آخر 10 مشاركات
الله معك يا لبنان (الكاتـب : - )           »          أمومة مطحونة ! (الكاتـب : - )           »          عيناك ِ ثقافة حب (الكاتـب : - )           »          دستور القبيلة (الكاتـب : - )           »          بين احلامي وعيني (الكاتـب : - )           »          عمى الجهل (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          يوما قتل حلمنا (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > الأدب العالمي

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : جمعتكم طيبة مباركة ، آل النبع الكرام ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-19-2019, 11:39 AM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

وجاء صباح العيد اخيرا... قرع الطبل في ساعة مبكرة جدا، حتى قبل ان يطلع النهار. ودخل صف الضابط الذي يعد السجناء فحياهم وتمنى لهم عيدا سعيدا. فرد السجناء تحيته بتحية لطيفة وتمنوا له مثل ماتمنى لهم. واسرع آكيم آكيمتش وغيره الى المطبخ بعد ان تلوا صلواتهم على عجل، من اجل ان يروا في اي مكان كانت ذبائحهم وكيف كانت تقلى. فمن خلال النوافذ الصغيرة التي كان يغطي الثلج والجليد نصفها، ترى من الثكنة، في الظلمات، النيران القوية التي تتلظى في المطبخين وقد اشعلت مواقدها الستة، وهاهم اولاء السجناء قد القوا معاطفهم على اكتافهم او ارتدوا ثيابهم كاملة، وظهرو في فناء السجن مسرعين في اتجاه المطبخ. ان عددا قليلا منهم قد استطاع أثناء ذلك ان يزور بائعي الخمرة. هؤلاء هم بين السجناء اقلهم صبرا.
ان السجناء يتصرفون اليوم في حشمة وهدوء وادب اكثر مما عهد فيهم من ذلك في العادة. فلا مشاجرات ولا شتائم. ان كل واحد يعلم ان هذا اليوم يوم عظيم، وانه عيد كبير. حتى لقد كان بعضهم يذهبون الى الثكنات الاخرى يحيون زملاءهم ويتمنون لهم عيدا مباركا سعيدا. لكأن نوعا من الصداقة قد قام بينهم في هذا اليوم. كنت قد لاحظت عرضا ان السجناء لا تكاد تنشا بينهم في السجن روابط، لاعامة ولا خاصة. كان يندر ان يرتبط سجين بسجين آخر كما يحدث ذلك في العالم الحر.كنا، على وجه العموم، قساة خشنين في علاقات بعضنا ببعض، باستثناء حالات قليلة نادرة. تلك قاعدة عامة يلتزمها السجناء ولا يحيدون عنها.
وخرجت انا ايضا من الثكنة . كان النهار قد بدا يطلع. شحبت النجوم. ان ضبابا خفيفا متجلدا يعلو فوق الارض، وان سحائب حلزونية من دخان المدافئ يتصاعد دائرا. لقيني عدة سجناء فهناوني بالعيد في كثير من اللطف والمودة، فشكرت لهم تهنئتهم ورددتها بمثلها، وكان بينهم اناس لم يسبق ان خاطبوني قبل ذلك بكلمة واحدة.

دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات،












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 09-19-2019, 11:41 AM   رقم المشاركة : 2
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

وكان آكيم آكيمتش، حتى يوم العيد، يرتدي سترته العتيقة وسرواله القديم اللذين كانا رغم ترقيعهما الدقيق المحكم يشفان عن سداهما منذ زمن طويل. وقد علمت انه يحتفظ في صندوقه بالرداء الجديد الذي اعطيه قبل اربعة اشهر، وانه لم يمسه لانه يريد ان يرتديه في عيد الميلاد. وذلك مافعله. فها هو ذا، في ليلة العيد، يخرج الملابس الجديدة من صندوقه، فيفضها،ويفحصها وينظفها، وينفخ عليها لينفض عنها الغبار، حتى اذا اتم ذلك كله، جربها على جسمه. ان الرداء يناسبه تماما. ان جميع اجزائه لائقة، فالصدرة تعقد ازرارها حتى العنق، والياقة مستقيمة صلبة كانها من كرتون، فهي تسند الذقن وترفعها الى فوق. ان تفصيلة الرداء تشبه تفصيلة الزي العسكري. لذلك ابتسم آكيم آكيمتش ابتسامة الرضى وهو يدور على نفسه ثم يدور مختالا امام مرآته الصغيرة التي اكب على تزيينها باطار مذهب منذ زمن طويل. كان زر واحد من ازرار السترة منحرفا عن مكانه، فلاحظ آكيم آكيمتش ذلك فقرر ان يعدله، فلما فرغ من عمله جرب الصدرة مرة اخرى، فلم يكن عليها في هذه المرة ماخذ. عندئذ طوى آكيم آكيمتش رداءه كما كان، واعاده الى موضعه من الصندوق هادئ البال مرتاح النفس، من اجل ان يرتديه في الغد. ولقد كانت جمجمته محلوقة حلقا كافيا، ولكنه ايقن بعد ان انعم النظر فيها انها ليست ناعمة كل النعومه، فان شعره قد عاد فنبت على غير شعور منه، فسرعان مامضى الى ( الميجر) ليحلق شعر راسه على نحو ما يوجب النظام ان يحلق. الحق ان احدا لن يخطر بباله ان ينظر اليه في الغد، لكن آكيم آكيمتش يفعل مايمليه عليه ضميره تبرئة للذمة وقياما بكل مايقع عليه من واجبات في ذلك النهار. ان هذا التقديس الذي يشعر به نحو اصغر زر وايسر عروة واتفه بريم على الكتف، قد رسخ في عقله على انه واجب صارم، ورسخ في قلبه على انه صورة اكمل جمال يمكن ويجب ان يبلغه انسان محترم....
فلما فرغ آكيم آكيمتش من عمله، تلا صلواته، ورقد على مضجعه ونام ذلك النوم الهادئ الذي هو نوم الطفولة، من اجل ان يستيقظ في ساعة مبكرة من صباح الغد. وهذا مافعله سائر السجناء على كل حال. لقد رقد جميع السجناء في مضاجعهم قبل الاوان المالوف، تاركين اعمالهم العادية في ذلك المساء. اما اللعب بالورق فما كان لاحد ان يجرؤ على الكلام عنه. ان جميع من في السجن ينتظر صباح الغد.

دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 09-19-2019, 11:44 AM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية هديل الدليمي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هديل الدليمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا تصالح
0 عجبي
0 أعنّي

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

فقرات جميلة من اختياركم الرفيع
نتابعها بمتعة أكيد












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 09-19-2019, 11:46 AM   رقم المشاركة : 4
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

وقد قام آكيم آكيمتش ايضا باستعدادات كبيرة للاحتفال بالعيد. ليس لآكيم آكيمتش ذكريات اسرة، فقد ولد يتيما في بيت اناس غرباء، ودخل الخدمة منذ السنة الخامسة عشر من عمره. ولم يشعر يوما بافراح كبيرة، لان حياته قد جرت على نسق واحد ووتيرة واحدة في جو الخوف من مخالفته الواجبات المفروضة عليه. لا ولا هو بالمتدين كثيرا، لان تقيده بالنظام قد خنق فيه جميع مواهبه الانسانية، وجميع اهوائه، وجميع ميوله حسنة كانت ام سيئة. لذلك كان يتهيا للاحتفال بعيد الميلاد دون لهفة كبيرة او انفعال قوي او ضيق شديد. ما من ذكرى كانت تثير حزنه وشجنه. على ان الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد فرصة له من اجل ان يقوم بعمله على نظام دقيق وترتيب معين يفرضهما واجب الاحتفال بعيد مقرر مفروض. ثم ان آكيم آكيمتش لا يحب التامل كثيرا. انه حين ينفذ القواعد تنفيذا دقيقا لا يعنيه الموضوع وانما يعنيه الشكل، فلو طلبت اليه في الغداة ان ينفذ نقيض ما نفذه بالامس، لرايته ينكب على تنفيذه مظهرا ذلك الخضوع نفسه وتلك الدقة نفسها التي اظهرها بالامس.
لقد اراد مرة واحدة في حياته ان يعمل بوحي اندفاعه، فاذا هو يرسل الى سجن الاشغال الشاقة. ذلك درس لم ينسه.

دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 09-19-2019, 11:46 AM   رقم المشاركة : 5
كاتبة
 
الصورة الرمزية ود الزهاوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ود الزهاوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

متابعة
بوركت والورد استاذي













التوقيع

[IMG]https://e.************/p_1016lsdny0.gif[/IMG]

  رد مع اقتباس
قديم 09-19-2019, 11:48 AM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
فقرات جميلة من اختياركم الرفيع
نتابعها بمتعة أكيد

مرورك أنق المكان واضاف اليه زهورا
دمتى ايتها النقيه
وشرفا للكلمات ان تمر من امام عينيكى












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 09-19-2019, 11:49 AM   رقم المشاركة : 7
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود الزهاوي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   متابعة
بوركت والورد استاذي

دوما تنتظرك مواطن الروعه
زخرفتى المكان روعة بمرورك الجميل
دوما كونى بالجوار












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 09-21-2019, 03:52 AM   رقم المشاركة : 8
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

اختيارات جميلة
متابعة
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 09-21-2019, 02:50 PM   رقم المشاركة : 9
أديب
 
الصورة الرمزية عصام احمد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عصام احمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   اختيارات جميلة
متابعة
تحياتي


الاروع مرورك الانيق سيدتى
دمتى رائعة تشكلين نقاء حرفنا












التوقيع

هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع

  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2019, 10:17 AM   رقم المشاركة : 10
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: دوستويفسكي، ذكريات من منزل الاموات

شكرا لكم الاختيارات الرائعة والموحية
دمتم بألق













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منزل مليء بالحب منى شوقى غنيم القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 6 02-01-2017 03:17 PM
ذكريات-القسم العاشر ( وداعا يا مدينة المحبة والسلام ، وداعا يا موصل ) صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 14 09-05-2015 03:20 PM
لا موسم للهطول قصي المحمود إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 27 05-07-2015 11:11 PM
في موسم الشتاء اسامة الكيلاني إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 4 04-29-2013 02:58 PM
موسم التفاح غريب عسقلاني القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 2 03-15-2013 03:12 PM


الساعة الآن 01:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::