في خضمِّ اغترابِها
حازَ إن شاءَ موطِنا
.
ما بِها؟ لم تزلْ تسلْ
أينَ فحوايَ، من أنا؟
.
أخمدَ الليلُ وهجَها
ضاعَ من فجرِها السّنا
.
أصعرُ الخدِّ صبرُها
وجهُهُ ما توازنا!
.
لا لإقناعِها سعى
لا منَ الجوعِ أسمنا
-
قصيدة جميلة على مجزوء الخفيف الذي زادها رقة وجمالا
تناغم مع لغتها المختارة لرصد المعاني .
الشاعرة هديل على لسان امرأة تنسجين الحكي من خيوط
الغربة والمعاناة بلغة صريحة معبرة ..
تحية تليق ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
أي قسوة في أربع كلمات أتت جارفة حارقة أطراها الشف ّ وكابدها القلب
.
وارتحالٌ مؤجّلٌ
يرتقي سلّمَ المُنى
تبدأ تراتيل السفر على سلم الأمنيات
.
واحتمالٌ مُفبركٌ
يُتقنُ البعدَ إن دَنا
هذه الأمنيات لا تأتي وإن لاحت تهرب ...الإتقان جاء في محله ..مبدعة شاعرتنا
.
يسلبُ اللبَّ لونَهُ
كاذبٌ قد تلوّنا
احتمال حصول الامنيات سلب العقل مهما جاء بمنطق إدراكه
.
ماتَ في كُلِّها الهوى
والأسى صارَ مَدفِنا
الله من مفردة كلّها غارقة في الصورة والهوى الميت مدفنه الأسى مبدعة
.
حُزنها رأسُ مالِها
فقرُها فيهِ والغِنا
تملك حزنا ً فقط ولافرق إن قل أو كثر
.
في خضمِّ اغترابِها
حازَ إن شاءَ موطِنا
وكانت الامنيات وطنا ً والغربة في بحرها الهائج
.
ما بِها؟ لم تزلْ تسلْ
أينَ فحوايَ، من أنا؟
هنا قمة في الترتيب والانسيابية الجمالية وهذا السؤال يحتضن الضياع
.
أخمدَ الليلُ وهجَها
ضاعَ من فجرِها السّنا
تأكيد حالة الضياع فذوت ليلا ً ولم يفلح الفجر بالأمل
.
أصعرُ الخدِّ صبرُها
وجهُهُ ما توازنا!
تلاميح الجسد انعكاسا ً لليأس وهذا التصوير الرائع للوجه
.
لا لإقناعِها سعى
لا منَ الجوعِ أسمنا
قناعاتها خابت وزاد اليأس حدة
.
هيمنَ الوجدُ آسفًا
مثلما الفقدُ هيمنا
الله وهذا التمازج بين الوجد والفقد
.
يزرعُ الحُبَّ صِدقُها
والنوى يحصدُ الجنى
معنى مستهلك ولكن شاعرتنا أبدعت في إحياء هذا الزرع والحصاد والتضاد
.
لانَ عودُ اخضرارِها
طأطأَ العمرُ وانحنى
هذه المحاكاة بين الفعل والاسم ( لان . عود . طأطأ. انحنى. العمر ) قمة في الانتقاء البديع والتركيب الدلالي
.
اتركوها لموتِها
انتهى السطرُ ها هُنا
نهاية للأمنيات الميتة ونهاية القصيدة ونقطة على سطر الألم ولا أجمل من خاتمة
.
.