقع , فطالما هذا الواقع أصبح ندا للشاعر يتصارع معه فعلى الشاعر أن يتخذ لنفسه زاوية يرى أنها مناسبة وناجعة يواجه من خلالها ذلك الواقع فأطلقت على هذه المرحلة ( مرحلة تحديد زاوية الرؤية ) وزاوية الرؤية هذه تمثل الفلسفة التي يتبناها الشاعر ليواجه بها واقعه وهذه الفلسفة تصبغ جل تجاربه على اختلافها وتنوع موضوعاتها وهي التي تدفعني أن أميز نصا شعريا دون توقيع الشاعر عليه حيث يكون النص مصبوغا بتلك الفلسفة ومن خلال مسح شامل في كل الأوساط الشعرية التي تواجدت فيها أحصيت ما يقرب من خمس وعشرين زاوية رؤية يتسربلها الشعراء لمواجهة واقعهم أثناء صدامهم له أسميت كل واحدة منها فلسفة ...
فمن الشعراء من اتخذ من دائرة الوجع زاوية يعبر من خلالها فأسميتها ( فلسفة الوجع ) وهناك ( فلسفة العويل والنواح ) و( فلسفة التلذذ بالألم ) و ( فلسفة تشويه الصورة ) و ( فلسفة جلد الذات ) و ( فلسفة الإبهام والاستعلاء ) و ( العودة إلى قيم الأصالة ) و ( فلسفة السخرية والتهكم ) وغير ذلك من فلسفات كثيرة وصلت بها إلى ما يقرب من خمس وعشرين فلسفة كما أسلفت ... وكل فلسفة تمثل الدائرة التي يدخلها الشاعر حتى يتخذ منها زاوية رؤية يهاجم بها هذا الواقع ويسعى أن ينتصف منه من خلالها ..
وهنا تساءلت : وهل على الشاعر أن يلزم زاوية رؤية واحدة تصطبغ بها كل تجاربه ؟ بالبحث وجدت الإجابة بالنفي فقد يتخذ الشاعر أكثر من زاوية رؤية يواجه بها واقعه تبعا لمستويات النضج الفكري صعودا وهبوطا من شاعر إلى آخر
نتناول في هذا الفاصل مجموعة من زوايا الرؤية التي يتخذ منها الشاعر وجهة نظر في مواجهة واقعه الشعري محاولين تطبيق كل فلسفة من خلال نص شعري
1 – فلسفة الشكوى :
وهي واحدة من دوائر النضج الفكري الشعري تتولد من الصراع النفسكري بين الشاعر وواقعه الشعري وفيها يتبنى الشاعر قيم الشكوى وعدم الرضا والسخط المستمر على كل ما يواجهه من مثيرات في هذا الواقع وفي هذه الدائرة يقوم الشاعر بتركيز تصويره على أدق تفاصيل الواقع القبيحة من خلال شكواه المستمرة متهما الواقع المحيط بفعل كل منتقص مفندا نواقص هذا الواقع وهذه الطبيعة الشعرية ترتكز على تضخيم المشكلة التي يتناولها في تجربته وتعد هذه الفلسفة خيطا يمتد عبر أغلب تجاربه على تنوعها وتقلبها ومن ثم يمكن وصف هذا الشاعر بالشاعر الشكّاء ومن هؤلاء الشعراء الذين دخلوا تلك التجربة بقوة وقاموا بملئها الشاعر الكبير ( عبد اللطيف غسري ) وسوف نتحقق من معالم تلك الفلسفة من خلال تعرضنا لبعض من نصوصه محاولين تحقيق معالم تلك الفلسفة من خلال نصوصه .
من قصيدته ( قدر القصيدة ) :
أنينُ الحَرفِ في السَّحَرِ انْشِغالُ


بِـآلامِ القصِـيـدَةِ وَابْتِـهَـالُ



ولِلكلمَاتِ في وَصـفِ اللآلـي


جنوحٌ بالبَيَـانِ لـهُ اشْتغـالُ



فإن صَدَحتْ قرَائحُنا ببَعـضٍ


منَ الأشجانِ يرسُمُهُ الجَمَـالُ



فما كنَّـا علـى وَتـرٍ وقوفًـا


ولا أغرى جوانِحنَـا الـدلالُ



ولكنْ بَهجة ُ الشعراءِ فـي أن


يقولوا ما يَضيقُ بـه المَقـالُ



فكيفَ نُلامُ مِمَّنْ ليسَ تُرْعَـى


لهُ في الشِّعر نُـوقٌ أو جِمـالُ



وكيف يُقالُ ليـسَ لنـا ذِمـامٌ


وكيفَ يُقالُ فُـكَّ لنـا العِقَـالُ



وإنَّـا لا نبَـالـي باعْتـقـادٍ


ولا مَا تستقيـمُ بـه الخِـلالُ



إذا عَنَّتْ لنا بيـضُ القوافـي


على كثبٍ أوِ انْفتَـحَ المَجـالُ



لزرْعِ غيَاهبِ الأوقاتِ بِشْـرًا


فيُصبِحَ للوجـودِ بـهِ اكتمـالُ



وتلـكَ مقالـة ٌ لِلجَهـل فيهَـا


نـزُوعٌ واحتِبَـاءٌ واتِّـصـالُ



قديمًا أبْـرَقَ الجُعْفِـيُّ قـولاً


إلى مَن في مَدَاركِهِ عُضـالُ:



"ومن يكُ ذا فمٍ مُـرٍّ مريـضٍ"


فلا يَحلو لهُ المـاءُ الـزلالُ*



بِزندَقـةٍ قـدِ اتُّهِـمَ المعَـرِّي


ولمْ يكُ فِي الضمير لها احتمالُ



أدِينَ بمِثْلِِها الحَسَنُ بْنُ هانِـي


وقِيلَ لَبِئسَ قَوْلُـكَ والخِصـالُ



وبَعضُ النَّاسِ ليسَ لهُمْ عقـولٌ


فتُدركَ ما يَقولُ بـه الرجـالُ



فكيفَ إذا أتى الشعـراءُ يومًـا


بقولٍ لا يُحيـط بـهِ الخيـالُ



ترَاهمْ يَنظرونَ إلـى قُشـورٍ


لهَا عَن زُبْدَةِ المَعنى انْفصـالُ



ويَنتبذونَ عَـن عَمْـدٍ مكانًـا


قَصِيًّا في الجَهالـة لا يُطـالُ



فَذا قدَرُ القصِيدَةِ ليتَ شعـري:


عروسٌ لا يَطيبُ لهَا الوصالُ




الشاعر في هذه القصيدة يحاول أن يرسم لنا ما آل إليه قدر القصيدة من هوان على يد من لا يرعون للشعر حرمة ولا يقيمون لرحم الشعر وزنا حيث يسيطر بعض من لا يملكون حسا نقديا أو دعما معرفيا على دائرة الشعر فيطلقون أحكاما لا علاقة لها بالإبداع بل تنم عن جهلهم في تحويل مسار القصيدة بعيدا عما خلقت له وهذا هو الواقع الذي يتصادم معه الشاعر ومن ثم فقد أعد عدته وجهز أسلحة الشكوى التي يمتلكها ودخل دائرته الفلسفية التي تمثل وجهة نظره وبدأ في عرض تفاصيل تلك الشكوى الممثلة في :
أولا : مدى المعاناة التي يعيشها الشاعر في إنتاج الحرف الشعري وآلام المخاض الشعري العسر حيث يبدأ الأمر بالانشغال بأنين الحرف وتوجعه وكأن آلام الطلق الشعري قد بدأت تعلن عن ميلاد تجربة ولكي يعد تمهيدا منطقيا للشكوى القادمة في الأبيات التالية جعل ذلك الأنين في أكثر الأوقات التي يكون فيها الناس العاديون في حالات الاسترخاء ورفاهية النوم ولكن الشاعر في ذلك الوقت يكون قد بدأ مرحلة المعاناة الشعرية فهو يعيش نقيض ما يعيشه الناس ففي وقت راحتهم هو ساهر على تجربته يعاني من آلامها ووجعها وحين تتحرك دوافعه النفسية راغبة في التفجر باحثة عن ممرات تعبيرية مناسبة يبدأ الانشغال في البحث عن تلك الممرات الممثلة في المركبات البيانية والتي هي تمثل جنوحا من قبل الشاعر عن الواقع ومحاولة منه للالتفاف حول هذه الواقع لإعادة تصويره وبنائه في الحيز الشعري فيتحول الأنين والألم لدى الشاعر إلى جمال تتقبله ذائقة المتلقي فيستمتع هو على الرغم من أن من أنتج هذا الجمال كان يعاني تماما كالأم التي تتألم في المخاض وتعاني أشد المعاناة لتخرج وليدها بهي الطلعة كل من يراه يتعجب من جماله ؛ " أمن الألم تولد هذه الجمال ؟" ولكن من يراهن على جمال الوليد لم ير ولم يستشعر ضراوة الآلام التي مرت بها تلك الأم ( الشاعر ) في ولادة هذا المخلوق الجميل الممتع ... ثم يبدأ الشاعر في تبرير رغبة الشاعر في ممارسة هذا العذاب بكامل إرادته فهو لا يبغي من ورائها ثمنا اللهم إلا رؤية وليده في صورة صحيحة جميلة يعجب الناظرون لرؤيتها ...
ثانيا البدء في عرض تفاصيل الشكوى : حتى الآن الشاعر يمهد لعرض خيوطه النفسية التي ستمثل زاوية رؤيته وهي ( فلسفة الشكوى ) فيبدأ الانطلاق نحو تلك الصبغة التي يصطبغ بها ( عبد اللطيف غسري ) في الكثير من قصائده وهي الرغبة في الشكوى المستمرة من هذا الواقع وتكون إشارة البدء لعرض تلك الفلسفة من أول البيت السادس , حيث يعلن عن تعجبه ممن لا يمتلكون حسا شعريا أو نقديا ويتعرضون باللوم لذلك المنتج وهم لا يدركون مدى معاناة الشاعر في تخريج ذلك الوليد المرهق وقد مرت شكواه في هذا البيت من خلال ثقافة عربية ضاربة بجذورها في التاريخ ممثلة في مثل عربي - تناص معه الشاعر بمهارة وإتقان - حين قال ( فكيف نلام ممن ليس ترعى - - - له في الشعر نوق أو جمال ) فأحال المعنى على الحكمة العربية حيث لا يحق لمن ليس له ناقة ولا جمل في الأمر أن يدلي بدلوه في مضمار ليس له فيه شيء .. [ وهذا ماكنت أعنيه في المحاضرة السابقة من (((الامتلاء الفكري))) ... وهي قدرة الشاعر على استدعاء ما يشاء من رافده المعرفي وقتما يشاء باي حيثية يشاء ]
ثم ينتقل الشاعر بين تفاصيل شكواه ممررا خيطه الفلسفي الشاكي في البيات التالية للبيت السادس من خلال الاستفهام التعجبي الذي جعل منه الشاعر صابغا لفلسفة الشكوى التي اصطبغ بها سائلا : فكيف نتهم بأننا ليس لنا ذمام من هذا الأخرق الذي لا يعرف قيمة العمل الشعري وكيف يتهمنا بالعشوائية الفكرية وأننا لسنا من أصحاب الاعتقاد ونحن الذين نكمل النواقص ولا تصبح للدوائر معان إلا بنا لأننا المتممون لتلك الدوائر فنحن بسمة اللذة في الوجود ونحن أمل التائه في صحراء النفس القاحلة , إن من يدعي ذلك علينا إنما هو جاهل موغل في الجهل ثم استدل من خلال ظاهرة التناص مع تراث شعري حيث اتهم من يقول هذا بمرض الفم وخبثه وعدم قدرته على صياغة الجمال أو التلفظ به ... ثم بدأ في استحضار الشعراء الذين يثبتون أن الشعر كائن مقدس ومحراب للزاهدين فجاء بالمعري وأبي نواس " الحسن بن هانئ " ذلك المتهم بالزندقة أليس قد ختم حياته زاهدا من أتقى الزاهدين والعبرة بخواتيم الأعمال وقد سُبِق بتلك التهمة من قبله المعري ... ( إن هذا ما عبرت عنه سالفا من الحديث عن الامتلاء الفكري عند الشاعر فلولا وجود هذا الجانب المعرفي بحياة المعري وأبي نواس في مخزون الشاعر ما استطاع جلب هذا المعنى الخالد الرقيق الشفاف )
وتتجلى هنا فلسفة الشكوى الظاهرة في شعر عبد اللطيف غسري وكأنها عرق رخامي يمر في حائط البناء الشعري للقصيدة واضحا جليا حين يبدأ في إلقاء اللوم على بعض الناس ممن ليست لهم عقول فيستقبلون قول ذلك الناقد المريض على علاته ويصدقونه فيكون هذا الناقد المريض قد شوه صورة الشعر دون أن يدري وبجهل مقيت ..
ومن عيب هؤلا النقاد أنهم غير قادرين على الغوص في أعماق المعنى وإدراك ما وراء الكلمات فيشغلون أنفسهم بالقشور دون الغوص وراء الدرر الكامنة في قاع القصيدة الشعرية
ثم يختتم بتلك الحكمة الرائعة الهائلة التي جسدت وكثفت هدف التجربة كلها إن القصيدة بين أيدي هؤلاء الأغبياء مثل العروس التي تزوجت ولكنها لم تنل من متعة الزواج شيئا وكأنها ( كالبيت الوقف ) كما يقول المصريون
لم أكن من خلال العرض السابق أعني شرح الفكرة العامة للقصيدة فهي واضحة وضوح الشمس ولكنني مررت من بين افكارها لأبين كيف أن هذا الشاعر قد اتخذ من ( فلسفة الشكوى ) زاوية رؤية فكرية يرى من خلالها الواقع
وسوف استعرض جزءً أخر من تجارب للشاعر ( عبد اللطيف غسري ) محاولا تحقيق معالم تلك الفلسفة أو زاوية الرؤية أو وجهة النظر في مواجهة واقعه الشعري ومنها قصيدته ( إلى البحر أطوي كل موج ) وهي واحدة من الروائع التي نستدل منها وبها على معالم تلك الفلسفة التي تقوم على الشكوى يقول في مطلعها :
يََخُبُّ حِصَانُ الشَّمسِ والظلُّ واقِـفُ


وَأنتَ على تشْذِيبِ حُلْمِـكَ عَاكِـفُ



وَأوْراقُـكَ العَـذْراءُ سِفْـرٌ طَوَيْتََـهُ


وَمِنْ شَجَرِ الإحْسَاسِ فِيـهِ قطائِـفُ



وَلِلماءِ أُخْـدودٌ يَقـولُ لـكَ اقْتحِـمْ


عُيُونَ الشِّتاءِ الآنَ.. هَلْ أنتَ وَاجِفُ؟




إنه يبدأ بالشكوى إذ يقول ( يخب حصان الشمس والظل واقف ) لقد أحسست أمام هذه الجملة بأن الشاعر يصرخ إلى الداخل تاركا صدى الصوت هو الذي يخرج لنا مرتدا من داخله فإن ترك صراخه منطلقا إلى الخارج لأصبنا بالصمم من شدة صراخ الشكوى ... إن ( الخبب ) هو السير السريع فإذا خب الفرس نقل أيامنه وأياسره جميعا في العدوة الواحدة من سرعة العدو فصور الشمس جوادا ينطلق بسرعة مخيفة ثم مرر خيط الشكوى واللوم في قوله ( والظل واقف ) ويستمر في تفريغ شحنة الشكوى اللاحقة ( وأنت على تشذيب حلمك عاكف ) إن انفجار الشكوى كان مكمنه ( إنك تقوم بتهذيب حلمك الذي لم يعدُ كونه حلما والشمس التي هي رمز للحياة تتحرك بسرعة والظل الذي هو رمز لك مازال واقفا ... والمفارقة الرهيبة في أننا حين نرى الشمس تتحرك يكون المتوقع أن الظل يتحرك معها ولكن الشاعر أبى إلا أن يحقق التناقض في مفارقة غاية في الروعة والابتكار فجعل الظل تاركا الشمس واقفا لا يتحرك فالحياة تسير وأنت واقف ما زلت تسعى بحلمك إلى غاية الاكتمال لم تصل به إلى حيز الوجود بعد ...) إن الشاعر هنا يشكو ولكن ما قضية الشكوى المتفجرة في ذلك المطلع الذي هو بوابة الولوج إلى مضمون وهدف القصيدة ... ؟ إنها الشكوى من سرعة الحياة التي لم يعد المتقن المتأني قادرا على ملاحقتها ولم يعد له دور فيها ومن ثم فمن أراد ملاحقة الحياة عليه أن يخرج أحلامه منقوصة غير تامة أي يقتل ضميره ويسير على مبدأ الغش وتزييف بضاعته حتى يستطيع أن يواكب سرعة تلك الحياة ...
إن الشاعر عبد اللطيف غسري تضج قصائده بالشكوى ولا يكاد يمر بيت علينا من قصيده إلا ولاحظنا تلك المسحة من الشكوى العارمة من كل شيء , كل شيء ...
وتلك هي زاوية الرؤية الأولى التي أحصيتها في المحيط الشعري طول بحث واستقصاء
سأعود







  رد مع اقتباس
قديم 09-08-2012, 11:38 PM   رقم المشاركة : 19
أديبة
 
الصورة الرمزية سمية حسن





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمية حسن غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 دمعة حزن
0 لاترحل
0 ملامح موؤدة..

افتراضي رد: الطريق إلى الشعر

جزاك الله كل خير أستاذ عبد الله على مجهودك الرائع وونتظر المزيد من علمك الوفير.........







  رد مع اقتباس
قديم 01-18-2013, 10:13 AM   رقم المشاركة : 20
كاتبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سحر علي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الطريق إلى الشعر


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شكراً استاذنا على هذا الموضوع


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذا الطريق ُ إلى النخيل الشاعر حسن رحيم الخرساني قصيدة النثر 13 08-29-2011 02:26 PM
رسالة في الطريق عواطف عبداللطيف الرسائل الأدبية 8 06-17-2010 02:33 PM
في الطريق إلى الحقل - قصة: عمر الحمود عمر الحمود القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 8 05-14-2010 08:02 AM
آهات على الطريق حسن المهندس إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 6 12-27-2009 03:32 AM
الطريق إلى الجنة سحر سليمان نبع الإيمان 1 12-25-2009 10:53 PM


الساعة الآن 09:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::