الخاطرة رقم (5)
حبيبي أسمر
لا شرقيّ و لا غربيّ !
إنّه فقط أسمر .. هاديء و طويل
و هو أيضاً شديد الغموض ...
****
نتجاذب حديثاً بتوارد الخواطر
فليس بيننا كلام
و ما هو بأخرس ...
غير أنّه يهوى ذلك الصّمت الجميل
المليء بالكلام !
عندما نلتقي ...
يغمرني الهدوء و تحتويني السّكينة
و يدغدغ كياني غموضه اللّذيذ
و أسأل نفسي سؤالاً يحيّر
أهو طيب حنون ؟
أم أنّه كغيره تملؤه التناقضات ؟
و تتراقص مشاعري على أنغام صمته
و على أسئلة بلا أي جواب ...
****
لا يمكنني رؤيته بوضوح لكني أحس بوجوده كثيراً
فهو أنيسي في وحدتي
و صديقي في دنيتي
تارة أحس بأنه مسكون بالشعر و بأعذب الكلمات
و تارة أخرى يكتنفني شعور بكونه مليئاً بالشرور و الجنون !
****
و أتساءل من جديد ...
هل يحس بوجودي ؟
هل يهواني كما أهواه ؟
و هل يغنيني عن وجهه الآخر ؟؟
أيكفيني عن الجميع ؟
و أردد بعقلي :
لا أظنّ ذلك ... فهو مجرّد جزء من يوم !
بل قد يمثّل نهاية أي يوم ...
لكنّي أحبّه ! و أعشق صحبته المثيرة
و أناجي نجوماً تتلألأ في سمائه الحالكة
ذلك الفريد في كل شيء !
صديق السهارى ... نديم الحيارى
ملهم الشعراء ببريق نجومه الأخّاذ
يسافر بهم حيث دنيا الخيال
يستهويهم ذلك النوع من الجمال
****
غير أننا لا بد و أن نعيش الوجه الآخر
فنرى الفجر يؤذن ببداية يوم جديد مشرق بالتفاؤل
مفعم بالأمل و الحيوية و الحياة ...
آهِ يا ليل ... يا من أعشق
برغم سكونك و جمالك الغامض الآسر
تخلو من النشاط ... من الحماس الذي يفيض به الصباح
ما أعظم الحكمة من تعاقب الليل و النّهار !
تتغيّر الفصول ... و الأيام و كل شيء
لترضِي طبيعتنا المتقلّبة !
و كل المخلوقات زوجين ... حتى الليل و النّهار
يكمل أحدهما الآخر
و في نهاية أحدهما بداية للآخر
و لكل منهما دوراً ...يعرفه جيداً
و لا يملّه أبداً !
سبحانك يا عظيم !