شكرا استاذنا الدكتور على قراءتك لها واحتمالك لطولها الذي انفرط عقده مني على غير رغبة
راقني تقريظك واعجبني رصدك لبعض معناها ..
تحياتي لك وأعتذر عن سوء تفاعلي في الردود
تحياتي ودعواتي ..
جاءت في محلها حيث توغلت شرور هذه النفس القميئة التي تملأ ساحات وأروقة ودهاليز سياستنا العربية...!
سلمت أناملكم أيها القدير ولا عدمتم الألق والروعة
تثبت
سعادة الاخ المكرم ألبير
تحية طيبة وسلاما عاطرا رقيقا
أشكرك على اعتبارك للقصيد واحتفائك بها على نحو راقني
كما اشكرك على تثبيتها
وارجو ان تليق معانيها لهذا الصنيع الذي رايتموه
تحياتي لحضرتك ..
كن دائما بخير
بعض مآسي المحنك السياسي
----------------------------------
خلّ البــــلاد بظِمْئها لِحُــــــــــــــــمَاتِها .:. واشــــــربْ على صَفْوٍ ودع كدراتـها
واهنأ بعـــــــيش في دهاليز الهـــــــوى .:. واخـــــــلعْ على الأبطال من ويلاتــها
صارت بمقدمك البلاد عقــــــــــــــــيمة .:. وبمـــثل مثــلك زِيد من نكـــــباتـها
تنعي خصالا كم تأصلّ خــــــــــــــيرُها .:. في السالفــــــــين وأنت سرُّ وفـــاتـها
أقْصَيْتَ مًن يُسدي النصائحَ مخـــــلصا .:. ودعوتَ كلَّ مقامر بحــــــــــــــــياتـها
وملأت وقت البائسين مكـــــــــــــــائدا .:. وغدوت تعبث في مـدى أوقاتــــــــها
وهتكت عرض الأرض يوم بـــــترتها .:. وسخرت من علـــــــــمائها ودعـاتـها
وطويت في الأحـــــــــداق شرفة عـزةٍ .:. ونقشت وشـــــــم الذل في راياتـــها
فإذا تراءت في الــــــــــــديار كرامــة .:. أطلقت ذئب الغـــــــــدر في طرقاتــها
كم تدعي فقــــــــــــــرا برسم حـكايـة .:. يتعجب العــقلاء من سقـــطاتـها.. !!
ويصــــــــــــــدق الأغرار كل كلامِـــها .:. تصديق أعــمى عن قذى ســـوَآتـها
لا تبدُوَنًّ كزاهــــــــــــــد في خــيـرها .:. بك يقــــتدي من يستبي ثــرواتـــــها
قد خنت والجــــــمع المــــــبارك شاهدٌ .:. يا من سللت الحـــــــــلم من ليلاتها
أتظل تلعــــــــــــنُ كــــــل واشٍ خائـنٍ .:. لثرى البلاد وأنت بعض وشاتـــــها ؟!
ولكم غــــــرست من الوعود حــــدائقا .:. محلَتْ ، فجَدْبُ حـــياتِنا كحــــــياتها
أحرقت كل طــــــيورها وصـــــــقورها .:. كَسِرتْ بُغامك قوسَ كل رُماتــها
وذَوَت بظلـــــــــمك أنفس كانت لها .:. سر الحـــــــــياة وكنــت سر مـماتها
وقتلت رهـــــــــطا صادقا فــــي حبها .:. فبززت في الإجـــــــرام كل طـغاتها
وعلوتَ مــــــــــــذموما على ذي غلة .:. وجهدت ألا يلتـــــــــــقي برواتـــــها
قد بات كل مُــــخَامرٍ ومُـــــــــــــــقامرٍ .:. بك آمنا من مـــــــــــكرها وبــــياتها
يامن تروم عــــــدالة في مــــــــــــلكه .:. قد رمت خلع الشمس من فلواتها
أتقطب القســـــــــــــــــمات عند مآذنٍ .:. متضجرا لتــــــــــزيد من غـفـلاتـها
وتداعب الصـــــــــــــلبان في أنشودة .:. تحــــــــــكي النفاق وتعتلي هاماتـها
قد حلق التلمـــــــــود فوقك فاصطخب .:. واقذف نـــــــعالك فوق جمر رفاتــها
أتـــــــــــــــرش بالنعماء منك نواصيا .:. وتظلّ تفشي الموت في باحاتــها ؟!
وأردتها شيــــــــــــــــعا تلبَّس بعضُها .:. بعــــــــضا وتذكي النار في حلـباتها
فبك استـــــــــــــــحالت أرضنا مرثية .:. قد سُلّ لحــــــن الحب من نغـماتها
بك أصبحت – بعــد البيان وسحره .:. تتعثر الكلــــــــمات في أصــواتها
هانت وما كانت تهون لمـــــــــــجرم .:. وبدت خيـــــوط الحزن في قسماتها
أقوت على درك الشـــــــقاء وباينت .:. ركبَ السناء وغيــــض ماءُ حياتـها
فمشيـــــت في درب الحرير مُبّهّجا .:. ونثرت بذر الشـــــــوك في جـنـباتها
إن لم تكــــــــــــن جِبْتا مضلا متلفا .:. فلأنت بالأحـــــقاد شر غـــــــواتها
بك قد غدت أحــــــــــــلامنا مقبورة ً .:. مَنْ غيرُ رهطِــك قد ســعى لوفاتـها ؟!
كان الأمان لوصــــــــــــفها متلازما .:. فمحوت بالأضــــــــغان كل صــفاتها
لم تلتـــــــــــفت حذر الطريق بريبة .:. حتى عققت فزدت في لفــــــــتاتها
حبست لأجلك عطرها وتأسنـــــــتْ .:. فجعلت كد العيش في أقـــــــــــواتها
وسعت رجاء الآملين بحضــــــــنها .:. لم يبق للـــــــراجين من حســـناتها
وطمست معْلَم عزها وطـــــــــبعتها .:. بخصال سوء لم تـــــــــكن عاداتـها
دافعت بالتــــــــــوراة شرعة أحـمد .:. ومحوت بالإنـــــــــــجيل من أياتها
وعمدت نحو حـــــــــجابها فهـتكته .:. أحرقته لتـــــــزيد من حسراتها ؟!
إذ ما تزال بدينـــــــــــــها متـربصا .:. فمحوت من صلــــــواتها وزكاتها
وأردتها وثنا فبؤت بشــــــــــــركها .:. ولأنت في الأنصاب عبد مـــــــناتها
كلت يداك عن البــياض فأعرضت .:. أرض النماء الخصب عن إنـــباتها
قد غيـــض ينبوع الرواء فأمحلت .:. عطشا وأجدب حقلـــــها كفــــلاتها
عمّ الخرابُ مــــع اليباب بِسُوحِها .:. وسرى الفساد يجوبُ في عرصاتها
وحرمت حرا أن يُيمم شـــــــــــطرها .:. زعما بأنك أنت كل جـــــهاتها ؟!
إن ضج ذكرك في الـــــــبلاد فإنها .:. لعنتك والأيامُ في صــــــــــــلواتها
كم كان جند الحــــق يـرفع شأنهم .:. ذكر القرون لصــــــــــبرها وثباتـها
حتى مســحت براحتيك رؤوسـهم .:. فمسخت فيـــــــــهم خيرها وهباتـها
نهشت كلابك أرضــها وسـماءها .:. وجرت سيول الغــــــدر في قنواتها
ووثبت تسرج ركب عــــدل مائـل .:. جورا سرى بالليل في ظلـــــماتها
وسللت سيف البغي مــن أغماده .:. فقطـــــــــعت حبل الود من لُحُـماتها
وتقطّعت بالجور أســباب الهدى .:. وتبدلت أوصالها بشـــــــــــــــــتاتها
إن فرقتنا في الحـــــروب مكائد .:. فلأنت - بين الصف – مــــن أدواتها
يا أ يها الباني لكل نقـــــــــيصة .:. أخنى عليك الدهر من تبعاتها
لا لن تكون - وإن ظفرت بمقعدٍ .:. بمحافل الأوغاد - من ساداتــــــــها
إنّ الحياة وإنْ صفت لك ساعــة .:. ستذوق بعد اللهو من زفــــــــراتها
أبشر بخزيٍ في الحياة وإن تمتْ .:. صبت علــــــيك الناس من لعانتها
عاثت بــــنات الدهر في أرجائها .:. فتكنـــــــــــــــــفتنا وأنت أم بناتها
لا تدعي حزنا عـــــــلى أطلالها .:. أنت البئيس الفرد في أزماتـــــــها
مهما يطُلْ فيك الزمان ستنقضي .:. أنفاسك الدنيا بجــــــــــــنب حياتها
لعنتك أفئدة الحرائر في الدجى .:. والأمةُ الحيرى بكل لغاتــــــــــــها
كلحت وجوه المجرمين وإن بدوا .:. يتألفون الناس مـــــــــن شرفاتها
الله الله الله
ما أبهى هذه اللوحة البارعة الفاخرة
هي معلقة خالدة يفتخر بها تاريخ الشعر على مدى العصور، لقوة الحرف وسحر التراكيب البنائية وذلك النفس الطويل الذي طال مع عبق الحروف وجمالها وما حملت من جماليات ودلالات متقنة تنساب في روح المتلقي بلا ملل...
سأعيدها على واجهة الشعر والأدب كي يتذوق جمالها كل متلقي يعشق جمال الحرف وبراعة الألفاظ والمعاني، ولأنها تواكب الأحداث كما اليوم...
ما هذا الفن التعبيري الشعري المتقن..الذي جسد الواقع وهمّ الأمة باحتراف بارع ومذهل..
قصيدة وخريدة من عيون الشعر..فيها تشويق وإثارة للفكر ..للصحوة..للضمير..لتحريك القلوب الغافلة..والعقول الخاملة..الرؤيا التي تنام في سبات تحت أضلع السياسة اللعينة..
قصيدة بارعة النسج ..الإحساس فيها متيقظ..صوّر الشاعر فيها أقطاب السياسة والمتلاعبين بجذور الوطن في تصوير فني رائع للحركات الفكرية مع ما يلامسها من أصابع المشاعر المحمولة في أوردة هذا القلم الحي..في تسلسل الفكرة وأجزائها..والتي جعلت المتلقي يحس بها ويتقن تذويتها بالذائقة العبقة..
الشاعر يمنح الرمز وسام للمتلقي حتى يمنحه البحث والتنقيب وكشف الأسرار ما بين ضلوع الكلمات والتي سطعت على وجه السطور..
اندماج بتراكيب اللغة مع المؤثرات المكانية والذاتية التي يمنحها الخيال أبعاداً تتلاءم مع الحدث وتتصادم مع المشاعر الحية والواقع المرير بما يحرك منابت البوح مع الأزمة الراهنة في كل بقاع هذه الأمة التي تحتضر والتي تنتظر من يداويها ولا تلقى إلا الصدى من أنينها النازف...
طاقة التخيل هنا إشارة لايضاح الأوضاع الراهنة في الوطن ونقد ما فيه من تآكل أمنها وحقوقها وعدلها من هؤلاء الساسة المحنكين الذي يختلط دمهم بالصهاينة..
.
.
الشاعر الكبير المبدع الراقي
أ. ياسر سالم
قدمتم لنا لوحة بارعة النظم غاية في الإتقان والكمال
بوركتم وهذا القلم الذي يرتدي أسمال الحق.. ودمه الثائر حبراً لا يتوقف..
وفقكم الله لنوره ورضاه
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية