المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلومات عن حكاية بنت ألمعيدي


علي الربيعاوي
10-01-2013, 09:12 PM
معلومات عن حكاية بنت ألمعيدي
------------------------
اولا :::/// الحكاية الجنوبية، إن بنت المعيدي فتاة من منطقة الأهوار، اسمها ( جميلة **) ولدت في عام 1904 في لواء العمارة (حاليا محافظة ميسان) وإحدى الروايات الفرعية تؤكد أنها ابنة أحد الشيوخ*&* بينما تقول رواية أخرى إنها ابنة فلاح بسيط، بينما ترى رواية ثالثة أنها ابنة أحد مربي الجاموس من سكنة الأهوار الذين يطلق عليهم اسم (المعدان ** ).تبدأ القصة بحادثة مفادها أن ضابطاً إنكليزيا في حقبة الثلاثينيات وكان ضمن الحملة البريطانية على العراق، شاهد بمحض المصادفة هذه المرأة فبهره جمالها، ووقع في غرامها*&* يسأل الضابط عن عائلتها، وحاول اقناع بعض المقربين من اهلها للزواج منها، وأمام الرفض الشديد يصل الأمر بهذا العسكري إلى أن يرسل وفداً من وجهاء وشيوخ مدينة العمارة لطلب يد الفتاة الجميلة.. إلا أن والدها وعشيرتها يرفضون بشدة تنفيذ رغبة هذا البريطاني المحتل*&* وتنقل الرواية عن أحد أعمام الفتاة احتجاجه الشديد بقوله:::::"أما يكفي احتلالهم للعراق*&* هذه المرة يريدون الزواج من بناتنا.." ويتواصل سرد الحكاية إلى منعطف دراماتيكي عندما يبيت الضابط في سره أمراً خطيراً*&* فقد وضع خطة لخطف بنت المعيدي والرحيل بها إلى بريطانيا، وبالفعل حقق مراده وخطف الفتاة وحلق بها على متن طائرة عسكرية، ليتزوجها وينجب منها ولداً*&* شظايا وحكايات ثم تتشظى نهاية الحكاية إلى حكايات تختتم دائماً بنهايات مأساوية، إذ يتبين لنا أن هذا الضابط واسمه (نكسن **) كان متزوجاً، وأن زوجته البريطانية أرادت أن تنتقم من السيدة التي جاء بها زوجها من أهوار الجنوب العراقي، فعمدت على قتل رضيعها بطريقة بشعة، فجن جنون بنت المعيدي فقتلت الضابط وزوجته وهربت متنقلة بين البلدان إلى أن حطت رحالها أخيراً في قريتها الأولى، بينما يروي آخرون أنها رفضت الزواج منه، وقفزت من الطائرة وهربت إلى أعماق الأهوار لتعيش هناك حياة بدائية معتمدة على صيد الأسماك، وفي كل الحالات يعبر العسكري البريطاني عن غرامه ويرسم لوحة رائعة لتلك السيدة الجميلة التي رفضته*&*
ثانيا :::/// تفاصيل القصة التركمانية القادمة من مدينة كركوك الشمالية لا تختلف عن قصة مدينة العمارة الجنوبية*&* تقول القصة إن الفتاة الجميلة تنحدر من عائلة تركمانية فقيرة الحال وكان أبوها يعمل تبانا (صمانجي **)، يسكن محلة (القلعة **) التاريخية، وفي يوم من الأيام وعندما كانت الفتاة تنظف عتبة الدار صادف مرور مجموعة من الضباط الإنكليز، فبهر أحدهم بجمالها*&* وتقدم إلى أهلها مع بعض الوجهاء والمتنفذين في المدينة طالبا يدها للزواج، وأمام رفض والديها بسبب اختلاف الدين، أعلن الضابط عن استعداده لاعتناق الدين الاسلامي ثمناً للاقتران بها*&* و بعد عدة محاولات عديدة باءت بالفشل مارس الضابط الانكليزي ضغوطاً نفسية ومادية وحكومية، وتم زواجه منها وبعد زواجهما غادرا مدينة كركوك إلى لندن ليعيشا فيها عيشة سعيدة*&* وقد استعان الزوج - كما تروي الحكاية - بأحد أشهر الرسامين الإنكليز ليرسم له لوحة (بورتريت **) للسيدة فانتجت فرشاته هذه القطعة الفنية الرائعة التي أرسلها الزوج من باب الوفاء الى أسرتها لليخفف عنهم وطأة فراقهم لابنتهم، فكان أن انتشرت الصورة بشكل سريع بعد أن قامت شركة بريطانية بطبعها وتوزيعها على نطاق واسع لتزدان بها بيوت قلعة أربيل بوصفها (بنت المحلة **) وانتشرت الصورة بسرعة في المدن العراقية الأخرى*&* بينما تذهب رواية أخرى إلى اتجاه مختلف تماماً عندما، تعمد عائلة الفتاة إلى إبعاد الإبنة عن الأنظار حتى لا يقتفي أثرها أحد، وقيل إنها أجبرت على الإقامة في إحدى دور أقاربها تحت حراسة مشددة لحين رحيل الضابط.وأن اللوحة المرسومة للفتاة ما هي إلا نتاج لفرشاة هذا الضابط الفنان الذي لم يجد حلاً سوى أن يرسم هذه اللوحة لتعوضه عن فتاة أحلامه*&*
ثالثا :::///الأكراد العراقيون لديهم بدورهم قصة تلائمهم عن صاحبة الصورة فهم يسمونها (كيجي كافروش **) الفتاة الجميلة والجذابة والساحرة، وقد شاعت صورتها في بيوت الأكراد، بل أصبحت معياراً للجمال الصارخ، حتى أنهم يقولون في معرض وصفهم لأي فتاة جميلة "إن جمال فلانة كجمال كيجي كافروش"** كما اشتهرت في مطلع خمسينيات القرن الماضي أغنية للمطرب الكردي حسن زيراك تتحدث عن كيجي كافروش*&* وخلاصة الحكاية الكردية التي تعتمد كشقيقتيها العربية والتركمانية على الثيمة ذاتها*&* أي أن عسكريا بريطانياً بهر بجمالها، فاختطفها وحاول نقلها في طائرة متوجهة إلى لندن، لكنها قفزت من الطائرة رافضة أن تتحول إلى أسيرة، ومن يومها تحولت كيجي كافروش إلى أسطورة كردية*&* وسارع الفنانون لرسم لوحة لهذه السيدة الجميلة ذات الشخصية المتحررة والقوية*&* أصل اللوحة غير أن ما هو مرجح بقوة أن لوحة (بنت المعيدي **) أو (كيجي كافروش **) سواء أكانت تعتمد على حقيقة أم أسطورة نسجها الخيال الشعبي العربي أو الكردي أو سواه، رسمت بفرشاة فنان غربي، ذلك أن بناء اللوحة وألوانها وطريقة جلوس السيدة وتفاصيلها، يشابه كثيراً بناء لوحات الفنانين المستشرقين الغربيين الذين اهتموا بهذا النوع من الأعمال الفنية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر*&* كما أن ملامح السيدة الصغيرة وملابسها لا تتفق وملامح فتاة عربية من جنوب العراق أو من أهواره، ويرى الفنان التشكيلي الكردي ( آزاد شاواكي **) إن ملامح الفتاة وملابسها تبدو من جورجيا *&* الغريب أن الاهتمام الشعبي بهذه اللوحة وما نسج حول صاحبتها من حكايات تعدى حدود العراق كثيرا، ليجد صداه في كل من سورية وفلسطين وإيران وتركيا وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وخاصة جورجيا، وتبتعد أصداء الصورة في الجغرافيا كثيراً لتصل إلى غرب أفريقيا، قال أحدهم إنها مغربية الأصل، وإنها فتاة من مراكش اسمها الحقيقي فاطمة أو فطومة المغربية*&* ودليله على هذا الادعاء، أنها تعرف بهذا الاسم في كثير من مدن بلاد الشام.المدهش أن فنانين شعبيين من معظم هذه البلدان تصدوا لإعادة انتاج اللوحة، حتى أصبح من الصعب تحديد اسم الفنان الأول الذي رسمها*&* وأي كان انتماء صاحبة اللوحة، وحقيقتها، فإن التعلق الشعبي بها، في مختلف مناطق الشرق وخاصة في العراق وما حوله من بلدان، ونسج الحكايات الأسطورية المعروفة عنها يعبر عن نزوع نفسي تعويضي، وشكل من أشكال المقاومة الثقافية والجمالية للمحتل الغاصب الذي لعب دوره الضابط الإنكليزي المسلوب العقل بينما لعبت السيدة صاحبة الصورة دور الضحية، التي نراها تارة تقاوم وترفض وتارة أخرى تقنع بمصيرها، غير أن التكرار البصري للوحة وتكرار حكايتها، سمح للمخيلة الشعبية أن تضيف في كل مرة ما يلائمها من سيناريوهات لتعزيز ثقافة الرفض المستمر للغزاة*&* وعزز صمود ظهور السيدة الصغيرة بجمالها البريء المتحدي، وحولها مع التكرار إلى أسطورة لا تهزم*&*غير إن اختفاء الصورة من حياة الناس بداية عقد السبعينيات، يؤشر حقيقة دخول تلك المجتمعات إلى منطقة ثقافية جديدة، فقد شاع استخدام التلفزيون، ودخل بيوت الفلاحين والعمال، كما دخلت أجهزة الفيديو إلى جانب التلفزيون ليمارس الجميع لعبة التكرار المحببة والجديدة للصور الحية، إلى جانب التلفزيون والفيديو توفرت وسائل تقنية جيدة ورخيصة لطباعة الصور أتاحت لكل فرد اختيار ما يعجبه من صور ويعلق ما يشاء منها على جدرانه، فقد أصبح الحصول على بوستر كبير للمطربة المحببة أو للمطرب المفضل أمراً ميسورا للجميع، كل هذا كرس في بحر عقد من الزمان منطقاً جديداً للصورة، وهيأ لتشكيل أسطورة ثقافية جديدة يلعب بطولتها هذه المرة ممثلون ومطربون ونساء ونجوم بينهم لاعبو كرة قدم، وأبطال لرياضات رفع الأثقال، أوالملاكمة، أبطال معروفون للجميع. كما شاعت في عقد السبعينيات بوسترات اقتناها عدد كبير من الناس لصور رومانسية معبرة عن الحب والبراءة والقوة*&* فوق كل هذا انحسر الاستعمار بشكله المباشر واختفى تماماً، بل أصبحت أيامه مجرد ذكرى بعيدة، كل هذه المتغيرات اضطرت (بنت المعيدي** ) أو (كيجي كافروش **) أن تغلق نافذتها وتنسحب بعيداً عن حياة الناس وأذواقهم وصراعاتهم، مكتفية بإطلالات متباعدة لم تعد تعني أحدا ......
--------------------------
مع تحيات ابو عمار الربيعاوي

عواطف عبداللطيف
12-15-2013, 04:01 AM
الأستاذ علي الربيعاوي
هناك عدة روايات
تقول الحكاية، إن بنت المعيدي فتاة ذات حسن وجمال، اسمها جميلة ( او ليلى ) ولدت في لواء العمارة (حاليا محافظة ميسان) تبدأ القصة بحادثة مفادها أن ضابطاً إنكليزيا في حقبة الثلاثينيات وكان ضمن الحملة البريطانية على العراق، شاهد بمحض المصادفة هذه المرأة فبهره جمالها، ووقع في غرامها. ويتواصل سرد الحكاية إلى منعطف دراماتيكي عندما يبيّت الضابط في سره أمراً خطيراً.. فقد وضع خطة لخطف بنت المعيدي والرحيل بها إلى بريطانيا، وبالفعل حقق مراده وخطف الفتاة وحلق بها على متن طائرة عسكرية، ليتزوجها وينجب منها ولداً!!
وأخرى تقول
إن صاحبة الصورة من أهالي (السدة) وبالتحديد من السكنة القاطنين في (محطة سكة الحديد في السدة ) . وهؤلاء القاطنون من الناس الذين احترفوا صناعة اللبن والجبن والقيمر حتى ضرب المثل الشعبي بـ (القيمر السداوي) فقيل (كيمر السدة) . هذه المواد كما نعرف مستخرجة من حليب الأبقار والجاموس التي يربونها وقد أطلق عليهم اسم (المعدان).
وعادة يتوقف القطار القادم من بغداد إلى البصرة وبالعكس في هذه المحطة طويلاً … وحيث النساء يحملن القيمر والجبن واللبن لبيعه إلى المسافرين وكان أغلبهم – كما مر ذكره – من الجنود .. ونتيجة لتكرار السفر أولاً والتوقف الطويل ثانياً فقد أعجب أحد الضباط الانكليز بإحدى بائعات القيمر تلكم، ( فسرقها) و( تزوجها) … وتتكرر حكاية سفره إلى انكلترا وأصل الصورة وأطلق عليها ( بنت المعيدي) …
ويقال
أما الحكاية الأخيرة التي يتداولها البعض من شيوخنا فهي: إن صاحبة الصورة من أهالي (طويريج) (كانت تابعة للحلة) ويعود زمنها – زمن الحكاية – إلى أيام بناء جسر (طويريج الحديدي) الذي ما زال قائماً .. حيث بُـني من قبل الانكليز بدليل وجود العلم الانكليزي على أعمدته الوسطى حتى الآن .. فأعجب ضابط انكليزي بإحدى النساء اللائي كن يمرن بجانب بناء الجسر فأحبها وأغراها و(سرقها) و( تزوجها) وتتكرر الحكاية .

ولكنها تبقى هي تلك الصورة التي اش في ذلك الزمان
شكراً
دمت بخير
تحياتي

الدكتور اسعد النجار
04-23-2014, 08:26 PM
حكاية معروفة رواها الرواة بصور متعددة ولكنها تحمل معنى واحدا

شكرا لهذا الاختيار