|
فى ركنٍ هادئ
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...ixRpG30125P9-y فى ركنٍ هادئ (1) ============ أتأمل الكون والسموات من فوقى فأتعجب كيف أوجدها من أوجدها . فإذا قلت لى: لم يوجدها موجد ، إنما هى قائمة بنفسها هكذا منذ الأزل ، نشأ سؤالٌ أصعب: وكيف دبرت هذه الجمادات شموسا وأقمارا ونجوما وجعلتها تدور فى أفلاك محددة وسوت الأرض وجعلت فيها جبالا وجعلت فيها محيطاتٍ يتبخر ماؤها فتسقط الأمطار وتجرى الأنهار وتنبت الغابات الغزيرة ، ويتوفر الأوكسجين والغازات الأخرى الضرورية فينتفع بها الإنسان والحيوان ، وكيف نبتت فى الأرض نباتات متكاملة ومتنوعة يحتاجها جسم الإنسان والحيوان ، وكيف خبأت فى باطن الأرض معادن يحتاجها الإنسان فى حياته وبناء مدنه...إلخ إلخ؟ أهون السؤالين ، بلا نقاش ، هو السؤال الأول: كيف أوجدها من أوجدها؟ إذن من أوجدها قوة مطلقة القدرة ، لا نهائية العلم والحكمة . ولنسمى هذه القوة "الخالق" . أنزل لنا الخالق العظيم قرآنا عظيما لا يستطيع البشر الإتيان بمثله . وقال لنا إن هذا الكون له نهاية يقوم بعدها عالمٌ آخر وفيه يُبعث الموتى ويُحاسبون على ما كانوا يعملون فى الدنيا . واختصر عملية الحساب فى آية واحدة "فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرا يره" . </B></I> ********************************************** في ركنٍ هادئ (2) ============ ما جعلنا نؤمن بأن الكون أوجده موجد يتألف من بضع عوامل أولها العقل . فالاختيار بين الاحتمالين فى بداية المقال السابق ، وهما: إما أن يكون هذا الكون الهائل أوجده موجد أو أن يكون قائما بنفسه منذ الأزل...لمن عُرض الاحتمالان للمفاضلة بينهما؟ بالطبع عُرضا على عقولنا فاختار بعض العقول إيجاد موجدٍ للكون . والعامل الثانى: رسولٌ يرشدنا . والعامل الثالث: كتابٌ جاء به الرسول برهانا على صدق رسالته . ونحن نستقى معلوماتنا عن العالم الآخر من هذا الكتاب ، أى من القرآن الكريم . أخبرنا القرآن بأننا سنُبعث فى اليوم الآخر . ما هو اليوم الآخر؟ وكيف شكله؟ هل هو يومٌ مثل أيام الدنيا؟ ..استنتاجى بأنه ليس مثل أيام الدنيا ، فليست هنالك شمسٌ ولا قمر . ولا نطيل التأمل فى هذا الأمر ولا ينبغى أن يشغلنا فقد ذهبت الدنيا وولت حيث كان اليوم 24 ساعة وكنا نحتاج فيها إلى صباح وضحى وظهيرة ومساء وليل..إلخ ونحن الآن فى الدار الآخرة حيث لا معنى لنهارٍ أو ليل . ويدور فى خلدى بأن اليوم الآخر يومٌ واحدٌ متصلٌ لا غد له . ************************************************** ************************** فى ركنٍ هادئ (3) ============ الفقرة السابقة كانت عن عقولٍ اختارت وجود الكون بواسطة موجد . وهنالك عقول اختارت أزلية الكون وأن ليس هنالك موجد . هذه العقول تدخل فى دوامة طويلة من الأسئلة الملحة التى تحتاج إلى إجابات شافية . بعض هذه العقول عجزت عن ملاحقة الأسئلة لها فاستسلمت وآثرت أن تنأى بنفسها عن التفكير وسمّت طريقتها بال "لا أدرى" ، وارتاحت . والبعض الآخر يجيب ويجاهد فى إيجاد الإجابات . |
رد: فى ركنٍ هادئ
الخلود
ماذا لو أنك استيقظت ذات صباح وأخبرك رسول من الله بأنك خالدٌ في الحياة منذ تلك اللحظة . وأخبرك بأن عمرك سيكون ثابتا في الشباب . وأنك ستكون معصوما من المرض ومن الحوادث والألم . لا يحتاج بعد ذلك أن تطلب العيش في جنة وارفة تجرى من تحتها الأنهار . مجرد الخلود بلا سقمٍ أو ألم أو موت هو الجنة بعينها . |
رد: فى ركنٍ هادئ
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...3ScwN_3KE8oU-e المبدئ والمعيد ======== كنت كتيرا ما أحتار فى هذين الإسمين من أسماء الله الحسنى . حسنا ، المبدئ هو من يبدأ الشيئ . أى هو من لم يسبقه أحدٌ إلى وضع اللبنة الأولى أو تدشين بناءٍ ما . ولكنى كنت أحتار أكثر فى (المعيد) . هل المعيد هو من يعيد فعل الشيئ؟ أى من يكرره؟ كأن يخلق إنسانا ثم يكرر خلق الإنسان فيخلق إنسانا آخر؟ ثم آخر..إلخ إلخ . ولكنى لم أكن أرتاح لهذا التفسير . إذ كنت أتساءل: هل الإعجاز مثلا فى خلق خلية الحيوان ثم خلق خلية أخرى مماثلة ثم أخرى إلى أن تصل إلى ملايين الخلايا؟ ثم درسنا فى باب التطور فى العلوم أن بعض الكائنات الحية من البرمائيات كالسلاحف والضفادع والحيتان والورل والتماسيح والأسماك..إلخ إلخ مرت بأطوار مختلفة عبر ملايين السنين . ومنها ما كان بريا يتنفس بالرئتين ثم غزا البحر بسبب وفرة غذائه فى البحر أكثر مما هو فى البر أو بسبب الأمان من الأعداء فى البحر أكثر من البر..ثم اعتاد مع مرور الزمن على العيش فى البحر أكثر فتحولت رئتاه تدريجيا إلى خياشيم ليكون من سكان البحر الدائمين . والعكس صحيح أن بعضا من سكان البحر وجد رزقا أوفر وأمنا من الأعداء أكثر فى البر مما هو فى البحر فصارت إقامته تطول فى البر تدريجيا وتبع ذلك تحور خياشيمه شيئا فشيئا إلى رئتين . هنا راودنى إحساسٌ بأن إعادة الخلق ، هنا ، تبدو جليا أكثر ومنطقيا أكثر ووضوحا أكثر من التأويلات السابقة..والله تعالى أعلم . "قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده.." صدق الله العظيم |
رد: فى ركنٍ هادئ
سوء فهم بسيط
======= الخلاف بين المسلمين والتطوريين هو "سوء تفاهم" فقط . أنا كمسلم أرى آثار التطور فى بعض الكائنات الحية وأستند على الآية الكريمة (قال ربنا الذى أعطى كل شيئٍ خلقه ثم هدى) . إذن كل كائن حى خُلق على هيئة مبدئية . ثم تأثر بمرور الحقب الجيولوجية المختلفة فكان يتكيف مع كل حقبة ويتناسب مع ظروف المكان والزمان بدون أن يحدث له تغير جذرى فى هيأته الأساسية . الفرق بيننا وبين التطوريين الملحدين هو أنهم يقولون بأن هذا التطور كان من الطبيعة ونحن نقول بأن يد الله كانت هادية . والآية القرآنية دقيقة جدا حين قالت بأن الله هو الذى أنشأ الخلق المبدئى ثم كان سبحانه هو من هدى الكائنات الحية إلى أن تتكيف حسب الظروف المحيطة بها . |
رد: فى ركنٍ هادئ
عالم بلا خوف
======= أحلم بقوة سحرية هائلة غامضة لا تُرى تكون موجودة فى هذا الكون . قوة كقوة ملائكة الجحيم فى الآخرة تكون أشبه بريحٍ عاتية تدفع المجرم دفعا نحو اللظى فلا يملك مقاومة فهو يحس بالقوة ولا يراها . وغير مجدٍ أن يصيح فيها لتتركه فهى ليست إنسانا لتسمع وتتفاعل مع ما نقول . إنها قوة لا تعصى الله ما أمرها وتفعل ما تؤمر . أحلم بقوةٍ كتلك القوة . لا أحلم بأن أمتلكها بل أحلم بأن تكون موجودة فى هذا العالم الملئ بالاستبداد والغطرسة . قوة شفافة تُحسّ ولا تُرى . وتكون هائمة فى الهواء ولها مهمة واحدة هى توجيه لكماتٍ قاسية على بطن وصدر المستبد كلما استخدم قوته وبطش بالضعيف . لكمات كتلك التى نراها على شاشة التلفاز يوجهها أقوى المصارعين على بعضهم البعض بلا رحمة ويطيرون فى الهواء ويسقطون بكل أوزانهم الثقيلة على خصومهم حتى نظن بأنه الموت الزؤام . أحلم بقوى سحربة مثل تلك تصب جام غضبها على كل من يستغل قوته وعافيته وسلطته وعلى الملوك والأمراء والرؤساء الذين يُعذب المتهمون فى سجونهم فلا يملكون لأنفسهم دفعا للعذاب...لو كان أثيرنا مليئا بمثل هذه القوى الخفية لأُنصف كل مظلومٍ فى الأرض ولشاع الأمن والطمأنينة ولهدأ روع الضعفاء !! |
رد: فى ركنٍ هادئ
تحية للشعراء
منتدى نبع العواطف ليس كالمنتديات الأخرى . إنه منتدىً ذو نكهة خاصة . والسبب فى ذلك أنه منتدى شعراء . والمنتديات الأخرى منتدى أدباء بصفة عامة . أما الشعراء فإن لهم على عامة الأدباء درجة . ذلك لأنهم يُعنوْن عناية خاصة برقة الألفاظ وجمال المعانى مع الخضوع لحكم القوافى . دعنا نتأمل مثلا أبياتا مختارة من قصيدة (أبو الهول) للشاعر أحمد شوقى أبينك عهدٌ وبين الجبال _ تزولان فى الموعد المنتظر جعل الشاعر أبا الهول صنوا للجبال فى القدم والبقاء فى صمود حتى قيام الساعة فإن الحياة تفل الحديد _ إذا لبسته وتُبلى الحجر أبا الهول ما أنت فى المعضلات _ لقد ضلت السبل فيك الفكر تاهت العقول فى التفكر فى طول عمرك تحيرت البدو ماذا تكون _ وضلت بوادى الظنون الحضر وهنالك أبيات جميلة أخرى فى القصيدة وعلى مر العصور يتدفق السائحون على مصر لمشاهدة الاهرامات وأبا الهول . وهذا يذكّرنى بأبيات رائعة للعقاد : حىّ أرض الهرم _ كم بنت للبنين _ مصرُ أم البناة من عريق الجدود _ أمة الخالدين من يهبها الحياة _ وهبته الخلود |
رد: فى ركنٍ هادئ
القرآن الكريم ليس كتاب علوم ولا تاريخ ولا لغة عربية ولا فلسفة..إلخ إلخ . وهو لا يخاطب العقل فقط بل يخاطب القلب أيضا . فهو ذِكرٌ بمعنى أنه يذكرك دائما بالحياة الآخرة . ولذلك تعهد الله بحفظه . وهو الكتاب الوحيد الذى سيظل محفوظا على مر العصور . ومن اليوم فصاعدا سنستعرض هنا لمسات أدبية من القرآن الكريم .
|
رد: فى ركنٍ هادئ
"ونُرى فرعون وهامان و****هما منهم ما كانوا يحذرون"
ترتجف أوصالى عندما أعود بخيالى زهاء ثلاثة آلاف عام وأتخيل حكام مصر وجنرالاتها برئاسة الفرعون وهامان وهم يروْن بأعينهم ما كانوا يحذرون طوال السنين الخالية . أسوأ شيئ أن يرى الإنسان ما كان يحذر . |
رد: فى ركنٍ هادئ
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ .
هذه الآية تنقلنى بعقلى وخيالى وأحاسيسى آلاف السنوات إلى الوراء فى التاريخ وأكاد أرى الجيش وملكهم طالوت يخاطبهم بأن من يشرب من النهر لن يرافقه..فشربوا من إلا قليلا من المؤمنين أولى العزم . ولما واجهوا جالوت قالوا "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله" . إن القرآن - بجمال تصويره - يُلغى أثر السنين البعيدة وينفض غبارها من الأحداث الموغلة فى القدم ويُحيى فيها الدراما فتدب فيها الحياة وكأنها وقائع حديثة!! |
رد: فى ركنٍ هادئ
آيات كونية
====== أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ . لم يبدأ القرآن الكريم هذه الآية بالسؤال (ألم تر) بل بدأها بـ(أو لم ير الذين كفروا)..وهذا فى حد ذاته يدعو إلى التفكير . لماذا "الذين كفروا وليس كل الناس؟" . والشيئ الثانى هو أن السموات والأرض كانتا ما يشبه كتلة واحدة فى زمنٍ ما ثم حدث فتق أى انفصال بينها . نحن لا نفهم أكثر من هذا . وعلماء الغرب (وهم أو أكثرهم ملحدون) توصلوا بعد أبحاث علمية وفيزيائية طويلة إلى بدء الكون بانفجارٍ عظيم !! واختُتمت الآية بعبارة (أفلا يؤمنون) وهذا أيضا يدعو إلى تفكير !! |
| الساعة الآن 07:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.