المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا يستنشق العصفور دمه ويصلي


مشتاق عبد الهادي
06-07-2010, 09:49 PM
[ هكذا يستنشق العصفور دمه و يصلي ]

تقدم كما المنتحرين القدامى
وخذ ما تيسر لك من الموت
خذ ... فللأجراس فحيح يشبه الرحيل
خذ يا ابن الجرائد و الكلمات
يا ابن الشهوة والجماع المقدس
خذ يا ابن الصادق الملعون فضتك و امضي
فجميع الساسة والسادة هاهنا يكذبون
وأنت بحبرك المنوي صادق
هاهنا ختموا مصاحف كذبهم فانفلقت من حناجرهم حضارات من دخان
كلهم كاذبون ...
الحكومة ... تلك التي أسسها ملل السماء و عطر الدماء
كذبت عليك و علينا حين خبأت كلبها الشمعي تحت قبة البرلمان
وأحزابنا الذئبية كذلك كذبت
كذبت حين تاجرت بلحوم القنادس و تفاخرت بجلود الثعابين
ونحن بضوء فراشاتنا و عالمنا المفترض صادقون
بكل تناقضات الصهيل المقدس فينا ، صادقون
صادقون لأننا لا نقامر بجنادب الليل أو ... غنج الياسمين
لأننا لا نعوض الدم البرئ بالدولار الخبيث
لأننا حين نجوب في دهاليز الطب العدلي
لا نجد فرقا بين جثة أو أخرى
بل نجد في كل فم يغزوه الذباب صرخة عراق ذبيح
هنالك درجات للدم المسفوح في بلدي
دم أريق على جسر الصرافية لا يشبه بلونه ورائحته
ذلك الدم الذي سال على جسر الأئمة
دم تشظى وكتاب أريقت كلماته
لا يشبه الدم و الكتاب الذي وئد في شارع المتنبي
أقزام تنظر في نبل الدماء و خستها
دماء زرق ، و حمر ، و سود ، و حتى ... دماء بيض
لأي دم تراهم صنفوك ... ؟
بل كيف يصنفوك وأنت من ملك و عامي و عبد و نبي ... ؟
لكن لا ...
لم ولن يصنفوك حتى لا يفزع المحتل من فضة دمائك
ويرتد عن مشروعه الطائفي
إنهم دعاة فتنة
يجندون النهر ليحمل أشلائنا بعيدا عن حصانات اللصوص
صار للص حصانة في بلدي
وهؤلاء يقامرون بخيرنا و شرنا
لتكون باقات نصر في انتخابات قادمة
ترى على ظهر من ستلقى صخرة اللائمة ... ؟
على وطني المذبوح من النهر الي النهر ... ؟
أم على رأسي المملوء صراخا و ضجيج ... ؟
آه ... يا شياطين رأسي ...
بماذا تحاولين أن تحشين راسي ...
بالزر المفخخ الذي لصق يوما تحت مكتب الرئيس ... ؟
أم ... بإسلام الرؤوس المقطوعة الذي بشر به غربهم اللقيط ... ؟
إنها مؤامرة ...
وحق يمينك التي أنجبت القصائد يوما مؤامرة
مؤامرة أسسها الغرب و نفذها بامتياز شرقنا البليد
شرقنا بليد
بليد لأنه فصل من العمامة ربطة عنق غليظة
و حبل مشنقة أنيق
بليد لأنه وضع الفخاخ على دروب الجمال
حتى لا تتخدش مزارع العاقول
وأنا ... في كل قطرة من دماء الوقت ابكي
وأحصي ما تبقى من المصائب و ألهزائم
وارى في أفقنا الرخوي المزيد
جنيننا المنتظر تجهضه النساء كي لا تراه في يوم وزير
أو لأقل بصراحة الغزلان (( حرامي ))
تقلع آنسات اللهب عن الاقتران
حتى لا تكون يوما زوجة لزاني أو ...
حرما لسعادة (( الحقير ))
رجم الرجال طموحهم
كي لا تجمعهم انتخابات الجنون القادمة
تحت قبة (( الكاولية ))
وهرول الشبان بعيدا عن أسوار مدارسهم
حتى لا يكونوا سوطا في يد جلاد سمين
آه ... تعبنا من الموت المعلب فأتونا بموت طازج و ندي
تعبنا من اله يأمر في كل لحظة بقتلنا
ومن دين يحل على يد القذرين ذبحنا
آه ... أي اله أو أي دين جاءنا من قندهار اللعينة
لذلك تعبنا من العراق ... تعبنا من العراق
وتعبنا كذلك من دعاة النفاق
فيا أيها الناس ...
احذروا تلك التكتلات الدينية
فبرامجها ... ستدفعنا حتما إلى حرب طائفية
أيها الواهمون الجدد ...تراجعوا حتى لا يغضب الله من عبثكم بنا
فالدين اكبر من أن تحتويه معامل التعليب الحزبية
والكتاب المنزل أعظم من أن تطبقه سياستكم العرجاء
لأجل ذلك و لكثرة الرؤوس المفخخة في البلاد ...
شنقت العصافير
وصار يجوب البساتين سواد عنيد
وراحت الغربان تؤسس في صميم وجودنا مجدا ...
من العار والدمار والتكرار و الأحجار والأسوار
يهز الأمريكي نخلنا فينهال على ظهر البارجات جمارنا البري
ويهز الأفغاني عجيزته لتنفجر
فتنهال على كونكريت الطب العدلي جثثنا
وهاهم إلى ألان يعبرون
كبهائم النابالم ، يعبرون حدودنا وينفجرون
للجهاد على بسمة شفاه العراق عابرون
للثورة على رماد الفينيق الشامخ بنا يعبرون
فيا من جئتم بجلبابكم المفخخ تراجعوا
إن جهادكم رجس من عمل الأفغان فاجتنبوه
ترى ...
بماذا تنبئكم هذه الارتال الطويلة ... ؟
بمزيد من ضحايا السيطرات الوهمية ...
بمزيد من الكتل الكونكريتية
أم بمزيد من أمراء أللطيفية
هل هذه هدية ... ؟
تلك الطائرات المحملة بالأفغان والألغام
تلك الهمرات التي ترسل في كبد الطرقات
قبراة الليل المفخخة
ونحن ببراءة الأيائل ظنناها هدية
وحق الجثث المجهولة الهوية
والراحلون إلى الآخرة بلا وصية ... ظنناها هدية
وصدق جدي المعمم بجهله
فقد حذرني من الفرح بهدية
من كف يهودية ...

***
مشتاق عبد الهادي

من تاريخ اغتيال الصديق الشاعر رعد مطشر
إلى الأحد 22/7 /2007 بغداد
وقراءة في يوم الخميس 26 / 7 / 2007
مهرجان ألجواهري
قاعة اتحاد الأدباء بغداد

عبد الرسول معله
06-07-2010, 11:35 PM
لا أدري كيف أكتب فقلمي تخدر عندما قرأ النص المضمخ بالدم

فأنا أكره دماء الحيوانات فكيف بحياة البشر الأبرياء الذين تزف أرواحهم إلى الموت

أصبت كبد الحقيقة حين وصفت الأشرار بما يليق بهم من الأوصاف حتى أحسست

أنك تنطق عما يدور في خلدي من شؤون البلد الذي يضمني وأنت واحترقنا بالنار التي أحرقته

بصراحة سمرتني أمامك لا آخذ ولا أعطي فاعذرني إن قصرت في حقك لأنك أثرت الجراح التي لم تضمد بعد

تحياتي ومودتي

مشتاق عبد الهادي
06-08-2010, 12:36 AM
استاذي الفاضل
والمبدع الراقي
عبد الرسول معلة
وانا ايضا فلتت مني الكلمات
اسف ان اججت فيك وجعا
فمثلك لا تليق فيه غير الاوجاع النبيلة
اشكر تعاطفك ومرورك الرائع
تقبل فيض محبتي واحترامي

وطن النمراوي
06-09-2010, 10:19 PM
دعني أثبتها الآن ثبتك الله على حب الوطن
ثم لي عودة إن أذن الرحمن أستاذي مشتاق
و اسمح لي بتكبير حجم الخط

مشتاق عبد الهادي
06-09-2010, 10:28 PM
المبدعة
وطن النمراوي
ياكتلة معجونة بحب من وطن وجمار
مرورك الرائع والتثبيت
ادخلى السرور على حروفي
تقبلي فائق المحبة والاحترام

سمية اليعقوبي
06-09-2010, 11:53 PM
سيدي لله درك ما أروع حرفك

وما أرقى ما تجود به قريحتك

قصيدة رائعة حقا تستحق البقاء بين النجوم

كتبت بوجع يدمي القلوب

وكأن كل حرف يئن بزفرات أنهكها سواد الوجود

دمت مبدعا سيدي

تقبل مروري

تحيتي واحترامي

مشتاق عبد الهادي
06-10-2010, 12:01 AM
المبدعة والرائعة
سمية اليعقوبي
نبل منك هذا المرور وهذه الكلمات التي قد لا استحقها
تقبلي وافر الود والاحترام

رائدة زقوت
06-10-2010, 10:44 AM
المبدع دوما مشتاق
كلمات يقشعر لها البدن
رائع أنت في كل حروفك
قصة أو قصيدة نثر
تنقل الوطن معك
حمى الله العراق وأعاده قويا شامخاً
تقبل مروري المتواضع بحرفك الذهبي
تحياتي ومودتي

مشتاق عبد الهادي
06-10-2010, 06:27 PM
المبدعة والراقية
رائده زقوت
اشعر ان الاجناس الادبية في طريقها للتوحد
على عكس بني البشر
دمت لي ودام هذا المرور الكريم
تقبلي احترامي

سولاف هلال
06-10-2010, 10:48 PM
المبدع مشتاق عبد الهادي
هذه هي المرة الأولى التي أقرأ لك فيها قصيدة نثر
وللمرة الثانية أقول لك
حروفك كبريق الماس تخطف الأبصار
لكنها الآن خطفت قلوبنا أيضا وأدمعت العيون
رائع أنت في كل ما تكتب
حفظك الله وحماك
تحياتي

مشتاق عبد الهادي
06-10-2010, 11:14 PM
استاذتي الرائعة
المبدعة سولاف هلال
لك في كل مرور شتلة رازقي تغرسينها في صميم النص
دمت لي ودام مرورك الراقي
هذه القصيده الثانية في نبع االمشاعر الاولى كانت بعنوان
(عتمة مشهد لذيذ)
تقبلي حزمة ازهار واكليل من الغزلان
مع كثير من المحبة والاحترام

سعدون جبار البيضاني
06-11-2010, 11:44 PM
القاص والشاعر المبدع مشتاق عبد الهادي
محبتي
نص يفيض جمالا وحزنا وبهاء
لك الله ياعراق ..لك الشعر والمحبة
ولك الشكر يامشتاق

مشتاق عبد الهادي
06-11-2010, 11:50 PM
استاذي وصديقي الرائع والراقي
المبدع
سعدون البيضاني
مرورك الجميل يعطر النص بالكثير من التميز
اشكر مرورك ايها الصديق اللدود
تقبل محبتي

شاكر القزويني
06-12-2010, 01:13 PM
رائع ألمك أيها الأخ الحبيب وأليف حد الإشتباه بالنسب والتسمية ..أضأت محراب الوطن بأغاني الجرح وصليت صلاة الغائب عن السعادة .. فشكرا لجمارك الجنية القلب .

يكتنز النص بحبكة عالية وسردية تأرجحت ـ على الظاهر بسبب الإنتماء الأدبي للشاعر ـ في مقاطع متعددة بين المباشرة حينا والشاعرية التي تشتغل على الصورة والرمزية حينا آخر .. مما أصاب النص في بعض مفاصله بالترهل .. إلا أنه وعلى الرغم من هذا إستطاع الشاعر أن يمسك بتلابيب الموضوع بحرفية ممتعة ليمخلق لنا نصا جميلا يسيتحق الثناء .. محبتي وتقدري .

مشتاق عبد الهادي
06-12-2010, 01:37 PM
الاستاذ المبدع
شاكر القزويني
يتفاخر النص باقييمك الثمين
ولكن اين انت ايها الاستاذ الرائع
كل النصوص بحاجت لحضورك المقدس
تقبل محبتي واحترامي

عواطف عبداللطيف
06-14-2010, 12:40 PM
تعبنا من الشعارات
ومن دعاة النفاق
الدين أسمى من أن تتم المتاجرة به
ولكنهم تناسوا إن هناك بشر
وهم يتصارعون

فتحت جرحي
ودمي بدأ ينزف
ليوقف سيل حروفي
حماك الله ياابني
تحياتي

مشتاق عبد الهادي
06-14-2010, 04:45 PM
المبدعة والاستاذة الراقية
روح النبع
عواطف عبد اللطيف
مرورك بلسم لجراحات النص
شكرا على هذا المرور الراقي
تقبلي اسمى معاني الود