" قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " وقيل إنه اتخذ له مركبا من زجاج , وهذا من الإسرائيليات والله أعلم بصحته والذي نص عليه القرآن أنه قال " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ إلى رؤوس الجبال وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجاه ذلك من الغرق فقال له أبوه نوح عليه السلام " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله وقيل إن عاصما بمعنى معصوم كما يقال طاعم وكاس بمعنى مطعوم ومكسو " وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" .
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال ابن نوح لما دعاه نوح إلى أن يركب معه السفينة خوفا عليه من الغرق : ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) يقول : سأصير إلى جبل أتحصن به من الماء ، فيمنعني منه أن يغرقني .
ويعني بقوله : ( يعصمني ) يمنعني ، مثل "عصام القربة " ، الذي يشد به رأسها ، فيمنع الماء أن يسيل منها .
وقوله : ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ) ، يقول : لا مانع اليوم من أمر الله الذي قد نزل بالخلق من الغرق والهلاك ، إلا من رحمنا فأنقذنا منه ، فإنه الذي يمنع من شاء من خلقه ويعصم .
وهنا لا شيء يجعل "عاصما" في معنى "معصوم" ، ولا تكون "إلا" بمعنى "لكن" ، إذ كنا نجد لذلك في معناها الذي هو معناه في المشهور من كلام العرب مخرجا صحيحا ، وفي معنى ذلك : قال نوح : لا عاصم اليوم من أمر الله ، إلا من رحمنا فأنجانا من عذابه ، كما يقال : "لا منجي اليوم من عذاب الله إلا الله" " ولا مطعم اليوم من طعام زيد إلا زيد" .
التعبير القرآني تعبير فريد في علوه وسموه وهو تعبير مقصود كل حرف فيه وضع وضعا مقصودا وللاستعمال القرأني خصوصيات كثيرة تظهر القصد والدقة في اختيار الفاظ القرآن الكريم
وفي الآية الكريمة قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء جاءت الكلمة بصيغة الفعل للدلالة على التجدد وهذا على لسان ابن نوح انه قادر على النجاة من الغرق وجاءت الكلمة على لسان نوح بصيغى الاسم لاعاصم
وهو يدل على الاستقرار والثبات وفي المعاجم عصم الشيء منعه وعصم اليه لجأ وعاصم اسم فاعل بمعنى مانع ولاجيء وعليه يكون معنى الآية لاحافظ ولامانع لاحد من هذا الغرق الا من رحم ربي والمعتصم هو
مكان واحد وهو السفينة وهو مكان من رحمهم الله ونجاهم
وبهذا المعنى نبتعد عن التأويلات لان كل كلمة في القرآن جاءت لقصد والا لقال تعالى لامعصوم
" قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " وقيل إنه اتخذ له مركبا من زجاج , وهذا من الإسرائيليات والله أعلم بصحته والذي نص عليه القرآن أنه قال " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ إلى رؤوس الجبال وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجاه ذلك من الغرق فقال له أبوه نوح عليه السلام " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله وقيل إن عاصما بمعنى معصوم كما يقال طاعم وكاس بمعنى مطعوم ومكسو " وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" .
تقديري
الأستاذ الفاضل شاكر السلمان
أستاذي ( عاصم ) هنا على وزن فاعل وعندما تقول معناها ( معصوم ) هنا جاءت على وزن مفعول
والمعنى في فاعل غير المعنى في مفعول ولا اقصد الاختلاف معك طبعاً ولكن ما أريده هو القاعدة الصرفية التي بنيت عليه
كلمة ( عاصم ) يعني بصيغة سؤال آخر .. لماذا لم يقول الله سبحانه وتعالى ( لامعصوم ) ولماذا لم يقل ( إلا مارُحم )
بضم الراء وليس فتحها .. قطعاً الآية معناها سليم ولاجدال في ذلك ولكن ماهي القاعدة الصرفية للكلمة ( عاصم ) التي
تعطي معنى معصوم وأيضاً بنفس الخصوص لكلمة ( رحم ) بفتح الراء وليس بضمها