عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2010, 11:43 PM   رقم المشاركة : 8
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية في قصيدة النثر

القصيدة رقم (7)

جِرار الإنتظار، َتكسرّت!


حين أعاد بصره إليها، لم يبصر سوى ذكرياته المتراقصة حولها، ولم يحس بالشوق أو الألم.
بل: غاب عن مشهَدها بولادة صَماء ...
في قُبَب الدَفائن البِعيدَة
تتعرّى خاصرة الدروب
وتتدَثّر
بأغطيَة القَمر الضَرِيرَة..
يُقابلني بسجع الكهان
بَعدَما أحتَل ركنا في قَعر لَهفَتِي
ويقول لي :
مُدِني مُهَجنة، والنَهر العَتيق تَدلّى منه عاقَر
ما عَادَت السَماء تَبعث بالآلهة
وقَلبي أرمَس لشجب مَلامحَكِ مِنْ نَبضهِ . ...
أركب الآتي بَعيداً عَني ..
وامضِ نحو السُّبَات، نَحو الرَّمَاد
نَحو سِهام وَجدي المُلتهبة
وهي ترتمي بلحم فؤادكَ
فِي قَعر كؤوس الجِن ...
أتيتني أليَوم تَبحث عَني في كُتب العَرافين
تَكسُوا بَابل بدثَار عَباءتكَ العَتيقة
وَأنا، أحمل جِرار الانتظار فَوق كَتفي،
أسيرة آثار خَطوَاتِكَ المُطَوقة بِخيوط المَردة .
تَكسرّت الجِرار ،
وامتزجَ دُخَان انتظاري بِشَعوذة عُزلَتي ،
وسَوف أرافق ظلِك إلى جَنة
مُجازٌ فِيها المَوت بأحضَانك ...
خَاتمكَ الفَضي :
فَواصل أحلام بَين اللمَسات
قُدرات الفُراق المُستفزة ..
وَجَدته بِالقرب مِن جذور النَهر هُناك ،
عَند وَداع المَلاحين ..
وكأنه استفاق عَلى أصابِعي
وَهي تتساقط كالآلهة ،
تقوده مثل جندي أحدث الرَصاص شَرخاً فِي قَلبه .
سَريعاً ، نهَض وتَسلق أصابعي ،
وقف عَلى كَفي ،
لابساً رِداء مِن برزخ الأمل ..
ذهَبنا إلى قَلعَتنا..
رَافقنا ذكَرى مُحنطة بـ " الخندريس "،
كُنت أتَحسس وَجوده بَين تَسارع نَبض الحُروف المُكبلة ..
وَقلنا للريَاح التي تحَملنا: هَذه القلعة تتكئ عَلى جَبل الحَنين
الطَريق إليها " يزرن " بأحلامنا المعلقة
تَحت أشجَار الكَروم .
زَوابع الخُلود تَمددت عَلى رَماد تَبلل معنى الوَطن
لتختلط قيثارة الروح بعناق اللَيل
تُرافقه جَوقة من راقِصات النِسيان
فِي بِلاط قَلعتَكَ
كعَشق مَسكون بَقرين أسمه أنتَ ..
كُنا نَسير في عَربة يَجُرها غَزال لَيلة الميِعاد ..
وصَادفتنا الآلهة تَمسح عَرق الحَزن القَادم
من رَوحي
بِمنديِل منسوج مِن تَخاريم الفَراق ...
كَيف أخرج من القَلعة الآن؟
كأن لجدرانها التي تمايلت وتَهالكت
عينان تذرفان الدَموع
وَفي كل دمعة كلمة وصورة ...
لا تقدر عيوني أن ترى الصور ولا احتضان الكلمات مرة أخرى ،
فالورق الذي كانت تقف عليهِ سابقاً
رَميت بِه في مَوقد نار أشعلتهُ
لترميم جرار الإنتظار التي تكَسّرت،
عِندما تعثّرت خَطواتي وأنا أحملها على كتفي .












التوقيع

  رد مع اقتباس