متى سترأفين بحالي ؟
هل سترأفين بحالي إذا فارقتْ روحي جسدي وتقولين عندما تريني محمولاً فوق الأعناق لماذ رحلتَ يا أبا بسام في ريعان شبابك دون وداعي وارتوائك من حناني .
أم ستقولين أين ذهبتَ يا قتيل الأعين الدعج فارجع إلي بربك فما كان هجري إلا لمعرفة مقدار مودتكَ لي وشوقكَ إلي .
أم ستأتين إذا أفل القمر وغارت النجوم لتذرفي الدمع السجام على قبر أبي بسام الذي لا حاجة له بالوصل الذي تعسر في حياته وتيسر بعد مماته .
بربكِ يا فتاين إن أزمعتِ صرمي فعلليني ببضع كلمات من الأمل تعينني على مجابهة جيوش الشوق الجرارة التي فتكتْ بقلبي وإلا فودعيني فقد آن موعد رحيلي يا قاتلتي .
أعددت ُ عقدا ً من مَحار ْ
لحبيبتي
كم ْ كنت ُ قبطانا ً يهيم ُ بزورق ٍ
ويصارع ُ الموج َ الغريب ْ
كم ْ كنت ُ يوما ً عاشقا ً
لقرنفلة
كي يستمر َ أريجها
وحبيبتي
خلف َ المسافة ِ تنتظر
كانت ْ تسرح ُ شعرها
وتعيد ُ ترتيب َ انتظاري في المساء ْ
وأنا هنا
لا أستطيع ُ لها الوصول ْ
منذ عصر الجليد
هـُزمتْ أوردة الورد
والأقحوانْ
واكتفت تشاهد المكانْ
من بعيدْ
تنتظر اخضراري السعيدْ
وتشتهي تربتي
أن تتنصَّل من الزمانْ
أن تبقى
لا ترى المكان ْ!
أيَّ مكانْ !
تبعثرني مسافات الليل الطويل، وأنا أردّد حكاية النجم الذي يهذي بمواعيده المهترئة معي، كي يجمعني مع البدر عند تمامه. صوته يشبه حزني، حين أقشّر ابتساماتي مع هطول المطر، وحين أرسم قصيدتي على جبين الوجع. وأنا أنا أسمع دبيب خطواته في أفق الذاكرة، ومرايا الروح تلمح سرّ خفاياه المعتقة ما بين حنيني وشوقي للقاء، وهو يذيب بملحه البارد كل أنفاس الحروف، ويطفئ نارها المتهالك في الغربة فوق مسافات القلق
من ذا الذي يرحل بماضيّي الجميل..
إلى غده الأجمل
من ذا الذي يغرسني قبلة فوق ترائبه
من ذا الذي يغرزني زرّا على جيب قميصه
ليخرج الوجد من جسدي
ويفيض الضوء من أصابعي
وتفوح النشوة
من شقوق ابتهاجي به؟
---
هديل الدليمي - من رذاذ النبع
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه