خواطر فى رمضان
أغرب حساب فى تاريخ الكون سيكون الحساب فى الدار الآخرة . الحساب فى الدنيا معروف . ممثل الاتهام يأتى بشهود على ارتكابنا لخطأ أو جريمة . فإن لم يكن هنالك شهود يسرد على القاضى وقائع وبينات ودلائل تفيد بارتكاب شخصٍ ما جريمة معينة فى تاريخٍ معين . وأحيانا تستعين المحكمة بتسجيل صوتى أو بأجهزة تصوير سرية فى مكان الحادث . وقد تلجأ المحكمة إلى استخدام "الكلب البوليسى" للتعرف على المجرم..إلخ إلخ .
أما الحساب فى الدار الآخرة فلا يحتاج لشيئٍ من ذلك . "إن إلينا إيابهم . ثم إن علينا حسابهم" . محكمة الآخرة ليست لعرض السيئات التى اكتسبها الإنسان عليه فحسب . بل لعرض الحسنات أيضا . ولكن - ليت شعرى - أين كُتب هذا الكم الهائل من أعمال بلايين البشر من عهد آدم إلى قيام الساعة ؟ "وكل إنسانٍ ألزمناه طائره ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا" . غنىٌ عن القول إن ذلك الكتاب ليس ككتبنا فى الدنيا . ورغم أن الإنسان سيقرؤه "اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" فهو ليس كتابا ككتب الدنيا .
الفقرة الثانية