عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2025, 10:24 PM   رقم المشاركة : 306
أديب وناقد
 
الصورة الرمزية عوض بديوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عوض بديوي متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 عزاء واجب
0 { نص الثلج }
0 ...متأخراً

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}

( * والعاديات ضبحا*فالموريات قدحا* فالمغيرات صبحا *فأثرنا به نقعا*فوسطن به
جمعا*إنّ لإنسان لربه لكنود* وإنه على ذلك
لشهيد*وإنه لحب الخير لشديد*

ستقرأ شرحا لن تجده في الكتب تذكرته وأنا طالب في السنة الثالثة من محاضرة للدكتور المرحوم محمد أديب الصالح أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة دمشق قبل مايزيد عن نصف قرن .
السورة من الآيات المكية التي نزلت في بداية الدعوة.ومن المعروف أنّ معجزة النبي عليه
السلام هي القرآن الكريم وبلاغته وفصاحته فللكلمة عند العرب وقعٌ خاص وتأثيرٌ ربما يفوق
تأثير السلاح .وكثيرا ما اتهموا النبي عليه السلام بأنه شاعر أحيانا وأحيانا أخرى اتهموه
بالساحر .وقدنزل القرآن في الوقت الذي كان فيه الشاعر يتبوّأ مكانةً مرموقة ،حيث كانت القبائل تحتفل بمولد شاعر فيها يدافع عن قضاياها وناطقا باسمها ومعبرا عن آمالها بقصائده عموما.
وكانت القصيدة حينئذٍ تتبع سلّما معينا
تبدأ بالغزل غالبا ووصف الأطلال يتبعها الغرض الرئيس ،وأحيانا الرحلة في الصحراء
والصعوبات التي يواجهها الشاعر للوصول إلى ممدوحه .ومن ثم يمدحه ثم ينتهي من
قصيدته ببيت أو بيتين من الحكمة.
بدأت السورة بالقسم بالعاداديات ضبحا وهي الخيل المصدرة ذلك الصوت الذي انفردت به في حالة الركض ،حيث تصدر أصوات أنفاسها المتتابعة والتي قد أثارت الشرر في الحجارة الصغيرة التي اعترضت طريقها
بسنابكها وأثارت الغبار في طريقها ،فوسطن به جمعا أي :
توسطن جمع العدو .هنا وضع القارئ في حالة ترقب لما سيحدث وقد شدّنا إلى وسط المعركة .ولكن الحقيقة التي هيّأنا الله سبحانه
بهذا المشهد لسماعه:إنّ الإنسان لربه لكنود !
بعد أن أقسم بالعاديات وما عملته من أجواء عشناها مترقبين جاء الجواب:الكنود هو
الذي ينفق نِعم الله في معاصيه.وقيل : هو الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه وقيل :هو الهلوع
الذي إذا مسّه الشر جزوع ،وإذا مسّه الخير منوع.وأنه لشاهد على نفسه على ذلك لايجحده
ولا ينكره .وأنه لحب الخير وهو المال لشديد
المحبة.
أي تلخيص هذا لذلك الإنسان الشقي الذي يرى فيه شيئا كثيرا في هذه الدنيا وهو هلوع جزوع
منوع.وما هي إلّا فترة قصيرة ستنتهي بسرعة
وإذا به فجأةً عابرٌإلى الدار الآخرة ليواجه مصيره الأبدي إن خيرا فخير وإن شرّّا فشر.)
أ. عمر سليم













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس