عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2010, 10:33 PM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية في قصيدة النثر

القصيدة رقم (1)

بألف ميْل يجتاحني ذاك القادم



صوت قادم
من الصمت الوثني،
من الأرض القصية الحبلى
بنزيف المعتقلات.
يبصم حلمه الطفولي عشقا
على مدار الدهشة،
بجروح إلتجت بأريج الزنازن
الجوعى.
يكتب أمله الأرجواني قصيدة
عصماء.
يمر نهار و يأتي نهار،
و الصوت الجريح
ينثر رائحة الأزهار
و الياسمين.
يكفكف دمع الصغار
يهديهم شجرة،
أو بنفسجة،
أو زنبقة.
يمر نهار و يأتي نهار
و سحر الله في أحشائه
رابضا.
يبارك روعة الجمال
و غفوة النار.

*****
صوت بعمر الأعوام،
أدمن اقتحام دور الأيتام
و إصلاحيات العذاب.
كلما غنى باسم الشهيد
أو داعبته همسة تراب ثائرة،
إحترف الجلد،
و القلم،
و الفأس،
و الرصاص،
و شيئ من صهيل العنتريات.
منذ عشرين عاما،
إستكان في حضن السمراء
يشتهي هودجها
و ضفائرها،
و صندوقها الخشبي
المنقوش بأشلاء مساءات
تعيث حزنا،
يشتهي تحرير رسائلها القديمة
الموصودة
و فك طلاسيمها.
منذ عشرين عاما،
سكنته صلاة المنفى
و تباشير السكون
بلا حدود.
عانقته تجاعيد السنين
و ملامح الليل
ترسم السفر
بآلاف العاهات.

*****

صوت نحيف
ينحت الزمن اليتيم
على أهداب الرحيل
مصلوبا.
يعزف السلام الآتي نشازا
على أوتار مشروخة.
علاها صدأ المساطير
و عناق القيود المصنفة.
ينعي كرم السجون
و ضيافة الكراسي المكهربة.
يحتسي وهم القوانين في نشوة
و نبيذ الشعارات.
كان المساء!
حين زارته السمراء،
في يدها اليمنى غصن زيتون
و بضع تمرات
و خبز شعير،
و سجاد أخضر.
في يدها اليسرى سيف مهند
و حبر أسود،
و ريشة.

*****
الصوت ماض
لن يعود إلى الوراء.
لن يبرح المكان،
حتى و إن شيعه القدر آلاف المرات.
سيغير مجرى التاريخ
الذي تأسره الأوراق الصفراء
و حكايات الماضي،
المثقلة بالبكاء.
خلف كهوف القهر
و العذاب،
تغنى بالحب على نعش القرن العشرين.
خلف الضفاف
يزرع السنابل.
يغرد،
حتى يثور التراب.
مل الإغتراب
و لم يعلن الحداد
على سقوط آخر الأجساد.
لما جن الليل،
تبلل الجسد السافر،
تأرج منه عبير الوطن
و لا شيئ غير عبير الوطن.













التوقيع

  رد مع اقتباس