حكم المنية في البرية جاري ********* 1 – حُكــمُ المَنِيَّة في البَرية جارِ***** مــا هــذه الدنـيـا بدارِ قرارِ 2 – بينا يُرى الإنسان فيها مُخْبِراً**** حتى يُرى خبراً من الأخبارِ 3 – طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها **** صَفْـواً من الأقذاء والأكدارِ 4 – ومكلِّفُ الأيام ضـد طباعها ***** مُتًطلِّب فـي الماء جذوة نارِ 5 – وإذا رجوت المستحيل فإنما **** تبني الرجاء على شفيـر هارِ 6 – فالعيش نوم والمنية يقظة ***** والـمـرء بينهـما خـيال سـارِ 7 – والنفس إن رضيت بذلك أو أبت ***** مـنقـادة بأزمة الأقـدارِ 8 – فاقضــــوا مآربكم عِجالاً إنمـــا ***أعمـاركم سفرٌ مـن الأسفـارِ 9 – وتراكضوا خيل الشباب وبادروا****أن تســترد فإنهــن عـوارِ 10 – فالدهر يخدعُ بالمنى ويغص إن ** هَـنّـا ويهدم ما بنى بـبـوارِ 11-ليـس الزمان وإن حَرصتَ مسالماً * خُلُقُ الزمان عدواةُ الأحرارِ 12 – أني وترتُ بصارم ذي رونــقٍ *** أعــددتهُ لـطِــلابةِ الأوتـارِ 13 – زَرِدً فأحكم كل موُصِلِ حَلْقَــةٍ ** بحُبَابَةٍ فــي مـوضِع المسمارِ 14 – لو كنت تمنعُ خاض دونك فتيـةٌ ** منا بحـور عـواملٍ وشـفـارِ 15 – فَدَحَوا فويق الأرضِ أرْضاً مِنْ دَمٍ ** ثم انثنوا فبنوا سماء غُبَارِ 16 – قــومٌ إذا لبسوا الدروع حسـبتها*** سُحُـباً مزرّرةً علـى أقـمارِ 17 – وترى سيوف الدارعين كأنهـا **** خُلُـجٌ تُـمَــدُّ بـها أكفُ بحـارِ 18 – لو أشرعوا أيمانهم من طولها ** طعنوا بها عَوْضَ القَـنَا الخَطَّارِ 19 – شُوسٌ إذا عُدِمُوا الوَغى انتجعوا لها ** في كُلِّ أوْبٍ نُجْعَةَ الأمطارِ 20 – جَنَبُوا الجياد إلى المطِيِّ ورَاوَحُـوا ** بَيْنَ السُّروج هناك والأكْوَارِ 21 – فكأنما مَلَئوا عِيَاب دُرُوعِهِـمْ *** وغُمُـودَ أنْصُلِهـم سَـــرَابَ قِـفَــارِ 22 – وكأنما صَنَعُ السّوَابِغ عَــــزَّه **مــاءُ الحديـدِ فصـاغَ مـــاءَ قَــــرَارِ 23 – فتَدرَّعوا بمتُــون ماءٍ جــامـــدٍ *** وتَقَنّـعـوا بِحَـبَــابِ مــاءٍ جـــارِ 24 – أُسْدٌ ولكن يُؤْثِــــرُون بِزادِهِــــم ** وَ الأُسْـــدُ ليـس تَدِيــنُ بالإيـثَـارِ 25 – يَتَزَيَّنُ النــادي بِحُسنِ وجوههـم*** كَــتَــزَيُّــنِ الـهَـالاتِ بالأقــمَـــارِ 26 – يَتَعَطَّفُون على المُجاورِ فيهـم **** بالمـنْـفِـسَـاتِ تَـعـطُّـف الأَظــــآرِ 27 – من كُلِّ مَنّ جَعَلَ الظُّبى أنْصَـارَهُ ** وَكـرُمْنَ فاستَغْـنَى عَــــن الأنْـصَارِ 28 – والليثُ إن بارَزْتَــهُ لم يَعْتَمِــدْ **** إلا عـلــى الأنـيــــابِ والأظْــفَــارِ 29 – وإذا هـــوَ أعتقَلَ القناةَ حَسِبْتَهـا **** صِلاً تَـأبــطــهُ هـــزبـــرٌ ضــارِ 30 – زرَدُ الدِّلاصِ مِنَ الطِّعَانِ بِرُمْحِـهِ *** مِـثْـلُ الأسَـــاوِر في يـدِ الإِســوَارِ 31 – ويَجُرُ حِينَ يَجُـرُ صَعْدَةَ رُمْحِـهِ **** في الجَحْفَـلِ المُتَضَايِـقِ الجَــرِّارِ 32 – ما بَيْنَ تُرْبٍ بالدمـــاءِ مُلَبَّــــدٍ **** زَلِـــقٍ وَنَـقْـــــعٍ بـالطِّـرَادِ مُـثَــارِ 33 – والهونُ فـــي ظِلِ الهوينى كامنٌ **** وجلالــة الأخْطَارِ فــي الإخْطَارِ 34 – تَنْدَى أسِـــرَّةُ وجهــــهِ ويمينـه **** فــــي حـــالة الإعسار والإيسـارِ 35 – ويَمُدُّ نحو المكرُمــــــاتِ أنــامِلاً ***** لـلــرِّزْقِ فــي أثْنَائِـهنَ مَـجَــارِ 36 – يَحْوِي المعَالـــي غَالِبــــاً أو خَالِباً**** أبــــداً يُـــدَاني دونها ويُــدَاري 37 – قد لاح في ليلِ الشبابِ كواكــــبٌ * ***إنْ أُمْـهِلَتْ آلَــتْ إلـــى الإســــفارِ 38 – يا كوكباً ما كان أَقصرَ عُـــــمْرِه ******* وكذا تكونُ كواكـــبُ الأسحارِ 39 – أُثْنـي عليـه بإثْـــــرِه ولـو انّـــه **** لـــم يُـغْـتَـبَـط أثـنــــيتُ بــالآثــــارِ 40 – وهِلالُ أيامٍ مضى لــــم يَسْـــــتَدِر**** بَــــدْراً ولم يُمهَـل لـوقـتِ سِـــرَارِ 41 – عَجِلَ الخسُــــوفُ عليه قبلَ أوَانــــه **** فَـمحَــــاه قـبــلَ مَـظِـنَّةِ الإبْدَارِ 42 – واسْــتُلَّ مـــن أتْرابِه وَلِدَاتِــــــه *** كالمُقْلَــــةِ اسْــتُلَّتْ مِــــنَ الأَشْــــفَارِ 43 – فـكــأن قـلـبـي قـبـــرهُ وكأنـــــه ***** فِــي طَـيِّه سِــــرٌ مـــن الأسْـــرَار 44 – إن يُحتقـر صِغَـراً فَـــــرُبَّ مُفَـخَّــــمٍ**** يـبـدُو ضَـئِـيلَ الشّـخْصِ للنُّظَّــارِ 45 – إنّ الكواكـبَ فــــي عُلّوِ مَحلِّهــــــا ***** لـتُرى صِغَـاراً وهي غـيرُ صِغارِ 46 – وَلَــدُ المُعزَّى بعضٌه فَـــــإذا انْقَضى*** بَعْــــضُ الفـتى فالكلُ فــي الآثــارِ 47 – أبكِيــــه ثـــم أقــولُ مُعــــتَذراً لــه **** وُفِّقــتَ حيــــنَ تــــــركـتَ أَلأَم دَارِ 48 – جَــــاورتُ أعْدَائي وجاورَ ربَّــهُ **** شَتَّــــــان بـيـنَ جِـــوَارهِ وَجِــــوَاري 49 – أشـــكو بُعَادكَ لي وأنتَ بموضِعٍ***** لـولا الـــردى لسَمِعْـتَ فيه سِـرَاري 50 – والشـــرقُ نحوَ الغربِ أقربُ شُقَّـة ***** من بُعـدِ تِـلكَ الخمسةِ الأشْــــبَارِ 51 – هيهـــات قــد عَلِقَتْكَ أشرَاك الردى **** واعْـتَاقَ عُمْـــرَكَ عَائِـقُ الأَعْمَـارِ 52 – ولقـــد جريتَ كما جَرَيـتُ لغايـــةٍ **** فبلغْتَهَـا وأبـــوكَ فــــي المِـضْـمَارِ 53 – فــــإذا نطقتُ فأنــــتَ أولُ منطقــي **** وإذا سكـتُ فـأنتَ فــي إضـمـاري 54 – أُخــــفِي مـــن البُرحـاءِ نــاراً مثلمـا **** يُخفِـي من الـنـار الـزنادُ الواري 55 – وأُخَفِّضُ الزَّفَرَتِ وَهْـــــيَ صَوَاعــــدٌ *** وَأُكَفـكِفُ العَـبَـرَاتِ وهيَ جَـــوَارِ 56 – وشِــهَابُ زَنْدِ الحُزْنِ إن طَاوَعتُـــــهُ **** وَارٍ وإن عَــاصَــيْـــتُــهُ مُتَـوارِ 57 – وأكـــفُّ نِيـران الأسى ولرُبّمَـــا *****غُلِـبَ التّصَــــبُّـرُ فارتَمَـتْ بِـشَـرَارِ 58 – ثــــوبُ الريـاء يَشِـــفُ عمّا تَحْتَهُ ***** فــإذا التَحَـفــتَ بــهِ فـإنـكَ عَـارِ 59 – قَصُرتْ جُفوني أم تبَـــاعَدَ بَيْنَهَــا **** أم صُــوِّرَتْ عَـيْـنِـي بِـــلا أَشْـــفَارِ 60 – جَفَــــتِ الكَرَى حتى كأن غِرَارهـا *** عِـنْـدَ اغْتِـمَـاضِ العـيـنِ حَــدُّ غِــرَارِ 61 – ولو استَزَارَت رَقدةً لرمى بهــا ***** مــا بَـيـنَ أجْفَـانِـي مـــنَ الـتَّـيَّـــارِ 62 – أُحْيِي ليَالِي التِّمِّ وهــي تُمِتُنـــي **** وَيُـمِـيـتُــهــن تَــبَــلُّـجُ الأنــــــــوَارِ 63 – حتى رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَرْفَعُ كَفَّــهُ ****** بالضَّـوءِ رَفْـرَفَ خَيْـمَـةٍ مِـنْ قَــارِ 64 – والصُبحُ قـد غَمَـرَ النجـومَ كأنـه ***** سيـلٌ طغـى فطـمـا عـلـى الأنـوارِ 65 – وتلهب الأحشاءِ شَيَّبَ مَــفرِقي **** هــذا الضـيـاءُ شُـــواظُ تـلــك الـنَّــارِ 66 – شابَ القَذَالُ وكُلُّ غُصـنٍ صَائـــرٌ **** فَيـنَـانُـهُ الأَحْــوَى إلــــى الإزهـــارِ 67 – والشِّبْهُ مُنجَذِبٌ فَلِم بِيضُ الدُّمى **** عـن بِــيـضِ مَـفــرِقِـه ذواتُ نِــفَــارِ 68 – وتوَدُّ لو جَعَلَتْ سَـــوادَ قُلُوبِــــها *** وسَــــوَادَ أعيُنهـا خِضَـاب عِــذَاري 69 – لا تَنفِرُ الظَّبياتُ عنــه وقـد رأت **** كيفَ إختلافُ النَّبْـتِ فــــي الأَطْـوَارِ 70 – شَيْئَان يََنْقَشِعَـانِ أولَ وَهْلَـــــةٍ *** شَـــرْخُ الشَّـبَـابِ وَخُـلَّـةُ الأشْــرَارِ 71 – لاَ حَبَّـذَا الشّيْـبُ الوَفِـيُّ وَحَبَّــذَا **** ظِـــلُّ الـشَّـبَـابِ الـخـائِــنِ الــغَــدَّارِ 72 – وَطَرِي من الدُّنْيَا الشّبَابُ وَرَوْقُهُ *** فـإذا انْقَضَـى فقـد انقَضَـت أوطَـاري 73 – قَصُـرَت مسافتُـهُ ومـا حسنَاتُـهُ *****عـــــنــدي ولا آلاؤه بِـــقِــــصَــارِ 74 – نَزدَادُ هَمَّاً كلما ازدَدنـــــا غِنىً **** والفَقْـرُ كُــــلُّ الفَقْـرِ فــــــي الإكْـثَـارِ 75 – ما زادَ فَوقَ الزَّادِ خُلفٌ ضَائِــعٌ **** فـــي حــــــــادثٍ أو وارثٍ أو عَــــارِ 76 – إني لأرحَمُ حَاسِدِيَّ لِحَرِّ مــا ****** ضَـمَّـت صُـدُورُهُـم مــــــن الأوغَــارِ 77 – نَظَروا صنيع الله بي فعُيُونُهــــــم ***** فــي جَـنَّـةٍ وقلُوبُـهُـم فــــي نـــارِ 78 – لا ذَنْبَ لي كم رُمتُ كتمَ فَضَائِلي **** فـكـأنـمـا بــرقــعـتُ وجــــــه نـــهـارِ 79 – وستـرتُـهـا بتـواضُـعـي فتَطـلَّـعـتْ *** أعـنـاقُـهـا تَـعْــلُـو عــلـى الأســتَـــارِ 80 – ومــن الـرجـالِ معـالـمٌ ومـجَـاهـلٌ *** ومن الـنــجومِ غــوامِـــضٌ ودَرَاري 81 – والناسُ مُشتَبِهُون فـــــي إيرَادهِم ***** وتَـبَـايـنُ الأقــوَامِ فــــي الإصـدَارِ 82 – عَمْرِي لقد أوطَأتُهُم طُرُقَ العُلى **** فعَـمُـوا ولــم يَـقـفـــوا عـلــى آثـــاري 83 – لـو أبصَـروا بِقُلُوبِهِـم لأستَبـصَـرُوا *** وعَمَى البَصَائِـر مِـن عَـمى الأبـصَـارِ 84 – هلا سَعَوا سَعيَ الكِرَامِ فأدرَكـــــوا ***** أو سَــلَّــمُــوا لــمــواِقِـــعِ الأقــــدَارِ 85 – ذَهَبَ التكَرُّمُ والوَفَـاءُ مــن الــــورى *** وتَــصَــرَّمَـــا إلا مــــــن الإشـــعَـــارِ 86 – وَفَشَت خِيَانَات الثِّقـاتِ وَغَيرهُـــمْ **** حــتــى اتّـهَـمـنَــا رُويَـــــةَ الأبــصَـارِ 87 – ولربما اعتَضَدَ الحَلِيمُ بِجَاهِـــــلٍ ***** لا خَيْــــرَ فـــــي يُمـنَـى بِغَـيْـر يَــسَـارِ 88 – لله دَرُّ الـنَّــائِــبَــات فَــإنَّــهـــــــــا ***** صَــدَأُ الـلِّـئَـــامِ وصَـيـقَــلُ الأحْـــرَارِ 89 – هل كنــــتُ إلا زَبـــــرَةً فَطَبَعنَـنِي **** سَيفــــــاً وأطلـقَ صَرفــهُـن غِـــــراري 90 – زَمَنٌ كأمِ الكلبِ تَرأَمُ جَروَهَــــا ***** وتَصُـدُّ عـن ولَــــدِ الهِزَبـرِ الـضَّـاري -------- أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه