موطن السماء
يمطرني تشرين آيات السلامْ
يمطرني أفكارا سجالْ
أجمع ما قد نثر الليل من الركام فوق وجنة النهارْ
أجمع ما يجعلني قوس المطرْ
أجمع ما يفتح للقلب سرايا من مُلَحْ
يمطرني تشرين من شتّى القصصْ
مهاجر من الغمام صوب حُبّه وحوله الحرسْ
مغامر يجوب حلمه وخطوه دَرَسْ
تشرين ألف ألف لحظة ووردة على مقاعد الدموعْ
وصبوة حطيمة القلوعْ
تشرين مولد الغمام والمطرْ
وحفلة صاخبة من البَرَدْ
يروق لي وحدي ألاحق النسيمْ
وأقتفي آثار قطة وحيدة تموء عند باب منزل مهجورْ
تشرين لي قصيدة بلا حروفٍ،
لغة بنفسجية النغمْ
يُحلّق الغمام في أفكارها ويسرح الشجنْ
قصيدة فرّتْ من الغروب واستوطنت البصرْ
تمُجّ من خواطري أنفاسها
ويزفر الخريف بالصورْ
أوراقه الصفراء أوركسترا يقودها النسيم عازفا،
لحن الغياب شاردا في المنحدرْ
يزفّني الأزرق للطريق نحوها إليْ
فنجان قهوتي يشدّني لقعره السّواد ،
حُلكتي وموج صحوتي
لون السَّحَرْ
تشرين قابع بداخلي يهزّني بشوقْ
يهزّ نخلة الصِّبا يسّاقط الولهْ
فأنكح الندى وأنجب البريقْ
ويُزهر الصدى بلونه الرشيقْ
عند سفوح الصمت كان الملتقى
غيم الرؤى يمطرنا وكانت الولادةْ
هي البدايات الرؤى
هي المسافات العتيقة السراب الواقعي الحلمْ
هي الحياة صوتها المحبة المجاز ساطع نضرْ
على يديها كنتُ أوّل الطريق آخر اللغات في وترْ
في حضنها ينطفئ الشك ويذوي رَمَداً
ويصبح اليقين حُبّا غدقاً
لا نصبٌ لا هرجٌ فيه سلامٌ رَشَداً
فيه حكايا ودواوين سَفَرْ
تشرين منفاي الجميل موطن السماءْ
تفعيلة مستفعلن وجوازاتها
تشرين ثاني/٢٠٢٢