أضَعنا الكثير مِن الوَقت و نحن نعدّ الثواني الهارِبة مِنّا كالمٌحتضرين ..
لَم نشعُر و نحن في زحام الأرقام أنّنا عِشنا أكثر مِمّا يَجب, و أنّ الذي عِشناه ليس جَديرًا بِأن ننسبه إلى الذاكرة لأنّه مَنزوع التفاصيل, شاحب,
أبيض كالعالم المَرسُوم في عَينٍ عمياء .
ألا ترى كيف يتبَعُونك في تحرُّكاتِك البطِيئَة مِن عَيني إلى صَوتِي إلى صَمتِي .. إلى وَرَقِي الذي يمتَدّ أسفَل أقلامٍ تَستنفدني أكثر كُلّما دَعَتني إلى الكِتابةِ عَنك ؟
ألا تشعُر أنَّ كُلّ شيءٍ حَولَك يَسعى لِنَيلِ قضمةٍ مِنك, لإبادَتِك بَلُطف ثُمّ تَعليل هذا الجور بِحَيَوانِيّة الحُبّ . .
و أنّ كلُّ الأشياء تُنافِسني عَلَيك, تَدفَعني خَارِج عَينَيك لِتشغَل مَكَاني ... لِتنساني . .؟