هذه الدنيا باتت تسير بالمقلوب .. كيفما اتجهنا نجد أنفسنا في زاوية معاكسة لما يقوله العقل والمنطق
لا أعلم هل تبدلت قوانين الطبيعة الآن ؟
هل قام البعض بسن قوانين جديدة وفقا لمصالحهم واحتياجاتهم ورغباتهم؟
قد اعتدنا القيام بواجباتنا حسب ما تقتضيه المصلحة العامة وحسب ما جاء في موروثاتنا الحياتية والتي انتقلت إلينا منذ زمن الجدود .. وبقي تعاملنا مع الغير ضمن حدود معينة أقرّها المنطق وزينتها الأخلاق وباركتها كل الأديان السماوية
ما نراه على الساحة الآن أن تلك الموروثات قد تم تحريفها وتبديلها بشكل لا يستوعبه عقل ولا يقبله منطق
حتى أضحت كالمسخ لا شكل له ولا قوام ... مجرد مخلوق مشوه المعالم اقتحم واقعنا بطريقة ما ،
فاردا عضلاته بقوة وعنف حتى انتشرت سلالته كلهيب النار بكل مكان وبكل المجالات ... في الشارع ... في العمل .. في البيوت ..
ولم تسلم الأماكن المقدسة من شرارة نيرانه.
يحاول أحدهم بشكل أو بآخر الاستحواذ على أكبر قطعة من الكعكة .. ربما لإرضاء نفس مريضة أو لسد النقص المتأصل بأعماقه أو لتبوؤ الصدارة ..
فنراه مثلا وفي عمله يحلل كل الأساليب الملتوية لإشعار من دونه مكانة بالذل والإهانة ... له الأمر والنهي وعلى الباقي التنفيذ ...
وفي منزله يحاول سد عقدة النقص لديه بألفاظه الفجة وسلوكه غير المقبول وأحيانا باستخدام أساليب عنف مختلفة
كالتعنيف المعنوي أو الجسدي لأهل بيته دون شفقة أو رحمة متناسيا قوله تعالى في كتابه الكريم (( وجعلنا بينكم مودة ورحمة )) .
يتحدثون بفوقيه وعنجهية متذرعين بأنهم الأعلم والأفهم .. وفي الحقيقة هم أرباب الجهل والتخلف
لا يسلم الغرباء من فظاظتهم وأسلوبهم بالتعامل.. وهلم جرا
ولأنهم في مراتب عليا ( من وجهة نظرهم ) فهم لا يلمحون نظرات السخرية والاستهزاء أو الشفقة بعيون من حولهم
الشرفاء وأصحاب المبادئ يتساقطون الواحد تلو الاخر ... ينبذهم المجتمع ويرفض قيمهم ومبادئهم
المحق أصبح مخطئا ، بينما الكاذب والخائن دائما على حق
العالِمُ مهمشٌ بينما الجاهل يرتقي لأعلى المناصب وترفع له قبعات الاحترام ( أو ربما المصلحة الشخصية ) بكل محفل
أصحاب الكفاءات في عدمٍ ، بينما الجهلة والمنافقون يتلذذون بنعم الدنيا ...
ويبقى السؤال ... أين الخطأ وهل ما يجري على الواقع مقبول أم لا .. وإن كان الجواب لا فكيف السبيل للإصلاح ..؟
دوريس
26 يونيو 2025
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ
وصف مؤلم لحال مجتمع اختلطت فيه القيم وتشوهت فيه الموروثات وسادت فيه الفوضى على حساب العقل والمنطق
تساؤلات تصيب القلب وتفتح باب التفكير الجدي في مسؤولياتنا جميعا لإصلاح هذا الخراب المستفحل
دام قلمك
هذا هو واقع الحال فقد تبدلت القيم والمفاهيم وأصبح من يريد ان يحافظ على ما تعود وشب عليه منزوياً حتى لا يمسه ما يحدث وينال منه
مقال جسد الواقع بدقة
دمت بعافية
محبتي