• كان صديقه..بل رفيق عمر وأخ..أراد أن يقوي العلاقة ويعمقها لمحبته له ، وكان دائماً يشكو من القطار اللعين الذي تجاوز شقيقاته بعد أن تدللن لزمن طويل ، فكل من جاء لخطبة إحداهن تفتقت أذهانهن عن عيوبه ، ذاك عيناه تصب إحداهما في الأخرى وذاك رجله اليمنى أقصر من اليسرى وذاك الخطيب لبكة..يتعثر في الكلام ، وكانت الأم تدعم بشدة تأليفات بناتها وتأففهن من كل خطيب!! وفرسان الأحلام لم يطرقوا الباب بعد !! والمواصفات المطلوبة غير متوفرة ، حتى غادر الساحة كل الفرسان ، وكل من يفكر في خطبتهن يتراجع خوفاً من الصد وجاء جيل آخر من البنات وولد هذا الجيل وأنجب وأصبح أطفاله يسعون إلى المدارس..ونسي الناس سيرتهن ولم يعد جمالهن حديث المجالس .
• كان هو الوحيد الذي فكر في صديقه وورطته التي تفاقمت بجلوس شقيقاته في البيت ورحيل والديه ، وتعمقت المأساة بعد زواجه حيث أصبحت زوجته وشقيقاته في حرب يومية..
• كان يشكو لصديقه :
- أصبحن مثل الخرز العالق في العنق ، دفعت أنا ثمن أحلامهن الباهتة ولم يعد ثمة من يطرق الأبواب أو تشده روائحهن.
• فكر في صديقه..وأراد أن يحمل عنه بعض العناء ليشاركه همومه..فكر بطريقة مثالية ساذجة ونادرة في نفس الوقت..واختار بينه وبين نفسه علياء..مازالت تحتفظ بجمالها ورشاقتها ، فاتحها في الأمر ، فوافقت على الفور..
• حمل فرحته إلى صديقه مفاتحاً له في الأمر ، وفوجيء بصديقه يستشيط غضباً وينتفض ناسياً عقد الخرز الذي طالما اقض مضجعه ولون أيامه بالتعاسة ..قال له:
- إذن أنت لم تكن أخي وصديقي ، بل تقربت مني سنوات طويلة من أجل علياء!! لم أكن أنا دنياك بل كانت علياء وأنا كنت عبارة عن جسر أبله!!
* لم يفهم لغة صديقه..لأول مرة لايفهمه ..غادر المكان بصمت مطبق دون حتى أن ينظر لصديقه ..لقد أدرك أنه ترك وجهاً آخر غير الذي عرفه..