حَدِيثٌ مِن ذلك الزّمَن
ــــــــــــــــــــــ
أتَوْا بِجَيْشٍ
لا يُعَدُّ
كَأنّهُم لمْ يَقْرأوا :
" ذَا الشَّعْبُ لا يُصَدُّ " !
لَمَّا غَزَا العُدُوُّ ما اسْتَسْلَمَ ما انْصَاعَا
عَجَّلَ يُرْسِي صَفَّهُ مَا عَرَف الصِّرَاعَا
هَامَ بِثَوْرَةٍ تَرَامَتْ في الوَطَنْ
زَكَّى سَعَى
مَدَّ يَدًا
سَارَعَ يُعْلِي هِمَمًا
أحَبَّها احْتَضَنْ
جَاهَدَ صَابِرًا
يُدَوِّي شَامِخًا :
" ذَا الشَعْبُ مِقْدَامٌ
جَسُورٌ لاَ يُطاقُ
في كُلِّ شِبْرٍ دَمُهُ مُهْرَاقُ "
تَفَجَّرَ العِدَى حِقْدًا
بَغَوْا
كمْ شَرَّدُوا كَمْ رَهَّبُوا
كَمْ عَذّبُوا
لَوْ عَرَفُوا الحُبَّ سَرَى كالدَّمِ في عُرُوقِهِ
ما اقْتَرَبُوا
عَثَوْا طَوِيلاً هَاهُنا
كَمْ أْعْدَمُوا بالمِقْصَلاتِ
كَمْ أطْلَقُوا مِنْ طَائرَاتِ
كَمْ أعْمَلُوا الحِقْدَ الدَّفِينَ ارْتَكَبُوا المَجَازِرْ
وَمَا مَحَوْا حُبَّ الجَزَائرْ
يُنْصِفُنَا التَّارِيخُ يَوْمًا
يُهْزَمُ الزَّيْفُ
تَعُودُ هَاهُنَا البَشَائرْ
نَهْتِفُ عَالِيًا
وَدَمْعُ العَيْنِ فَائرْ :
نَحْنُ هُنَا
والحُبُّ هَاهُنا
فِدَى الجَزَائرْ
ــــــــــــــــــــــــ عبد التواتي
ــــــــــــــــــــــــــ الرجز .