الموضوع: نداء الحق
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2012, 10:18 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صالح أحمد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 أنا الطّريق
0 الحب أصل الرّؤى
0 قلبي لها

افتراضي نداء الحق

نداء الحق


سعيًا إلى فَجرِ الحَياةِ نَبيلا *** واسـتلهِموا صَفوَ النُّفوسِ سَبيلا
لا فـجـرَ إلا بـانتصارِ محبّةٍ *** رانَـت على شَرَفِ الحياةِ قُبولا
وسـدادِ رأي واجتماعِ مَبادِئٍ *** ورشـادِ فـكـرٍ يَستثيرُ عُقولا
وإبـاءِ نـفـسٍ، وادِّخارِ عزيمةٍ *** تـأبـى إذا مـالَ الزّمانُ خُمولا
هيّا فـما الأحلامُ تَنفَعُنا ولا *** عَـونُ الـغريبِ يُنيلنا المَأمولا
مـا بـالـعـويلِ نعيدُ فينا عِزَّة *** سُـلـبـت فصرنا خائِفًا وكسولا
قـومـوا كـأني بالزّمان يهزُّنا *** وبـكـلِّ سـانِـحَةٍ يدقُّ طُبولا
مـا بـالُكم رانَ السّكونُ بأرضِكُم *** جَـرَّ الـهوانُ على الرّبوعِ ذيولا
وغَـدا الـسّـفيهُ بأمرِكم مُتَحَكِّما *** وقـد اسـتباحَ الحقَّ والمعقولا
صـوتُ الغِوايَةِ قد تجرّأ وانتَشى *** والـقـلـبُ أمسى مُغْلَفًا مقفولا
والـبـيتُ أضحى للفراقِ مَباءَةً*** مـا عـاد يـجمعُ صاحِبًا وخليلا
وكـأنـّني ما عدتُ أبصرُ عَيشَنا *** إلا مَـخاضًا في الرَّدى ونُزولا
يـا أيـُّهـا الإخـوانُ قد عمَّ البَلا *** وغَـدا الـمُصابُ مُثَبِّطًا ووَبيلا
فـي كـُلِّ رُكـنٍ قد ألمَّت فِتنَةٌ *** أرخـَت على سَعيِ الكِرامِ سُدولا
وأتـَت عـلى نهجِ المحبَّةِ والصّفا *** وقـد اسـتباحَت حُرمَةً وأصولا
هُـنّـا وفرَّقَنا الزّمانُ فلا نُرى *** إلا شَـريـدًا في الورى وقَتيلا
أو قُـل شَراذِمَ في الشَّتاتِ فلا نُرى *** إلا نُـقـاسـي غُـربَةً ورَحيلا
مـا بـيـن خَصمٍ يَستبيحُ دِيارَنا *** وقـد اسـتـَحَلَّ دماءَنا وحُقولا
وأخٍ ضَعـيفٍ يَستهينُ بأمرِنا *** لا سَـلَّ سَـيـفًا أو أعَدَّ خُيولا
وإذا بـأمَّـتـِنـا تعيشُ تَمَزُّقًا *** نِـتَـفـا يلوذُ بها الزّعيمُ ذَليلا
سَـوطًا على ظَهرِ العَشيرَةِ موجِعًا *** ولَـدى الوَلائِجِ خانِعًا وعَميلا
مـن دارَ فـي فَلَكِ الزَّعيمِ أثابَهُ *** عـِزًا وجـاهًا والمُخالِفُ غيلا!
قـومـوا إلامَ يَظَلُّ يَحكُمُنا الرَّدى *** فـي كُـلِّ ساحٍ راعِشًا وجَفولا
ثوروا فَهلْ مَلَكَ الطُّغاةُ حُتوفَنا *** وهـلِ الطُّغاةُ تَناوَبوا عِزريلا؟
مـا هُـم ثِقوا إلا روابضَةً أجا *** دوا فـي مَـجالِ الفِتنَةِ التَّدجيلا
فـقِـفـوا بـِوجهِ الظُّلمِ سَدّا مانِعًا *** صَـفًّـا تَـأَبّى صامِدًا وثَقيلا
فـي مَوقِفٍ لا يَعتَريهِ تَراجُعٌ *** نَـأبـى بِـهِ التَّأويلَ والتَّعديلا
لَـغـوٌ إذا كـنّـا نُريدُ كَرامَةً *** مـا لَـم نُحارِب جاهِلًا وضَليلا
سـنُـعـدُّ لـلـجُلّى يَقينًا راسِخا *** نـورًا نَراهُ لأمـرِنـا إكليلا
لا مـا عَـدِمـنا خبرةً ودرايَة *** لا مـا عَـدِمـنا حكمةً وعُقولا
لـكـنَّ ما نحتاجُ صدقَ توكُّلٍ *** لـلـحَـقِّ يـسمو غايَةً وشُمولا
وصـفـاءَ نـفسٍ واكتمالَ عقيدةٍ *** بـالـخـيرِ زادَ نُفوسَنا تَأصيلا
هُبّوا استعيدوا مجدَنا فَلَطالَما *** تُـقْـنـاهُ مَجدًا في الزَّمانِ أثيلا
مـجـدًا بَـنـاهُ السّابقونَ بعِزَّةٍ *** كـانـوا بِـحَـقٍ أوفِياءَ عُدولا
والـيـومَ يـأتيني الزّمانُ بِريحِهِم *** وأنـا أُعـانـي مُبعَدًا مَذلولا
وتـَهـزُّنـي الذِّكرى لأبدأَ رِحلَتي *** لـلـنّـورِ يَبقى زاخِرًا مَوصولا
مـن يـومِ نودِيَ في رَبيعٍ باسِمٍ *** وُلِـدَ الـحـبـيبُ مُؤمَّلا مأمولا
واهـتـزَّتِ الـبَطحا لِمولِدِ أحمدٍ *** لـلـمَـجـدِ كانَ مُشَرَّفًا وسَليلا
وازدانَت الـدُّنـيا لِمولِد نورِها *** لـكـأنَّـما أضحَت به قِنديلا
وتـعـلَّـقـت كلُّ القلوبِ بنورِها *** فـرَحًا وقد رأتِ الظّلامَ اغتيلا
وغَـدا بـمـِحرابِ البَراءَةِ مِشعَلًا *** بـالـنّـورِ يَـسعى هادِيًا ودَليلا
يـا سـيـّدي وملَكتَ كُلَّ عَظيمَةٍ *** خَـلـقًـا وخُـلقًا سامِيًا وجَليلا
فـي الـخُـلقِ قلبًا حانيًا مُتَسامِحًا *** وبِـكُـلِّ سـاحٍ ساعِدا مفتولا
يـا سـيّدي أدعوكَ من قلبٍ صَفا *** والـجَـفـنُ يسهَدُ بالدّموعِ بَليلا
يـا مَـن خَلا بِجوارِ ربٍ عالمٍ *** لـلـذِّكرِ مُعتَزلًا... ولا مَعزولا
وحَـظـيتَ بالنّورِ المُنَزَّلِ شِرعَةً *** وجُـعِـلتَ بالنّورِ العظيمِ رَسولا
فـالـكـلُّ يقبِسُ من سَناكَ مَحَبّةً *** نورًا... ويَبغي بالحبيبِ وُصولا
يـا سـيّدي وتَركتَ فينا مَنهَجًا *** جـيـلًا تَـوارَثَـهُ التُّقاةُ فَجيلا
مـن سُنَّةٍ ما كُنتَ تَنطِقُ عن هَوى *** آيـاتِ ذكـرٍ نُزِّلَت تَنزيلا
وَقَـرَت بـذي القلبِ المُهيَّأ حِكمَةً *** فَـصَـفـا كَيانُكَ واشرأَبَّ جَليلا
يـا أيُّها القاعُ الذي اضطربت به *** كـلُّ الـحَـقائِقِ جُملةً تفصيلا
عودوا إلى الدّينِ القَويمِ ووحِّدوا *** وذروا صـراعًـا فُرقَةً وغَلولا
يـا سـيِّدي والصّوت لم يفتأ بنا *** حـيًـا يـنادي صافِيًا وأصيلا
نـورًا يَـظَـلُّ لكُلِّ قَلبٍ مُؤمِنٍ *** بـالـحُـبِّ يَسعى بالأمانِ كَفيلا
حَـربًـا على الطُّغيانِ لا مُتهاوِنًا *** بـالـحَـقِّ سَيفًا قاطِعًا مَسلولا
لا يَـرتضي التَّفريطَ في أركانِهِ *** لا يـَرتَـضي التّحريفَ والتَّبديلا
يـا سـيِّـدي وقد ارتضَيتُكَ قُدوَةً *** تَهدي النُّفوسَ وتَكشِفُ المَجهولا
يـَأبـى لِواؤُكَ في الزَّمانِ تثاقُلًا *** أبـدًا تَشـامَخَ لا يُطيقُ أفولا
وحَـشَـدتَ في الدُّنيا نُفوسًا آمنَت *** قـامـوا رَعـيلًا يستحِثُّ رَعيلا
هَـيهاتِ يَرجِعُ ما مَضى إن لم نَعُد*** نَـبني ونَصنَعُ في الحَياةِ جَميلا







  رد مع اقتباس