آخر 10 مشاركات
مقاصد الحب الشريف (الكاتـب : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          بين السطور (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - )           »          دارت الأيام (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          مثل الطلح على شفة النبعِ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دراسات نقدية,قراءات,إضاءات, ورؤى أدبية > قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية

الملاحظات

الإهداءات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-30-2021, 03:58 PM   رقم المشاركة : 1
شاعرة وناقدة
 
الصورة الرمزية جهاد بدران






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جهاد بدران غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شذرات من الكلام
0 مسلولةُ الدّرب
0 صمْتُ الليل

افتراضي سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5)

النّص : يقظة
النّاص : البكري المصطفى
قراءة : جهاد بدران
...............

النّص :

يــــــــــــــــــــــــــقـــــــــظــــة

ذهب يساراً فاصطدم بأفكار اليسار؛ وذهب يمينا فاصطدم بأفكار اليمين. وبين السّبيلين تقاطرت عليه الاتهامات بالتّطرف ؛ فجثم على ركبيتيه ينزف ألماً . ثمّ شعر بيد مبسوطة تربت على كتفه ؛ يقول صاحبها بصوت خافت " لا تخف . فقط كن مع الله ".
................


القراءة :

يقظة....
من خلال هذا العنوان/ يقظة/ استطاع الكاتب أن يومئ للمتلقي فوهة النور التي تدل على زبدة النص، وتوحي بمضمون هذه اللوحة المطرزة بالوعي والفكر الرشيد..
ومن خلف اليقظة كان يرقد عالماً من الضلال، يتخبط بمسامير متنوعة، يخدشه بكل أطرافه، واليقظة لا تتم معالمها إلا بعد غفلة موجعة وسبات مضني ومُهلك، وبعد أن يغوص صاحبها بوحل أعماله واستسلامه لواقعه المزري، لتأتي اليقظة فجأة من أحد عوامل الحياة أو من خلال أشواكها وأنيابها الحادة، فاليقظة لا يمكن أن توقظ صاحبها إلا بعد أن تهزّه بعنف هزّا، وبعد أن تذيقه من المرارة ما يوقظه من سبات الغفلة..
العنوان كان كلمة مستقلة عن وجودها داخل النص، وهذا من كماليات القصة القصيرة جدا، لأن ضعف أي قصة حين تكون عنوانها منقولاً من أعماقها..
والعنوان هذا، جعل المتلقي يقف بتدبر وتأمل واستنباط معالم القصة هذه، لنبش بطونها واستخراج جمالياتها.. ليبدأ المتلقي بفرض فرضيات مختلفة تلائم عناصر المحتوى وهدفه المنشود الذي يقوم عليه عملية التأويل لمداركه الأصلية..

يبدأ الكاتب لوحته بفعل ماضي /ذهب/ وهذا يعطي مساحة للأحداث أن تقوم بفعلتها ليتم عملية التداول ما بين الماضي الذي أخذ حدّه في ممارسة العمل الحياتي، وبين لحظة اليقظة التي قضّت مضجعه، لأن الكاتب لو استعمل فعل مضارع بدل الفعل الماضي، لكانت المسافة لليقظة غير كافية للخروج بعملية ما وراء الحدث الذي يحدثنا عنه الكاتب وهو اتباعه لأطراف السياسة وأقطابها التي تناحرت الأجناس على أنواعها، ليس لهدف بنودها أو ما تحويه من أفكار، بقدر ما الخوف يتربص بمن يتبع أحدها، خوفاً على مصيرهم من التهديد والضياع، خاصة وأن السلاح والرصاص في هذا الوقت ينطقان ويخرسان الحق والعدل والحرية...
لذلك الفعل الماضي جاء خادماً وديعاً للحدث وهو يقظة النفس من تخبطاتها، وجاء بمسافة زمنية متراكمة من التخبط، لتكون هذه المسافة مرحلة كافية تلائم عملية التنقل من تيار لآخر وثم افتعال عملية اليقظة...
ومن هنا يعبّر الكاتب بما هو يجلد الواقع من ألم، وقد أُخرست الألسن والأفعال الصالحة عن استقامة المجتمعات وتصحيح مسارها..

/ذهب يسارا فاصطدم بأفكار اليسار؛ وذهب يمينا فاصطدم بأفكار اليمين./

هنا الفرد في المجتمع يقع بين سلاح ذو حدّين، وتحت ضغوطات الأحزاب والتيارات التي تحمل أفكار اليمينية و اليسارية، وفي كلاهما يتخبط المواطن العربي بينهما ظانّاً أنه قد اصطاد ما يلائم وجهة نظرة ويتطابق مع أفكاره وأفعاله..
وهذه التيارات تفرض أفكارها بحجة المصلحة العامة للأفراد والمجتمع.
فأصحاب وأتباع التيار اليميني، غالبا ما تنادي بتعزيز هيكل النظام الراهن، وهم يدعون إلى التدخل في حياة المجتمعات للحفاظ على التقاليد المعاشة فيه، على العكس من تيار اليسار الذي يدعو إلى إلى تغيير جذري للأنظمة والقوانين الحالية..
بين عملية اتباع أفكار اليمين واليسار تتمثل عملية الذهاب والالتحاق بكل حزب منهما، والمسافة الزمنية غير محددة، خاصة وأن الناطق بالزّمن هو فعل ماضي/ذهب/ ثم عملية الاصطدام هي التي جعلت لاتجاه الفرد أن تتحول من يمين لليسار أو العكس، والاصطدام هي عملية احتكاك فعلي ما بين اتجاهات الفرد واتجاهات الفئة التي التحق بها الفرد، مما أثار ذلك شحنة غضب الفرد ليحوّل منظومة انتمائه للأفكار الأخرى، وبهذا الاصطدام الذي تعرّض له الفرد من الطرفين اليمين واليسار، كانت عملية موجعة ومؤثرة، خاصة وأنه وقع في تجارب الحزبين، ليجد نفسه كالكرة يتقاذفانه الطرفان..ليدخل في حالة صراع دامية للنفس والفكر والعمل..وهكذا مصير كل مواطن لا يتقن الاختيار بالفكر والقرار السليم، فيقع في دوامة تكبّله وتضيّق عليه الحياة..
ثم يكمل الكاتب بقوله:

/وبين السبيلين تقاطرت عليه الاتهامات بالتطرف ؛ فجثم على ركبيتيه ينزف ألما ./

من الطبيعي للفرد في المجتمع أن يعيش في حالة صراع مع الآخر، لأنه من ناحية أنه بحكم ضعفه وعدم ثباته على المبادئ والقيم في اتخاذه مبدأ واحداً يدافع عنه ويؤمن به، نجده في حالة صراع حادة تزعزعه وتضطرب حياته ليتنقل من تيار لآخر..ومن ناحية أخرى نجده يتعرض للاتهامات التي تنكّل به وتحبطه ليقع صريعاً مع عمق ذاته وهو يمارس عملية الاستسلام الحاد فيها وهو يقع فريسة الألم والوجع على ما آلت نفسه من قذفه بالتطرف، وقد أدرك حينها وهو منهار جداا، أنّ إرضاء الناس غاية لا تدرك، مهما قدم لهم فلن يرضيهم إلا من رحم ربي..
عملية الانهيار الذاتي والفكري، جعلته في محاولة لمحاسبة نفسه عن طريق ما وصفه الكاتب /فجثم على ركبيتيه ينزف ألما ./ لأن جلوسه على ركبتيه دليل كبير على وصوله لقمة الوجع والانهيار..لأن الفعل الماضي /فجثم/ جاء دقيقا متقنا لعملية الوصف لحالته المنهارة، لأن معنى فعل/جثم/لزم مكانَهُ فلم يَبْرَحْ، أَو لَصِقَ بالأَرضِ، والتصاقه بالأرض والطين تعني عدم وجود فسحة أمل تنقله لظل السماء، لأن العلو إليها لا يكون إلا بشحن الذات بنور الله والبصيرة التي تدير معالم فكره وروحه نحو التطهر من علق الأرض وأهلها..
لذلك كان من جماليات هذه القصة القصيرة جداً، أنه فتح الكاتب نوافذ الأمل عن طريق ربطها بالخالق، بنور الله الذي يجلو كل عتمة وديجور، ويلغي الترابط مع تيارات الظلم وعلق البشر، لأن نور الله هو الذي يخلّص الروح من سوادها وتخبطاتها، لتستقيم وفق ما يحمل الفرد من اتباع للشريعة الحقة، وبقدر تفاعله بالعمل الصالح نتيجة دعم الروح والفكر بما يرضي الله تعالى..
حيث يضيء الكاتب بحروفه نحو قبة السماء للمتلقي بقوله:

/ثم شعر بيد مبسوطة تربت على كتفه ؛ يقول صاحبها بصوت خافت " لا تخف . فقط كن مع الله "... /

هنا كانت عملية الوعظ والتوجيه والإرشاد من يد حانية تربّت على كتاب الله العقيدة الصحيحة التي توجّه الفرد نحو إصلاح نفسه، ثم إصلاح المجتمع، لأن الفرد لا يمكن أن تصلح نفسه وروحه وفكره إلا إذا اتبع قوانين وشريعة السماء، وهذا ما ينقصنا في عالم بات يعجّ بالفساد والابتلاءات والمحن والأمراض..
لنكن مع الله تعالى في معاملاتنا وأفكارنا وكل مناحي الحياة، حتى نخرج النفس من اتباعها للهوى والملذات..
الأرض تضطرب من فساد البشر وسوء أعمالهم، وكم تحتاج منا أن نطهرها من رجس الطغاة الذين يحكمون البلاد..
عملية التوجيه هذه هي الطريق الوحيد للتخلص من قاذورات الدنيا وملذاتها التي تجعلنا ننخرط في مسالكها الشائكة وننحرم من جنة الله تعالى..

الكاتب الشاعر الأديب الراقي
أ.البكري المصطفى
بورك بقلمكم النّفيس الذي ينسج العبر والمواعظ والتوجيه والإرشاد لإصلاح الفرد في المجتمع ليعمّ إصلاح المجتمعات..
رفع الله شأنكم ورضي عنكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية







  رد مع اقتباس
قديم 07-01-2021, 01:28 AM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية محمد عبد الحفيظ القصاب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد عبد الحفيظ القصاب غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5)

النص جميل، والبارعةُ الفاحصةُ أجمل

لكِ فرادة في قراءة النصوص ..

سلمتْ أنامل الإبداع

تحياتي والمحبة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 07-01-2021, 07:00 AM   رقم المشاركة : 3
أديب وفنان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر مصلح غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شموع الخضر
0 حواريات / مع شاعرة
0 حواريات / رحلة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5)

منذ عودتي للنبع، وأنا أتابع القراءات النقدية، وكلها تنجو منحى النقد الإنطباعي (التأثري).. إلا أن الناقدة بدران تشتغل على أكثر من مساحة وعلى أكثر من اتجاه.. وهذا ليس غريباً على الناقد، إلا أن الممتع بالأمر ولوجها للإتجاه النقدي من مداخل متعددة، فمرة من المدخل النفسي، ومرة من المدخل الإجتماعي.. إلخ.
وهذا لا يدل إلا على القدرة والتعدد المعارف، واتساع الرؤيا.
دمت باذخة العطاء سيدتي، ودام ألقك.







  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2021, 10:20 AM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5)

لولوجك لأعماق النصوص جمال

قراءة راقية تعرفنا من خلالها على الأستاذ البكري المصطفى

دمت بألق
محبتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 07-26-2021, 02:40 PM   رقم المشاركة : 5
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5)

الناقدة القديرة أ.جهاد تقدم للنبع جهدا كبيرا في مجال إغناء الساحة الأدبية والنقدية
وهذا يفرض علينا الحفاوة بها وبعملها الدؤوب
والذي أجزم أنها تقوم به وهي بغاية السعادة والابتهاج كما ألمح من أسلوبها الاستقرائي السلس
المطبوع أسوة بعالم الشعر.
دمتم بخير وألق ومن رقي لأرقى
مودة واحترام













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 11-09-2021, 09:16 AM   رقم المشاركة : 6
أديبة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ابتسام السيد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 رسالة زرقاء
0 فنجان صباحي
0 كل ما حولك الشعر ....1

افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5)

يابنت الزيتون
أين النبع منك ومن بركات حرفك وحضورك الجميل
كوني بخير







  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (1) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 5 08-17-2021 08:22 PM
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (4) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 1 07-25-2021 01:23 PM
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (3) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 2 07-19-2021 11:55 AM
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (2) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 2 07-19-2021 10:24 AM
( النص 13 ) من سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص نبع العواطف جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 3 07-06-2021 07:15 AM


الساعة الآن 01:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::