آخر 10 مشاركات
صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          كل الحكــاية ..... !! (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          مقاصد الحب الشريف (الكاتـب : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          بين السطور (الكاتـب : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - )           »          دارت الأيام (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دراسات نقدية,قراءات,إضاءات, ورؤى أدبية > قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية

الملاحظات

الإهداءات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-24-2021, 09:47 AM   رقم المشاركة : 1
شاعرة وناقدة
 
الصورة الرمزية جهاد بدران






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جهاد بدران غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شذرات من الكلام
0 مسلولةُ الدّرب
0 صمْتُ الليل

افتراضي سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع(8)

النص : دفئي صقيعٌ
الناص : زياد السعودي
قراءة : جهاد بدران
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص :
ـــــــــــــــــــ

وآنيَ أوجاعٌ وغمّيَ أوْجَفا
وأينيَ مِضياعٌ وهمّيَ أسْدَفا
أذاقتنيَ الأيّامُ نَقْعَ سمومها
سَقِمْتُ وجُثماني تمدّدَ مُدنَفا
تعاضَدَتِ الأهْوالُ توقِدُ خيفَتي
وقَتّرَ حظّي حينَ نحْسيَ أسْرَفا
وما عيلَ صَبْري إذْ تَعاظَمَ وِزْرُهُ
جَلودٌ ومني الصّبرُ مَلّ.. تأفَّفا
تضيقُ على نفْسي الرّحابُ فأنْطوي
وبَعْضي إلى بَعْضي أرُدُّ مُقَصَّفا
فَوخزٌ من الماضي يُكَدر حاضِري
ولا سَعَةٌ في القادِماتِ لتُصْطَفى
رَماني عَلى جَـمْرِ الأسى زَمَنٌ قَسا
سَقاني كؤوسَ البَيْنِ مُرًّا وَما اكْتَفى
تَقودُ خِطامي للعَناءِ مَصائِبي
تَمورُ بَناتُ الصّدرِ فيَّ فَأُتْلَفا
وَكَمْ شَطَ في موقِ العُيونِ سَخينُها
وخَدّ بأصداغِ الخدودِ وجَوّفا
أداري حَياتي في غَياهِبِ وحْشَتي
وَقَدْ خان قِنْديلي فَتيلُهُ فانْطفا
غَريقٌ فَلا جوديّ رَسَّى سَفينَتي
وما هُزّ لي جِذعُ الحياةِ لأُنْصَفا
فَيا لَيتَ شِعري ما يَقولُ وَقَدْ ثَوى
رَويّهُ مدميَّ الجُروحِ وَما اشْتَفى
ترنّحْتُ مَكْلومًا ونَحْسيَ عاضِدي
وفي غُربتي نزفٌ بوجديَ أوْكَفا
وأدْفَأُ دِفْءٍ لَـمَّني وألمّ بي
صَقيعٌ بأوْصالي طَغَى وتَعَسّفا
ولا جُبَّ لا سَيّارةٌ في حِكايَتي
أُكِلـتُ من الذّئْبِ الّذي لِدَمي اقْتَفى

( الطويل )


القراءة :
ـــــــــــــــــ

دفئي صقيعٌ ،،،/ زياد السعودي

من ذكاء الشاعر وحسن براعته في توظيف حرفه، أن عقد لحروفه بحر الطويل، والذي يلائم صورة الوجع التي تنزّ من ضفاف قلمه، فهذا البحر يحتاج النفس الطويل، والقدرة العالية على الإتيان بجماله بما يتوافق مع التعبير عن الذات بنفس طويل، كي يقدم الصورة متكاملة، مع مساحة التعبير الكبيرة...

تبدأ القصيدة بعنوان متفرد، يحمل مفاهيم التضاد ما بين الدفء والصقيع،
وما حمل من دلالات تصب في قلب المحتوى من الأوجاع التي حالت بينها وبين دفء النفس والسكينة، فالشاعر يعبّر عن دفئه أولاً ليقرنها بالبرد بل بأشدّ منه وهو الصقيع، فهو في هذا الوصف المذهل، يوظف إحساسه بصورة عميقة متقنة بارعة تصل حد الدهشة..
فالصورة التي ابتدأها الشاعر في العنوان كانت كلمة/ دفئي/ وهذا يجعلنا نتأمل حاجة الشاعر له أو النفس (بشكل عام) لمعالم الدفء كي تستكين عبره الروح وتهدأ من عثرات الصقيع التي هي كناية عن الوجع الذي زلزل كيان الشاعر ليكون بؤرة بحث عنه لتغطية مفاصل الأوجاع من نواحيها المختلفة..
عملية التشبيه التي استعارها الشاعر لوصف دفء النفس بالصقيع، هو دلالة عظمى على حجم المعاناة التي يعيشها الشاعر، أو بالأحرى ما تمتصه النفس من وجع لم تقطع به علاجات الدفء والشعور بالراحة والاطمئنان، أما ونوعية هذا الوجع، فهو له دلالات عديدة، ربما تكون أوجاعاً خاصة من توريث الحياة الخاصة التي يعيشها في الإطار الضيق، أو ربما على نطاق أوسع يشمل تطلعاته لوضع الأمة الراهن، أو ربما يتعلق بآخرين مقربين منه، والذي نزّت جوانب الحياة فيهم مصادر كل هذا الوجع.
هذا التضاد، عبارة عن مثيرات لغوية بلاغية تلتقي في بؤرة مشاعره كي يثيرنا في جزالة سبكه، ومتانة تصويره، وسحر إتيانه الدهشة للمتلقي. كي يدخل في منظومة الشعر المتفرد المجبول بماء اللغة العذبة..
وانطلاقاً من هذا العنوان الضخم..
سننطلق في التنقيب عن أسرار هذا السبك الإبداعي البارع..
إذ يبدأ الشاعر قصيدته بقوله:

وآنيَ أوجاعٌ وغمّيَ أوْجَفا
وأينيَ مِضياعٌ وهمّيَ أسْدَفا

استهلّ الشاعر القصيدة ببداية تومئ بقوة البناء وسحر اللغة..
هنا يفترش بين أيدينا أنياب الوجع وتأثيره الذي قضّ مضجعه وهو ينحت به سبل معيشته..
/وآنيَ..وأينيَ/
حيث الزمان والمكان، يتلظى على نيرانهم الحارقة، فالزمان يحتله الغم الحثيث والوجع المتسارع، والمكان تيهٌ ووهمٌ أظلمٌ لا يُرى منه بصيص ضوء يغيّر الحال لأحسنه...
ونرى الجناس الذي يطوي إلينا مسافات الجمال والموسيقى العذبة حين تلامس على مسامعنا أطياف اللحن البديع، وأنغام الأوتار التي يعزفها على قيثارة الوجع، /أوجاع/ مضياع/، غميّ/ همّيَ/
فهذه التراتيل المموسقة، تزيد من حدة الألم، وتجعل المتلقي مفتوح الجرح يلمّ جمار الحس مع مشاعر الشاعر الحية، يجعله رهينة نبضه وهو يسطر على وجه قصيدته بمعاول الأسى..
ما لفت وجه الذائقة والفكر حين وظّف الشاعر تلابيب حروفه في مجمع بلاغي متين، بحيث أذهل المتلقي من حسن تراكيبه الفذة، وذلك حين استخدم وصف
بيته الشعري بقوله:

أذاقتنيَ الأيّامُ نَقْعَ سمومها
سَقِمْتُ وجُثماني تمدّدَ مُدنَفا

العناية المركزة في هذا البيت فاقت صور الجمال والخيال، لأنه استجمع الأنسنة في جسد الأيام لتكون محراك السموم من خلال توظيفها في نقع كل سمومها مدة أطول كي يزداد حجم المرارة المدفون فيها قيمة السم العالية، وكأنه يستحضر لنا الاوجاع وحجمها من خلال عملية النقع هذه والتي فيها ازدياد حجم المعاناة، فنقع الأيام سمومها كناية عن حجم الألم الذي يقتاته الشاعر، وبالطبع هذا يؤدي بالنتيجة الحتمية، وهي السقم والذي هو معول الدروب للممات..
نلاحظ أن الشاعر وظف كلمة /جثماني/ وكلمة /مُدْنِفا: التي تحمل معنى حالة نِزاع، مَنْ هو مُشْرِف على الموت/...فالجثمان يغلب الظن بها ذلك الجسد الذي غادرته الروح وبدأ بالإشراف على الموت. إن تشبيه جسده بالجثمان، كناية عن موت المشاعر الجميلة وذهاب الدفء بصقيع الجسد المشرف على الموت، هذا الترابط الفني البديع، ما بين الإحساس والمشاعر وارتباطهما بالجسد الفاني، هو الدليل على قمة الوجع وما يكتنفه من حالات البرودة المؤدية للفناء من هذا الوجود الضحل من السعادة والدفء.
صورة فنية عالية البلاغة، ماهرة السبك، شاملة المحتوى، مركزة الفكرة التي يريد إيصالها للمتلقي، وهذه المهارات الفنية لا يتقنها إلا الفحول من كبار الشعراء.
يكمل الشاعر بقوله:

/تعاضَدَتِ الأهْوالُ توقِدُ خيفَتي
وقَتّرَ حظّي حينَ نحْسيَ أسْرَفا/

جمال السبك، وقوة جمال الصورة الشعرية تكمن فيما يترتب على هذا البين من تصوير بليغ مذهل، فقد وظّف الفعل/توقد/ لعنصر يختلف عن النار، حيث جعل من المصائب المتراكمة الكثيرة مبلغ إيقادٍ للخوف بدلاً من النار، فقد استبدل خاصية النار التي تنمو من الإيقاد، بخاصية جديدة وهي الخوف، وكأن الخوف مصدر الاشتعال، والذي كان سببا من تقليل حظه، وإسراف النحس عليه..
هذه كلها موروثات الوجع الذي يقطن أعماق الشاعر، من حيثيات الحياة المريرة...

/وما عيلَ صَبْري إذْ تَعاظَمَ وِزْرُهُ
جَلودٌ ومني الصّبرُ مَلّ.. تأفَّفا/

هذا البيت مقياساً لكل أدوات الصبر وأنواعه، نتعلم منه مدى اتساع الصبر وبلوغ قمته، / وما عيل صبري/ ما نفذ صبرهلكن الوزر تعاظم من نتيجة هذا التحمل، وكأنه يحاسب الصبر على اتساع قدرته، فجعل لقوة الصبر وزرا وإثماً، لأنه يريد التحرر منه ومن التصاقه به، حتى انقلبت موازين المعادلة بضيق الصبر منه بدل أن يكون العكس..
وهذا يعكس قدرة الشاعر ومهارته في اقتناص سبل السحر والجمال، من خلال ذلك الترابط والإتقان مع روح النص، لتوسيع بؤرة المعنى المشار إليه، ونجد اندماج النفس بكل قوى المشاعر قد تعاظم فيها تفاعل الإحساس الداخلي مع كل عناصر النص والمفردات التي احتوتها المعاني، فالشاعر يعيش حلقة هذا الوجع بتضاريسه التي تنخر أعماقه، لتنساق بجدارة مع المفردات وما نتج منها من فكر في تهيئة الصور والتشابيه، كتلوين النص بالبلاغة والفصاحة والجزالة..

يكمل الشاعر لوحته الإبداعية بقوله:

/تضيقُ على نفْسي الرّحابُ فأنْطوي
وبَعْضي إلى بَعْضي أرُدُّ مُقَصَّفا

فَوخزٌ من الماضي يُكَدر حاضِري
ولا سَعَةٌ في القادِماتِ لتُصْطَفى

رَماني عَلى جَـمْرِ الأسى زَمَنٌ قَسا
سَقاني كؤوسَ البَيْنِ مُرًّا وَما اكْتَفى/

يا لجمال الوصف الذي يكبر في أوصاف الوجع الذي هو امتداد الماضي والمرتبط بالحاضر المرير.. أوصاف بصور جديدة تحتل نفس الأسى، من زمن رماه يتقلب على جمره، ويسقيه الحزن مرارة الحاضر دون أن يكتفي علقه أو جبروته..

/تَقودُ خِطامي للعَناءِ مَصائِبي
تَمورُ بَناتُ الصّدرِ فيَّ فَأُتْلَفا/

الدقة في الوصف والإتيان بالصور البليغة الجديدة، ترمز لقدرة الشاعر واستحداثه وابتكاره لألوان جديدة من الألفاظ تذكرنا بالعصر الجاهلي والشعراء الكبار، فالشاعر يحرص هنا على أوصاف إبداعية توقظ للمتلقي تذوق النصوص المتفردة، وهذا يحسب في ميزان الشاعر المبدع، فالطاقة الإبداعية هنا خلقت مساحات التفكير العالية عند المتلقي كي يستطيع الدخول لفكر الشاعر وتأويله المتعدد الصور، والذي يجعل من قصيدته عملية استمرارية لعناصرها القوية ومفاهيمه المتعددة لمعالم النفس الداخلية وما يطغى عليها من فرز أنواع الألم..
هنا نتلقى جهودا في استئصال الفحوى من لب الكلمات كي ننقش الفهم على الذائقة ويتم الشعور بجمال المعاني التي رصدها الشاعر بين السطور.
فقد شبّه المصائب كأنها تُساق بالحبل سوقاً نحو الأسى والعناء /تَقودُ خِطامي للعَناءِ مَصائِبي/ كناية عن شدة وقع المصائب على قلبه، حتى يتلف القلب وما حوى، وليكون نافذة لسخونة الدموع، التي تنساب من جانبي الخدود أثناء عملية الاستلقاء في نومه،

/وَكَمْ شَطَ في موقِ العُيونِ سَخينُها
وخَدّ بأصداغِ الخدودِ وجَوّفا/
السخونة للدموع، كناية عن الحرقة من الوجع الشديد، وعملية هطولها عن الجانبين، كناية عن عدم النوم والاسترخاء ليلاً للراحة، كناية عن القلق وقلة نومه.. ثم هطول الدموع عن الجانبين دليل على النوم ظهراً لممارسة عملية التفكير والتفكر بحاله واستحضار معاول الألم الذي أصابه، ولأن الليل مهبط الهدوء والسكون والوحدة وعدم الضجيج، يكون أجمل الأوقات في استجلاب عمليات الذهن وتنشيطها للقيام بقدرة التفكير السليمة، ووجود مثل هذه الدموع دليل على التفكر بأساسيات الحال والوضع القائم من الأسى والوجع..وهذا التصوير قد وصل لقمة البناء والتراكيب الفنية الماهرة التي رسمت كل مسالك الجمال بريشة بارع يملك قدرة حياكة الصور البلاغية المتقنة..

/أداري حَياتي في غَياهِبِ وحْشَتي
وَقَدْ خان قِنْديلي فَتيلُهُ فانْطفا

غَريقٌ فَلا جوديّ رَسَّى سَفينَتي
وما هُزّ لي جِذعُ الحياةِ لأُنْصَفا

فَيا لَيتَ شِعري ما يَقولُ وَقَدْ ثَوى
رَويّهُ مدميَّ الجُروحِ وَما اشْتَفى/

/أداري حَياتي في غَياهِبِ وحْشَتي/
عملية المداراة هنا تقوم بين فئتين مختلفتين، وإلا لما حصلت عملية المداراة أصلاً، فالفية الأولى هي الوجع وما حواه من ظروف قاسية، وهي تمثل الفئة القوية المسيطرة، وبين الفئة الثانية التي تمثل الشاعر نفسه، والتي تقع في مطب الضعف أمام قدرة الوجع على السيطرة والنحت في أعماق الشاعر، وكأن الشاعر يريد بنا أن نعلم قوة هذا الوجع وجبروته، لدرجة أنه هو من يداريه كي يخفف عن كاهله سياطه، في
غياهب وحشته بعد أن تمت عملية خيانة القنديل للفتيل الذي يمنح الضياء وبؤرة النور والتي ترمز لبصيص الأمل..
من خلال الفعل/أداري/ تنبض عملية المداراة، هذه العملية تنشق لقسمين: إما مداراة عن ضعف، وإما مداراة عن حكمة وهدوء وتروّي كي لا يزيد من عملية الاشتعال للوجع.. وهذا يُحسب في قاموس الشاعر من معجم الأوصاف البارعة التي لا يشبهها جمال...

/ترنّحْتُ مَكْلومًا ونَحْسيَ عاضِدي
وفي غُربتي نزفٌ بوجديَ أوْكَفا

وأدْفَأُ دِفْءٍ لَـمَّني وألمّ بي
صَقيعٌ بأوْصالي طَغَى وتَعَسّفا

ولا جُبَّ لا سَيّارةٌ في حِكايَتي
أُكِلـتُ من الذّئْبِ الّذي لِدَمي اقْتَفى/

نأتي على مشارف النهاية والتي يضع فيها الشاعر ملخصاً للمعاناة بالتناص البديع من سورة يوسف وما ذُكر فيها عن
/الجبّ/السيّارة/الذئب/ الدم/..
فالنحس وترنحه مجروحا بالألم من أثر شعوره بالغربة وسياطها المؤلم، وما ألمّ به من الصقيع الذي لا ينفع معه كل عوامل الدفء، وذلك بسبب تلك الغربة التي يعيشها الشاعر، إما غربة الذات، وإما غربة الوطن، وإما غربة العيش مع المحيطين وفهمهم إياه..
لتنتهي حكايته بالبيت الأخير الذي أذهل المتلقي، من خلال سبكه ببراعة لا متناهية من قدرته على حجم التعبير الذي يريده..

/ولا جُبَّ لا سَيّارةٌ في حِكايَتي
أُكِلـتُ من الذّئْبِ الّذي لِدَمي اقْتَفى/

فالتناص هنا من قصة يوسف عليه السلام وعملية الافتراء التي حصلت بوضع دم كذب وإلصاق التهمة للذئب بأنه أكله وهو بري من ذلك كله..
وهذا التناص استخدمه الشاعر ليوضح حجم المعاناة بعدم وجود ذلك الجبّ ليلتقطه بعض السيارة لإنقاذه من بئر الأوجاع المتراكمة...
فلا يملك من أحد يعينه على إزاحة مؤشر الهمّ، أو أي إنسان يخفف عنه وطأة الوجع الذي يتملكه حد النخاع...
.
.
الشاعر الكبير المتفرد البارع قلمه المذهل بناءه للتراكيب البنائية
أ.زياد السعودي
استطعتم بقصيدتكم هذه استحواذ الذائقة الأدبية للمتلقي، وسيطرتكم على مجامع اللغة والصور والتشابيه المختلفة، لتكون محطات أدبية توقظ فكر القارئ، وتنشط ذهنه من خلال التأمل والتدبر بين عناصر هذه القصيدة البديعة، عدا عن عملية التشويق والإثارة من خلال تفكيك مفاصل الألفاظ، والتي كانت دافعاً لقراءة الصور بتجسيدها المتقن..
بورك بكم قامة أدبية عالية المقام....
ووفقكم الله لنوره ورضاه وأسعدكم سعادة لا تبلى أبداً.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطين







  رد مع اقتباس
قديم 08-02-2021, 11:27 AM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع(8)

قصيدة جميلة وفارهة استحقت من حضرتكم هذا التوغل الجميل والأنيق
في تفصيل تراكيبها ونبش مدخراتها القيمة
سلمت حواسكم وبارك الله في جهدكم الطيب ناقدتنا الموقرة
دمتم بخير وأمان













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 08-03-2021, 01:48 AM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية ناظم الصرخي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ناظم الصرخي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حنـــــــو
0 تاجُ اللغاتِ
0 نتاجي الجديد

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع(8)

الأستاذة جهاد بدران

قراءة ماتعة واعية وتسليط ضوء وإبحار رائع لا يستطيع قيادة وتوجيه سفنه إلا ناقد بارع وكبير كالأستاذة جهاد بدران ، سافرت في سفينك المبحر عبر بوابات الإبداع لمخر عباب القصيدة الباهرة للشاعر المتألق الكبير الأستاذ زياد السعودي (دفئي صقيع)، فكان إبحارًا تجلّت فيه المعرفة والاستمتاع.
تقديري لنبض يراعيكما وتحياتي
وبيادر الجوري والياسمين.













التوقيع

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (5) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 5 11-09-2021 09:16 AM
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (7) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 3 07-31-2021 08:57 AM
(6) سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 3 07-27-2021 01:17 PM
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (4) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 1 07-25-2021 01:23 PM
سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص خارج النبع (3) جهاد بدران قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 2 07-19-2021 11:55 AM


الساعة الآن 09:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::