( ( إنّ ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثا).
يغشي الليل النهار:
التغشية التغطية والستر أي يجعل الليل غاشيا للنهار مغطيا له فيذهب بنوره ،ويصير الكون مظلما بعد أن كان مضيئا ،ويجعل النهار غاشيا
لليل فيصير الكون مضيئا بعد أن كان مظلما .
وفي ذلك منافع كثيرة للناس مافيه،وبه تتم الحياة ،وهو دليل الحكمة والقدرة والتدبير من
الإله العلي العظيم.
والآية من باب (أعطيت زيدا عمرا) الذي يصح ب(أعطيت عمرا زيدا)لأن كلًّا من الليل والنهار يصلح أن يكون غاشيا ومغشيا .فوجب
جعل الليل هو الفاعل المعنوي والنهار هو المفعول من غير عكس لئلا يلتبس المعنى.
وفي آية أخرى مشابهة( يكوّر الليل على النهار
ويكوّر النهار على الليل). )