عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2014, 07:49 PM   رقم المشاركة : 22
أديبة
 
الصورة الرمزية سفانة بنت ابن الشاطئ





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سفانة بنت ابن الشاطئ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية رقم 51 لسميح القاسم

مكتنز السيرة .. طويل الباع في الثقافة .. وغزير بانتاجه الأدبي .. تشبه بامتدادك امتداد الياسمين عندما يعرش على كل من حوله و على من يحب .. ضارب جذوره في الأرض رغم منظره الرقيق إلا أنه صامد يهوى التحدي .. و يعشق التواضع .. لهذا كنت دوما من الأسماء الأدبية التي اتفق حولها القراء ..

قلت قبل رحيلك بأيام و ربما كانت هذه الجملة آخر ما نثره قلمك الباذخ

«أنا لا أحبك يا موت ولكني لا أخافك».


و يقول باسيوناريا " من الخير أن تموت واقفا على قدميك على أن تعيش راكعا على قدميك "

وقد تقدمت للموت دون أن تلقي بنفسك في مهب
الاستسلام و التسليم
أسطورة ثورتك وصمودك ممتدة منذ سنواتك الأولى
حتى ترجلت عن فرسك ولم تركع ..

عرفتك منذ نعومة أظافري فقد سمعت باسمك من والدي رحمه الله الشاعر ابن الشاطئ .. و سمعت بعض أشعارك بصوته عندما كان يتصفح الصحف و يستقبل كلماتك بابتسامته التي لن أنساها أبدا .. لكنني لم أسأل عن تفاصيل تخص قلمك .. إلى أن تعرفت عليك من خلال قصيدة جميلة في كتاب النصوص ( تقدموا ) اسرعت عند والدي و قلت له و أنا أريه صفحة من الكتابة عند قصيدته ..
و أقول : أليس هذا هو الشاعر الفلسطيني الذي قرأت قصيدة له منذ يومين ..
قال : نعم هو يا سفانة ..
قلت : هو يكتب للطفولة ايضا
قال لي : لا هو يكتب للوطن و لكنه بلغة تفهمها الطفولة
لازلت هذه الكلمات ترن في ذاكرتي .. و مرت الأيام والتقيت بشاعر كانت صورته محفورة بوجداني .. كنت أقرأ له و لكوكبة من شعراء وطننا المحتل .. كيف لا و حروف قصيدته الأولى محفورة في قعر الذاكرة أرددها كلما غلبني الحنين أو ثار في داخلي الوحشة من الزمن .. في عز غدر الشقيق قبل العدو .. في محطات ثورتنا المجيدة و انتفاضاتنا ..

مرت الأيام لأتعرف عليك أيها الشاعر الرائع في منتديات مرايا عربية .. و فزادت سعادتي عندما دعتنا الاعلامية و الكاتبة الفلسطينية سامية فارس لصالون الحوار .. و قد بدت على حروفي الحُمرة و أنا أرحب بقامة شعري اعتز بها من وطني .. و من ثم شاركت بطرح بعض الأسئلة التي أثارت إعجابك .. وكان يوم سعدي عندما اتصلت بي إذاعة فلسطين من رام الله باتفاق مسبق مع الاعلامية الرائعة سامية فارس و بمناسبة الاحتفال بتأسيسها .. و حللت عليهم ضيفا بل كنت من أهل البيت .. اتصلوا بي لاشارك بمداخلة .. هل تذكر يومها كم ارتبكت .. وكم تلعثمت كلماتي بعد أن استقبلتني بكلماتك المرحبة الجميلة عني و عن والدي رحمه الله .. كان يوما لا ينسى .. و لازال صدى صوتك المهيب يصدح و أنت تلبي رغبتي في القاء قصيدة ( تقدموا )

كم نفتقدك وكم تفتقدك فلسطين و شعبها .. كنت آمل دوما و أنا أسأل عنك اصدقاء مشتركين أن أصل لجواب شافي يقول هو بخير و عاد من جديد .. ولكن هذ الأقدار و هي النهاية التي لا مهرب منه ..



و أختم بقول لمايكل عادل :

تركوا قصائدهم تعيش بدونهم.. أو يتركونا نعيش أمواتاً مذعورين من لفظ الموت الذي يقترب؟ كيف للغرباء أن يغتربوا وكيف لنا أن نغترب دونهم؟ من نحن ومن هم؟ من الذي كتب الآخر؟ أهي القصيدة التي تكتبنا أم صوت قرع الرصاص على أبوابنا وجدراننا الآمنة هو ما يكتب القصيدة ويكتبنا؟












التوقيع


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الوجد محبرة القلب ~ ~ والحرف يشعل الرماد

زوروني في مدونتي اللؤلؤة


شكر خاص للراقي شاكر السلمان
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 12-29-2014 في 08:13 PM.
  رد مع اقتباس