عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2024, 07:59 PM   رقم المشاركة : 1
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية تواتيت نصرالدين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :تواتيت نصرالدين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي مرثية أبي الحسن التهامي في رثاء صغيره

حكم المنية في البرية جاري
*********



1 – حُكــمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ***** مــا هــذه الدنـيـا بدارِ قرارِ
2 – بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراً**** حتى يُرى خبراً من الأخبارِ
3 – طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها **** صَفْـواً من الأقذاء والأكدارِ
4 – ومكلِّفُ الأيام ضـد طباعها ***** مُتًطلِّب فـي الماء جذوة نارِ
5 – وإذا رجوت المستحيل فإنما **** تبني الرجاء على شفيـر هارِ
6 – فالعيش نوم والمنية يقظة ***** والـمـرء بينهـما خـيال سـارِ
7 – والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ***** مـنقـادة بأزمة الأقـدارِ
8 – فاقضــــوا مآربكم عِجالاً إنمـــا ***أعمـاركم سفرٌ مـن الأسفـارِ
9 – وتراكضوا خيل الشباب وبادروا****أن تســترد فإنهــن عـوارِ
10 – فالدهر يخدعُ بالمنى ويغص إن ** هَـنّـا ويهدم ما بنى بـبـوارِ
11-ليـس الزمان وإن حَرصتَ مسالماً * خُلُقُ الزمان عدواةُ الأحرارِ
12 – أني وترتُ بصارم ذي رونــقٍ *** أعــددتهُ لـطِــلابةِ الأوتـارِ
13 – زَرِدً فأحكم كل موُصِلِ حَلْقَــةٍ ** بحُبَابَةٍ فــي مـوضِع المسمارِ
14 – لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيـةٌ ** منا بحـور عـواملٍ وشـفـارِ
15 – فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍ ** ثم انثنوا فبنوا سماء غُبَارِ
16 – قــومٌ إذا لبسوا الدروع حسـبتها*** سُحُـباً مزرّرةً علـى أقـمارِ
17 – وترى سيوف الدارعين كأنهـا **** خُلُـجٌ تُـمَــدُّ بـها أكفُ بحـارِ
18 – لو أشرعوا أيمانهم من طولها ** طعنوا بها عَوْضَ القَـنَا الخَطَّارِ
19 – شُوسٌ إذا عُدِمُوا الوَغى انتجعوا لها ** في كُلِّ أوْبٍ نُجْعَةَ الأمطارِ
20 – جَنَبُوا الجياد إلى المطِيِّ ورَاوَحُـوا ** بَيْنَ السُّروج هناك والأكْوَارِ
21 – فكأنما مَلَئوا عِيَاب دُرُوعِهِـمْ *** وغُمُـودَ أنْصُلِهـم سَـــرَابَ قِـفَــارِ
22 – وكأنما صَنَعُ السّوَابِغ عَــــزَّه **مــاءُ الحديـدِ فصـاغَ مـــاءَ قَــــرَارِ
23 – فتَدرَّعوا بمتُــون ماءٍ جــامـــدٍ *** وتَقَنّـعـوا بِحَـبَــابِ مــاءٍ جـــارِ
24 – أُسْدٌ ولكن يُؤْثِــــرُون بِزادِهِــــم ** وَ الأُسْـــدُ ليـس تَدِيــنُ بالإيـثَـارِ
25 – يَتَزَيَّنُ النــادي بِحُسنِ وجوههـم*** كَــتَــزَيُّــنِ الـهَـالاتِ بالأقــمَـــارِ
26 – يَتَعَطَّفُون على المُجاورِ فيهـم **** بالمـنْـفِـسَـاتِ تَـعـطُّـف الأَظــــآرِ
27 – من كُلِّ مَنّ جَعَلَ الظُّبى أنْصَـارَهُ ** وَكـرُمْنَ فاستَغْـنَى عَــــن الأنْـصَارِ
28 – والليثُ إن بارَزْتَــهُ لم يَعْتَمِــدْ **** إلا عـلــى الأنـيــــابِ والأظْــفَــارِ
29 – وإذا هـــوَ أعتقَلَ القناةَ حَسِبْتَهـا **** صِلاً تَـأبــطــهُ هـــزبـــرٌ ضــارِ
30 – زرَدُ الدِّلاصِ مِنَ الطِّعَانِ بِرُمْحِـهِ *** مِـثْـلُ الأسَـــاوِر في يـدِ الإِســوَارِ
31 – ويَجُرُ حِينَ يَجُـرُ صَعْدَةَ رُمْحِـهِ **** في الجَحْفَـلِ المُتَضَايِـقِ الجَــرِّارِ
32 – ما بَيْنَ تُرْبٍ بالدمـــاءِ مُلَبَّــــدٍ **** زَلِـــقٍ وَنَـقْـــــعٍ بـالطِّـرَادِ مُـثَــارِ
33 – والهونُ فـــي ظِلِ الهوينى كامنٌ **** وجلالــة الأخْطَارِ فــي الإخْطَارِ
34 – تَنْدَى أسِـــرَّةُ وجهــــهِ ويمينـه **** فــــي حـــالة الإعسار والإيسـارِ
35 – ويَمُدُّ نحو المكرُمــــــاتِ أنــامِلاً ***** لـلــرِّزْقِ فــي أثْنَائِـهنَ مَـجَــارِ
36 – يَحْوِي المعَالـــي غَالِبــــاً أو خَالِباً**** أبــــداً يُـــدَاني دونها ويُــدَاري
37 – قد لاح في ليلِ الشبابِ كواكــــبٌ * ***إنْ أُمْـهِلَتْ آلَــتْ إلـــى الإســــفارِ
38 – يا كوكباً ما كان أَقصرَ عُـــــمْرِه ******* وكذا تكونُ كواكـــبُ الأسحارِ
39 – أُثْنـي عليـه بإثْـــــرِه ولـو انّـــه **** لـــم يُـغْـتَـبَـط أثـنــــيتُ بــالآثــــارِ
40 – وهِلالُ أيامٍ مضى لــــم يَسْـــــتَدِر**** بَــــدْراً ولم يُمهَـل لـوقـتِ سِـــرَارِ
41 – عَجِلَ الخسُــــوفُ عليه قبلَ أوَانــــه **** فَـمحَــــاه قـبــلَ مَـظِـنَّةِ الإبْدَارِ
42 – واسْــتُلَّ مـــن أتْرابِه وَلِدَاتِــــــه *** كالمُقْلَــــةِ اسْــتُلَّتْ مِــــنَ الأَشْــــفَارِ
43 – فـكــأن قـلـبـي قـبـــرهُ وكأنـــــه ***** فِــي طَـيِّه سِــــرٌ مـــن الأسْـــرَار
44 – إن يُحتقـر صِغَـراً فَـــــرُبَّ مُفَـخَّــــمٍ**** يـبـدُو ضَـئِـيلَ الشّـخْصِ للنُّظَّــارِ
45 – إنّ الكواكـبَ فــــي عُلّوِ مَحلِّهــــــا ***** لـتُرى صِغَـاراً وهي غـيرُ صِغارِ
46 – وَلَــدُ المُعزَّى بعضٌه فَـــــإذا انْقَضى*** بَعْــــضُ الفـتى فالكلُ فــي الآثــارِ
47 – أبكِيــــه ثـــم أقــولُ مُعــــتَذراً لــه **** وُفِّقــتَ حيــــنَ تــــــركـتَ أَلأَم دَارِ
48 – جَــــاورتُ أعْدَائي وجاورَ ربَّــهُ **** شَتَّــــــان بـيـنَ جِـــوَارهِ وَجِــــوَاري
49 – أشـــكو بُعَادكَ لي وأنتَ بموضِعٍ***** لـولا الـــردى لسَمِعْـتَ فيه سِـرَاري
50 – والشـــرقُ نحوَ الغربِ أقربُ شُقَّـة ***** من بُعـدِ تِـلكَ الخمسةِ الأشْــــبَارِ
51 – هيهـــات قــد عَلِقَتْكَ أشرَاك الردى **** واعْـتَاقَ عُمْـــرَكَ عَائِـقُ الأَعْمَـارِ
52 – ولقـــد جريتَ كما جَرَيـتُ لغايـــةٍ **** فبلغْتَهَـا وأبـــوكَ فــــي المِـضْـمَارِ
53 – فــــإذا نطقتُ فأنــــتَ أولُ منطقــي **** وإذا سكـتُ فـأنتَ فــي إضـمـاري
54 – أُخــــفِي مـــن البُرحـاءِ نــاراً مثلمـا **** يُخفِـي من الـنـار الـزنادُ الواري
55 – وأُخَفِّضُ الزَّفَرَتِ وَهْـــــيَ صَوَاعــــدٌ *** وَأُكَفـكِفُ العَـبَـرَاتِ وهيَ جَـــوَارِ
56 – وشِــهَابُ زَنْدِ الحُزْنِ إن طَاوَعتُـــــهُ **** وَارٍ وإن عَــاصَــيْـــتُــهُ مُتَـوارِ
57 – وأكـــفُّ نِيـران الأسى ولرُبّمَـــا *****غُلِـبَ التّصَــــبُّـرُ فارتَمَـتْ بِـشَـرَارِ
58 – ثــــوبُ الريـاء يَشِـــفُ عمّا تَحْتَهُ ***** فــإذا التَحَـفــتَ بــهِ فـإنـكَ عَـارِ
59 – قَصُرتْ جُفوني أم تبَـــاعَدَ بَيْنَهَــا **** أم صُــوِّرَتْ عَـيْـنِـي بِـــلا أَشْـــفَارِ
60 – جَفَــــتِ الكَرَى حتى كأن غِرَارهـا *** عِـنْـدَ اغْتِـمَـاضِ العـيـنِ حَــدُّ غِــرَارِ
61 – ولو استَزَارَت رَقدةً لرمى بهــا ***** مــا بَـيـنَ أجْفَـانِـي مـــنَ الـتَّـيَّـــارِ
62 – أُحْيِي ليَالِي التِّمِّ وهــي تُمِتُنـــي **** وَيُـمِـيـتُــهــن تَــبَــلُّـجُ الأنــــــــوَارِ
63 – حتى رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَرْفَعُ كَفَّــهُ ****** بالضَّـوءِ رَفْـرَفَ خَيْـمَـةٍ مِـنْ قَــارِ
64 – والصُبحُ قـد غَمَـرَ النجـومَ كأنـه ***** سيـلٌ طغـى فطـمـا عـلـى الأنـوارِ
65 – وتلهب الأحشاءِ شَيَّبَ مَــفرِقي **** هــذا الضـيـاءُ شُـــواظُ تـلــك الـنَّــارِ
66 – شابَ القَذَالُ وكُلُّ غُصـنٍ صَائـــرٌ **** فَيـنَـانُـهُ الأَحْــوَى إلــــى الإزهـــارِ
67 – والشِّبْهُ مُنجَذِبٌ فَلِم بِيضُ الدُّمى **** عـن بِــيـضِ مَـفــرِقِـه ذواتُ نِــفَــارِ
68 – وتوَدُّ لو جَعَلَتْ سَـــوادَ قُلُوبِــــها *** وسَــــوَادَ أعيُنهـا خِضَـاب عِــذَاري
69 – لا تَنفِرُ الظَّبياتُ عنــه وقـد رأت **** كيفَ إختلافُ النَّبْـتِ فــــي الأَطْـوَارِ
70 – شَيْئَان يََنْقَشِعَـانِ أولَ وَهْلَـــــةٍ *** شَـــرْخُ الشَّـبَـابِ وَخُـلَّـةُ الأشْــرَارِ
71 – لاَ حَبَّـذَا الشّيْـبُ الوَفِـيُّ وَحَبَّــذَا **** ظِـــلُّ الـشَّـبَـابِ الـخـائِــنِ الــغَــدَّارِ
72 – وَطَرِي من الدُّنْيَا الشّبَابُ وَرَوْقُهُ *** فـإذا انْقَضَـى فقـد انقَضَـت أوطَـاري
73 – قَصُـرَت مسافتُـهُ ومـا حسنَاتُـهُ *****عـــــنــدي ولا آلاؤه بِـــقِــــصَــارِ
74 – نَزدَادُ هَمَّاً كلما ازدَدنـــــا غِنىً **** والفَقْـرُ كُــــلُّ الفَقْـرِ فــــــي الإكْـثَـارِ
75 – ما زادَ فَوقَ الزَّادِ خُلفٌ ضَائِــعٌ **** فـــي حــــــــادثٍ أو وارثٍ أو عَــــارِ
76 – إني لأرحَمُ حَاسِدِيَّ لِحَرِّ مــا ****** ضَـمَّـت صُـدُورُهُـم مــــــن الأوغَــارِ
77 – نَظَروا صنيع الله بي فعُيُونُهــــــم ***** فــي جَـنَّـةٍ وقلُوبُـهُـم فــــي نـــارِ
78 – لا ذَنْبَ لي كم رُمتُ كتمَ فَضَائِلي **** فـكـأنـمـا بــرقــعـتُ وجــــــه نـــهـارِ
79 – وستـرتُـهـا بتـواضُـعـي فتَطـلَّـعـتْ *** أعـنـاقُـهـا تَـعْــلُـو عــلـى الأســتَـــارِ
80 – ومــن الـرجـالِ معـالـمٌ ومـجَـاهـلٌ *** ومن الـنــجومِ غــوامِـــضٌ ودَرَاري
81 – والناسُ مُشتَبِهُون فـــــي إيرَادهِم ***** وتَـبَـايـنُ الأقــوَامِ فــــي الإصـدَارِ
82 – عَمْرِي لقد أوطَأتُهُم طُرُقَ العُلى **** فعَـمُـوا ولــم يَـقـفـــوا عـلــى آثـــاري
83 – لـو أبصَـروا بِقُلُوبِهِـم لأستَبـصَـرُوا *** وعَمَى البَصَائِـر مِـن عَـمى الأبـصَـارِ
84 – هلا سَعَوا سَعيَ الكِرَامِ فأدرَكـــــوا ***** أو سَــلَّــمُــوا لــمــواِقِـــعِ الأقــــدَارِ
85 – ذَهَبَ التكَرُّمُ والوَفَـاءُ مــن الــــورى *** وتَــصَــرَّمَـــا إلا مــــــن الإشـــعَـــارِ
86 – وَفَشَت خِيَانَات الثِّقـاتِ وَغَيرهُـــمْ **** حــتــى اتّـهَـمـنَــا رُويَـــــةَ الأبــصَـارِ
87 – ولربما اعتَضَدَ الحَلِيمُ بِجَاهِـــــلٍ ***** لا خَيْــــرَ فـــــي يُمـنَـى بِغَـيْـر يَــسَـارِ
88 – لله دَرُّ الـنَّــائِــبَــات فَــإنَّــهـــــــــا ***** صَــدَأُ الـلِّـئَـــامِ وصَـيـقَــلُ الأحْـــرَارِ
89 – هل كنــــتُ إلا زَبـــــرَةً فَطَبَعنَـنِي **** سَيفــــــاً وأطلـقَ صَرفــهُـن غِـــــراري
90 – زَمَنٌ كأمِ الكلبِ تَرأَمُ جَروَهَــــا ***** وتَصُـدُّ عـن ولَــــدِ الهِزَبـرِ الـضَّـاري
--------
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي













التوقيع

لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

آخر تعديل تواتيت نصرالدين يوم 02-09-2024 في 10:48 AM.
  رد مع اقتباس